كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
على العكس . فاذا لم نأت معا لكان الأمر اسوأ . فلو لم نعطه دماً ..
- هل تعني انه ..لم يمت ؟
- طبعا لا ..من اين خطرت لك فكرة كهذه ؟
- لكن اورورا قالت ..
- اورورا تفقد عقلها اذا رأت جرحاً صغيراً , فالرسالة الالسلكية التي ارسلوها لي تذكر ان الجرح عميق جداً لكنه ليس مميتاً ولا خطراً ...
فتنفست ساره الصعداء وفتشت في جيبها ثم اخرجت منديلاً جففت به دموعها ووجهها .
- لو عرفت انك تفكرين بالأسوأ لأخبرتك منذ البداية , هل هو التفكير بأن صبياً اصيب بجرح مميت جعلك في هذه الحالة ؟
فأخفضت ساره رأسها , ارادت ان تبوح له بأن حالتها تتعلق به وبسبب قلقها عليه هو لكنها اكتفت بالقول :
- حوادث الأطفال تؤثر عليك كثيراً ...كم عمره ؟
- عشر سنوات .
- قالت لي اورورا بأنك اتيت به وهو رضيع . من ناسو . هل كان يتيماً ؟
- نوعا ما . كانت امه مصابة بالسل توفيت بعد ستة اشهر من ولادته . والده مسجون في نيوبرفيداس ....كان مكتوباً على جوان تربيه جدته في كوخ صغير يعيش فيه اربعة عشر شخصاً . ففضلت المجئ به الى هنا .
فتساءلت ساره كم شخصاً في مركز ووضع ستيفان , كانوا قد اهتموا بمستقبل طفل متروك , خاصة وأن والده له ماض حافل .
- اعتذر يا ساره , لقد كنت قاسياً معك في الكلام ..اعذريني .
- لاداعي للأعتذار ...كنت قلقاً على جو , ولابد انك وصفتني بالأنانية لكنني لم اعرف بأنك تملك جهازاً لاسلكياً فاعتقدت ان انجيلا ستقلق علي .
- لا ...لم اصفك بالأنانية .
ومرت ثوان قليلة قبل ان يكمل :
- الآن سأبعث الرسالة الى اختك .
كان الليل قد غطى الجزيرة عندما تناولا طعام العشاء في المكتبة .
لم يظهر في تلك الليله للقمر اثر ..بل امطرت السماء وعصف الهواء بقوة . لكنها لم تكن كافية لأقفال نوافذ البيت المخصصة للعواصف , فبنظر ستيفان ان هذا الهواء هو عبارة عن متبقيات من اعاصير الشتاء الفتاكة المدمرة .
امضيا قسماً من السهرة يستمعان الى الأسطوانات وحوالي الساعة العاشرة , بعدما هدأ الهواء نادى ستيفان اورورا لتدل ساره على غرفتها .
كان السرير مغطى بملاية زرقاء اللون , لكن اورورا ارادت ان تمضي ساره ليلة مريحة .
فبعدما ارتدت ثياب النوم , التي استعارتها من ستيفان , جاءت اورورا وفي يدها فنجان فيه سائل ساخن بني :
- هذا السائل يساعدك على نوم اعمق يا آنسة ساره .
لم تسأل ساره عن المواد التي صنع منها هذا السائل , كانت رائحته غير مشجعة وطعمه اسوأ ..لكنها ومن باب الأدب شربته دون تذمر ...وحصلت على نتيجة ايجابية فقد ارتاحت على اثره من ضغط النهار وشعرت بثقل في جفونها , وتغلغلت في فراشها ورائحة الياسمين تدغدغ انفها ..وقبل ان تستسلم للنوم شعرت بأن شيئاً ما . قاسيا يضايقها تحت مخدتها .
*********************
يتبع
|