كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبينما هو يشعل سيجارة فاستطاعت سارة أن تتأمله وتتفحصه
فكان يبدو انكليزياً في 30 من عمره ولكنه أمضى بلا شك أيام حياته في الهواء والشمس
تجاعيد صغيرة بيضاء بدت حول عينيه وقاطع أفكارها سائلاً:
- اهذا اليوم الأول لك هنا ؟
- نعم كيف عرفت؟
- عرفت أن طائرة حطت اليوم من لندن .. هذا ما فضحك.
وضع يده السمراء على مقربة من يديها التي لم ترى الشمس منذ زمن فبدأت بيضاء باهتة
- يجب أن تجلبي نظارات الشمس أو قبعة فهذا النور يسبب وجع في الرأس لغير المعتادين عليه .
فأجابت سارة:
- نسيت نظارتي السوداء في الفندق فعلاً هذه الشمس محرقة ....آه هل ذهبت قبلاً إلى جزيرة غرين ترتل؟
- نعم ...طبعاً.... إنها في شمالي اباكو ..هل يهمك أمرها ؟ وسألها مازحاً:
- هل اعطاك أحد طريقة للعثور على كنز فليبستري ؟
- لقد قرأت اسمها في دليل الطائرة هل هناك كنز فعلاً ؟
- من يدري فيمكن الحصول على الكنوز في أي جزيرة....عندما كنت طفلاً كنت أمضي وقتي في التنقيب والنبش مازالت هنالك الكثير من المناطق غير منقب فيها... حيث يمكن العثور على أي شيء..
- من المؤكد أن تمضية الطفولة في مناطق كهذه شيء رائع أود لو أجد الوقت لرؤية هذه الجزر المتوحشة.
- المخاطرة جميلة بالنسبة إليك واكتشاف الغابات مغر ولكن الاناس المعتادين على الرفاهية يضجرون بسرعة بعض السياح يأتو إلى أماكن كهذه لكنهم بعد يومين يتعبون ويسعدون باللقاء من جديد مع المخازن وملاهي الليل .
خيل إلى سارة أنه تعود على نوعية معظم زائري ناسو وتساءلت إذا كان يعتبرها أبنة مدللة من المجتمعات الراقية فلم ترق لها هذه الفكرة وجدت نفسها تقول:
- السبب بلا شك هو أن معظمهم متقدمون في السن.
- مما يعني من الثلاثين وما فوق بنظر ابنت السابعة عشرة مثلك؟
- لست في السابعة عشرة بل في الثانية والعشرين.
وما أن لفضت سارة هذه الجملة حتى على خدها احمرار خجل لأنها تذكرت بأنها أفصحت لمجهول بأشياء شخصية حتى في ناسو التكلم مع مجهولين غير مرغوب فيه. فقالت في لهفة:
- يجب أن أعود إلى الفندق إلى اللقاء.
- في أي فندق تنزلين ؟
طرح عليها هذا السؤال وهو يمشي معها بكل بساطة ولم تستطع إلا أن تجيب بالبساطة ذاتها.
- هل يعجبك هذا الفندق ؟
- نعم كثيراً فعندنا منظر رائع على الخليج.
- اذا اردت التأمل الى منظر جميل فعليك الصعود إلى فورت فنكاسل .
وتابع ممازحاً:
- 22 عاماً إنها فعلا سناً متقدمة.
وما كاد ينهي جملته حتى خرج صبي أسود مجعد الشعر من شارع فرعي واصطدم في سارة حتى كاد يرميها أرضاً لو لم يمسك بها رفيقها من خصرها ويسندها فشعرت الصبية الشابة بحرارة هذا الرجل القوي وتمتمت وعلى شفتيها ابتسامة مترددة:
- شكراً , لو كانت الضربة الأقوى لوقعت أرضاً.
لما اوصلها إلى شارع العام ودعته مجدداً وتوجهت إلى الفندق.
********************
يتبع
|