تكملة ......
ليحصل على أعظم ترتيب لأستحضار الروح السوداء كما جرت العادة للمنضمين من عائلة شتروفا أو سيزار أو كوشناف فقط ...!هز اليكسس برأسه ثم ردد الكلام كله بثقة وعاد ينظر إلى ابوه الذي توقف عن التركيز وفتح عينيه ثم ردد بقوة وعزم :
_ أنسى أنك ابن الكزاندر شتروفا الآن ... انت في هذه الحين مجرد عضو صغير يا اليكسس .... وعليك أن تثبت الندية للمنتسبين الجدد ... وتنتزع اخ يشاركك ويعلمك حياة المنظمة وتعاليمها ... اختر الافضل
ظهور الند العتيد
اقترب منه ابوه ثم خلع ثوبه الأبيض ليظهر ببنطال أحمر قصير بعض الشيء .... رمى الثوب ثم أزاح عن أكتافه شال ذهبي طويل وبدأ يلفه على خصر اليكسس وهو يقول بحنكة وكأنه المعلم :
_ لا تضرب الوجه ولا تتمادى مع عدوك فيتمادى اليكسس ...
هز رأسه وردد بعزيمة :
_ دا ... >> نعم بالروسي ^^
فتح الباب ودخل شاب بشعر احمر يبدو في عمر اليكسس ... كانت هيئة الفتى من حيث الملبس كهيئة اليكسس ... وقف اليكسس مواجهاً له ثم قال وهو يقطب حاجبيه :
_ لست نداً لي ..
لم يرد عليه الفتى وبدأ بالعراك .. كان عراكاً بالأيدي ... وتشابكاً واليكسس يحاول أن يعلو على الفتى فيصرعه ... ومع طول المحاولة رفس اليكسس قدم نده فهوى أرضاً فما كان من اليكسس إلا أن رمى بنفسه عليه وثبته ثم أخذ يضربه بعنف حتى افقده وعيه .... قام اليكسس عنه بأمر من الرئيس وحدق بأبوه الذي استقر فوق عرش مزين بالفضة الخالصة... عليه نقوش لفهد كبير مرقط مصنوع من البرونز .... ابتسم الكزاندر ثم أمرهم بأن يدخلوا غيره ... ودخل فتى اسود الشعر وبدأ يتعارك مع اليكسس ومنذ البداية علم اليكسس بأن الفتى لديه عرج فاستغل الفرصة وضربه على القدم الموجوعة ثم اطاحه ارضاً وفعل به مثل سابقه ...
وهكذا يدخل الفتيان ويغلبهم اليكسس حتى انهى على خمسة فتيان ... نظر إلى ابوه عالياً فوجده يهمس في أذن الرئيس الواقف بجانبه ... رفع الرئيس رأسه ثم اشار للرجال ففتحوا باباً اسود صغير ليخرج منه فتى بشعر أسود طويل جداً وعينان تماثلان عينا اليكسس جمالاً وزرقة ... انحنى له الفتى صاحب السبعة عشر عاماً وعرفه بنفسه قائلاً بسرور :
_ زايوف سيترا شتروفا ... أبن عم الكزاندر زايوف شتروفا ... تشرفت بك يأبن العم ...!!
اتسعت عينا اليكسس وبدا وكأنه سعد لرؤية قريب له أخيراً ... بدا زايوف بجسد ذو بنية جيده وكأن عينيه عيني الكزاندر الساحرة ... واشتبكا ... كان اليكسس يعرف بأنه الأختبار الأصعب من حيث قوة بدنه وجودة قوته ... وبدأ بالأيدي أولاً حيث امسكا وشبكا ايديهم بايدي بعض ..ولأن زايوف كان اطول واكثر قوة جذب اليكسس نحوه ثم اطاح بجسده ارضاً ليوقع اليكسس فوقه ثم يستحكمه بكل جسده ... بدا اليكسس يقاوم خصوصاً وأنه كان موجهاً نحو ابوه بينما كان زايوف يشد ذراعيه إلى الوراء ... عض اليكسس على اسنانه ثم قاوم حتى قام من على زايوف وابتعد عنه ... مرة أخرى أشار زايوف لأليكسس بأن يقترب .. وعادا ليتشابكا ولكن هذه المرة أستغل اليكسس كون زايوف ذو ساق طويلة واطاح به سهواً ثم جلس فوقه وبدأ يلكمه بقوة ... اوقفه زايوف ثم انقلب عليه واتخذ المرتبة العلوية وبدأ يلكمه بقوة اكبر حتى ادمى وجه الصبي لكن ليس اليكسس الذي يستسلم بسهولة فقد ضرب زايوف بساقه ثم ابتعد عنه وعاد وانقض عليه كالفهد الشامخ وتعارك مع غريمه الفتي ... وهكذا حتى انتهت المبارة بفوز زايوف على اليكسس لأنه اخضعه ارضاً ولم يعد بأمكان اليكسس الذي اخذ يحدق بعيني ابوه الغاضبة وهو يقوم من كرسييه لينزل عبر الدرج نحوهما ... ابعد زايوف يد المساعد عنه والتي كانت تلاطف جرحه ثم اقترب من اليكسس وعاد ورفعه من شعره ثم قال بجفاء وقسوة :
_ انت ندي ... منذ اليوم وصاعداً ستتعلم الكثير شتروفا ...
ثم انزله برفق وضمه إلى صدره امام دهشة الجميع وصاح بحبور :
_ ايه ... لدي أبن عم بطل ... نعم ... بطل
ابتسم اليكسس ثم بصق الدم الذي ملء فمه الصغير واحاطه ايضاً مبتسماً بسعادة :
_ انت ندي وأخي ....
وصل أليهما الكزاندر ثم قال بجلال :
_ وهكذا فليكن ... منذ اليوم .. اليكسس هو اخو زايوف ... لا يخونه ولا يكذبه وان اراد شيئاً كان له عبداً ورئيساً .. وان غدره كان لزايوف حقاً في قتله ... وان خان زايوف اليكسس كان لأليكسس الحق في قتله ..!! وعلى هذا تم الوعد والآن تصافحا ...
تصافح زايوف مع اليكسس ثم ردد بسعادة :
_ منذ الغد سأعلمك كل شيء يا أخ ...
_ ستأتي عندنا ...؟؟
امسك الكزاندر باليكسس ثم رفعه عالياً ووضعه على اكتافه ثم صاح مسروراً امام الجميع مغتبطاً بابنه :
_ هذا وريث شتروفا ... وذاك نائبه
ارخى اليكسس راسه على رأس ابوه وسأله وهو يسعل قليلاً :
_ سياتي زايوف عندنا ...؟؟
_ ستعلم ما أن تفيق ....!!
وغمز لزايوف الذي مشى معه نحو المخرج ... كانت هذه العادة عند استقبال فرد من العائلة المحترمة .. بينما الأشخاص العاديون فهم ذوو طقوس مختلفة وان كانت تتشابه في بعض الأشياء ..
فتح اليكسس عيناه ليجد شايون تمسح وجهه بماء الورد البارد ، رفع رأسه ثم تمتم باستنكار :
_ كيف جئت هنا ...؟؟
اشارت له شايون أن يخفض صوته ... تنبه اليكسس إلى سيزار الذي كان ينام جانبه بينما ارتاح الكزاندر بجانب المدفأة ... لفحته شايون بمشلحه الأحمر الصغير ثم همست وهي تقبل جبينه :
_ انت بطل ...
_ علمتي ...؟؟
ابتسمت شايون ثم غطت سيزار وقبلت جبينه بحنان ورددت بسعادة :
_ امنا فخورة أنك صرت رجلاً مثل أبوك ... مؤكد ... وغدا ستصرعهم كما كان العم الكزاندر يفعل ...
انفعل اليكسس ونطق وجهه بالسعادة ثم جذبها خارجاً وهو يعرج قليلاً من اثر الضرب ... وصل بها حتى نهاية الممر حيث كانت الشرفة مفتوحة واشجار الخريف تودع اوراقها للرحيل ... بدأ اليكسس يشرح لها كيف كان يضربهم ويهول الأمور حتى قاطعه احدهم قائلاً :
_ وفي النهاية خسرت يا شتروفا ...
اتسعت عيناهما وردد اليكسس وهو يتقدم اخته ليواجه ضيفه الجديد :
_ زايوف ...!!
_ دا ... زايوف سيترا فيتش شتروفا ... ومن هذه الشابة ...؟؟
أحمر وجه شايون ثم انبرت عائدة ولكن زايوف امسكها وقال وهو يرسم ملامح الجدية في وجهه :
_ أنا سألت وانتِ تجيبينني ...
قويت حمية اليكسس فنثر يده عن اخته وصاح به بغضب ممزوج بعتاب :
_ نيت ... لا تضع يدك هكذا على اختي ...!!
رفع زايوف حاجبه وبحركة سريعة التقط شايون وقربها اليه على مرأى اليكسس ثم ردد وهو يمسك بخصلات شعرها ويجذبها نحو شفتيه :
_ أبنة الكزاندر ...؟؟
شعر اليكسس بأن زايوف لا ينوي خيراً وكاد أن يهجم عليه لولا أن شايون نظرت الى زايوف بطريقة جعلته يتركها ثم استدارت خارجة دون أن تترك أثراً سوى مشاعر زايوف الذي ردد بحنق :
_ ليست من شتروفا .... نساء العائلة مختلفات وانما هذه ابنة يونانيه
ابتلع اليكسس ريقه ثم حاكى نفسه قائلاً بخوف وتشكك :
_ كيف درى ...؟؟ بان امنا يونانيه ...؟؟ اقصد ام شايون ... وامي وام سيزار كما اخبرني ابي بهذا البارحة ...!! انه ساحر مثل ابي ...
قاطعه زايوف وهو يتقدم نحو سياج الشرفة ليتمتع بمناظر الجبل المكسو بالبياض :
_ ايه ... مازال الشتاء بعيداً اليكسس ...
اقترب اليكسس من مستواه ثم سأله وهو يمسح الثلج عن السياج حيث وقف :
_ لماذا قلت يونانية ... اعني ماذا لو كانت فلاحة روسية مثلاً ..؟؟
ابتسم زايوف بخبث ثم قال بهدوء وعيناه تخترقان الجبال :
_ نيت ... عيونها عيني خبيثة غجرية تضع كحلاً اسود قاتم ... تلك الصورة ملتصقة بذهن الصبية ... شعرها ليس ناعماً انما هو بجعدة ورائحته عسلية المذاق في الروح ... انت لم ترى النسوة ... وليست هي بغجرية الأصل أو الجذور فجسدها منسق على أن يكون نحيل الكتف وناعمة الأرداف ...
الكسس بسرعة ولهفة : هل تظن ذلك بي ايضا ....
نظر اليه بطرف عينه ثم قال : انت لك جزء من تلك الرائحة ... ولك رائحة الروس القوية ... ولكنها تمتلك رائحة يونانية خالصة ... رائحة تحث على الخطيئة اللذيذة ...
زم اليكسس شفتيه ثم ضرب زايوف على بطنه بكتلة يده وردد بسخونة وحمية :
_ عيب عليك ... كيف عرفت كل هذا وانت ما تزال فتى ...؟؟
ضحك زايوف وهو يضع يده على بطنه ثم قال بحنكة تباهي عمره :
_ ابي سيعلمك فنون النساء يا فتى ...انت غشيم ..!!
شعر بضربه على كتفه فاستدار ليجد الكزاندر يقف وهو يبتسم له بخبث .. ردد بجدية وهو يقرب من صدره اليكسس :
_ اسمع زايوف ... شايون حتى وان لم تكن بنتي ... فهي في عرضي وحمايتي لذا ...
_ نيت عمي ... أنا لا أمرغ راسك في الوحل ولا افكر بهذا الشكل ... فقط اردت أن اسقيها حبي لتصبح عذبة لأجلي ...
نظر الكزاندر نحو زايوف وقال وهو يرفع شعر اليكسس قليلاً عن جبينه :
_ اترغبها زايوف ...؟؟
_ أعرف نسلها أولاً .... ثم افكر ..وحتى أن حدث ورغبتها .. انت تعرف اننا لا نخلط نسلنا إلا بمهرة يا بن العم ..!!
ابتسم الكزاندر بفخر ثم فكر قليلا قبل ان يجيب : هو كذلك ... الفتاة اصيله من عائلة عريقة .... ليست ارستقراطية ... ولكن شريفة ..
ابتسم الاثنان لبعضهما
ثم انحنى زايوف على اليكسس الذي لم يفهم شيئا ولكنه التصق بأبوه دون أن يعي وردد وكأنه يستنطقه :
_ ايه اليكسس ... يابن الشركسية ..!!
ضحك الكزاندر وزايوف بينما عض اليكسس على شفته وقال بحنق :
_ كيف علمت ...؟؟
قام الكزاندر ورد عليه قائلاً :
_ انا اعلمته قبلاً ....
غضب منه اليكسس وقال بحنق :
_ اما اخبرتني البارحة انه سر ...؟؟
هز زايوف رأسه ثم ردد وهو يستند بظهره على السياج مرة ثانية :
_ انت ابن شركسية ... وأنا ابن غجرية من سلالة الأفاعي ... حسناً يابن العم ...؟؟
نظر اليكسس نحو زايوف وسأله بغيظ :
_ وكيف يعني ... الغجرية هي ذاتها الشركسية ... صحيح بابا ..!!
ثبت الكزاندر اليكسس على حضنه ثم قال مجيباً الفتى :
_ الشراكسة لهم دين مثلنا وهو يعيشون في محيط اليونان وجبال أرمينيا وفي محيط مناطق البحر الأبيض المتوسط ... اما الغجر فهم رحل ... واما ام زايوف فهي مهرة اصيلة من فحل اصيل ... أي أنها امرأة ذات شأن وفلوس وعقل وجسد اثرت به على سيترا فتزوجها سراً لينجب منها زايوف ...
_ مثلي يعني ..؟؟
صمت الكزاندر ... وتغيرت نظراته ... وقبل ان يجيب استأذن زايوف وترك الكزاندر مع اليكسس وحدهما ... لينتهي الحديث عند هذا الحد