كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
[FONT="Arial"][/FONTالفصل السابع
اين انت يا حبيبي ارجعت جيهان راسها للخلف وتركت لدموعها العنان لتذهب للماضي منذ عامان عندما كانت حامل بابنتها شيرين واتصلت على شريف لتخبره بانها تعاني من الام الوضع وقد كان تركها فقط من يومان ليذهب لاستلام سيارة اخيه الجيب من ميناء الغردقة بالبحر الاحمر كان قد ارسلها اليه من الكويت حيث يعيش ويعمل هناك وكان متحمساً للسيارة التي يستطيع بها ان يسهل حركتهم من المزرعة للمدينة لتكثر من زيارة عائلتها في القاهرة وليستطيع نقلها والاولاد بسهولة من مكان لاخر وبالاخص إلى المستشفى عند ولادتها كان فرحاً كثيراً بتلك السيارة وأصر أن يذهب ويتسلمها بنفسه وبأسرع وقت ممكن سافر وتركها بالشهر السابع مطمئناً لان ميعاد ولادتها لم يحن بعد وقد اثبت وجه نظره في حاجتهم لسيارة عندما احتاجت جمانة للذهاب للمستشفى بعد سقوطها على السلم قبلها بعده ايام وقد وجدوا انفسهم ينتقلون من مكان لاخر ومن وسيلة نقل لاخرى للذهاب لاقرب مستشفى لعلاج جمانة فكان الحل هو سيارة تتحمل الطرق الغير ممهدة بالمزرعة وما حولها وقد ساعده اخوه الذي ارسل له تلك السيارة على ان ينقلها باسمه بعد فترة عندما يسدد ثمنها .
وقد اسعده ذلك كثيرا ولكن يبدو ان الاقدار لم تمهله طويلا فقد فاجأتها الام ومضاعفات عانت منها من بداية حملها نتيجة المجهود التي تبذله في البيت والمزرعة وحاولت الاتصال عليه على هاتفه الخاص (الموبايل) لتخبره بالامها وبضرورة عودته بأسرع ما يمكن لنقلها للمستشفى وبفشلها بالاتصال بوالدتها كان عليه ان يأتي مسرعاً ليتعرض لحادث على طريق عودته يودي بحياته .
- ناقله كبيرة تنقل غاز قابل للأشتعال تنزلق على الطريق الممطر لتصطدم بحافلة سياحية وسيارة جيب حديثة ويحدث الانفجار ليصيب بعض السيارات على الطريق قله هم من نجوا من الحادث ولكن شريف لم يكن محظوظاً أبداً فقد أحترق كما اخبروها داخل السيارة ولم يتبقى اي شئ لتتعرف على جثته.
لقد انهارت تماما عندما وصلها الخبر بعد يومين فبعدما كلمته استطاعت الاتصال على اخيها الذي سارع بنقلها للمستشفى لتلد ابنتها شيرين في ولاده متعسرة وبعد يومان من ولادتها وعندما أفاقت وتسألت لما لم يأت شريف اخبروها عن الحادث لتسقط معانية من انهيار عصبي ارجعه الاطباء لضعفها الشديد بعد الولاده لم تحتمل الخبر وفقدت الرغبة في الحياة كانت تصرخ كالمجنونة : شريف عايش شريف موجود هاتوا لي شريف
وقد تمنت الموت وبعد ان قضت بالمستشفى عده اشهر للعلاج واهمها العلاج النفسي خرجت منها حطام انسان ليخبرها الجميع بان عليها واجب تجاه اولادها الذين تركتهم طوال الفترة الماضية ويطلب الكل منها النسيان لم تحضر جنازته ولم تأخذ عزاءه فقد كانت بالمستشفى وعندما عادت للحياة مرة اخرى وجدت نفسها وحيدة بدون حبيبها ومزرعته وحلمه مهدده بالديون واطفالها يحتاجونها عادت للمزرعة بمساعده عائلتها وتوقف الجميع عن ذكر شريف صارت سيرته محرمة على الجميع حتى صوره جمعتها والدتها من البيت واقصتها بعيده عن عيناها حتى تساعدها على النسيان وكأن عدم ذكره او رفع صوره سينسيها وجوده وهي التي تراه كل يوم في اولاده وفي مزرعته وتراه كل يوم باحلامها في ذكرياتهم وفي أركان البيت
عادت من المستشفى واستطاعت ان تقيم كل شئ بالتدريج وبدات بالعمل في المزرعة بقلة من العاملين وبدات بتسديد الديون ولكنها رفضت ان تبيع الخيول التي احبها زوجها ورفضت ان تبيع المزرعة لتقيم مع عائلتها فلديها عائلتها الصغيرة وكيف كان من الممكن ان تترك مكان كل ركن به يحمل ذكرى من شريف لقد حاربت طوال عامان لتستطيع الاستمرار والان ماذا يقولون شريف عايش معقول ممكن يكون شريف
كان فين طول سنتين فاتوا وازاي سابها بالشكل ده ازاي
الفصل الثامن
العصفور الجريح
تقدمت جيهان لشباك الحجز مرة اخرى لتسأل عن توقيت تحرك حافلة السوبر جيت المغادرة إلى شرم الشيخ وأعاد عليها الموظف نفس الكلام مرة أخرى ان السائق قادم حالا وعليها الا تقلق وتنتظر في مكانها لم يكن يعرف سوى ان تلك المرأه صغيرة الحجم نسبياً تتعجل الدقائق وتشعر بالثواني ساعات .
بالامس وفي البداية اعتراها الغضب من فكرة الا يتصل بها شريف خلال العامين السابقين وان يخبرها انه بخير ولكنها مع مرور الدقائق تليها الساعات صارت غير عابئة الا برؤيته واعتراها فرح شديد سيطرت عليه بعد ان تذكرت كلمات خالد حول عدم تأكده من هوية الشخص الذي قابله ، ولكنها عادت واكدت لنفسها ان خالد اخاها مستحيل الا يتعرف على شريف ولو بعد سنوات فزوجها شخص مميز في طلته لاتخطئه العين جمع في ملامحه الخمرية وعيناه الرماديتان المائلتان للاسود وقامته المديدة التي تتخطي ال190 سم طولا وسامة من الصعب ان تجتمع في رجل واحد.
كانت تفكر في ملامح زوجها وتبتسم كان شريف ذو جسد رياضي رائع التقاسيم منذ كان بالجامعة ويمارس رياضات متعددة من سباحة لرفع الاوزان الثقيلة الى جانب ركوب الخيل بالمزرعة كل هذا جعله يحافظ دائماً على لياقته كما انه كان يقوم بكثير من النشاطات بيديه بحكم حياتهم بالمزرعة وتذكرت كيف حملها في اول يوم لهم في المزرعة عروساً على عتبة بيتها الجديد وتمنت بل وقررت ان تجعله يحملها مرة اخرى في رحلة العودة سوياً الى المزرعة اخذتها احلامها وامانيها بعيداً لتتخيل شريف ينتظرها مع خالد في محطة الباص لتجري اليه وترتمي بين ذراعية ليحملها ويلف بها فرحاً ويعتذر لها عن السنين الماضية ستفرح به وتسامحه كما كانت تفعل دائما ً ستسامحه وسيكون لديه مبرراً تسامحه عليه ولكن ترى ما هو مبرره؟؟؟
ايكون شريف قد اصيب اصابه شوهته _ فكرت_ لا مستحيل ايمكن ان يكون هذا هو السبب في رفضه العودة اليهم حتى لا يخيف اطفالهم لا مستحيل لا يارب لا
تعالى صوتها غير واعية فلفتت انظار من حولها عند هذه النقطة قررت ان تتوقف عن التفكير انها تحب شريف ولو تحول الى مسخ فستظل تحبه وتعشقه وستعيده معها لاولادها ايا كان الثمن وستدعو الله طوال الطريق ان يشفي شريف اذا كان مريضاً ،ستدعو الله ان يعود معها شريف ، ستدعو الله ان يكون من رآه خالد هو شريف .
تحرك الباص فابتسمت وصفقت بغير وعي منها كطفل صغير فرح ولكنها احمرت خجلا عندما نظر اليها الركاب باستغراب بدت كطفلة صغيرة كما كانت مع شريف كان دائما ً يتهمها بالطفولية في التصرفات ولكن منذ..........لا لا تريد ان تقولها منذ الحادث وهي هرمت وانهارت واصبحت ميته القلب تعسه الى اقسى حد لم تعد هي..
الان تشعر ان الحياه تعود اليها بعوده شريف .
اغمضت عيناها وتركت دموعها تسقط في صمت وقلبها يناديه شريف شريف يا حبيبي عد الي والى بيتك واولادك يا شريف .
لم تستطع ان تنام طوال الليلة الماضية منذ مكالمه خالد كانت تلف بالبيت كالمجنونة لا تعرف ماذا تفعل اخرجت محتويات خزانة ملابسها وظلت تبحث عن ثوب يناسب لحظة لقاءها بحبيبها كانت في الماضي قد تخلصت من معظم ملابسها الجميلة فاحتفظت بالقمصان الواسعة والبنطلونات الجينز التي احتاجتها في عملها بالمزرعة وركوب الخيل وقليل من ثيابها الانيقة احتفظت به فقط لقيمتها العاطفية او لانها ذكرتها بشريف كانت وكأنها تعاقب نفسها وتدفن انوثتها بعد وفاه شريف ماتت معه انوثتها وكينونتها كلها صارت تعيش بلا روح مجرد ام ترعى اولادها ليصلوا لبر الامان وعندها تلحق بحبيبها - هذا ما كانت تفكر به دائما –
ولكن الان يجب ان تجد ما يعجب شريف فقد كان يحب اناقتها دائما و بعد بحث طويل استطاعت ان تجد ثوب كانت قد نسيته اهدتها اياه والدتها في عيد ميلادها السابق حتى تحضر به حفل خطبه اخيها الثوب لم يكن من نوعية السواريهات بل كان يصلح للقاءات بعد الظهر اكثر كي تستخدمه فيما بعد وضعته بالحقيبة على عجل واختارت ان تسافر في طقم من اللونين البني والبيج بتنورة قصيرة بنية اللون تصل الى ركبتيها والبلوزه الضيقة المزمومة بكشاكش على الصدر باللون الكريمي الناعم وارتدت معها سلسلة ذهبية انيقة كان قد اهداها لها شريف في عيد زواجهم وارتدت الجاكيت الخاص بالتايير والذي كان بنفس لون التنورة البني والضيق عند الخاصرة ومزموم بزرار واحد بني انيق واطلقت لشعرها العنان بعد ان صففته واعتنت بوضع مكياج خفيف
شعرت انها عادت صغيرة ثانيا وانها ذاهبة للقاء شريف كما كانت تفعل في الماضي شابة جميلة مندفعة للقاء حبيبها .
توقفت الحافلة فاسرعت بحمل حقيبتها وتوجهت للمحطة انتظار الحافلات كانت تلتفت حولها وتنظر فوق رؤؤس الناس محركة شعرها ووجهها به كل امارات امرأة عاشقة تبحث عن حبيبها كانت تبحث عن شريف .
|