الجزء الرابع عشر :
( خطوة في طريق الندم
)
إن أول خطوة في طريق الندم كفيلة بترميم جزء من مشاعرهم
...
[ 1 ]
عبدالرحمن ,, العصر
مسكت راسي بين ايديني و أنا أسترجع اللي صار ,, أحداث سريعه و موجعه بنفس الوقت ,, أنا أبفهم وشلون فكرت بذا التفكير كيف أدق على أم رونق كيف أترك المره اللي غدرت بأبوي من سنين ترجع و تأخذ شي من حلال أبوي !!
إيه حلال أبوي هذي بنته و من لحمه و دمه و اللي بيلحقه و هي عند أمه بيلحقنا كلنا ,, الناس يبي يقولون بنت عبدالله العادل سوت و غلطت ميب قايلين بنت الشامية ,, يآآآآآ الله أنا وشلون كنت أفكر ,, و الله لو يدري محمد كان يذبحن ,, و يحق له يذبحن ..
بس لا أنا ما غلطت هي اللي أجبرتن على اللي سويته و كرهتن بدنياي و شككتن بكل شي ,, أجل رونق اللي حافظه كتاب الله بصدره تسوي كذا ؟؟ وش خلت للصايعات !!!
مرات أحس إني غلطت يوم كلمت الشامية و مرات أحس إني ما سويت إلا الصح ,, ما أدري و الله إني ضآآآآآآيع و موب عارف حتى أفكر ,, عقلي ما يدور به إلا الأحداث اللي صارت قدامي ,, أحداث ما تصير حتى بالخيال ,,
من يصدق إن هذي أم و الله إنه أقسى من الحجر !!
ما أدري وشلون أبوي صبر عليه سنتين ,, يآآآآآالله غريب يبه و الله انك غريب ....
و رونق أبدا ما تخيلت أشوفه بهالقوه !!
معقوله ما تأثرت أو يمكن من شد الألم ما قدرت تعبر عنه ...
زاد الصداع و فتك براسي ,, شددت من قبضتي على راسي و أنا أردد بهمس : يا ربي الطف بنا ياااا رب ...
: عسى ما شر يا بو عبدالعزيز ؟؟
رفعت راسي للصوت اللي قدامي و ابتسمت ابتسامه باهته تعبر عن الضياع اللي أعيشه و تمتمت : الحمد الله ما بي شي بس الضغط شوي مرتفع .
قرب سلطان و جلس بجنبي و تكلم : قم معي للمستشفى .
سندت ظهري و رديت : لا بالله منب رايح ..
و كملت يوم شفت تقطيبة جبينه : شوي و ينزل عارفه ..
: إلا وشلون أسماء ؟؟
سلطان : ان شاء الله انه بخير .
رفعت ظهري و تكلمت باهتمام : و الآثار الجانبيه للعلاج ما بدت تظهر ؟
تنهد سلطان و رد : أنت عارف إنه هالأسبوع أول أسبوع يعني ما أمداه ...بس تدري و الله إني خايف لا تتعب نفسيته لا طاح شعره .
ربت على ايده و رديت : أسماء مؤمنه !
سلطان بانفعال : بس مره .... و كمل : يهمه مظهره و تتتأثر نفسيته و أنت عارف إن المره ضعيفه ..
أنا : يا بن الحلال ان شاء الله إن اللي خلقه قادر على شفاءه ,,
سلطان : و نعم بالله !!!
أنا : طيب وراك ما تخلينا نوديه لألمانيا تتعالج ..
التفت علي سلطان و تنهد و هو يرد : عيت و الله إني حاولت به بس هي عيت تتعالج إلا هنا ,, تدري حتى قلت له خلينا نوديتس للرياض و عيت تقول أبي أتعالج هنا عند بنياتي و جماعتي !!
و فتح ايده على نهاية كلامه لبنته رغد اللي جت تركض لحضن أبوه ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هند ,, العصر
طقيت الباب مره و ثنتين و عشر لين تعبن يديني من الطق و طار عقلي من الخوف ,, كنت مرة أترجاه تفتح و مره أهدده إني أبسوي و أسوي إن ما فتحت ,, صحت و صرخت عليه علّ و عسى تحس شوي و تطلع تطمنن عليه لكن ما فــــيــــه أمـــــل !!!
ذكرته ببنات أسماء و ما رد علي إلا صمته المزعج ,, أكلن قلبي وتوقعت أحسن التوقعات السيئه ,, ناديته كآخر أمل لي : رونق تراي أبدق على محمد خل يشوف وش سوى عبدالرحمن و يوقفه عند حده ...
انتظرت و انتظرت و لما ما سمعت أي ردة فعل قمت واقفه و سحبت نفسي سحب و اتجهت للتليفون و بديت أضرب الأرقام ......
ما كملت الأرقام لأن يد امتدت و سحبت السماعه منّ و سكرته ...
رفعت راسي و انصدمت للملامح الجامده اللي قدامي و تكلمت بسرعه : رونق وش بتس خوفتين عليتس ؟!!
.
.
.
.
.
رونق .....
من قفلت الباب و أنا حاسه بثقل الوجع بصدري ,, حاولت أصيح أصرخ لكن لساني ما تحرك ,, حركت ايديني أبكسر أي شي أفرغ به القهر اللي بداخلي لكن حتى ايديني عصتن و كأنه متفقه مع هالدنيا عليّ ,,
حاسه بضيآآآع ,, كلهم تركون أمي موضي و أبوي و أخواني كلهم ما بقالي غيره ,, الانسانه اللي المفروض تكون أقرب الناس لي تنكرت لي و تناست وجودي بهالدنيا ,, من يجي مثله بهالقسا و الكبر ,, أمي الشامية اللي تجاهلت كل كلامهم عنه و حطيت ببالي شي واحد ,, أكيد عبدالله العادل ظالمه مثل ما ظلم أمي موضي من قبله و ظلمن أنا ,, لكنه خيبت آمالي و طلعت أسوأ من كلامهم حتى !!!
طحت بثقلي على الأرض و تسندت على الجدار و أنا أسمع توسلات هند ....
غرقت بأفكاري و بين لحظه و الثانية يختلط صوت هند مع صوت صياحه ,,
رجعت لأفكاري مرة ثانية و ما صحان إلا أحب اسم بهالدنيا " محمد " ,, كانت تهدد إنه تبي تقوله عن سوايا عبدالرحمن ,, بس هو رفض يصدقن بالأول و اتهمن مثلهم بشي ما سويته بحجة إنهم سمعوا شريط تافه و ما يعني شي ,, كيف لو قالت له الحين أخاف يأيد محمد اللي سواوه عبدالرحمن و ذيك الساعه بموت من القهر و الله بموت ,, لا لاآآآآآآ حرام و الله كافي وجع ,, كافي قهر !!
شلت نفسي و طلعت من غرفتي ,, درت نظري أدور هند بالصاله و طاحت عيني عليه رافعه السماعه ,, تناولت السماعه من إيده أحاول أحافظ على حطام أمل يمكن ينجبر مع الوقت و سكرت الخط وأنا مانيب متحمله أي شي ,, كان أي خدش ممكن يتسبب بوفاتي لأنه هو اللي بيكون القشه التي قصمت ظهر البعير !!
: رونق وش بتس خوفتين عليتس ؟!!
رديت و شي كبير بصدري ما أقدر حتى أتنفس منه : لا يدري محمد و أنا ...... أ.. أبصيـــ...ــر بخير ..
توجهت لغرفتي وسط دهشة هند ,, دخلت و سكرت الباب بالمفتاح و طفيت النور و أنا حاسه الدنيا سوداء مثل هالظلام بالضبط !!!
سمعت الآذان و قمت توضيت و صليت و أنا موب قادره أصيح ,, اللي أحسه أكبر من من من ,,,,, و الله ما أدري من إيش بس يمكن أكبر حتى من كرهي لأبوي .....
انسدحت على سجادتي و أنصت لقراءة إمام المسجد القريب للبيت " إنا جعلنا ما على الأرض
زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ...."
نزلت دموعي و أنا أسمع تلاوته العذبه و تمتمت : ياربي يا حبيبي انك تعلم إنه ما يهمن بهالدنيا كله إلا رضاك ,, ياربي أسألك إنك تصلح لي حالي عشان أقدر أعبدك حق عبادتك ....
كانت كلماتي غير مرتبه و أنا أدعي و كأني جاهله و إلا أول مره أدعي ,, بس و الله اللي بقلبي طلع لربي و كأني أكلمه بدون حواجز ,, زاد أنيني و تعالت شهقاتي اللي كأنه الدلو اللي يطلع من بير صدري همومه لكن هيهات هالبير ينفذ لأن الهموم تتجدد و الجروح عيت لا تلتئم !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد .. الصبح
قمت من النوم و أنا كسلان ,, تمغطت على سريري شوي ثم قمت للحمام ,, غسلت و فرشت سنوني و طلعت و لبست ملابسي بسرعه و أنا أناظر ساعتي ,, يا ربي ما أدري وش بي اليوم تأخرت ,, جمعت كتبي و اتجهت للباب ,, سمعت صوت جوالي و كأنه يذكرن إني نسيته ,, رجعت بسرعه و اخذته أبشوف من المتصل لكن الخط انقطع ,, فتحت القفل و لقيت 6 مكالمات لم يرد عليها و كلهن من فيصل ,,
الله يستر وش كل هالمكالمات ترددت الأسئلة بداخلي و أغلبه عن أهلي عسى ما بهم شي و إلا ليش كل هالإتصالات ؟؟
ما أمدان أفكر بسبب هالإتصالات لأن الإتصال انعاد و رديت بسرعه قبل لا ينقطع بخوف : هلا ابو محمد ..
فيصل : خاااالد كان ما رديت أحسن بعد !!
أنا : وش أسوي ياخي كنت نايم نسيت الفرق بالتوقيت !!
فيصل : أوووف و الله راح عن بالي ..
تكلمت بنفاذ صبر : وش اللي صاير ؟!
فيصل : متى بترجع ؟
رديت بملل : توي باقي أربع شهور و نختبر ..
فيصل : طيب اسمع لازم ترجع عشان رونق ..
قاطعته و قلبي طاح من الخوف : رونق وش به ؟؟!!!!!!!!
فيصل : تدري أظنك بسالفته وتدري أكثر إنه حافظة القرآن و ديّنه .
أنا : عارف و بعدين ؟
فيصل بعصبيه : رونق لو قعدت عند عمي عبدالرحمن زيادة يوم خطر عليه تموت .
أنا : فيصل و وجع تكلم خبصت قلبي .
فيصل : منب قايل لك السالفه لين تجي بس ترى رونق مضيومه و اللي عرفتوه عنه كذب أصلا هي عمره ما غلطت هالغلطه .
أنا : فيصلوه و حطبه تكلم رونق وش به ؟
فيصل : أشياء كثيره اللي صارت له أخره عمي عبدالرحمن لقا معه الجوال اللي نكلمه به و الله العالم وش حاله الحين ..
نزلت ايدي بتوتر و رميت الكتب اللي معي ورجعت لغرفتي و انا أتكلم مع فيصل : طيب وراك ما تزوره ؟
فيصل : كنت أزوره بس الحين منعن عمي !!
و كمل كلامه : المفروض انك ما سافرت .
قاطعته : اللي صار أكبر من إننا نتحمله يا فيصل و بعدين أنا هجيت و تركت كل شي ,, رفضت أسمع الشريط اللي موّت أبوي و أمي قهر !!
و رفضت حتى أشوف رونق لأني ما أضمن نفسي ساعته إني أذبحه بيديني ..
تنهدت و كملت : تراي دايم أسأل عنه أمجاد و لا تظن إني مرتاح و أنا هنا .
فيصل : متى بتجي ؟!!
أنا : هي وشلونه ؟
فيصل : من تالي نفسيته بالحضيض كنت دايم أتطمن عليه بالجوال و أزوره ,, أحاول أغير نفسيته و أنا أدري إنه تبتسم عشاننا بس و هذا عكس اللي بقلبه ,, لكن الحين ما أقدر و الله أعلم وش حاله الحين ..
أنا : خلاص أبدور لي أقرب حجز و أجي بس أنت حاول تتطمن عليه و طمنن تكفى ..
فيصل : ان شاء الله بس بلغن متى بتجي .
رديت : بأقرب وقت بحول الله .
سكرت من فيصل و أخذت بوكي و طلعت أدور أقرب حجز للسعودية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهى ,, المغرب
انقبض قلبي و صدى الكلمة يتردد بداخلي " موافقه "
" موافقه "
" موافقه "
احساس بالخوف تربع بصدري بس ما لبث وقت طويل حتى تبدل لإحساس بالسعاده من شفت الفرحه بعيون أمي و أبوي ,, باركوا لي و دعوا لي بالتوفيق ,, شفت دموع أمي غسلت وجهه و حسيت بقبلات أبوي لإيديني ,, عند هاللحظه بس تأكدت إني ما سويت إلا الصحيح و تندمت على تأخير إدخال هالفرحه على أغلى قلبين بالدنيا ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تركي ,, العشاء
مددت إيدين أتمغط بعد ما نزلت من السيارة ,, تعب الطريق و مي الله يهديه أصرت نرجع اليوم ,, و اتجهت لباب البيت و فتحته ,, رجعت لشنطة السيارة و نزلت شناطنا و هي وراي شايله معي بعض الأغراض ,, دخلنا للحوش و ما كان بينهم أي كلام ,, أنا تعبان من الطريق و هي همه بإخته أسماء مكفيه .
رقينا الدرج بما إن بيتنا دور فوقي ,, وصلت الأغراض للغرفه و انسدحت أريح شوي ,, غمضت عيوني شكلي غفيت و ما انتبهت إلا على صوته : تركي تبي تتحمم أجهز لك ملابس ؟
فتحت عيوني و أنا أشوفه قدامي بروبه و شعره لافته بمنشفه ..
و رديت : لا بعد العشاء .
قمت واقف و تكلمت : وش تبين عشاء ؟!
مي : ما أشتهي شي حاسه نفسي تعبانه و أبنام .
رديت : اصبري لا تنامـ.....
و قطعن صوت رنة جوالي ,, انحنيت و أخذته من السرير و أنا أشوف الرقم مستغرب من اتصاله هالوقت و رديت : هلا و الله .
: تركي أنت ببريده ؟؟؟؟؟
رديت و أنا أسمع صوت سلمان ولد عمي : ايه عسى ما شر .
رد و هو يلهث : تعـ...ـال للمستشفى .
تركي : سلمان تكلم وش صاير ؟؟
رد سلمان بكلمات متقاطعه : حادث ... هم صدموا عمود الكهرب ,, العيال صدموا .. الحق عزام و ولد محمد ...............