ان التمثيل في فيلم النمرة هو الدور الذي لطالما حلمت به طوال حياتها, كان بالنسبة اليها كهاملت, فهذا الدور هو الذي سيثبت للعالم بأنها ممثلة جيدة وستؤخذ حينها على محمل الجد, وحين قرأت السيناريو عرفت ان هذا ما كانت تعمل من أجله طوال حياتها , الفرصة لأن تمثل ,تمثل حقاً, وتلعب دور المرأة التي تشبهها الى حد كبير في المظهر الخارجي وتختلف عنها من الداخل.
لطالما أرادت كريستي ان تكون نجمة سينمائية مشهورة, لكنها كانت تعلم بأنه من الصعوبة إيجاد ممثلات جيدات في فيلم من النوع المتوسط, لكن فيلم النمرة سيجعلها ودون شك على القمة, وعليها ان تحصل على هذا الدور, فقط ان تحصل عليه.....
أجالت عيناها في الغرفة ذات التصميم الإسباني الجميل, ذلك السرير الأبيض والوسائد الغالية , الطاولة القديمة التصميم, والمرايا الثلاث المعلقة بأناقة الى جانب نوافذ الشرفة الواسعة.
فجأة أحست بأن الغرفة سجن بالنسبة اليها, ارادت ان تخرج , وتفكر, تفكر, وتفكر.....
فتحت الباب وخرجت الى الشرفة . كان جسدها يتمايل برشاقة وليونة لطالما إشتهرت بهما, وشعرها الأشقر منسدل على كتفيها, والفستان الأبيض الحريري منزلق على جسدها الناعم ليزيده جمالاً. كان عقلها يصرخ, علي ان أحصل على هذا الدور, علي ان أحصل عليه.
تحرك شيء الى جانبها مما جعلها تقفز من الخوف, ان جاريد واقف على الشرفة التي الى جانبها, كان هناك صمت طويل بينما نظرا الى بعضهما البعض, كل ما إستطاعت رؤيته او الإحساس به او التفكير فيه هو جاريد يوشانان. وكم يبدو مذهلاً , بدا في حالة غضب, ما جعلها تتذكر اوقاتهما الأخيرة.
إرتجف صوتها بينما كانت تتكلم
_"مرحبا جاريد."
كان يحدق فيها كما كان يفترض ان يفعل العاشق الغاضب,
_"مرحبا كريستي , لقد مر وقت طويل من دون ان اراكِ , لكن يبدو ان الصدفة جمعتنا ثانية ."
منتدى ليلاس
شعرت وكأنه لم تمضي ثلاث سنوات.ما زال بإمكانها تذكر عناقه وقبلاته , كان من الصعب عليها ان تبدو طبيعية حين كان صوتها يرتجف.
قالت
_"الصدفة؟هل تعني ان لا علاقة لك بما يحصل؟"
_"لا يمكن ان تظني بأنني اريد ان التقي بكِ مجدداً في هذه الظروف الحميمة, اليس كذلك؟"
لقد أحرق الألم قلبها وألمها أكثر ان تدعي انها غير مهتمة , قالت
_" لكنني لم اعتقد بشكل واضح ان هناك شخصاً لا يريدنا فقط ان نجتمع ,بل على علم ايضاً بالعلاقة التي كانت تربطنا , يبدو ان ميلي كامارا تعرف بخصوصنا ,انا لم أخبها , لذا...."
مرر جاريد يده القوية على شعره.
_"أنتِ محقة, انها تعلم , وانا اعرف من أخبرها , إنه انا, لكن بطريقة غير مباشرة, لقد أخبرت مايك كامارا انني عرفتك في الماضي وبأنه من الممكن ان ترفضي العمل معي بسبب هذا, لقد إقترحتك كبطلة لفيلم النمرة و....."
إلتقطت أنفاسها
_"آوه, يا للهول ,اذن لقد كنت محقة بشأن وجودك هنا؟ انت من سيقوم بإخراج الفيلم؟"
_"هذا طبيعي , فأنا من وجد السيناريو , والمشاهد كلها من تأليفي."
حاولت ان تبدو طبيعية , لكنها تعلقت بحديد الشرفة, وكأن عقلها يصرخ مجدداً , أريد الحصول على هذا الدور, يجب عليّ فعل هذا ! لكن فمها الزهري الجميل قال
_" إنه سيناريو رائع وممتاز, فيه الكثير من المشاهد السريعة والكثير من المواقع الرائعة."
_"ودور بطولة إستثنائي لأي ممثلة شابة طموحة تهدف الى البقاء في هوليوود."
ظهر الغضب في عينيها
_"ما الخطأ في الطموح جاريد؟ما الخطأ في السعي وراء البقاء في هوليوود؟"
اجاب بحزم
_"لا شيء ,إلا انه عليكِ ان تحصلي على هذا من خلالي."
كان التهديد واضحاً , فرفعت كرستي رأسها لتظهر في مستوى هذا التحدي, وعلمت في داخلها ان هذا التهديد سيجرحها, فهو يمكنه ان يجعلها نجمة او يدمرها,لطالما حاربت من اجل النجومية , وحاربت من اجل الأدوار الجيدة في الماضي, لكن هذا الدور مختلف.
فجأة تحولت نظراته الى يدها اليسرى قال
_"ارى ان الصحافة لم تبالغ بالنسبة لحجم هذه الماسة ! اتساءل فقط ما الذي جعلك تنتظرين طويلاً حتى تعلني خطوبتك؟"
_"لا افهم ماذا....." ضحك بلؤم
_" هيا, دعك من هذا! انتِ وسايمون موردانت كنتما حبيبين منذ ثلاث سنوات , يا للهول , لقد تركتيني لأجله."
_"لكنني لم اتركك من أجل سايمون! لا تحاول التخفيف عن ضميرك المذنب بإلقاء اللوم كله علي, لقد تركتك عن عمد لأنك وقفت في طريق....." تابع عنها
_"طموحك؟"
كان هناك صمت وجيز
_" هل لا تزال هذه كلمتك المفضلة كريس؟"
نظرت بعيداً الى لبحر وقالت
_" ان الطموح ليس كلمة , إنه طبع معيب في الإنسان يضعونه في داخلك يوم ميلادك وتبقى بقية حياتك تحاول التخلص منه ,أليس هذا ما اعتدت ان تقوله جاريد؟"
_"ليس لدينا وقت للقيام بجولة في أعماق الذاكرة ,دعينا ندخل في صلب الموضوع ,كيف سنعمل سوياً في فيلم النمرة؟"
لسعها رفضه المقتضب وقالت
_" سأعمل مع الوحش نفسه من اجل الحصول على هذا الدور."
_"أوه , نعم, ستفعلين اي شيء من أجل الشهرة والثروة, أليس كذلك كريس؟"
_"يمكنني ان أبتسم لك ايضاً."
ضحك بقسوة
_" وهذا الدور سيجعلك اكبر نجمة في هوليوود. إنه مثالي لكِ, لدرجة انني لا الوم اي شخص يعتقد انها قصة حياتك."
شحب وجهها ,وحدقت فيه بعينين رائعتين,
_"قصة حياتي......ماذا تقصد بقصة حياتي؟"
قال بحزم
_" حسناً دعينا نمتحن شخصية ليلي للحظة,هنا لدينا فتاة جميلة دون أخلاق, تستخدم جسدها المثير لمواصلة مهنتها , وتحطم كل رجل تلتقيه, همها الوحيد هو المال , السلطة, والشهرة, هذا انت, أليس كذلك يا عزيزتي؟ انتِ لستِ ملائمة للدور فقط, بل انتِ هي النمرة."