-"آوه , تلك اللكنة الإنكليزية,انا متأكدة انها هي التي تجعل الرجال يركضون خلفك, كريستي."
إبتسمت كريستي بإمتعاض
_"لا تجرحيني! انا إمرأة مخطوبة الآن, تعرفين ذلك, هل رأيتِ خاتم خطوبتي؟"
قالت ميلي بينما إلتقطت يد كريستي لتراه عن قرب .
_"نعم, في كل مجلة هوليوودية , أوه إنها ماسة كبيرة حقا."
تكلم سايمون ببطء
_" الأفضل دائما لكريستي, كيف حالك ميلي؟ تبدين مذهلة."
ضحكت بينما كانت ترتب شعرها.
_"أيها المتزلف , هيا الى حوض السباحة لتلقيا التحية على الجميع, رودريغو سيحمل أمتعتكما الى الداخل."
سارا خلفها عبر الأورقة الرخامية, وزادها جمالا الثريات التي تتأرجح على إرتفاع اربعين قدم, كانت هناك لوحة زينية ضخمة لرودولف فالنتينو ممتدة تقريبا على معظم الحائط , وعلى حائط اخر لوحة لجون هارلو.
بغد ان مروا بسبسة طويلة من الغرف , وصلوا الى المكان حيث يوجد حوض السباحة , ولفحتهم في الخارج حرارة كاليفورنيا الجنوبية.
شبكت ميني يديها
_"أنظروا , كريستي ماكول وسايمون موردانت."
حياهم تسعة او عشرة اشخاص يتسكعون حول حوض السباحة
_"مرحبا."
عرفت كريستي عدة أشخاص , فقد عرفت مثلا ممثلا مشهورا , وإستطاعت التعرف ايضا على منتج وزوجته , وبالطبع مايك كامارا , رئيس شركة كامارا للإنتاج.
قال سايمون
_"مايك , من الرائع ان اراك......."
ثم جلس على الكرسي المقابل لمايك.
تقدت ميلي بإتجاه كريستي
_" اجلسي عزيزتي, ماذا تحبين ان تشربي؟"
_"مياه باردة, من فضلك."
مشت كريستي نحو سايمون لتجلس قربه, كان سايمون يقول
_" ....سمعت انك قضيت على تلك الممثلة السمراء؟"
قال مايك
_"بالطبع فعلت ذلك, لقد أطعمتها للنسور, ولن تعمل في هوليوود مجددا, لا تقلقي كريستي , فأنت لن تكوني غبية لدرجة رفع دعاوي قضائية على شركة كامارا , هل يمكنك فعل ذلك؟"
تمتمت كريستي
_" انا لا احلم بفعل هذا حتى."
وضعت الخادمة كوب الماء وعصير الخوخ على الطاولة.
جلست ميلي بجوارهم
_"إذن بقي ضيفان وسيصلان الان."
سألت كريستي بذوق
_"هل تعرفهما؟"
إبتسمت ميلي لها
_" نعم, بالتأكيد, جاريد يوشانان وتيسا فال." منتدى ليلاس
مرت عدة ثواني قبل ان يتكلم اي احد منهم, شحب وجهها وبدت كأنها لا تتنفس , أمسكت بكوب الماء بإحكام حتى كادت ان تكسره , لا يمكن ان يكون هذا حقيقيا, لا بد وإنني لم اسمع جيدا, لا يعقل انها تقول لي بأن جاريد سيكون هنا في اي لحظة. وبأنه سيكون هنا طوال الأسبوع , ساعة بعد ساعة , دقيقة بعد دقيقة.....
أرادت ان تتكلم,لكن فمها كان جافاً جداً فلم تستطع ان تنتطق بالكلمات , ومن ثم أدركت بأن مايك ومايلي مستمتعان بحزنها العاطفي , هناك تفسير واحد لذلك, انهما يعرفان بشأن الحب القوي الذي كان بينهما في الماضي, وقد حضرا لذلك عن عمد ليشاهدا ما يمكن ان يحصل.
قالت ميلي بإستمتاع
_"هل تعرفان جاريد ونيسا؟"
نظرت كريستي نحو سايمون لتراه شاحب الوجه وعاجزاً عن الكلام مثلها.
ضحكت ميلي
_"هاي , ماذا حصل لكما! هل تعتقدان بأن مصاص الدماء وصديقته هما اللذان سيأتيان؟"
علا صوت كريستي
_" صديقته؟ جاريد يوشانان ونيسا فال هما......"
راقبتها ميلي بعينين ذكيتين
_"إنهما يعيشان قصة حب جنونية وعاصفة, الكل في هوليوود يتحدث عنهما, آوه, لقد كنت في موقع التصوير في المكسيك , اليس كذلك؟ ولم تعرفي آخر الأنباء."
إنزعجت كريستي لأنها علمت إنها لا يمكنها البقاء هنا,خصوصاً وان جاريد يمكن ان يصل في اي لحظة, لكن الصدمة أثرت على جسدها ,فأصبحت ذراعها ثقيلة وإرتجفت يدها بينما كانت تضع كوب الماء على الطاولة
_"لا .....لم اعرف, لكن أظن بأنه علي ان أصعد الى غرفتي الآن, علي ان استحم وأفرغ حقيبتي .انتم لا تمانعون , اليس كذلك؟"
وقفتميلي حين وقفت كريست
_"لا مانع على الإطلاق, روسيتا سترشدك الى مكان غرفتك , وأنت يا سايمون هل تريد ان تبقى هنا او......؟"
جاء صوت هدير محرك السيارة القوي من الجانب الآخر للمنزل, إبتسمت مايلي ونظرت الى كريستي بعينين شقيتين قائلة
_"آه, اظن ان جاريد هو الذي وصل الآن."
إقترح مايك بينما كان ينظر اليها عن قرب, لم لا تأتين وتلقين التحية , يا كريستي؟ ان جاريد مخرج قوي جداً, سيكون مفيد لكِ في عملك."
اجبرت كريستي نفسها على التكلم بصوت هادئ بالرغم من ان قلبها يرتجف في داخلها.
_" إذا كان سيبقى هنا في عطلة نهاة الأسبوع , فسيكون لدي متسع من القوت للتعرف عليه."
ضحكت ميلي بنعومة
_" أوه , نعم , سيكون لديكِ متسع من الوقت لتتعرفي إليه في هذه العطلة ! ان غرف نومكما مجاورة لبعضكما البعض."
إنقطعت أنفاس كريستي, حدقت بهما بدهشة, إنهما يعرفان بالتأكيد . غرف نوم متجاورة ؟يا للهول, لا بد وان هذا كابوس!
وصلت الخادمة الإسبانية
_"نعم سيدتي؟"
إستدارت ميلي نحوها
_"آه, روسيتا, ارشدي الآنسة ماكول الى غرفتها , سأذهب للترحيب بجاريد ونيسا."
سارت كريستي مع روسيتا, وساقاها ترتجفان, بائسة تريد الوصول الى غرفتها , حابسة انفاسها , أملة ان تعبر الممر قبل ان يدخل إليه جاريد.
كانت ميلي تسير بسرعة لفتح الأبواب الأمامية , سمعت كريستي صوت أبواب السيارة وهم يغلقونها, فأسرعت أكثر واكثر.
_"جاريد من الرائع ان اراك......"
وصلت كريستي الى منتصف السلالم لكنها بدت وكأنها تركض الآن, ثم سمعت ذلك الصوت الغامض والخطير ,فأوقف مسارها.
_"مرحباً ميلي, لقد مر وقت طويل على رؤيتي لكِ."
لم تستطع كريتستي تجاهل جاريد يونشان , تؤام روحها, وحبها القديم, على الرغم منه انه إستطاع تجاهلها بالكامل , ثم وجدت نفسها تستدير وتمسك بحافة السلم تحدق به بينما كان قلبها ينبض بعاطفة عنيفة, ثم شعرت بمزيج من الأحاسيس , الحب والكره , الرغبة والإثارة.
وقف جاريد يونشانان في المدخل الواسع بشكله الرائع , ان فيه كل ما تحبه في الرجل, كانت الشمس تضيئ جسده القوي , كان يرتدي بنطالاً اسود وسترة سوداء مع قميص ابيض , بدت عضلات جسده بارزة من تحت ملابسه ومليئ بالرجولة مما يجعل اي ترغب في الإستسلام له, تماماً كما فعلت هي , هل يحق لأي رجب ان يكون رائعاً لهذه الدرجة ؟ ليس فقط جذاباً بشكل قاتل. بل ذكي, موهوب, لا يتسامح في العمل.