الجزء التاسع عشر :
( بداية صعبه )
مهما كانت الحياة صعبة و جافه فالمشاعر كفيلة بترطيبها !!
رونق
التفت لمطلق و أنا مستغربه من خروجه عن الطريق ,, لف يمين و استمر يمشي مع طريق رملي تلبد من أثر السيارات ,, كان الصمت يعم المكان و اهتزاز السياره هو سيد الموقف ,, لحظات و انتصر خوفي على حيائي و سألت : وين رايحين ؟؟
التفت علي و ابتسم و رجع عيونه على الطريق و رد : لأهلي !!
رديت أبين له سؤالي : طيب ورانا ما رحنا مع الشارع ؟
ضحك مطلق و رد : أهلي موب بالحفر نفسها ..
اختفت ابتسامتي و سألت و أنا عاقده حواجبي : هاااه .
رد مطلق بجديه : أهلي بهجره قريبة من هنيا اسمها صبره ..
رديت باستغراب : و الحفر !!
التفت علي و رجع ركز بطريقه و تكلم : قريبه من الحفر يعني خمسين كيلو جلد ( جلد يعني بدون اسفلت )
رجعت ركزت نظري بالطريق المضيء بفعل نور السياره و أنا أتبلع ريقي بصعوبه ..
زادت اهتزازات السياره و أختفى أثر السيارات تلفت أشوف المكان بخوف ثم التفت على مطلق بخوف و سألته : طيب ما نضيع !!
ابتسم و تحولت ابتسامته لضحكه هزت السياره و أنا مستغربه من ردة فعله ,, ما قلت شي يستاهل ضحكه ,, سندت ظهري بقهر و أنا أشوف اهتزاز جسمه من الضحك ....
ما كانت إلا ثواني و تعدل و ناظرن بطرف عينه و رجع يضحك ,, عقدت حواجبي ولفيت وجهي لجنبي اليمين ,, حاولت أشغل نفسي بمراقبة الرمث المتوزع بكل مكان على الأرض ..
سمعت صوته بعد لحظات : هو فيه أحد يضيع بيتهم ؟؟
سكت و ما رديت و أنا أسمع تعليقه لكني حسيت بإيده تسحب ايدي اليسار و التفت عليه ..
رد مطلق : لا تصيرين زعول !!
رديت : ما زعلت .
ضوق عيونه و ركز نظره علي و رد : ما صدقتي يالحظريه .
شتت نظراتي للحظات و رجعت أرد : كم بقى و نوصل ؟
حسيت إنه فهم التصريفه لأنه ضغط على ايدي و رد : الحين ان شاء الله ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطلق .
حسيت بخوفها و نظراتها اللي كانت تتفحص كل حبة رمل قدامنا ,, ضغطت على يدها أبيها تتذكر إني معها و ما تخاف ,, مرت لحظات و يدي بيدها لكن مع الوقت شلت يدي و انشغلت بالسواقه ...
مر الوقت وأنا أتلافى الكثبان الرمليه ,, و هالكثبان دليل على اقترابنا لــ صبره ,, لاحت لي هامات البل ,, و سمعت رغاها ,, يااااه يا حي هالصوت و الله ,, صوت داري و صوت أهلي و صوت حلالي و صوت الغايب كلها أسمعها بصوت البل !!
: شف النور ..
التفت على صوتها ورجعت لفيت عيوني أتبع اصبعها و المكان اللي تأشر عليه ,, لاح لي نور خافت ,,
رديت و أنا أتجه لهالنور : هذا بيتنا .
و كملت و عيوني مركزه على البيت : ما أبي أي صوت لا دخلنا لأن الشايب نايم بالحوش ..
ردت و عيونه مفتوحه على الأخير و ايدينها تفركها ببعض : طيب هم ما يدرون عن العـ ...
قاطعتها : الصباح رباح ..
وقفت السياره بعيد شوي عن البيت حتى لا يقوم الشايب و نزلت و أنا أشوفها بجسمها الضئيل تتبعني بخطوات سريعه ,, أخذت شنطتها من الصندوق و مشيت متجه للباب اللي معلق على بابه سراج ..
ما كان يحتاج الباب إلا دفه بسيطه و ينفتح بحكم إن كل أهل صبره يتعارفون و كأنهم اهل بيت واحد ..
دخلت و مسكت يد رونق و مشيت متجه لغرفتي و أنظاري تراقب الجسد الصغير القابع تحت الفراش ,,
دخلت غرفتي و سحبت رونق معي و سكرت الباب ..
و تلمست طريقي لزاوية الغرفه ,, وصلت و ما لقيت اللي أبي ,, تلمست مره ثانية و حسيت بشي ,,
سحبته و كان الكشاف ,, أخيرا لقيته ,, فركت حبته و انفتح النور ,, ما كان نور عالي إلى ذاك الحد لكنه كان يكفي للغرض ..
: ظلااااام ..
ابتسمت على خوفه و رديت و أنا مركز نور الكشاف على وجهي : أنا عندك لا تخافين ..
بلعت ريقه و ردت : طيب ليش ما به نور .
رديت : فيه ماطور لكن لا جوا ينامون يطفونه .
ردت : بس .....
لاحظت صمته و حيرته ,, عارف إنه صعب تتقبل المكان لأنه غريب عليه ,, غير خوفه من أهلي اللي ما تعرفهم !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رونق
ما كنت خايفه لااااا كنت ميته من الخوف ,, أشياء كثيره متداخله ,, حاسه إني متلخبطه و كل شي يصير لي مرعب ...
: نامي و لا جاء الصبح يصير خير .
تكورت دموعي و طاحت و التفت للجهه الثانيه عشان أخفي دموعي عنه ,, درت بعيوني و دارت يد مطلق اللي به الكشاف على المكان ,, غرفه شبه فارغه إلا من طاوله خشبيه بالزاويه و شي مكوم بآخر الغرفه مدري وشو !!
و كأنه قرأ أفكاري لأن ايده كانت تأشر على الشي اللي ما أدري وشو و تكلم : افرشي الفراش و نامي ..
تعلقت عيوني و جمدت للحظات : هذا فراش !!
ما حسيت بنفسي و أنا أعلي صوتي و ما حسيت إن صدى حروفي لامس مسامع مطلق إلا بعد ما سمعت رده : نامي عليه الليله و بكرى يصير خير ..
عضيت شفتي بقوه ,, أنا غبيه وشلون أعلي صوتي ,, أخاف يحسبن استهزئ به ,, بس و الله موب كذا ,, أووووه أنا وش سويت ؟!!
حسيت بطعم الدم بافمي ,, حررت شفتي من بين سنوني و التفت لمطلق اللي يراقبن ..
" لازم أعتذر عن الخطأ اللي صار من دون قصد " جمله ترددت بداخلي و سعيت لتنفيذه و سط نظرات مطلق !!
فصخت عباتي و طويته و حطيته على الطاوله و تقدمت لطرف الغرفه ,, أخذت البطانية المهتريه و فرشته على الأرض و رجعت أخذت البطانية الثانية و فرشته فوقه بعد ما حطيت المخده ,, ما كان المكان يكفي إلا شخص واحد !!
التفت لمطلق و رديت : ما تبي تنام ؟!!
و كأنه انتبه من غفله لأنه " نز " يوم ناديته و لما استوعب كلامي دار نظره على الفراش و رجع رفع راسه و ابتسم لي ,, رديت الابتسامة ..
مطلق و هو مركز نظره على الفراش : لا نامي أنتي أنا ما بي نوم !!
رديت : ما تعبت من السفر ؟
رد و هو يتجه لبرى الغرفه : لا عايدي أنتي نامي الحين و ريحي .
سألته بسرعه و بخوف : بتطلع ؟
التفت علي و تحسفت إن أمي جابتن و رد : بالبيت مانيب مبعد بس أنتي لا تطلعين أخوي نايف هنيا !
كان كل حرف منه يبشرن بنجاتي من خطأ ارتكبته ,, و كأني نسيت إنه من الأشياء المحرمه عادة إن المره تسأل زوجه وين رايح و هذا الشي تعلمته بمدرسة أبوي عبدالله العادل !!
انتبهت إنه طلع من الغرفه قبل لحظات و لفت نظري الكشاف المفتوح اللي تركه على الطاوله ,, أخذته بخطوات سريعه و درت به على المكان ,, ما فيه شي يستدعي الاستكشاف فرشه و بطانيتين و طاوله عليه كم كتاب ..
تنهدت و أنا أشوف البطانيه مع إنه مهتريه إلا إني هلكانه و ما بي حيل ..
اتجهت لشنطتي اللي عند الباب و سحبته و حطيته جنب الطاوله ,, فتحته و سحبت لي جلابيه بدون تفكير ,, الوضع هنا ما يبيله تفكير ساكنه مع أهل مطلق البدو يعني أكيد الجلابيه هي الأنسب لأغلب الأوقات ..
نزلت الكشاف و فكيت سحاب فستاني الوردي الشيفون بسرعه و عيوني تراقب الباب و لبست الجلابيه بسرعه أكبر !!
أخيرا خلصت ,, شلت فستاني و حطيته بشنطتي باهمال و مشيت و الكشاف بايدي و شلت البطانية و دخلت تحته و أنا شوي و أختنق من ريحة الغبار ,, ما كانت ثواني إلا و أنا رايحة للعالم الآخر !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطلق
من شفت نظرات الإحتقار بعيونه و أنا مقهووووور ,, صحيح أي بنت بتنتقل من عيشتها لعيشتنا بتسوي أعظم من اللي سوته رونق ,, لكن أنا توسمت بها الخير و توقعتها أعلى من هالتفاهات بكثير !!
لا يا مطلق اصحى ترا رونق ماهي ملك رونق انسانه تحس و تغلط ,, لكن هي غييير !! هي إذا غلطت اعتذرت ,, و هذا اللي صار منه تو .. كان شكله و هي تفرش البطانيه و كأنه من أهل البيت و ابتسامته اللي تبين ندمه على كلمته كفيله بثبات صورة الملاك اللي صار ملكي !!
سحبت نفس من الزقاره اللي بإيدي و صورته قدام عيوني ,, نفثت الدخان و أنا أتخيل موقف أمي و أبوي اذا دروا !!
يمكن يلوموني على تسرعي بنظرهم ,, لكن الجريمه الحقيقيه بعيونهم هي زواجي من حظريه !!
أدري إنها ما بها زود غير بياضها و شعرها الأشقر !!
أدري إن بنات صبره أزين منها ,, لكن اللي داخلها ما أحد مثله ,, رونق ضحت بكل شي حلو بحياتها عشان أمها ,, رونق جمالها الداخلي غييييير !!
: أنت جيت .
ارتعد جسمي على هالصوت و رفعت راسي و لقيت الشايب بجسمه الضئيل و هيبته اللي تجاوز أميآآآآآل !!
وقفت بسرعه بكل احترام و تقدمت عشان أحب راسه ,, لكن ايده اللي امتدت و كأنه تمنعن من التقدم ,, كانت كفيله بوقفتي و القاء السلام من مكاني و أنظاري تعانق الأرض ..
أنا : بشر عن أخبارك و حالك ؟
تجاهل أبوي سؤالي و رد و هو يتوجه لباب الشارع : اسرع بس لا تفوتك الصلاة .
درت نظري على الحوش و رميت الزقاره و دعسته بقهررر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نايف
بعد صلاة الفجر قعدنا نتقهوى أنا و أبوي و أمي و مطلق ,, كالعاده كنت أنا اللي أصب لهم القهوه من بعد اللي صار لمطلق ,, و أمي و أبوي يسولفون بأشياء عامه لكن اللي لفت نظري إن عين مطلق ما فارقت باب حجرته..
قربت راسي منه و سألته : تبي شي أجيبه لك من حجرتك .
لاحظت إن عيونه ضاقت و ركز علي نظراته المرعبه و رد : كان تبي أقص رجولك عتبها !!
فتحت عيوني مستغرب من كلامه و شاركوني أمي و أبوي بهالشي بحكم إن صوت مطلق كان عالي ...
أبو مطلق : وش بكم تلاقطتوا ؟!!
رد مطلق و عيونه على أبوي بثبات : يا بوي أنااااااا ..... تزوجت !!
للحظات ما كان يدور بيننا إلا النظرات المكذبه لكن مطلق قطع نظراتنا بكلامه : أنا عرست يا بوي !!
قاطعته أمي : تخسى يا ورع !!
عضيت شفتي و أنا مقهور من اسطوانة التحقير اللي تعاد على مسامع مطلق كل يوم و كل لحظه من أمي و أبوي و تكلمت : مطلق أنت صادق تقوله .
رد مطلق : ايه بالله صادق !!
كان لصوت أبوي هيبه و هو يتكلم : و علامهن بنات صبره ما خذيت منهن ؟!
رد مطلق : بنات صبره ما أباهن ..
ردت أمي : أبك ما تقولي وش ناقصهن ؟
رد مطلق : خطبت منهن بس هن اللي ما بغنّي .
ردت أمي و هي تقوم من مكانه بصعوبه : كله من فعايل ايدينك ..
تحركت بصعوبه لغرفته و ايده تسلل تحت برقعه و تمش دمعاته ....
كان شكله بحد ذاته مؤثر ,, آآآه يا مطلق بديت تتصرف مثل الورعان و إلا هذا شي تسويه بدون شور والدينك !!
تكلم ابوي و طرف عصاه يرسم غضبه المكتوم على الأرض : و من هم انسباك ؟!
رد مطلق : بنت حشيم و مطيعة لله يا بوي !!
قاطعه أبوي بحده : أسألك عن نسبها !
رد مطلق : ما هي من هنيا ..
رفع أبوي نظره و تكلم بسرعه : لا تصير جايب لنا من متمدنة من الحفر .
قاطعه مطلق : لا يبه هذي من ..... من القصيم !!
شهقت و التفت علي مطلق و خزن بنظره حاره و تكلم : ناسبت عبدالله العادل ...
سأل أبوي : العادل !!
و كمل : من أيات بطن من بطون قبيلتنا ..
رد مطلق بدون مبالاة : ماهي منا ,,هي قبيليه ........لكنها حضريه !!
غمضت عيوني و أنا أتخيل أبوي يموت بعد هالصدمه ,, حضريه !!
العصا اللي بيده انغرست بالأرض الجافه من شدة غضبه تكلم و هو صار على سنونه : طلقها و أنا اللي بزوجك من بنات صبره ..
رد مطلق : حرمتي بحجرتي يا بوي ..
ارتفعت أنظار الوالد لغرفة مطلق للحظات موب شويه ثم رجع ركز على مطلق و تكلم و صوته مخنوق : بيت بن عايض ما ينضام به أحد ..
و كمل و و يتنهد بقهر : و دامها دخلت لبيتي لها الحشيمه مثلها مثل بناتي .
و رفع ايده يأشر على مطلق : و أنت لازم تعلمها سلومنا و إن فشلتنا بربعنا و جماعتنا ترى مالها مقعاد عندنا ..
و قام أبوي من عندنا و طلع و كأنه ولد العشرين بسرعته ,, سمعنا الباب يتسكر و التفت أشوف مطلق أبي أتأكد هاللى صار حلم و إلا علم ..
و سألته لما شفت عيونه معلقه على الباب اللي طلع منه الشايب : مطلق ليه كل هذا استوى !!
لف وجهه علي و رد : تزوجت على سنة الله و رسوله ..
لاحظت ايده المنقبضه و تصرفت بسرعه ,, قمت و حبيت راسه و تكلمت : مطلق ما يطقها مايله ,, مبروك يا خوي ..
تنهد و ابتسم و لف راسه يطالع غرفة أمي بدون لا يرد ,, فهمته !!
مطلق ما يغمض له جفن و العجوز زعلانة عليه ,, رديت و أنا أربت على يده : بترضى لا شافتها ..
و كملت لما سمعته يتنهد : تدري يا مطلق أمي تعجبها البنيه العاقل السنعه ,, و أنت ما أظنك إلا صويّب برمياتك ,, كيف و هي مريتك ..
و أخيرا رد مطلق بهدوء : تزوجتها البارح !!
رديت باستغراب بعد ما عدلت جلستي : وشلون زوجوك بدون أهلك ..
ابتسم و رد : أخوك ينشرا يا نايف .
رديت بابتسامه : و نعم و الله ..
رد مطلق و هو يقوم : ما عليك زود ..
راح لغرفته و عيوني ما فارقته ,, من زمان ما شفت الفرحه بعيون مطلق ,, الله يديمها من سعاده يا خوي !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رونق ..
حسيت بازعاج و فتحت عيوني ,, كان الجدار المتشقق قدامي ,, عقدت عيوني أحاول أتذكر ,, لكن صوت شبه مألوف وصل لمسامعي ..
: ما عاد إلا خير يا مره قومي ..
التفت للصوت و شفت مطلق قدامي ,, ابتسم لي ,, نهضت بسرعه و أنا أرتب شعري ,, لا حظت النور اللي منتشر بالغرفه و سألت: كم الساعه ؟!
رد مطلق : سبع إلا عشر !!
عقدت حواجبي و رديت بانزعاج : ما صليت الفجر !!
رد مطلق : الحين صليها ..
قمت واقفه و تذكرت الحمام كيف أروح له ,, لكن مطلق بادرن بكلامه : البسي غطا و اطلعي للحمام اللي بطرف الحوش ..
لبست عباتي و طلعت من الغرفه ,, كان الحوش صغير و فيه بطرفه فرشه و واحد عليه ثوب و لاف شماغه و شكله غارق بهواجيسه ..
حسيت بيد مطلق تربت على كتفي رفعت راسي و شفت ايده تأشر على الحمام اللي بطرف الحوش ,, اتجهت للحمام عشان أتوضى لصلاة الفجر بدون أي كلام ..
.
.
.
.
السلام عليكم و رحمة الله ,, السلام عليكم و رحمة الله ..
مع تسليمتي الثانيه شفت مطلق منسدح على البطانيه ,, كسر خاطري شكله تعبان ما نام ,, قمت من السجاده و طويت عباتي و قربت له أبي أشوف هو قايم و إلا نايم ..
: صاحي ..
شهقت و تراجعت على ورى ,, لكنه قام و ابتسم و تكلم : هههه ثره موب بس الظلماء اللي تخافين منها ..
عضيت شفتي و ابتسمت و أنا أشوف ايده تواسي شعره المبعثر و تكلمت : ما خفت بس نزيت !!
ضحك و رد : ما انشقت بس تخر ..
ضحكت على كلامه ,, لكن شي جاء ببالي و قطع ضحكتي : أهلك ...
قاطعن مطلق : دروا و الحين امشي معايه سلمي على أمي ..
بلعت ريقي و صورة المرة الشريره تنرسم بمخي و مشيت بخطوات متردد ورا مطلق ,, لكني وقفت بسرعه و ناديته : مطلق اصبر شوي ..
رحت بسرعه لشنطتي و طلعت منه مرايه صغيره و الكحل ,, كحلت عيوني و تأملت شكلي ,, ما كان بوجهي إلا الكحل حتى شعري قصير فوق كتفي !!
ابتسمت و أنا أشوف مطلق يدخل راسه يبي يشوف نفسه بالمرايه ..
و تكلم مطلق : شوفي هالوجه عند وجهتس و بتعرفين ساعتها إن الله أنعم عليتس ..
ابتسمت و تحولت ابتسامتي لضحكه لكن مطلق سحب ايدي و رد : ايه فرحتي انتس ازين من ,, امشي يالله ..
مشيت مع مطلق طالعين من الغرفه بعد ما تغطيت ,, درت نظري على الحوش الفاضي ,, و ما طال تأملي لأن يد مطلق قادتن لغرفه بالجانب الثاني من الحوش ..
و صلنا للغرفه و ترك يدي و دخل و مشيت أنا وراه ..
ما تبين لي شي من الغرفه لأن غطاي ثقيل و توتري أعمى عيوني عن اللي قدامي ..
لكني سمعت مطلق يتكلم : يالله حيها الغاليه ..
شفته متكومه لكني ما انتبهت لملامحه و ما سمعت أي رد منه إلا من مطلق لما كمل كلامه : هذي حرمتي ,, شيلي غطاتس يا مره ما هنا أحد ..
شلت الغطاء عن وجهي و طاحت عيوني بعيونه ,, هذي أم نايف !!
جمدت بمكاني من الصدمه لكن صوته الحاد أخترق أذني : الحضريه ؟!!
و كملت : يا حيها اخت هدى ..
ابتسمت و طاحت غشاوة الرعب اللي عمت قلبي من دخلت هالبيت و تكلمت بصدمه و فرحه : أم نااااااايف !!
اتجهت لأم مطلق بخطوات متسارعه و طحت بحضته و دموعي ترسم له خوفي من هالمواجهه اللي ما كانت لا على البال و لا على الخاطر !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطلق
" أم ناااااااايف "
" أم ناااااااايف "
" أم ناااااااايف "
أكره هالكلمه و أي أحد يقوله ,, صعب على أي واحد أنه بين يوم و ليله تتنكر له أمه و تتسمى باسم أخوه اللي أصغر منه ,, كانت تردد براسي و كأنه حديد يضرب راسي ,, و خصوصا إذا جت من أحد ما تتوقع إنه تجي منه " رونق " !!!
.
.
.
شفت دموعه اللي غسلت وجهه و هذا أكثر شي أسعدني ,, هي حبت أمي و أمي حبتها ,, الواضح إنهم يعرفون بعض ,, سريره جنب سرير أمي بالمستشفى ,, معلومه غابت أو غيبت عن بالي !!
يا ربي لك الحمد اللي فرجت لي هالكربه يآآآآآ رب !!
نهاية الجزء التاسع عشر ....