_"هاي, انا اسف, كنت فقط ابدي بعض الغيرة عليك, هذا كل شيء, لا تكوني دفاعية هكذا وتبتعدي عني."
التقت عيناها بعينيه , وفجأة وضعت يديها على كتفيه , ذلك القميص الأبيض كان يظهر صدره القوي الرجولي, ما جعلها إمرأة ضعيفة تتوق الى الحب.
قالت
_"جاريد, المسألة هي انني خائفة جدا من بدء هذه المناقشة."
ضحك بتهكم
_"انت خائفة؟"
_"علينا ان نكون صادقين تماما مع بعضنا البعض, انظر ماذا حصل معنا في اخر مرة حين وضعنا الحقيقة وراء ظهرنا وانجرفنا خلف رغباتنا وتفادينا الدخول في اي نقاش حين كنا نشعر بعدم الرضى في اي امر, ولهذا انتهى الأمر بذلك الإنذار الذي وجهته لي, وانتهى بنا الآمر هكذا."
تنهد ونظر بعيدا
_"انت محقة فيما تقولين,اعتقد ان ذلك حصل لاننا لم نكن سويا لستو اشهر وكنت مشغولا في الاستديو معظم الوقت ولم يكن لدينا الوقت لنتحدث بصدق كامل مع بعضنا, لذا , حاولنا ان نبقى مع بعضنا البعض قدر المستطاع , وتفادينا الدخول في اي مشاجرات."
ذكرته بألم
_" وخبأنا كل ما كنا نفكر به, لكنني لطالما اخبرتك انني طموحة , كنت اتكلم دائما عن مهنتي, احلامي, وأهدافي, لكن, في كل مرة كنت ارى الرفض في عينيك, كنت اصمت وابدأ الحديث عن الزواج والاطفال من جديد."
جفل من كلامها ووضع يده على جبينه ثم أغمض عينيه
_"أوه,لا....لا يمكنني ان احتمل التفكير في انك لم تكوني تعنين اي كلمة من ......."
قالت بحدة
_"الآن , لا تبدأ بفعل نفس الأخطاء مجددا, لقد كنت اعني كل كلمة, وكل الكلام الذي اصف فيه كل ابن صغير يحمل لون عينيك وشعرك......"
احمر وجهه حين إبتسم , ونظر اليها
_"اردت ان تسميهم كلهم جاريد, جاريد الثاني,الثالث, الرابع......"
ضحكت بنعومة وقبلته
_" نعم, اردت هذا فعلا, لكن هذا لم يكن فقط ما اريده جاريد."
اومأ برأسه
_"لقد اردت مهنتك ايضا , ادركت ذلك تدريجياً خلالل الثلاث سنوات الماضية, كان علي ان اقف وأشاهدك تتسلقين الأعالي حتى وصلتِ الى الأوسكار,كنت خائفاً في ان أفكر بما فعلت,كيف وصلت الى الأوسكار ,كنت خائفاً في ان افكر بما فعلت ,كيف انني حالوت الوقوف في طريقك ,فوجدت انه من السهل علي ان اكرهك, لا استطيع ان افكر لماذا فعلت ذلك, هذا ما جعلن اعاملك بهذه الطريقة , الرجل الشجاع وحده هو الذي يستطيع مواجهة حقيقة نفسه."
قالت
_"كما انك كنت خائفاً من ان تحبني بصدق, لطالما اردتني إمرأة كاملة , اليس كذلك.جاريد؟ كبعض نساء الخمسينيات اللواتي يعتنين بمنازلهن , ويكرسن انفسهن لأطفالهن وأزواجهن , ولا يفكرون بأي طموح او احلام......"
قال بحدة وهو يعبس في وجهها
_" تلك كانت رؤيتي عن حياة العائلة, حسناً, إذن,تلك لم تكن رؤية واقعية ,لكن كيف يفترض بي ان ارى حياة العائلة؟ فكل ما كان عندي هو الياة في دار للأيتام ,ولطالما تمنين ان يكون لي عائلة."
عانقته كريستي وقبلت عنقه
_" عزيزي, انا لم اقصد ان تفهمني هكذا......."
أمسك بمعصمها وأبعدها عنه ونظر اليها بعينين غاضبتين ,قال
_"لا, بالطبع لا, لكنك فعلت."
قالت بصوت مجروح
_"وانا متأكدة انك لم تقصد ان تجعلني اشعر بالذنب لأنني لم اؤدي دور المرأة المثالية لك......"
ظهر الغضب في عينيه مجدداً
_" انا لم اكن احاول ان اجعلك تشعرين بالذنب ,لكنني فقط لم تعجبني الطريقة التي تحدثت بها عن كونك اماً وزوجة, ان هذا ليس عملاً يمكنك ان تحتقريه,كريس, لا يمكنك ان تقومي بهذا العمل لمدة ثماني او تسعة اشهر كما تفعلين في اي دور لكِ في اي فيلم."
قالت
_"ليس عليك ان تذكرني. فأنا اتذكر جيداً كم تعبت حتى اصبح الزوجة المثالية لك, لكن كل ما حصلت عليه هو الإنتقاد والشكوى ."
_"حسناً, كانت الغرف دائماً في حالة فوضى, والخزائن دائماص فارغة و......"
_"ها قد عدنا مجدداً."
_"كريس , لقد وافقت على العيش معي, والإستمرار معي,"
_"لأجلك وليس لأجلي."
_"كما اكتشفت لاحقاً ,فإن كان ذلك في لمصلحتك, كل ما أردته هو المال , المجد, الشهرة, وليس منزلاً محباً عادياص."
_"لقد كنت اريد منزلاً محباً , جاريد لكنني فقط......."
قاطعها بحدة
_" ايتها الكاذبة, لا اعرف كيف يمكنك الجلوس وقول هذا, لقد كنتِ واضحة في كل خطوة في الثلاث سنوات الماضية حين اثبت ان كل ما تريدينه هو المال والشهرة."
صرخت بشراسة
_"نعم, وتلك هي المشكلة الحقيقية بيننا, أليس كذلك جاريد؟ انت لم توجه لي هذا الإنذار فقط بسبب وجود سايمون في حياتي, لقد قلت ما قلته لأنك لا تريدني ان اكون ناجحة, اردتني ان اكون زوجة مثالية , بينما تذهب انت لجمع كل جوائز السينما العالمية."
قال وهو يعض على أسنانه
_" ان هذه كذبة قذرة وانتش تعرفين ذلك."
نظرت الى وجهه القوي والويم
_"أوه؟ هل انت متأكد بشأن هذا جاريد؟ دعنا نضع كل تلك القطع في مكانها مجتمعة , هل يمكننا؟"
قست ملامح وجه
_"اي قطع؟ عن ماذا تتكلمين؟"
_"قطع لعبة جاريد يونشان اللغز."
كانت عيناها خاليتان من اي تظاهر او حقد او عاطفة, فهي لم تشعر من قبل بضرورة قول الحقيقة المطلقة كالآن ,لقد كانت تجمع قطع هذه الصورة في رأسها لمدة ثلاث سنوات ,لأنها بحاجة لأن تفهم سبب كل ما يحصل بينهما على هذا الشكل, والآن هي تدرك جيداً انها لم تخطئ في وضع اي قطعة من تلك القطع في مكانها , ولقد جمعت تلك الصورة له بشكل صحيح.
تكلم بإبتسامة تهكمية
_" أوه, انا لعبة الغاز ايضاً؟ من الممتع ان تصل لنفس الإستنتاج عن بعضنا البعض, فأنتِ لستِ الوحيدة التي أمضت ثلاث سنوات تجمع القطع, هل تدركين ذلك؟ فكيف برأيك أدركت انكِ مثل ليلي؟"
شعرت بالغضب يغلي في عروقها لكنها حافظت على هدوئها وقالت ببرود
_"أظن ان دوري قد حان, جاريد, لقد اهنتني بشكل كاف اللية, وبالتأكيد لدي الفرصة لأن أرد عليك."
نظر اليها ثم ضحك ونظر بعيداً
_"إبدائي فليس لدي ما اخسره."
اقترحت بلطف
_"بلى ,هناك أوهامك."
إستدار نحوها بغضب
_" انا رجل في الثامنة والثلاثين من العمر, وناجح في عملي, ولدي تاريخ حافل مع النساء, لا يمكنك ان تتهميني بأنني اعيش في الأوهام."
قالت بحذر
_" أوه, لم اكن اعرف هذا عنك, ان اخر انجاز اردت القيام به كان الزواج, أليس كذلك جاريد؟اتذكر انك قلت لي هذا عندما التقينا اول مرة ."
ضاقت عيناه
_"كم كانت ثقتي بكش كبيرة."
ذكرته
_"لقد قلت انك لطالما عرفت بأنك لن تتزوج حتى يصبح عملك امناً كلياص , بأنك لطالما حلمت بزواج تقليدي."
_"ما الخطأ في الزواج التقليدي؟ ما زال الكثير من الناس يتزوجون بمثل هذه الطريقة, تبقى الزوجة في المنزل ولا تعمل بل تعتني بالأطفال , البيت والزوج,."
إرتجف فمها
_"ولا يحبذون ان تكون إمراة شابة طموحة ولديها احلام في ان تصبح نجمة عالمية, جاردي, اقصد لماذا اخترتني؟ ما الذي جعلك تظن انني يمكن ان اتخلى عن كل احلامي كي اطهو طعامك وارتب ملابسك خلال حلمي."
لمعت عيناه بالغضب
_" لأنكِ قلتِ انكِ تريدين هذا, لقد قلتِ انكِ تردين إنجاب الاطفال و......."
_"اردت كل هذا الا تفهم ذلك؟حسنا , انا إمرأة ,أحتاج لأن يكون لي اطفال وزوج, لكنني كائن حي قبل ان اكون كل هذا, ولدي احلام, وطموحات , وجبال لأتسلقها."
_"اشياء؟الحوامل لا يمكنهن تسلق الجبال."
_"حسنا, الآن انت تعلم لماذا لم ارد ان انجب الأطفال حتى الآن."
قال بخوف
_" هل ما زلت لا تريدين الإنجاب؟"
ظهر الآلم حين سمعت نفسها تعترف