كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
[COLOR="Blue"][/COLORالفصل الثالث عشر
- تبسم يوسف لمنى وتوجها معا إلى الفيلا حيث دعته منى بالحاح لمقابله والدها الذي عاد فقط بالامس من احد رحلاته بالخارج وكان ان تقدمها يوسف لمقابلته .
- توجهت منى على الفور إلى صالة الفيلا الفخمة بينما تردد يوسف في الدخول ناظرا للساعة الموجوده حول معصمه ليجدها قاربت الخامسة بعد الظهر الموعد المتفق عليه تقدمت منى نحو باب يقع يمين صاله القصر الفخمة المبلطه بالبورسلان الفخم لتفتح بابا خشبيا كبيرا على حجرة واسعة وفخمة بها مجموعة من الكنبات المرصوصة بشكل هلالي بيضاء اللون وطاولة صغيرة لتدعو يوسف للجلوس ريثما تمد يدها لجرس صغير غير مرئي بحافة المنضده الجانبية الموضوع عليها مصباح للاضاءة لتستدعى الخادمة الفلبينية وتسال يوسف عما يحب ان يشرب
- رفض يوسف شرب اي عصير مما ازعج منى وتخفيفا من حده كلماته وافق على مضض على شرب فنجان من القهوة منتظرا ان يقابل والدها تركته منى لتتوجه نحو باب باخر القاعة لتفتح غرفة المكتب الفخمة وتندفع نحو الرجل القابع خلف المكتب رجل في اوائل الخمسينات من العمر بشعر اسود وفودين ابيضين ويرتدي نظاره طبية باطار مذهب انيق ويفتح امامه جهاز كمبيوتر وعدة اوراق في دوسيهات ملونة رفع الرجل راسه وازاح نظارته وفتح ذراعيه لاستقبال منى التي ارتمت بين ذراعيه
- هاي دادي حمد الله على السلامة
- هاي منموني انت ليه هنا مخرجتيش مع اصحابك
- بابا انت نسيت ولا ايه
- نسيت ايه
- انت حتقابل يوسف النهاردة
- يوسف ، يوسف مين
- انا حكيت لك عنه ؟
- تقصدي المريض الي كان عند عمك ابراهيم في المستشفى ؟
- يوسف خف خلاص يا بابا ، بابا يوسف عاوز يقابلك
- نظر مطالعا ساعة يده المذهبة وقال : دلوقت
- اه بابا وفيها ايه
- منى الوقت مش مناسب وانا مشغول وبعدين انا فعلا وراي شغل بعدين يا منى بعدين
- بابا ارجوك
- استمع يوسف للحوار الذي تسبب بحرجة واستقام من مجلسه وقبل ان يلتفت ليخطو خارج الفيلا اندفعت منى خارجة من الباب
- يوسف تعالى بابا حيقابلك تقدم يوسف لباب المكتب في تردد وحرج عندما انعكس منظر المكتبة الكبيرة الممتده مابين حائطين كبيرين حتى السقف امام عيناه ونظر إلى السجادة التي غاصت بها قدميه ليلتفت عن يمينة ليجد طاولة مكتب من الخشب السندياني الباهظ الثمن باللون الماهوجني الفخم والمشغول بشغل يدوي نحتته ايدي فنان السجادة الفارسية باللون الاحمر والديكورات التي تساوي عده الاف جعلته يشعر بالانزعاج من الترف المبالغ فيه وشعر ان المكان باعث على الاختناق ، لينظر للرجل خلف المكتب تقدم يوسف نحو الرجل مادا يده ليفاجأ بنظرة التأمل من الرجل الذي اشار اليه بالجلوس ولم يبادله التحية بمد يديه
- منى اطلبي لنا القهوة من فضلك
- انسحبت منى من الغرفة
- انت قلت لي انت مين
- انا يوسف كنت فاكر منى كلمتك عني
- بخصوص
- سكت يوسف ولا يعرف حتى كيف يجيب فهو نفسه لايعرف سبب اصرار منى على تعارفهم الان
- انا عرفت من منى حالتك الصحية وياترى مين بيساعد في علاجك
- التلميح المهين الذي اشار اليه جعل يوسف يقف من مكانه ويقول انا بشتغل وبصرف على نفسي واي حد ساعدني في البداية اكيد حسدد له دينه
- تقصد بتشتغل بتوصية منى
- لا الكلام ده مش حقيقي
- انت بتشتغل في ورشة نجارة بتعليمات من منى حسب ما فهمت متستغربش منى لما تحب تعمل حاجة بتعملها حسب علمي ان منى اوحت لك ان العمل هناك عن طريق حسين حارس الامن من المستشفى في الحقيقة انا بستغرب اصرار منى على المحافظة على كبريائك وكرامتك وعدم جرحك علشان متحسش انه احسان مع اني مظنش انك تمانع ابدا .
- ابتلع يوسف غصة الاهانة وجرح الكرامة واشتعلت عيناه بالكبرياء وهم ان يرد . عندما اكمل السيد/ فوزي
- متستغربش صحيح انا كنت مسافر بره بس دايما لي عيون بتوصل لي دبه النملة حوالين منى: منى في الحقيقة طلبت مني اني اقنعك بانك تشتغل معي في المنتجع الخاص بتاعي وانا شايف ان دي فكرة مقبولة حاليا ويمكن ده يساعدك في تحسين مستواك اسمح لي العمل مع الاجانب والسياحة افضل بكتير من العمل في محل النجارة ايه رايك ؟
- في الحقيقة انا مفكرتش لحد دلوقت وكنت افضل اني ادور على شغل في اي مكان تاني واحافظ على صداقتي بمنى بعيد عن المصالح والماديات
- ده شئ يسعدني انك بتفكر بالشكل ده لكن احب اقول لك ان شرم الشيخ كلها مش بعيد عن اموالي
- راي تسمح لي اني امشى دلوقت وان شاء الله حكون على اتصال بسيادتك
- اكيد انا في انتظار ردك واعرف ان احلام منى عندي اوامر
- تحرك يوسف باتجاه الباب وهو غاضب من منى فقد احرجته عندما استخدمته كدميه ليعمل عند عم احمد بتعليماتها ومن يستطيع ان يرفض اوامر منى والان تعليماتها الجديدة ان ينتقل للعمل مع والدها الذي لايمانع ابدا في تلبية رغباتها حتى لو تعارضت مع رغباته
- اما هو فلا يحب ان يكون لعبة في يدها ايا كان .
- انطلق يوسف مغادرا الفيلا رافضا الرد على تساؤل منى التي انتظرته بالخارج
- هه عملت ايه عجبك الشغل الي عرضه عليك دادي قدملك عرض كويس؟
- نظر اليها يوسف وقال : اكيد
- يعني خلاص حتشتغل معه
- ابتسم ممازحا وتقدم للخارج كان يغلي من داخله ولم يرد ان يعطيها اي معلومة بخصوص ما دار بينهما
------
الفصل:الرابع عشر
اتجهت جيهان الى باب الفندق حاملة معها حقيبتها الوحيدة وقفت والقت نظره اخيرة على المكان عساها ترى شريف ولو صدفه ولكنه بالتاكيد غادر المكان كانت قد اتخذت قراراها بالرحيل فشريف سيتزوج منى والترتيبات الان على اهبة الاستعداد ولن تتنظر حتى تجد نفسها مدعوة للزفاف لقد اقسمت ان تتوقف عن البكاء وكفاها الليلة الماضية والتي قضتها في بكاء ونحيب على زوج نساها للابد وبدأ حياته من جديد لم تعد تعرف كيف تشعر هل تسعد لاجل شريف لانه حي ولانه منح فرصة ان يولد من جديد هل تسعد لانه بدا حياته من جديد لا لا تستطيع ان هذا كثير على قلبها لا تستطيع ان تكون سعيدة لاجله فلقد حرمتها الحياة من فرصة السعادة فحبيبها تركها وعندها من المسؤوليات ما يثقل كاهل الرجال فما بالك بها هي المرأة الضعيفة لقد انتزعها شريف من حياتها المريحة الهادئة من حياة الاحلام ووضعها في معترك الحياة صحيح انها احبته وسعدت بكل دقيقة قضتها معه وسعدت بكفاحهما سويا ولكنه الان تركها وحدها تركها اما شابة صغيرة السن بلا اي خبرات لتدير مزرعة تحتاج لكل طاقتها واطفال يحتاجون اليها تركها لتكمل حلمه وحدها لن تسامحه على هذا ابدا ابدا...............
لا من تخدع بقولها هذا لن تخدع نفسها لقد سامحته بالفعل فليس هناك من اي شئ يحتاج للمسامحة فهو منحها السعادة في اطفالهم وحلمهم فقط لو كان معها لعاشت سعيدة للابد الان اذا واجهته واعادته رغم عنه لبيته واولاده فلن تسامح نفسها فهو عاش حياة صعبة قبل ان يعرفها كان مكافحاً منذ صغره عمل وهو طفلا مع ابيه الفلاح البسيط كان يمشي عده كيلوات ليصل للمدرسة وامضى سنينا كثيرة يجمع مع ابيه المال قرشا فوق الاخر حتى يستطيع في يوما ما ان يشتري ارض زراعية ويريح اباه من العمل لدى الغير فيبدل حياته نحو الأفضل ،عندما عرفته بالجامعة كان كلا منهما له طريق مختلف هي كانت تدرس الفنون وهو كان يدرس الزراعة قابلته في احدى الرحلات الجامعية كان قد اتى مع اصدقاء له معها بنفس الكلية ليتعارفا وصفها بالمتكبرة وجرحها في وسط حوار جماعي وارادت ان تثبت له خطأه ونما بينهما شعور خفي خيط رفيع من التوتر كان تشعر به كلما وجد في الجوار وعندما ضحكت في وجهه لاول مرة كانت تضحك من نفسها عندما ارادت ان تثبت له قدرتها على ان تكون بسيطة كانوا في جولة نظمتها الجامعة لقرية ريفية للتعريف على حياة الريف وليرسم الطلاب المشاهد الريفية وكانت هي من ضمنهم اما هو فكان عاشقاً لفن النحت والحفر على الخشب ولكن ظروف والده اضطرته الى ان يدخل كلية الزراعة ليكون معيناً له ولكنه لم يتخلى عن هوايته وكان ياتي دائما للكلية ويحضر بعض المحاضرات الحرة ليتعلم كل ما يمكن ان يتعلمه عن الهواية التي يحبها في ذلك اليوم ذهب معهم في الجولة وكانت المرة الثالثة التي يراها فيها بعد صدامهم وارادت ان تثبت له انها قادرة على ان تكون فتاه بسيطة كاي ريفية وطاردت دجاجة صغيرة عندما زلت قدميها وسقطت على الارض الطينية لتتسخ ملابسها وبنطالها الانيق وشعرها ايضا طاله ما طاله من الارض وبدل ان تغضب وجدت نفسها تنفجر ضاحكة على مرآها وقد اعجبه خفه ظلها ورده فعلها ووجدته فجأه ملتمع العينان فاغرا فاهه باعجاب بمشهدها هذا وبضحكتها الرنانة بعدها بدأت خيوط الحب تنسج ما بينهما صارت عيناهما تقول اكتر مما يقول لسانيهما كانوا احيانا يتواجدن بين المجموعة لتتكلم اعينهم بينما تتعالى الاصوات في مختلف الحوارات اما هما فكانا بعالم اخر بعيدا يحلقان معا احبها واحبته وكانا لا يفترقان كانا دائما يجدان الحجج والمبررات ليقفا ويتحدثا في اي شئ وكل شئ كان ياتي ليطمئن على امتحاناتها وكان ينتظرها كل يوم خارج باب المدرج باي حجة وكل حجة ممكنة عشقته واغرم بها كان حبهما عاصفا وقد تعجب الجميع للسرعة التي جرت بها الاحداث اصرت على ان تتزوجة واصر على ان يكون باسرع وقت ممكن سارعا بعقد القران واكملت دراستها بينما هو عمل بمهنتان وقدم على قرض واستطاع شراء ارض مستصلحة في مشاريع الشباب ليستطيع بها ان يريح والده كان بدايه حلم والده الذي اراد دائما اسعاده وكان في اوقاته الخاصه يجد الوقت ليمارس هوايته بالحفر على الخشب احبته عشقت تفانيه في اسعاد الجميع حاولت ان تكون معه دائما عملا سويا بتناغم كانت تساعد والدته التي انتقلت مع والده للمزرعة قبل زواجهم وتزوجا وعاشت مع عائلته حاولت ان تكون مثله وان ترضي الجميع لاجله تعلمت من حماتها كل ما يمكنها تعلمه لتصبح زوجة جيدة له حاولت ان ترضي عائلته وخفة ظلها في مواجه معظم المشكلات جعلتهم يحبونها مع الوقت ويتقبلون وجودها بينهم وفجأه دمر الحادث حياتهم لتجد ان الحياه اعطته فرصه اخرى ليعيش حياه اكثر راحة افلا يستحقها بلا يستحق ان يكون سعيد وهي ستتركه يحيا حياته الجديدة حياه اكثر راحة وسعادة
استطاعت ان تترك الفندق وتركت لاخيها رسالة صغيرة اخبرته بضرورة عودتها قالت له
اخي الحبيب خالد
لم تكن الحياة ابدا منصفة معي او مع شريف وليس بيدي حيلة لن اقف بطريقه وكفاه ما عاناه انها فرصته الجديدة منحه الله اسما جديدا وحياة جديدة فلا تنتزعها منه دعه يا خالد يعيش كما يحب دعه يسعد ويرتاح وانا لي الله لطالما اردت ان اسعده واعوضه عن الكثير بحياته فان وجد لنفسه سبيلا اخر للسعادة فاتركه يسلكه عله يسعد به سامحني يا خالد اولادي بحاجة الي ساستقل اول حافلة اجدها واعود الى الفيوم اليوم .
اسفة لم اكن قادرة على توديعك اعلم انك ستتفهم الامر.
اختك المحبة للابد
جيهان
|