الجزء السابع عشر :~
( أثار الموتى )
حينما تضج قلوبنا بالأحزان نذهب إليهم في أماكنهم التي عهدناهم فيها قبل وفاتهم ,, نفتش و نبحث عن أي أثر يمكن أن يحمل عبق رائحتهم ,, فلا نجد سوى رماد من الذكريات ..........
الجمعه ,, ندى
اليوم بتطلع رونق من المستشفى و أنا أبعشي رونق و خالي خالد و أمجاد اللزقه طبعا !!!
يووووه لو تسمعن أمجاد كان تكفخن ,, ههههههه!!
: ندى خلصتي ..
التفت على أمي اللي داخله للمطبخ و رديت : ايه هذاي قضيت بس بقى أبطلع الحلا من الثلاجه .
ردت أمي : روحي ألبسي و أنا أطلع الحلا و أقطعه ..
أنا : خلاص أجل أبروح ألبس و أجي ..
ردت أمي : طيب لا تبطين ..
و أنا طالعه سمعت صوت أمي و رجعت : سمي يمه ..
ردت أمي و هي تجلس على الكرسي : ترى أبوتس دق يقول إنه بعيد و ما يقدر يجي الحين .
رديت بإحباط : لااااا أويلاه من يبي يودين الحين !!
ردت أمي : خلي خالد يمرتس .
تنهدت و رديت : لا خالي خالد يبي يجيب رونق من المستشفى .
وقفت أمي و ردت : أجل كلمي على أمجاد تمرتس !!
أنا : لا أستحي من فيصل ..
ردت أمي و هي تقطع الحلا : و فيصل يبي ياكلتس !!
ارتسمت على وجهي ابتسامه لما لقيت الحل و رديت : خلاص أكلم على عمي سلمان ..
ردت أمي : بكيفتس بس استعجلي .
طرت ركض لفوق و كلمت على عمي سلمان و قلت له و قال لي إنه بيجي بعد ربع ساعه ,, ما مرت عشر دقايق إلا و أنا مخلصه لبس نزلت بسرعه و أنا ألبس عبايتي و لقيت أمي مجهزه لي صينية المكرونه اللي أنا مسويته و الحلا بعد ,, سمعت صوت بوري سيارة عمي سلمان,, هالقعيطي ما دق يخاف أصرف عليه !!
لبست نقابي و طلعت أول صينيه و حطيته بشنطة السياره ,, توقعت عمي سلمان بينزل يشيل الأغراض معي بس هذاوه يكلم يعني مستحيل ينزل ,, رجعت و أخذت صينية الحلا و ركبته و رجعت للمرة الأخيره عشان أسكر الباب بس لقيت فطوم بنت خالتي أسماء الله يكشف ضره واقفه بالباب ..
كلمته أبيه تدخل : فطومي حبيبتي ادخلي ابسكر الباب .
سألت فطوم : أنتي بتروحين لأمي .
رديت : لا حبيبتي أبروح لصديقتي ,, خفت أقول له لرونق و تشغلن تبي تروح معي !!
فطوم : طيب إذا جيتي تروحين لأمي قولي لي ..
رديت و صوتي بدأ يتقطع : طـ..ـيـ..ـب ..
سكرت الباب و تنهدت و أنا متجهه لباب السياره لكن لفت نظري إن عمي سلمان يسكر بابه غريبه وش عنده نازل !!!
ركبت و استقريت بمكاني و التفت على عمي سلمان أسلم عليه لكني انصدمت يوم شفته ,, كان الحلا بحجره وشلون أنا حاطته ورا !!
و تكلمت و أنا معصبه : لا تكفى سلوم لا تاكله !!
سلمان : أول سلمي .
رديت بسرعه : السلام عليكم وش أخبارك ؟ تكفى تراي تعبانه عليه لا تاكله ..
سلمان : ول ول ول عليتس هذا بدل ما تقولين لي حلالك ..
ضحكت و رديت : لا هذا حلال رونق موب لك .
سلمان : المهم ما راح أوديتس ببلاش ,, لازم أخذ أجره و أجرتي هالحلا .
أنا بترجي : سلوم تكفى لا تاخذه كله بس ذوق منه ..
ناظرن سلمان بخبث و رد و الحلا بحجره : أفكر !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رونق
من طلعت من المستشفى و أنا أحس بسعاده كبيره ,, مع إن حزنت على فراق ناس أحبهم مثل الممرضه سناء و أم نايف البدويه إلا إن صدري فيه راحه كبييييره !!
كنت أشوف الشوارع و كأني أمس شايفتهن ,, ما أدري ليش عجزت أصدق إني لي 3 شهور بغيبوبه و الله ما أحسه إلا ساعات ,, آآآآهـ يا ربي كله من عمري !!!
قطع علي تفكيري المنظر اللي قدامي ,, شفت الباب القزاز و الإعلانات اللي عليه ,, شفت الرف الحديد و الجرايد بأشكاله و ألوانه ماليته و بجنبهن كرسي حديد استقر عليه العامل الأجنبي ,, يآآآه يا ذيك الأيام اللي كان جالس بهالمكان العم ابو ناصر ,, سندت راسي و جت ببالي ذكرى ذيك الأيام ,, آآآهـ يا كم جينا لهالبقاله أنا و خواتي ,, و كم مره اجتهدنا و تعبنا عشان نتكافىء بالقليل و لو كان هالقليل عندنا كأنه أكثر من كنوز الدنيا كله ,, جمعنا النص و الريال و خنقناهن بإيدينا انتظارا لموافقة أبوي إننا نروح لبقالة أبو ناصر اللي بآخر الحي و طبعا بالأخير ما نروح إلا و ايدينا بإيد أخوي محمد ..............
: شفتي أبو فهد رحلوا ....
سمعت صوت خالد و سألت و أنا عيوني معلقه على بيتهم : وراه ؟؟ و متى ؟؟
التفت خالد علي و رجع ركز بطريقه و هو رد على سؤالي الأول و تجاهل الثاني : نقلوا عند فهد ولدهم .
تنهدت و ذكريات جالت بخاطري لما كانت أم فهد تتزاور هي و أمي موضي ,, كانن يتشكن لبعض لا ضامتهن الدنيا و يتباشرن لا فكرت الدنيا تسعدهن ,, تخاون بأرواحهن رغم الفارق بين القبيليه و الخضيريه و جمعهن حب أخوي طاهر ما تدنسه أي مصلحه دنيويه ..
بنهاية الشارع لفت نظري أو بالأحرى استولى على جميع حواسي باب حديدي سماوي ,, يحتضنه سور مصبوغ بلون بني وكأنه طيني ,, و عسبان النخل طالع مع فوق و كأنه يأكد إنه ما زال فيه حياة بهالبيت ..
: رونق منتب نازله ؟؟
أنا : هاه إيه هذاي أنزل ....
فتحت الباب و نزلت و أول ما لامست رجلي الأرض ارتجف جسمي ,, وقفت و اتجهت للباب و أنا أتخيل أبوي يطلع من الباب و يوقف بهيبته المعتاده ,, تخيلته بلحيته الكثه اللي يخالطه بياض كثيف ...
حسيت بإيد خالد تقطع علي تخيلاتي و تمسك إيدي و سمعت همسه : اذكري الله و لا تخلين الذكريات تضيق صدرتس !!
مشيت معه بخطوات متردده و أنا أحاول أتجاهل أي شي بهالمكان ,, دخلت البيت ,, سمعت تسكيرة الباب و كشفت وجهي ,, درت نظري بالحوش الكبير ,, هنا لعبت و هنا تعبت و هنا عشت كل لحظه بدنياي و هنــ ..
: سربرااااااااااااااااااااااايز !!
رفعت نظري و شفت قدامي أمجاد و ندى ,, تقدموا و جوا لمي يركضون ,, ابتسمت غصب علي لما ضمون مع بعض و طاحت دمعتي لكن ما كملت طريقه على خدي لأن أمجاد مسحته بطرف اصبعه بدون لا يشوفه أحد ..
ندى : وش أخبارتس يالشينه ؟؟
أمجاد : يالدوبا لتس وحشه !!
مشى خالد للبيت و تكلم : يوم إني ما حصلت السلام منكن الحقنن على الأقل بالقهوه ..
أمجاد : إن شاء الله عموووو ..
التفت لأمجاد و أنا أطرد أي ذكرى ممكن تشغلن عن هاللمه الحلوه و رديت : قالبه شامية الأخت ..
أمجاد : طالعه على عمتي بنت الشامية ..
تناسيت إن هالكلمه وصمة عار علي و رديت بمرح : اعترفي انتس مستانسه إن عمتس بنت الشامية ..
ندى : أقول فكونا و ادخلوا نتقهوى ..
دخلنا و كان البيت فاضي من الأثاث إلا من فرشه و مسندتين و مركى ,, كان خالد متركي و حاط القهوه قدامه بإختصار كان شكله مضحك ..
ندى : من قال لك تتعدى على حقوقي .
أمجاد : أنا اللي مسوية القهوه لا تكذبين .
ندى : بس أنا مسويه الحلا و العشاء .
ردت أمجاد بعد ما تخصرت : أقول ذليتينا على هالحلا اللي مسروق نصه .
سمعنا صرخة خالد : بس أنتي وياه وجع !!
و كمل و هو معصب : اعنبوكن فضختن راسي من هاللجه ..
قربت و جلست بجنب خالد و صبيت لي قهوه و شاركنن أمجاد و ندى بينما خالد أخذ الجريده و بدأ يتصفحه ,,
تكلمت و أنا أرشف من القهوه : إلا وش سالفة الحلا المسروق ؟
رفع خالد حاجبه بخبث و رد : أشك إن فيصل سارقه ؟؟
أمجاد بصوته العالي كالعاده : لو سمحت لا تسب أخوي !!
نزل خالد الجريده من ايده و تكلم : و من متى هالحب إن شاء الله ؟؟
ردت ندى منهيه للهواش قبل لا يبدأ : لا موب فيصل هذا عمي سلمان أماوه هو اللي جايبن هنا عاد يقول أجرتي أباكل من الحلا .
رديت و أنا أتناول الفنجال من خالد و أصب له : يا بنت الحلال يعني ما سرقه .
أمجاد : إلا سارقه !!
ردت ندى : هيه أنتي لا تسبين عمي ..
أخذ خالد شماغه و رماه على أمجاد و ندى و صرخ عليهن : أنتن يالبزارين تراي أنا و أختي روسنا توجعنا لا تزعجننا ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد
من جلسنا نتقهوى و عيوني ما فارقته ,, تسولف و تضحك و تداري همومه ,, أدري إنه لو تعرف بموضوع خطبته كان شالت قناع الفرح و بانت كل جروحه ..
صحيح رونق متدينه لكنه تكره البدو و مستحيل توافق على مطلق !!
يا الله و الله لو أعرف شي يعيبه كان ما تحمست إنه ياخذتس يا خيتي ,, ودي أفاتحه بموضوع خطبته بس ما أدري عندي احساس إنه بترفض ..
يا الله سهل علي هالمهمه ,, و الله إن رونق محتاجه لمطلق و هو محتاج له بعد ...
الله يعين بس يآآآآآآآآآآآآآآآآآآآرب ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهى
طلعت الدجاجه من الفريز و غسلته ,, حطيته على القطاعه و بديت أحاول أقطعه و صوت التلفزيون واصلن بالمطبخ ..
كانت الدجاجه ثالجه و مستحيل تتقطع و مع ذلك حطيت كل قوتي به و كأني أطلع حرتي عليه ,, ما كان اللي أسويه تجهيز عشاء بالمعنى الصريح كثر ما كن تهرب من الواقع ..
حسيت بصوت تنهيدته و سمعت صوته و هو يحاول يتجاهل سبب هروبي منه و يتكلم عن شي ثاني : نهى انتبهي لا تقطع السكين ايدتس ..
رديت بدون لا ألتفت : متعوده موب أول مره اقطعه ..
حسيت بأنفاسه تلفح رقبتي لما قرب و سمعته يوم همس بترجي : يا حياتي و من قال لتس نبي عشاء أصلا تدرين أنا عازمتس على العشاء الليله ..
عضيت على شفتي و التزمت الصمت أمنع أي حركه لا اراديه ممكن أصدره نتيجه لهالوضع المزري بالنسبه لي ..
لما ما سمع من رد قرب و حط ايدينه على كتوفي و ضمن و رد : نهى تكفين قولي لي وش بتس ؟؟
كنت أحس بنبضات قلبه تصدع بظهري , و أنفاسه الكريهه تملأ المكان ,, ضغطت على الدجاجه بين ايديني و ضغطت السكين عليه بأكبر قدر أقدر عليه لكن السكينه ما تحملت ضغطي و زلقت على ايدي ,, ما حسيت بالوجع لأني كنت مرعوبه من منظر الدم اللي قدامي ,, لميت ايدي لصدري و أنا موب فاهمه اللي صار لكن عزام سحبه بسرعه و حطه تحت الماء ,, كان الماء يمشي بعد ما اختلط بدمي و أنا أفكر باللي صار ,, يا ربي أنا أعاقب نفسي و إلا أعاقب اللي يحبونن باللي أسويه بنفسي ,, يا ربي و الله إني ما أقدر أتحكم بقلبي !!
: نهى بسم الله على قلبتس وش بتس ؟؟
حسيت ببروده على وجهي و استشعرت إن وجهي انغسل ,, ما فكرت بالسبب اللي خلا عزام يغسل وجهي لأني حسيت بنفسي جالسه على الكرسي ,, إيه دخت أكيد دخت ............
قمت من مكاني و سحبت ايدي من بين ايدين عزام و توجهت لغرفتي وسط أسئلة عزام المتتالية ...
كانت خطواته تتبعن لحد ما استقريت على السرير ,, كنت أرتجف من البرد ,, حسيت بالغطاء ينسدل على جسمي و ايده تستقر على جبهتي ,, سحبت الغطا بيدين ثقيله و غطيت وجهي بعد ما أبعدت ايد عزام و كأني أمنع أي محاوله تقرب منه و أكمل مسلسل التهرب اليومي اللي ينجح مره و يخفق مرات..........
تمر علي أيام أتهرب و تنجح محاولتي و أعيش بعيده عن عزام و لو لساعات ,, لكن أكثر محاولاتي تتعثر ببدايته و أرضخ لمطالب عزام , و أمثل دور الزوجه المطيعه !!!!!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيصل
وقفت سيارتي و نزلت أسلم على رونق ,, صحيح إني اليوم شايفه بالمستشفى على قولة خالد بس شوفة البيت غيييير !!
رونق: حيا الله هالحس ..
ابتسمت لرونق من شفت ابتسامته اللي واصله أذانه و فتحت ايديني و سلمت عليه ..
رديت و أنا محتفظ بإيده بين ايديني : أخباره العمه ؟؟
ردت رونق : بخير أنت بشر عنك ؟؟
رديت : بخير من يوم شفتس ..
و كملت : هاه عسى ما هبلت بتس أمجاد ..
ضحكت و حطت ايده على أفمه تمنع صوت ضحكته يعلى و رجعت تكلمت : كلهن مهبل هي و ندى بس قسم إنهن وسعن صدري ,, يضحكن فديتهن !!!
نطت أمجاد بيننا و مسكت اذن رونق : قالولتس أراجوزات تضحكين علينا ..
سحبت أمجاد مع إذنه : أوووف أنتي متى بتحترمين اللي أكبر منتس ...
أمجاد : آآآآي فيصااال و الله إنه هي اللي سحبت أذني قبل تجي تسلم عليك و هجت ..
تركت أذن أمجاد و سحبت بإيدي الثانية رونق و لميته و رديت : هذي صاحبة السمو لا أحد يقوله شي يكفي إن فيصل ولد أخوه ...
ردت رونق : وهـ بس يالغرور كان مدحتن أنا ..
تركته وكأني مستاء من كلامه و رديت : أقول براااا يله الشرهه على اللي يعطي البزارين وجه .
ردت رونق : لاااااااه يالكبير !!
تجاهلت كلامه و وجهت كلامي لأمجاد : و أنتي تراي أبركب و أمشي بتجين تعالي و إلا أبروح ..
و طلعت من البيت بعد ما ودعت رونق و وعدته بزياراتي الكثييييره بإذن الله ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ندى
كنت حاسه من شفت رونق إنه تكابر ,, كانت تضحك و تسولف لكن الواقع غير عن كذا بكثيير ,, كانت كل ذكرى بهالبيت تقلب عليه المواجع و كأنه تنشوي على ناار ,, أشين شي لا ضحك الأنسان و بعينه ألف دمعه !!!
دق علي أبوي و أقنعته إني أنام و قلت له يبلغ أمي ,, و قفلت جوالي عشان ما تدق أمي و تخلين ارجع ,, و بلغت خالي خالد اللي فرح كثييير لأنه باين عليه إنه شايل هم رونق ..
لكن بقى الأهم رونق هل هي مرتاحه إني جلست عنده و إلا متضايقه حاسه إني بجلستي عنده كتمت على أنفاسه و ما سمحت له تعبر عن حزنه على انفراد مع نفسه ....
هي ما قالت شي يوم قلت له إني أبنام عنده يعني عادي لا بينت فرحه و لا زعل .....
ما أدري ما أدري !! و الله رونق هاليومين ما ينعرف له ...
شفته فرشت الفراش اللي جايبته له أمجاد على الأرض بغرفته القديمه طبعا و نامت عليه و تغطت من دون أي كلمه ..
انتظرت أسمع أنينه و هذا اللي تمنيته صراحة ,, لأني ما ابيه تكتم و تعذب نفسه لكن ما وصل لأذني سوى تنفسه المنتظم الدال على دخوله بنوم عميق و كأنه قالب ثلج لا تحس و لا شي.....
حطيت راسي على مخدتي و أنا أفكر بهالحال اللي وصلت له رونق و غفت عيني و أنا اتمتم ,, يا ربي الطف به يآآآآآ رب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد
من بعد صلاة الفجر ما دخل عيني النوم ,, كنت خايف من ردة فعل أخواني ,, عارف إنهم مستحيل يناسبون بدوي لأن هذا موب من عوايدنا لكن أنا عطيت كلمه للرجال و رونق تبي تاخذه بأي طريقه كانت ...
لما صارت الساعه 9 كلمت على محمد و قلت له إني أبيه بموضوع و قالي أجي له العصر لكن لما لمحت له إن الموضوع يخص رونق أصر علي إني أجي الحين لبيته ...
ركبت سيارتي و طلعت لبيت محمد ...
دخلت و سلمت عليه و جلسنا بالمجلس ,, سألته عن حاله و عياله و لاحظت عليه قلقه عشان الموضوع اللي أنا جاي له عشانه ,, عارف غلاة رونق عند محمد بس ما أضمن أسافر و أخليه عنده لأن رونق جرحته بالحيل و محمد صعب يسامح !!
تكلمت أقطع لحظات التوتر : هذا واحد يا خوي رفيق لي خطب من رونق ..
قطعن محمد : من هو و من ولده ؟؟
تكلمت و أنا عارف إن كلامي مرفوض و بشده من قبل محمد : مطلق اللي من الحفر ..
قاطعن محمد بعد ما عقد حواجبه : البدوي ..
رديت : إيه ..
محمد : قله إننا ما نزوج بدو ..
رديت بقهر : مطلق رجاااال !!
محمد : بس بنتنا غالية علينا و هو الله يوفقـ ..
قاطعته بعصبيه : ويوم هي غالية عليكم وين أنتم عنه يوم تضربونه مثل الثيران الهايجه و وين أنتم يوم تحترق ويوم تشوف أمه الشامية ...
مرت لحظات صمت قبل لا يقاطعن محمد : خالد !!
و كمل : أنت وش تقول رونق وشلون شافت أمه و بعدين من اللي سمح له ؟؟
ضحكت باستهزاء و رديت : و تقول غاليه علينا وشلون غاليه و أنت ما تدري عن هوى داره ..
قاطعن محمد بعصبيه : أقول لك وشلون شافت أمه ؟
جاوبته و أنا واقف : عبدالرحمن دق عليه عشان تاخذ رونق و ترتاحون منه ..
قام محمد واقف و بدأ يزأر من العصبيه : هذا أكيد مجنون ..
رديت : موب أنت تخليت عنه قبله .
محمد : أنا ..
قاطعته : شف يا محمد أنا ما جيت أحاسبك على اللي صار لأنه صار و انتهى لكن أنا أبسافر الإسبوع الجاي و منب مسافر لين اتطمن على رونق ..
و كملت بكذب عشان أقنعه : رونق موافقه على مطلق يا محمد لا تحرمه الحياة اللي أخذه منه أبوي و عطاه لمي ..
رد محمد باستغراب : معقوله رونق موافقه ..
رديت و أنا عارف نقطة ضعف محمد : لا تكسر فرحته يا محمد و والله لو مطلق ما يستاهل كان رفضته من الأساس ..
جلس محمد و حط راسه بين إيدينه لسبع دقايق تقريبا ,, كنت أراقبه و أنا خايف من قراره و من نتايج كذبتي ,, رفع محمد راسه و تكلم بثبات : أنت متى بتسافر ؟؟
رديت : الأحد..
كمل محمد : و الله ما أكسر فرحته ,, قل له تستعد السبت الجاي عرسه !!
أخفيت ابتسامة حاولت تظهر على ملامح وجهي و قربت و حبيت راس محمد و همست : و الله ما تندم يا بو فيصل .
وكملت : بس بقى شي ..
رد محمد : وشو ؟
رديت : عبدالرحمن ؟؟
نزل محمد راسه و تنهد : خله علي أنا أكلمه ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ