كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- لا يعجبك لأنه ربما اثر على السياح. فمن غير الأئق ان يذكرهم بان الحياة ليست عبارة عن حفلات وسهرات وحمامات شمس . تكون مخطئاً اذا قلقت , فبعد الذي رأيته حتى الآن معظمهم يهزأون ولا يبالون ابدابصعوبات غيرهم , فهم منهمكون بسرورهم واكتفاءتهم الذاتية .
- انت مثلهم على الأرجح . اشك بأن نصيب ومستقبل هنغاريا منعك من
النوم قبل لقائك بصديقنا لازلو .
- هذا ممكن , لكني على الأقل لم احتقر احداً لأنه فقير او غير مهم .
- ياه ..دقيقة ...انت تغضبين بسرعة دون سبب . انا لا احتقر لازلو ....
على العكس فهذا الشاب يعجبني وانا اقدره .
- بكل تواضع .
رأت ساره فم ستيفان يلتوي وبرقت في عينيه قلة الصبر . شعرت انه غضب
ولسبب ما بدأ قلبها يخفق بسرعة اكبر واحست بأن حوارهما اخذ اطار اخطر
مما توقعت . كان عليها ان توقف الحديث لكن حدساً آخر جعلها تكمل :
- اعتقد انه لو كانت عندك اخت صغيرة بلهاء وطيبة وساذجة وسهلة القياد
. لكنت شجعتها على بعض الأمريكين الأثرياء مثل رونالد المسكين ...
لم تكد تنهي جملتها حتى ندمت على جنونها العفوي . تبعت هذه الجملة فترة
صمت ثقيل جعلها تحمر اكثر من الأنزعاج . لم تجد الشجاعة الكافية لتسمع
جواب ستيفان بل وقفت بسرعة :
- علينا اللحاق بالباقين ..
- لا ...انتظري ...
قال قال هذا وامسك يدها بيده السمراء مجبراً اياها على الجلوس من جديد .
كان ستيفان قد غير ملامح وجهه فلم تعد ترى فيه قلة الصبر بل تعابير
اخرى ...تعابير جعلتها ترتجف من التأثر ...فقالت محاولة التكلم ببرودة دون
التوصل الى التحكم بصوتها :
- ارجوك..اتركني ...
هل تعرفين انك تبحثين عن المتاعب ؟ لا ادري أي دواء افضل لك , ضربة
على كتفك او هذا ....لم يعطها الوقت الكافي لتجيبه ..ترك يدها واخذها
بين ذراعيه ...لم تفكر او بالأحرى لم تستطع ان تفكر بمقاومته .. كان اقوى
منها بكثير ما جعل مجهودها لمقاومته يذهب سدى ...زد على ذلك ان قبعتها
وقعت وجعلت الشمس تصب اشعتها في عينيها مباشرة ...لم تقدر على
تحريك رأسها رفضاً لأنه امسك بذقنها وشد باصابعه على ذراعيها ازدادت
غضباً عندما فكرت بان حدسها وشعورها اتيا بها الى الوضع الذي قبلت به
ورفضته في الوقت نفسه..
- الأمر ليس جديراً بالخوف يا صغيرة لكن هذه التجربة البسيطة ربما تجعلك
تعين الحقيقة والواقع ...مازلت طفلة يصعب عليها معاشرة الذئاب .
- اوه ....
انتشلت قبعتها من يده وترددت ثم صرخت في وجهه :
- انت افظع مخلوق التقيته في حياتي .
ونظرت اليه بطريقة كادت تدفنه فيها تحت التراب , تركته واكملت سيرها
على الشاطئ .
************************
يتبع
|