المنتدى :
الارشيف
رحيل ..... بهدوء......... متجدد
قد تكون مجرد هلوسة, ربما فضفضة, أو أي كلام والسلام:
يوميا نلتقي الكثير من الناس, البعض تكون علاقتك بهم عابرة, مؤقتة, والبعض تراهم يوميا لكن علاقاتكم سطحية, البعض مفروض عليك كزملاء العمل والجيران...
وهناك من هم دورهم في حياتك أكبر, تحب رؤيتهم وتعتادها, تتعلق بهم , يصبحون جزءا من ذاتك, منهم أهلك, وأصدقائك , وكل من تحب.
تتشاركون الذكريات, تتلاقون, يكون بينكم اوقات صفاء , وأحيانا يسود الغضب, لكن في النهاية لا يتبقى سوى الود .
في كل صباح نلتقي, ونفترق في نهاية اليوم على أمل لقاء جديد, فهكذا تحلو الحياة : بهم ومعهم...
فلا أحد منا يستطيع تصور حياته بدون أهله وأحبائه , فمعهم ينسى الهموم, ويستطيع المواصلة...
وفيهم يرى السعادة, والراحة والوفاء والمودة...
وبهم يستعين على صعاب الدنيا....
فلا يستطيع الانسان أن يعيش بمفرده.
لكن, لأن دوام الحال من المحال, ولأنه محتم ألا تستمر تلك الأشياء التي نسعد بها, فإننا نفاجأ برحيل....
فجأة نجدهم يختفون واحدا بعد الآخر...
تأخذنا الحياة ومشكلاتها,
وتأخذنا مسئولياتنا في اتجاهات مختلفة,
فنبتعد رويدا عمن هم السند والرفيق...
ويبتعدون عنا.....
يرحل الزملاء ,
والجيران ,
والأصدقاء ,
ونجد أننا بقينا بمفردنا.....
وأحيانا نرحل نحن عنهم...
المحصلة واحدة لا فرق من رحل أولا.....
فجأة تجد من أحببتهم اختفوا من حياتك ,
وتجد أنك مضطرا للحياة وحيدا...
تجتر مرارة الذكرى..
تؤنسك دموع الفراق....
يدفعك الحنين الى البحث عنهم ومحاولة العودة, لكن لا فائدة .
ربما التقيتم قدرا....
لكن هناك شيء انكسر
تعلم أنه ربما كان لقاء لن يتكرر ...
وتظل طواله قلقا من لحظة النهاية ,
والتي دوما تأتي سريعا
تحاول البدء من جديد, وتكوين صداقات وعلاقات جديدة, وتحاول أن تخرج من سجن الحزن والذكريات, لكن شبح الفراق سيلازمك, خوفا من التكرار, والذي حتما سيحدث .
مابين اللقاء والفراق:
هو خير مايعبر عن الحياة, فنحن نقضي حياتنا مابين لقاء وفراق ...
نلتقي
نبقى معا
نحب
نغضب
نتصالح
نصادق
وفي النهاية يحدث الرحيل .
يتبع......
|