كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل السادس عشر:
استقبلته عائلة مصطفى بالترحاب وتقاسم مع مصطفى الغرفة وبعد الغداء بقليل ، دخل عليه مصطفى وبدا وكأنه محرجاً ومتردداً بأمر ما، رفع يوسف رأسه المستندة على ذراعه ونظر لمصطفى منتظراً ان يتحدث فقد ازعجه فكرة ان يكون مصطفى يتردد بالكلام معه فبدأه هو بالكلام
ايه مالك يا مصطفى شكلك زي ما تكون قلقان
فعلا عندك حق انا بصراحة محتاج مساعدتك
قول يا سيدي بدأنا الطلبات عاوز ايه اساعدك فيه
شوف يا سيدي حنبدأ بالمشاوير انا مطلوب مني اعمل مشوارين واحد في الشرق والتاني في الغرب فانا بعد اذنك يعني حطلب منك تعمل لي خدمه وهي مش بعيده هي لشخص تعرفه
قول يا سيدي خدمة ايه ؟؟؟
شوف ياسيدي خالد مديني لفه مهم توصل لاخته وهي انت شفتها
تقصد جيهان
ما انت فاكرها اهوه
اه طبعا
طب يا سيدي هي مزرعتها في الفيوم وانا معي العنوان مطلوب من سيادتك تاخد اللفة والجواب وتوصلهم للمزرعة
بدا ان يوسف قد تردد وهم بان يعلق
عندما توجهه مصطفى لدولاب الملابس واخرج لفه مربعة الشكل عبارة عن علبه مغلقة ودفعها لايدي يوسف وقال : شكرا قوي يا يوسف انت مش عارف بعملك المشوار ده تبقى خدمتني قد ايه اصل خالد جمايله مغرقاني واول مرة يطلب مني خدمة ومش عاوز اخذله ومش معقول اطلب من اخته تيجي لحد هنا تاخد الحاجة الاصول اوديها لحد عندها وانا مشغول ومش فاضي ساعة والله شكرا يا عم يوسف نخدمك في الافراح
نجحت كلمات مصطفى في منع اي اعتراض طرأ ببال يوسف ووجد ان الاعتراض الحقيقى على المهمة المطلوبة منه لا يستطيع ان يجهر به لمصطفى ماذا يقول له انه يشعر بالتوتر عندما يكون قريبا من جيهان لا انه تصرف احمق منه يجب ان ينفذ طلب مصطفى ويتجه للفيوم .
وتحب اروح امتى
باقرب وقت
ايه رايك بكرة اوصلك لموقف الميكروباصات توصل الفيوم ومن هناك من الموقف تاخد لك تاكسي وتديه العنوان وتوصلك لحد المزرعة توصل الامانة
ماشي الكلام
على خيرة الله - استدار مصطفى ليخفي ابتسامة انتصار ظهرت على شفتيه مغادرا الغرفة -
ليترك يوسف مع صورة امراه تترآى له في خياله صورة جيهان الجميلة وارتعاشه يدها وابتسامه ثغرها ترى هل كتب لهم القدر ان يلتقيا بتلك الصورة ليتردد في اكمال الطريق مع منى
اسدل الليل سدوله وهدأ المنزل الصغير بضاحية القاهرة وفي منطقة شبرا التي تضج بالحركة طوال النهار هدأت البيوت ونام ساكنيها وفي احد البيوت الساكنة تحرك ظلا اسود لتمتد يد لتحرك باب الغرفة بهدوء دار مقبض الباب في اليد الممسكة به ليدخل الظل لغرفة النوم المظلمه وانتظر قليلا حتى سمع صوت ارتفاع النفس وانتظامه للرجل الممدد بالفراش توجه على الفور الى دولاب الملابس وامتدت يده لحقيبة ظهر صغيرة زرقاء اللون وفتح سحاب الحقيبة بهدوء يبحث باحدى يداه بينما تراقب عيناه النائم بعد قليل نجحت يداه في الامساك بالمحفظة الجلديه وبرزمة النقود بها سحب رزمة النقود كلها ليدسها بجيب بنطاله وتوجهه على الفور للفراش الفردي الممتد امامه ليستلقي مغمضاً عيناه لينام قبل ان يستيقظ رفيقه ويراه
------
تقلب يوسف في الفراش ليرى نفسه في غابة مظلمة ليعاد نفس الحلم الذي كان يقض مضجعه في الفترة الماضية ولكن هذه المرة سمع صوت المرأه تنادي يوسف ولحق بها لتستدير لحظة واحده لتنظر اليه ليرى في وجهها جيهان عند تلك اللحظة فزع يوسف واستيقظ من النوم لينظر حوله ليجد مصطفى نائماً بالفراش الاخر ولينظر لمعالم الحجرة التي لم يعرفها لوهلة حتى تذكر انه ببيت عائلة مصطفى مرر يداه على جبهته المتعرقة وسعل قليلاً واستقام في فراشه متوجهها للنافذه الموجوده بالحجرة فتح النافذه بهدوء واطل منها على الشارع الضيق اسفلها لينظر ليرى رجل يجلس امام محل للفاكهة يرص الفاكهة على الوانها بشكل مثير للاعجاب بعد ان خفت الحركة بالشارع، راقبه بعض الوقت حينما انتبه لصوت اذان الفجر وابتسم من ضمن الاشياء التي استجاب لها عقله هو اجادته للصلاة فعندما اراد مصطفى تعليمه الصلاه وجد نفسه يذكر كل الحركات والكلمات مما اثار استغراب مصطفى ودفعه للفرح اذا عقله لم ينسى ايمانة بالله فمهما نسى من الذكريات فهو يذكر كيف يصلي ويعلم كيف يتوضأ وحده توجه بهدوء الى خارج الغرفة ليقوم بالوضوء والصلاة وتسائل كيف تحول حلمه الى جيهان ربما كان السبب انه يعلم انه سيلتقيها في الغد فظهرت له في حلمه على تلك الصورة كم تكون الاحلام خادعة
الفصل السابع عشر
ظهرت الشمس الخجولة ساطعة من خلف المباني العتيقة لتأذن بحلول يوم جديد ويستيقظ سكان شبرا على صوت طرقات عم محمد على قدره الفول التي اختفى لونها مابين احتراقها وانصباب الفول حولها والخرقة الباليه التي كتم بها فوهة القدره كتمت معها رائحة الفول الشهي الاصوات والحركة بالبيت هي من ايقظ يوسف ليجد انه اخر المستيقظين تناول الصديقان فطورا شعبيا لذيذ من الفول والفلافل والمشكل ولمن لا يعلم ما هو المشكل (هو باذنجان بالبطاطس المقليه والقرنبيط) اكل يوسف مستمتعاً بافطاره وقام ليستعد للسفر ارتدى ملابسه ولم يهتم بحلاقه لحيته التي تركها لتطول في الفترة الاخيرة فقد كان ذهنه مشغولا مما مع شارب خفيف اعطاه شكلاً جديدا وزاد من جاذبيته الخطرة
بعد صلاه الظهر استعد الصديقان للخروج وتوجها على الفور للموقف الذي استقل فيه يوسف السيارة المتوجهه للفيوم وانقد مصطفى السائق اجرة الطريق ورفض ان يسمح ليوسف بأن يمد يده لحافظته لاخراج النقود في الطريق الى الفيوم كان كل شئ هادئا واخضر وبعد قليل من الوقت بدا يوسف يستمتع برحلته عندما بدأت رأسه تضج فجأة بصداع شديد كان ينظر في تلك اللحظة لفلاح يسحب وراءه بقره على الطريق لا يعلم ما الذي حدث له سوى انه شعر بصداع فظيع جعله يمسك براسه بكلتا يديه وتوالت في راسه صور مشابهه لرجل يفعل بالمثل يسحب بقرة خلفه ترائت له في الخيال كما لوكان يحلم صورة رجل يسحب بقرة خلفه وينظر اليه ويحدثه لم يكن يسمع صوته فقد يرى حركة شفتيه وهو يكلمه ويبدو انه كان ينهره كان الرجل ينظر له لاسفل وكانه اقصر منه تراءى له وكأنه طفل يمشي وراء الرجل تعاقبت الصور للرجل صارت في راسه كالحلم في جزء من الثانية صورة للرجل مرة اخرى ولكن هذه المرة بدا كهلاً يرفع طرف جلبابه ليضعه بين اسنانه ويحاول تحريك الساقيه كان يراه باكثر من مشهد حول نفس الفلاح شعر ان راسه تكاد تنفجر بالصور المتواليه والغير مفهومة له وكما جاءت فجأه اختفت فجأة واختفى معها الصداع كذلك وعاد الى طبيعته ،،
آلمته راسه حتى انه لم يعد قادرا على التفكير واستسلم لاغفائة قصيرة من النوم من شده الارهاق الذي شعر به عندما استيقظ كان الميكروباص قد توقف في ساحة ممتلئة بمثيله من السيارات وبدأ الركاب في مغادرة السيارة خرج يوسف من السيارة وقد شعر بألفه نحو المكان فتوجهه إلى حيث يجلس مجموعة من السائقين ليسأل عن سائق خاص يوصله للمزرعة اشار اليه احدهم بالسائق الوحيد الموجود في الوقت الحالي توجهه يوسف الى السائق الموجود بينما وجده يستعد للرحيل مع راكبين رفض السائق ايصاله لانه سبق واتفق مع غيره بايصال لمزرعة اخرى في اتجاه مخالف اقترح عليه السائق الانتظار في الموقف حتى تظهر سيارة اخرى
اثناء انتظار يوسف الذي وصل الى اكثر من ساعة من الوقت وصل سائق بعربه نص نقل صغيرة الحجم عندما رآه السائقين توجهه احدهما نحو يوسف قائلاً
انت يا فندي يا بيه
انا بتكلمني انا
اه شوف انت مش قلت عاوز تروح مزرعة الامل
السواق الي هناك ده رايح هناك لو تحب تروح معاه بدل ما تستنى عربيه مخصوص
متشكر قوي متشكر قوي
توجه يوسف ليرى السائق الذي توقف لطلب كباية شاي من النوع الثقيل كان يبدو مزارع صغيرا بالسن لم يتعدى عمره ال30 عاماً وقد رحب بيوسف ايما ترحيب عندما اخبره بانه يريد ان يذهب على طريقه وعندما اخبره اسم المزرعة بدأ انه تشكك في يوسف وهم بان يرفض حمله الى المكان عندما اخبره يوسف بأنه قادم من طرف الاستاذ خالد تفهم السائق انه جاء من طرف العائلة ووافق على حمله معه
على الطريق واثناء الحديث مع السائق عرف يوسف بأن السائق ماهو الا مزارع صغير في المزرعة جاء لها من فترة قصيرة ليعمل وانه كان قد ذهب من الصباح الباكر ليأتي ليتسلم حصه المزرعة من السماد وأنه من حظه الجيد بأن قابله والا لكان انتظر لما لا نهاية حتى يوافق احدهم على حمله الى هناك
طال الطريق للمزرعة ليتخطى الساعة والنصف الساعة عندما بدأت تظهر بدايات المزرعة على الطريق
توجهت السيارة على طريق ترابي بدا ممهدا لكنه غير مرصوف لينظر يوسف حوله ليجد ساحه ترابيه جميلة واسعة مسيجه بسياج خشبي وبها جوادين احدهما فرسه بيضاء جميلة بذيل رمادي والاخر حصان بلون اسود مظلم يبدو فحلاً قوياً من افراس الاستيلاد نظر اليه وتعجب كيف له ان يعرف ان الحصان من احصنة الاستيلاد تسائل كيف يعرف هذا يبدو ان معلومات من ذاكرته القديمة ما زالت راسخة داخل عقله ولم تتبخر التفت مره اخرى لينظر امامه حيث وجد منزل خشبي بدا جميلاً ودافئاً بشكل خاص ديكوره الخارجي مبتكر بعض الشي باسطح مائله وشرفه كبيرة واسعة وبدا من مظهره انه ذا طابقين بارتفاع مناسب ومساحته بدت كبيره نسبيا بالنسبة لارتفاعه وكأن من بناه اراد ان يشعر ساكنية بالراحة والمساحة الواسعة بالداخل والخارج ابتسم لمرآة المنزل ونظر ليجد على مسافة ليست ببعيده إسطبل للخيل عرف على الفور ان المبنى امامه هو اسطبل للخيل حتى دونما ان يفكر في كيفيه معرفته شعر بانه موقن للامر ربما لانه قريب من ساحة الخيول
توقف السائق امام المنزل واشار على يوسف بالنزول
مد يوسف ساقيه المديدين الى خارج السيارة واستقام يفرد هامته المتعبة من طول الطريق محركا ساقيه وكتفيه للخلف عله يطرد عنه التعب حين التف السائق حول السيارة وتناول الحقيبة الصغيرة الموجودة بالخلف وناولها ليوسف ثم عاد خلف المقود مرة اخرى ليتحرك الى الامام
كانت جمانة تلعب مع اخيها يوسف ببيت عرائس خشبي حينما سحب احدى العرائس وجرى الى خارج البيت في تلك اللحظة وعند خروجه مندفعا من البيت اصطدم بجسد رجل قوي امسك به بين ذراعيه ورفعه لاعلى لينظر داخل العينان الصغيرتان بلون العسل الذهبي بملامح صغيرة غاية في الدقة ووجهه طفولي برئ عيون كبيرة الحجم ووجه بيضاوي وخدود ممتلئه وراس مدور يكاد يصل للون الاشقر نظر يوسف الصغير الى ابيه الذي لم يعرفه بالطبع لصغر سنه رفعه الرجل وارتسمت على وجهه نظره حنان وشعر شريف ولاول مرة باحساس غريب من الدفء وهو ينظر للصبي بشعره العسلي وعيونه الواسعة الجميلة كان صورة مصغرة عن امه ببراءه الطفولة وملامح العناد ذوى الصغير ما بين حاجبيه ورسم ملامح الجدية على وجهه الصغير ورفع اصبع صغير بوجه اباه الغريب عنه تماما وقال :
انت مين وازاي تدخل مزرعتي من غير اذن
ضحك شريف بصوت عالي لجرأه الصبي وقال : انت بقى صاحب المزرعة
طبعا وراجل البيت كمان
انا عمو يوسف وجي من طرف عمو خالد لمدام جيهان
جي من عند خالو : انطلق الصغير فور ان انزله شريف الى الارض وصاح مناديا وهو يجري باتجاه الاسطبلات يا ماما ياماما
|