كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
فأجابت سارة :
- الفان وستمئة جنيه ويزيد0
ماتت عمة الصبيتين منذ سنتين تاركة لهما جميع ما تملك : بيت عتيق في ضواحي مدينة فيفان واثاث رث لا يصلح إلا للمجموعات الاثرية وأوان اخرى لا فائدة فيها ، مما جعل انجيلا وسارة غير مهتمتين بالامر . وكان الكاتب العدل قد نبههما الى ان قانون الارث يستوجب وقتاً قبل تنفيذه وانه ، بعد احتساب المصاريف المتوجبة لا يبقى لهما شئ يذكر . لذلك نسيت سارة الارث ولم تتذكره إلا عندما لمحت الرسالة الرسمية الكبيرة في علبة البريد . وبحماس قالت :
- يجب الاحتفال بالامر . سندعو اصدقاءنا واطلب من ديك ان يجلب اسطواناته وسأحضر طبقأ من المعكرونة ونشتري عصير الفواكه و. .. . ما بك ؟
- يبدو انك غيرمتحمسة للامر يا انجيلا . . . هل انت متعبة ؟
والقت انجيلا نظرة تائهة على شقيقتها ممسكة بطرف قميصها الشفاف . وقالت وهي تفكر وتعبث بحليها :
- كنت اتمنى ان نحصل على خمسة آلاف جنيه على الاقل 0
-خمسة آلاف ؟ انا اعتبر الالفي جنيه ثروة.. قالت انجيلا وقد اعترى وجهها بريق اهتمام :
- حسنأ سنتدبر الامر .
- نتدبر الامر؟ انه مبلغ لم نحصل على مثله في حياتنا . سنعيد تزيين البيت ونذهب في اجازة و. . . نفعل اشياء كثيرة .
-يا الهي انظري الى الساعة0
- ستتاخرين عن الموعد . ساحضر الفطور بسرعة . . .
كان المطر ينساب على الزجاج ولم تكن المدفأة تشيع جوأ من الدفء في الدار، لكن ذلك لم يمنع سارة من ان ترتب الطاولة وهي تغني .
كانت تكسب معيشتها من الضرب على الآلة الكاتبة لدى شركة للتأمين ، بينما كانت انجيلا تعمل بائعة في مخزن ازياء في حي نايتبردج مما جعل حياتهما تدور بصعوبة ، فبالرغم من اقتصاد سارة ، كانت المصاريف المفاجئة تذيب المال المدخر ، لم تكن الاختان فقيرتين ولكنهما لم تستطيعا ادخار مبلغ من المال يقيهما العوز, وتركة العمة تسمح لهما الآن بمجابهه جميع الكوارث لذلك شعرت سارة بانها شبه غنية ، انها اصغر من اختها بثلاث سنوات لكن ثقل المصروف كان يقع دائمأ على عاتقها هي وغالبأ ما كانت تتمنى ان تكون اختها مقتصدة نوعأ ما , واقل ميلاً الى التبذير وذلك عندما كانت تجد صعوبة في الانفاق حتى آخر الشهر .
صحيح ان السلع الرخيصة تصبح اكثر كلفة على المدى الطويل بفعل الاستعمال , ولكنها لم تكن تستطيع ان تفهم ان احذية جوردان وحقائب هرمس وادوات التجميل ديور كانت تباع بأسعار باهظة خصوصأ وان انجيلا كانت بالغة الجمال بحيث انها لم تكن بحاجة إلى اثواب انيقة او تجميل خاص لتبدو غاية في الاغراء0.
خرجت انجيلا من الغرفة وشعرها مبعثر بذوق واجفانها مرسومة بعناية فائقة , فقالت سارة:
- خسارة ان تكوني مضطرة للذهاب الى العمل اليوم0
مكان عمل سارة يقفل يوم السبت في حين ان انجيلا تعمل في ذلك اليوم حتى الظهر . فاجابت انجيلا بتثاقل وهي تسكب لنفسها فنجان قهوة :
- لا عليك , لن اتاخر كثيرأ .
- ماذا تقصدين ؟
- ساقدم استقالتي . . . واستقالتك انت ايضاً.
*****************
يتبع
|