قاطعتها إبتسامته
_"كم هو ملائم لمكاتب الصحافة , اكثر ملائمة من القصص الصغيرة التي كانت تدور في السنتين الماضيتين , ام ان هذه القصص كانت تعكس الصورة الصحيحة عنكِ ؟ ان الجمهور لم يعد يعرف ما اذا كان يفضل مادونا على......"
قالت بشكل غير مستقر, خائفة من ان يكون قد صدق هذه القصص
_"هذه القصص التي كانت تدور مجرد أكاذيب , ولا اي كلمة من هذه القصص كان صحيحاً."
لقد كانت القصص عبارة عن سلسلة من الفضائح كتبت في صحيفة شعبية تتهم كريستي بأنها إتخذت حبيباً اخر غير سيمون , وهو منتج شهير, وذلك حتى تصعد سلم النجاح بشكل سريع .كان من الممكن الصعب عليها ان تصدق بأن الصحافة يمكنها ان تسرد الأكاذيب, كانت تظن دائماً ان لا دخان من دون نار, لكن بعد ان كتب وقيل عنها, اصبحت لا تصدق اي شيء تقرأه , إلا أذا تم عرضه كلقطات على التلفاز, وعشرين شاهداً موثوق بهم , حتى بعد كل هذا عندها يمكن ان تصدق بعض الشكوك
_" لو كانت مجرد أكاذيب, لماذا لم تقاضيهم؟"
حدقت به
_"نصحوني ألا افعل , هيا يا جاريد ! انت تعرف مثلي تماماً ان الدعاوي القضائية تجر خلفها الدعاية السيئة لأشهر, فالصمت هو السبيل الوحيد للإرتقاء فوق كل هذا."
_"يمكنك ان تلعبي دور الضحية , لكن هذا لن يغير حقيقة ان خطوبتك لسايمون هي نقلة مهنية جديدة."
_"انا أحب سايمون."
_"انكِ لا تحبينه اكثر مما كنتِ تحبينني!"
شحب لونها وأخفضت عينيها لأنها ليست قادرة على قول الحقيقة له, فهي أحبته بيأس.وكانت مغرمة به كلياً, ولم تنسه ابداً, حتى عندما غاب عنها هذه السنوات الثلاث ,راح يقول عنها تلك الأشياء الفظيعة التي لا تغتفر, كيف امكنه قول تلك الأشياء عنها.....كيف إستطاع التفكير بهذه الأفكار؟
منتدى ليلاس
قالت اخيراً
_"ان سايمون يساوي عشرة من أمثالك."
_"هل يعني ذلك عشرة مشاهد إضافية؟"
ارتفع صوتها بقوة
_" إنه صديقي,إنه يحبني ويفهمني , يتفهم حاجتي بأن اصبح مشهورة, ولطالما فعل ذلك, وإذا كنت سأتزوج منه اليوم فذلك لأنه علمني معنى الحب الحقيقي, انا وسايمون لدينا كل هذا, بعكسنا انا وانت, أليس كذلك جاريد؟ فكل ما تشاركنا فيه انا وانت هو العاطفة, لم اكن بالنسبة اليك اكثر من إمرأة يمكنك ان تتسلى معها حين يكون بديك الوقت, والآن لديك الجرأة على ان تدعوني بأنني من دون أخلاق."
_"هذا ممتع , هذا تماماً ما أظنه عنكِ, من المضحك كيف يمكن لشخصين ان ينظرا لنفس القصة من منظارين مختلفين؟ او دعيني اقول , ان يتهم الآخر بما كان يفعله هو."
_"اوه, لا يمكنني ان اصدق انك قلت هذا, ماذا يعني هذا ؟انت تتهمني بأنني لم أكن اريد اي شيء منك سوى التسلية؟"
_"عندما كنت اعود الى المنزل في الليل ,كنت دوماً جاهزة بإنتظاري."
تمتمت بصوت أجش وهي تحاول حبس دموعها
_"لإرضائك ايها الحقير , لأجعلك سعيداً, ولكي أجعلك تحبني أكثر, حتى تبقى معي ولا تذهب لإمرأة اخرى. كنت اعرف انك لا تهتم بي من اي ناحية اخرى فإستخدمت هذه الآمور كوسيلة لجعلك تبقى وتحبني حتى لو انيي....."
قال وهو يحدق في البحر
_" لا اريد ان اتحدث عن الماضي."
نظرت اليه ثم سمعت نفسها تقول وهي تحاول ان تبقي صوتها قوياً.
_"لم يكن هذا هو السبب الوحيد ,بل ما فعلته كان ايضاً نتيجة الإجهاد الذي كنت ترزح تحته, كل ذلك العمل في غرفة المونتاج , لقد إحتجت للتسلية كي تتخلص من كل هذا التعب , لهذا كنت دائماً حريصة على إسعادك."
_"قلت لك انني لا اريد التحدث عن الماضي."
لم تصدق انها قالت كل عذا, هل كان هذا كلامها؟ كريستي الفتاة المهنية , الفتاة الذهبية والفتاة التي ستلعب دور النمرة وستفعل اي شيء للحصول على هذا الدور, اين هي الآن؟ ومن هذه المرأة الشغوفة , التي تقف شاحبة امام حبيبها السابق , ولا تريد اي شيء سوى حبه , ربما هو على حق , لا يجب ان يتكلما عن الماضي.
قال جاريد بحزم
_" اننا هنا من اجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع ,لكن كمحترفين وليس كحبيبين سابقين, اذا كان هناك امل في ان نعمل في هذا الفيلم سوياً فمن الأفضل الا نناقش الماضي."
إبتلعت ريقها بصعوبة,
_"اذا كنت تستطيع تدبر امر هذا جاريد, فيمكنني ان افعل هذا انا ايضا."
_"انا مستعد للعمل معك في النمرة, لأنني اعلم انك ستكونين رائعة في هذا الدور ,لكن انا المخرج, انا صاحب السيطرة, وما أقوله يسري, اي مشكلة ستحصل لي معك هنا, سألغي بعدها التصوير, فهمت؟"
أرادت ان تبدو قوية رغم انها كانت على وشك البكاء
_"فهمت, لا مشاكل, ولا حديث عن الماضي, كل شيء متحضر وعلى طريقة هوليوود , وان كانت هناك تيارات تتأجج ليلا ونهارا, نعم, يمكنني ان افعل ذلك جاريد, اذا توجب علي فعل ذلك."
ابتسم لها بوحشية, ثم قال بحزم
_" ضعي في بالك انك لم تنالي الدور رسميا بعد, يمكنني ان اقرر إلغاء التصوير إذا لم تكوني لطيفة جدا معي في الحقيقة, أظن انه عليك ان تكوني صادقة جدا خلال إقامتنا هنا."
_"انا دائما واضحة وصادقة, انت هو الذي يلتف ويكذب على نفسه وعلى الاخرين."
_"وما معنى هذا؟"
رفعت رأسها
_"لا شيء."
قال
_"إذا من الافضل ان تسقطي القناع وتكوني نفسك ,اذا كنا سنعمل سويا في المستقبل, سيكون ذلك افضل ان يحصل بشكل واضح ونظيف."
_"أوافق تماما."
اومأ برأسه وكانت ملامحه متصلبة
_"جيد, إذن بما انه لدينا هذه الفرصة فلنستخدمها."
تراجعت كريستي بسرعة
_"لكن....قلت لتوك انك لا تريد ان نتحدث عن الماضي."
_"ليس في هذه اللحظة. فأنا لم اتعافى بعد من الصدمة بسبب وجودك هنا طوال عطلة نهاية الاسبوع معي."
قالت بصوت اجش
_" الصدمة ؟نعم بالطبع, يجب عليك ان تكون مستاء وانت تقف هنا تتكلم مع......"
اجاب بحزم
_"لا داعي للدراما ,اعتقد ان كلانا يعلم حقيقة ما حصل بيننا , ولماذا انا غاضب منكِ على هذا النحو, لكن الغضب يمكن ان يخف إذا تدبرنا امر تخطي هذه العطلة , وتناقشنا بتحضر عن....."
سألت بصوت غاضب
_" كيف يمكن ان تتحدث بتحضر وانت تستمر في القول انني إمرأة بلا اخلاق , وبأنني كنت أستخدمك؟"
_"لأن هذا هو ما انتِ عليه, وقبل ان تنتهي هذه العطة ستعترفين لي بذلك."
_"أوه."
قال وهو يرمقها بخبث
_" انت تريدين الفيلم, اليس كذلك؟ اعني انتِ تريدين لعب دور البطولة في النمرة اليس كذلك؟"
حدقت اليه بعينين متمردتين ومتألمتين ,كانت تلك الجائزة الذهبية تلتمع في رأسها مجدداً,ليلي , فيلم النمرة , جائزة الأوسكار عن افضل ممثلة....انها تريد هذا الدور , عليها ان تحصل عليه لأن كل شيء سيسير على ما يرام اذا حصلت عليه.
رفع رأسه بتعجرف,
_" حسناً , هل تريدين هذا الدور ام لا؟"
ارتجف فمها من الغضب
_" نعم, نعم, اريد هذا الدور."
_"اذن ستفعلين ما أقوله لكِ."
لم تنطق بأي كلمة , لكنها كانت تشعر بالفظاعة من كلامه, ومما قد يطلبه منها قبل ان يوافق على ان تنال هذا الدور في النمرة, ويعطيها الفرصة لنيل تلك الجائزة الذهبية المتألقة.
قال جاريد وهو ينظر اليها
_"سنتكلم بعد العشاء, سنتمشى مطولاً على الشاطئ, في مكان حيث لا يمكن لأحد غيرنا ان يسمع حديثنا, انا لم أفرغ امتعتي حتى الآن, اراكِ عند العشاء, ومن الأفضل ان تكوني جاهزة للأعتراف بأنكِ تماماً مثل ليلي, وإلا لن تتألقي في النمرة السنة القادمة."
دخل الى غرفته تاركاً كريستي واقفة وهي ترتجف من رأسها حتى قدميها,كانت وحدها على الشرفة, وجوائز العالم كله لا يمكن ان تنقذها من هذا الشعور الذي يعتي=ريها, الذي جردها من الشهرة والقوة, وتركها من دون اي شيء, فقط إمرأة مغرمة برجل يكرهها.
حرك النسيم الدافئ خصلات شعرها , فأعادتها الى الخلف , وبعد لحظة عادت الى الماضي ,حين كانت في الخامسة والعشرين, فتاة بريئة وعاشقة لمهنتها , كانت تقف في المتجر الصغير لبيع الصحف في شارع إيلستري حين جاء رجل طويل القامة وأخذ يحدق بها من خلال رفوف البطاقات .
تبعها الى خارج المتجر
_"مرحبا, سمعت ان إبنة صاحب المتجر تقيم علاقة مع ابن الخباز."
ضحكت
_"الكل يعرف هذا , لا بد وانك جديد في المنطقة؟"
ضحك هو ايضا
_" انا هنا منذ اسبوعين, اعتقدت ان هذه انباء جديدة."
وضعت كريستي علبة الشوكولا في حقيبتها ,بينما سمحت لهذا الغريب ان يلحق بها ويتحدث معها,
_"اسبوعان؟ انت لا تعمل مع جاريد يرشانان, أليس كذلك؟ في إستديو الأفلام."
_"في الحقيقة , نعم, انا اعمل هناك, لماذا؟هل انت مهتمة بالأفلام؟"
إبتسمت له بخجل ,فهي لم يسبق لها ان انجذبت لرجل
_"طبعا, انا ممثلة."
توقف في مكانه لسماعه هذا, ونظر اليها بصمت بارد,توقفت كريستي, كان هذا الرجل يتمتع بالوسامة والجاذبية,إفترضت انه مصور.
سألها الرجل
_"اي نوع من الممثلات؟"
إبتسمت بخجل
_"انا امثل هنا في إيلستري,ألعب دور لوسي بيلامي في مسلسل منزل بيلامي."
أخشى انني لا أشاهد التلفاز كثيراً, هل انتِ معروفة؟"
ضحكت
_"إذا كنت تشاهد المسلسل فقط. لكنها مهنة جيدة, كما انني أحب العيش والعمل هنا في الوقت الحالي."
إبتسم لها وقال
_"اذاً فأنتِ تعرفين عن الحياة الإجتماعية هنا في إيلستري, انا ضائع كلياً لا اعرف اين النوادي الليلية , المطاعم , والأماكن الأخرى؟"
إبتسمت ثانية
_"حسناً,انا لا اخرج كثيراً في المساء, فانا أقضي معظم وقتي في عملي."
_"الا تعرفين اين يمكن ان اتناول وجبة جيدة في المساء؟"
فكرت للحظة
_" ان مطعم الكينغر هيذ يفترض ان يكون جيداً."
نظر اليها بإبتسامة مشرقة , جعلها غير قادرة على التنفس
_"رائع , لماذا لا تتناولين العشاء معي الليلة؟"
إحمرت وجنتاها فجأة , كتلميذة مدرسة محرجة _" أوه..... نعم, افترض انه يمكنني......حسناً, شكراً لك."