كاتب الموضوع :
نديم العمر
المنتدى :
التاريخ والاساطير
أرملة رفعت الجمال:فتحت باب المنزل لتجدَ "موشي ديان" ومعهُ باقة ورد للتهنئة !
أرملة رفعت الجمال:فتحت باب المنزل لتجدَ "موشي ديان" ومعهُ باقة ورد للتهنئة !
تقول أرملة "رفعت الجمال" السيدة( فالتراو) غي مذكراتها :
- تعرفت على زوجي ( جاك بيتون ) ( رأفت الهجان ) يوم 6 تشرين الاول عام 1963 ،،
،،، تقابلنا صدفة في منزل صديقة لي ،،، لفت نظري بلباقته وشخصيته المرحة،،، وبدا لي من أول وهلة رجلاً اجتماعياً ظريفاً،،، ووجدت نفسي مندهشة بهذا الانطباع الطيب السريع الذي تركه لدي،،،
،،، ودهشت اكثر عندما عرض علي توصيلي إلى منزلي بعد اللقاء الذي استمر حوالي 3 ساعات،،، ثم كانت دهشتي اكثر واكثر وهو يعرض علي الزواج داخل التاكسي ،،، وقال لي :
"سأسافر إلى ( فيينا ) لمدة عشرة أيام،،، وعندما اعود ارجو ان اعرف قرارك ."
كان رأي أبي وأمي ان هذا عرض سريع جداً،،، فلم نتعارف جيداً،،، وهذا أمر غير طبيعي،،،
،،، لكني أشعر بموافقة داخلية بلا أي منطق أو مبرر مفهوم،،، وشعرت تجاهه بالثقة الكاملة،،، وملأني احساس كامل بالأمان معه .
بعد عشرة أيام،،، عاد ودعاني للغداء،،، وقلت له:
"موافقة تماماً" .
،،، الاغرب اننا ذهبنا إلى الكنيسة وتزوجنا بالفعل في مساء نفس اليوم !!
،،، ورغم السرعة العجيبة كنت اشعر إننى اعرفه منذ وقت طويل،،، كنت في ذلك الوقت مُطلقة،،، ولي طفلة عُمرها أربع سنوات هي ( اندريا )،،، وأسعدني كثيراً عندما اعتبرها ابنته،،، وتبناها رسمياً بالفعل،،، واصبحت ( اندريا جاك بيتون ) ،،، وأحبته الطفلة كما أحبه أبي وامي كثيراً .
واني لاعترف الآن انه كان أفضل قرار اتخذته في حياتي , فقد كان ( جاك ) مدهشاً وجذاباً وعبقرياً .
ذهبت معه بمفردي إلى ( تل أبيب ) . وكان يمتلك شركة سياحية , ومعظم أعماله مرتبطة بالحكومة الاسرائيلية .
وكان كثير الاسفار جداً وليس بالرجل الذي يحب الجلوس على المكتب , وكان يعاملني بطيبة ورقة شديدة , ولم اشعر معه بأية قيود أو متاعب.
،،، وكان مرحاً لماحاً لطيفاً .. وكنا نتفاهم باللغة الانجليزية التي يتحدثها بطلاقة .. وكان يتحدث الفرنسية والعبرية , وأيضاً اللغة العربية .
وكان طبيعياً على اعتبار إنه يهودي مولود في ( مصر ) وبالتحديد في المنصورة كما كتب ذلك في وثيقة زواجنا .
أول مفاجأة كبيرة واجهتني في ( تل أبيب ) كانت زيارة ( موشى ديان ) لي بمنزلي .
كان المنزل صغيراً ويحتاج إلى بعض الترتيب .. قال لي ( جاك ) :
"هل احضر لك خادمة للتنظيف ؟ "
فقلت : " لا .. إنني احب ان انظف بيتي بنفسي" .. وبالفعل غطيت شعري وارتديت ( مريلة ) فوق فستاني للتنظيف .
فجأة،،، رن جرس الباب .. وتملكت الدهشة كل وجهي ومشاعري ولم استطع النطق بكلمة،،، ان الرجل الشهير الذي يضع ( عُـصابة ) واحدة على عينيه يقف امام الباب ويمد يده لي بباقة ورد للتهنئة،،،
،،، إنه ( موشى ديان )،،، الذي قال لي ضاحكاً : ( جئت لأرى الخطأ الذي ارتكبه صديقي جاك بيتون ).
ومن الغريب إنه كلما رآني في أي مناسبة أو حفل استقبال لا يناديني باسمي .. كان يقول لي "اهلاً يا ذات الوجه المريح" .. كان يقول: " ان دهشتك عندما قدمت لك زهور التهنئة جعلت وجهك ( مضحكاً) .
بعد حوالي شهرين سافرنا - ( جاك بيتون ) وأنا - لقضاء اعياد الميلاد مع اسرتي في ( فرانكفورت ) في كانون الاول 1963 .
،،،وعدنا من الاجازة إلى ( تل أبيب ) ومعنا طفلتنا ( اندريا ) .. وظللت معه في ( إسرائيل ) حتى تشرين الاول 1964 حيث عدت إلى ( المانيا ) لأضع مولودي ( دانيال ) ..
،،، ولان ارتباطاته والتزاماته الاجتماعيه كثيرة ويجب ان اكون معه في معظم اللقاءات فقد تركت المولود والطفلة لدى اسرتي،،، وكنت اسافر كثيراً بين ( فرانكفورت ) و ( تل أبيب ) .
لم تكن لـ ( جاك ) - أو ( رفعت الجمال ) - صداقات كثيرة،،، ولكن كانت معارفه بلا حدود،،،
،،، لكني لم الاحظ عليه أي شئ غير طبيعي،،، كان متحكماً في نفسه إلى اقصى درجة،،، وكان كلامه وتفكيره منطقياً ومقنعاً ،،، والمره الوحيده التي شعرت أن هناك تصرفاً غير طبيعي عندما زاره في ( فرانكفورت ) رجل أسمر طويل،،، وبعدها اخبرني انه مسافر إلى ( باريس ) لمدة عشرة أيام .
،،، وعندما اتصلت به في الفندق الذي ينزل به قالوا انه لم ينزل عندهم ،،، وعرفت انه لم يسافر إلى ( باريس )،،،
،،، وعندما عاد تحدثنا بعصبية وقال لي : "انني لم اعرف طوال حياته أين كان،،، ولن أعرف أي شئ لا يريدني ان اعرفه ."
حتى اثناء حرب حزيران 1967 . وبعد الهزيمة والنكسه لم اشعر بأي شئ غير طبيعي في تصرفاته .. نفس الشئ عند انتصار العرب و ( مصر ) في حرب تشرين 1973
|