للتمثيل ,عزيزتي, يمكنك ان تكوني على طبيعتك معي, انتِ تريدينني بقدر ما اريدك, دعينا نفعل هذا الآن حتى يرتاح كلانا."
همست بغضب
_"ابداً لن ادعك تفعل هذا بي, لن أستسلم لك, ولن ادفع نفسي مقابل الدور."
أفلت شعرها
_"ستكون حرباً إذن, اليس كذلك, مهما كلف الآمر , حتى لو كان علي ان ادمر مهنتك , ستفعلين ما اريده كريستي ماكول, اعدك بهذا
قال كلامه وتوجه نحو الباب خارجاً.
كانت عينا كريستي تراقبانه ودموعها الساخنة تنهمر من عينيها , ووجدت نفسها تبكي منهارة على السرير حتى شعرت وكان قلبها ينكسر, ان الألم يزداد اكثر وأكثر محطما احلامها الى قطع صغيرة ,تاركا اياها تشعر وكأنها مشت على الزجاج المكسور ,دون اي فائدة.
إنه يكرهها بشدة, كيف يمكنها ان تحارب كل هذا الكره وتنتصر؟
هو لن يسامحها ابدا على ما يعتقد انها فعلته به ,كما انه لن يتقبل فكرة انه مخطئ فيما يعتقده ,تبا لتلك المقالات التي كتبت عنها , غطت كريستي وجهها بيديها لتبكي اكثر واكثر, لا بد وان هذا هو السبب الذي جعل جاريد يرفض تغيير رايه فيها. عندما تركته من اجل الشهرة, أصبح قلبه قاسيا من ناحيتها, لكن عندما قراء تلك الأخبار الكاذبة انتزعها من حياته للأبد,وأغلق قلبه ,ولا شيء يمكنها فعله كي تفتح قلبه من جديد.
فهي لم تخسر حبها وحسب, بل جازفت بعملها كله ,ولأجل ماذا؟
بكت بقوة كارهة كل شيء الآن, أصبح العالم كله اسود بنظرها, وسيطر اليأس عليها كليا, هل سينتهي عملها كله بمثل هذه المكافأة المريرة؟
فكرت في مدرسة الدراما وسعادتها في ذلك الوقت, دروس الإلقاء ,دروس التمثيل, متعة التدريبات, ونهاية الإستعرضات.
كم كان ذلك رائعا حينها,وكم كان عالم السينما يلمع امامها خارج المسرح مشجعا اياها لتحلم وتحلم بأن تكون ممثلة مشهورة.
هل هكذا ستنتهي كل الأحلام؟ تعجبت في يئس, بأن تبيع نفسها مقابل الدور؟ الأكاذيب , الفساد, والطريقة القاسية التي يقايض الناس بها الحب والأرواح الإنسانية من اجل الحصول على الاشياء التي يريدونها والأدوار التي يحلمون بها لكي يجعلوا العالم يوهم بالصورة التي يريدونها, فكرت بوحشية ,فيلم لجاريد يوشانان ,وإنهمرت الدموع على وجهها.
كم كان مأسويا , كيف يمكنه القدوم الى هنا وكسر قلبها بهذا الشكل, وكسر إيمانها بالحب على الرغم من انه كان مقنعا.....
منتدى ليلاس
عاد الضوء الى ذلك السواد حين تذكرت صوته الأجش والألم في عينيه حين قال(انا مغرم بموهبتك والآن سأستخدمها ضدك)
إمتلأت عيناها بالدموع مرة اخرى, لكن بنوع مختلف ,وتلاشى الغضل وحل الأمل مكانه,تاركا إياها تتأرجح في مشاعرها لتعود الى تصديقه, الإيمان به, والثقة به من جديد.
هل كان يكذب؟لا يمكنها تصديق ذلك, أوه لقد بدا كلامه حقيقيا,محبا, وتماما كالرجل الذي وقعت في غرامه طوال السنوات الماضية, جاريد يونشانان ,رجل شغوف,إستحواذي ,وعاطف يقدر الموهبة في حياته المهنية.
هل من المعقول ان ما كان جاريد يقاتل ضده هو الحب؟
جلست ومسحت دموعها كي تفكر, من الصعب ان يكون الشخص موضوعيا حين تكون حياته كلها على المحك,لكن عليها ان تحاول, حتى ولو انها كانت على حافة ان تخسر حبها,رجلها, سعادتها المستقبلية, وعملها.
إذا كان يحب موهبتها ,فهو يحبها ,لا يمكن ان يدرج كل تلك الصفات التي احبها فيها دون ان يشعر بشيء نحوها غير الكراهية والإحتقار, فقط جاريد يمكنه ان يجيب على هذا, لكن هل تجرؤ على الإقتراب منه مجددا؟
كلا, انها لا تجرؤ, وكانت تعرف هذا,ان فكرة ان تضع قلبها على المحك من اجله مجددا كانت كافية لأن تجعلها تصرخ وتركض خارج هذا القصر الأبيض عائدة الى بيفرلي هيلز مشيا على الأقدام,لكن عليها ان تعرفاذا كانت محقة بأن جاريد أحبها وعنى كل كلمة حين ادرج لها كل صفة احبها فيها بما فيهم موهبتها, عليها ان تكون شجاعة لكي تواجهه.
قامت من السرير,ولم تسمح لنفسها ان تفكر فيما تفعله, لمحت نفسها في المرآة,فرأت عينيها حمراوتين ومنتفختين من البكاء , بدت مثل بطلة تمثل دورا مأسوياً.
تباً لهذا الشكل الذي ابدو فيه . لقد حان الوقت الذي لم اعد افكر فيه سوى بجعل جاريد يرى حقاً انني أحبه, وبأنني لست كما يظن هو, وبأنه سيتوقف عن كراهيتي, حددت ما تريده ونزلت الى الأسفل.
كان الغداء يتم تحضيره قرب حوض السباحة.وكانت الساعة تشير الو الواحدة, والشمس بدت كأنها كرة ذهبية.
عزفت الموسيقى في الراديو بينما كان الندال يتجولون حول الطاولات لوضع كل لوازم الطعام ,قالت ميلي حين رأت كريستي تخرج من المنزل
_"أوه , ماذا حصل لها؟"
كان جاريد يقف مع مايك, فأدار رأسه لينظر اليها ,كان يضع نظارات شمسية داكنة,التقت بنظراته , فرفعت رأسها دون ان تخفي التعبير الحزين في عينيها او إرتجاف فمها, وأحست انها اكثر ضعفاً من اي وقت مضى.
دون ان تسمح لنفسها ان تنهار من الخوف, مشت مباشرة نحوه, بينما كان يراقبها الجميع ليشاهدوا مشهداً غرامياً اخر على العلن.
حين وصلت اليه قالت بصوت غير مستقر
_"اريد ان اتحدث اليك على إنفراد, على الفور من فضلك."
إبتسم مايك لها ثم لجاريد.
كان الجميع يراقبهما ,فلم يكن لجاريد خيار اخر سوى ان يبتسم ويقول بتهذيب
_"طبعاً ,هلا دخلنا الى المنزل."
لم تكن تريد ان تكون بمفردها معه حيث يمكنه ان يقبلها او يهينها بغضب
_"كلا, سنتكلم هنا,قرب حوض السباحة,إتفقنا."
وضع كوبه كوبه على الطاولة
_"حسناً."
أشارت الى مايك ومشى مع كريستي عبر التراس نحو حوض السباحة,
كانت المنحوتات الرومانية تحيط بهما , العشب الاخضر خلف الباحة البيضاء ,لم يكن احد ليسمع ما سيقولانه كانا وحيدين مع المحنوتات.
قال ستقولين لي انك قررت قبول دور.."
توقفت عن المشي مدركة ان لااحد يسمعها الأن وقالت مستعدة للمخاطرة بكل شيء من اجل هذه المواجهه:"لا"ليس لهذ علاقة بالشهرة ,الثروة،او السينما جايرد.اريد ان اكلمك عنا."
توقف عن السير وابتسم ابتسامة تهكمية:"قررت ان تقبلي عرضي.."
قاطعته ونظرت بعيدا:"جايرد،هل تتذكر عندما التقينا اول مرة؟"
ابتسم ابتسامة قاسة :"كيف يمكنني ان انسى!".
قالت متجاهلة سخريته:"اعتقد انك حينها كنت مجرد مصور وسيم وحين اكتشفت انك مخرج عالمي ناجح ومشهور حاولت ان انسحب من موعد العشاء.
حينها قلت لي ،الايمكنك التظاهر بانني مصور؟
عامليني وكأنني من اعتقدت انني هو قبل ام تعرفي هويتي."
قال بشكل مقتضب:"نعم ،اتذكر،وماذا في هذا؟".
نظرت اليه:"حسنا...يمكنك ان تفعل هذا معي؟فقط
لخمس دقائق؟تظاهر بأنني المرأة التي وقعت في غرامها وانسى انك تظنني مثل ليلي؟"
ابتسم ابتسامة حادة:"ولماذا عبي ان افعل هذا؟."
قالت بشجاعة:"لأنه لدي بضعة اشياء اريد ان اقولها لك،
ولأنني لااستطيع قول هذا في حبن انك تستمر باهانتي،وجرحي،والكلام عن الانتقام."
ضاقت عيناه:"مالذي تريدين قوله؟."