كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الرابع بيت المزرعة استيقظت جيهان مع ساعات الفجر الاولى على صوت المنبة الموجود بجانب فراشها مدت يدها لتغلق الجرس وتنظر للساعة والقت براسها على الوسادة وغطت وجهها باصابعها وتنهدت وقامت من فراشها متسلله على اطراف اصابعها حتى لا توقظ طفلتها الصغيرة النائمة بفراشها الان.
سحبت الرداء الموضوع على اطراف الفراش ووضعته على جسدها لينساب على قوامها الممتلئ الجذاب ومدت يدها لتجمع خصلات شعرها البني الحريري لتجمعه خلف راسها بتسريحة ذيل حصان معتاده عليها وتوجهت للحمام على اطراف اصابعها غسلت وجهها واسنانها البيضاء بطبيعتها وارتدت خف خفيف وتوجهت لتخرج من حجرتها.
نظرت من خلال فتحه الباب للغرفة المجاورة لتجد طفليها الاخرين نائمين يغطان بنوم عميق فابتسمت وأتجهت الى السلم الخشبي لتنزل للدور الاول من البيت لتجد نفسها بصاله واسعه وضعت فيها القليل من الاغراض مقعدان وثيران وسجاده صغيرة وصوفا كبيرة تتسع لثلاث اشخاص وتتوسط المكان طاولة صغيرة وضعت عليها بعض الازهار كمحاولة يائسة لتجميل المكان والشئ الذي كان يسر عيناها هو تلك الستائر التي غطت حائط كامل من البيت كانت قد صنعتها بمساعده والدتها من عده سنوات وكانت مناسبة بشكل كبير للمكان وان بدت اكثر الاشياء اناقة في المكان ابتسمت لنفسها برضا اذا استطاعت ان تسد قسط البنك هذا الشهر فسيتبقى معها ما يكفي لشراء سجاده جميلة تجمل بها المكان وتدفئ البيت في شهور الشتاء القادمة ونظرت بتفاؤل على الرغم من كل شئ مازال اولادها معها وهم الاهم الان من كل شئ اخر مرت بالصاله لتفتح باب يؤدي لممر صغير في اخره وجد مطبخ كبير واسع تتوسطه طاوله مستطيلة وست كراسي وبآخره وجد موقد كبير ليكفي باحتياجات المنزل وكذلك فرن يصلح للخبز على الطرق البلديه وضع في خلفيه المطبخ ويفصله عنه حائط بني من جانب واحد وبجانب الموقد وجدت مغسلتان كبيرتان للصحاف والقدور وعلى جوانب المطبخ كان هناك حائط نصفه زجاجي مغطي بالحديد المشغول للحفاظ على المكان من اللصوص ولكي لايمنع الشمس من الدخول للمكان كان يطل على ساحه مخصصه لجري الخيل واسفله دولاب يحمل بداخله مجموعة الاواني المطبخيه
توجهت جيهان لمؤخره المطبخ لتمد يدها للدولاب الموجود باعلى المغسله وامتدت يدها لكيس الطحين الموجود واخرجت اناء كبير لتضع بعض الطحين وبدات بوضع بعض الماء والخميرة لتحضر العجين انتهت من ضرب العجين وعجنه عده مرات قبل ان تتركه جانبا وتخرج بعض اللحم من البراد الموجود جانبا وبدات العمل في تجهيز اللحم ووضعه باناء يغلي وتجهيز الخضروات ووضعها جانبا وبعد ما اعدت ما يمكن اعداده لتسهيل عمليه تحضير الغداء بدات بتحضير الافطار واخرجت اللبن والبيض وزيت الزيتون المفضل لديها واستخدمت طاسه كبيرة لصنع البيض المحبب لدى اطفالها واخرجت من سبت صغير بعض الخبز وجبن رشته بقليل من زيت الزيتون ونبات الزعتر البري المحبب وضعت كل شئ على الطاولة وتوجهت لغرفة اطفالها تنادي عليهم اوقظتهم بدغدغتهم وملاعبتهم حتى افاقوا وتوجه الجميع بعد قليل للافطار افطر الطفلان الاكبر سنا بينما جيهان جلست على كرسى هزاز قديم وضع باحد الاركان وفي حضنها رضيعتها الصغيرة تطعمها بعض الحليب لتعاود النوم مرة اخرى وبسرعة وضعت الرضيعة في فراشها المتنقل وتوجهت لغرفتها لتبدل ثيابها على عجل وبدون تفكير امتدت يدها لتسحب بنطلون من الجينز القديم الباهت وقميص من الكاروهات تكاد معالمه ان تختفي وانتعلت حذاءها البوت من جانب باب البيت وعقصت شعرها بذيل حصان وغطته بمنديل صغير للراس سمعت صوت ابنتها تناديها
ماما ماما استني
ايه يا جمانة حبيبتي اتاخرت
اتفضلي انا عملت لك ساندوتش يا ماما علشان خاطري انت مفطرتيش
متشكرة يا حبيبتي قبلت ابنتها على راسها وضمتها الى حضنها للحظات قبل ان تتركها حامله الساندوتش التي اعطته لها ابنتها بيد وبالاخرى سبت صغير
توجهت على الفور الى اسطبل الخيل وسمعت الحركة الخفيفة التي تدل على استيقاظ خيولها الثلاث وصوت تمللها وبدات العمل على الفور اسرجت احدهم واعدته للركوب وتركته وذهبت لتسحب الاخر من لجامه وتخرجه من باب الاسطبل على الساحة الخلفيه التي سيجتها بالاخشاب المناسبة وصنعت مساحة معقوله لتجري بها الخيول وتتحرك وفور ان اطلقت سراح الجياد توجهت للاخر وكررت ما فعلته مع الاول حتى وصلت للجواد الذي اسرجته واخرجته من الباب الامامي ثم وبرشاقة المعتاد على ركوب الخيل رفعت قدمها لتضعها باللجام الجانبي واطلقت الاخرى لتقذف بجسدها على الفرس القوي واعتلت صهوة الجواد وخرجت به لتتحرك في المكان في البداية ابطئت الخطا حتى وصلت لمساحة من الارض جرداء من المحصول وان كانت معشوشبة بعشب اخضر قصير و قضت نصف ساعة تدور به داخل حدود مزرعتها وتركت لعقلها العنان ولخيالها الحلم لتنتقل لعالم اخر من الحلم للمزرعة منذ احدى عشر عاما عندما جاءتها لاول مرة عروساً جميله عاشقة جاءت اول مرة لتقابل عائلة زوجها ولتتعرف على حياتهم هنا وتعرفت على عيشتهم الريفية الجميلة اغرمت بحياتهم واثرتها على حياتها المرفه في بيت والدها حيث كان لديهم دائما خادمة تقوم بكل شئ ولكنها حينما احبته نست كل شئ وقررت ان تبدأ معه من أول الطريق كان عنيداً حقاً حينما قرر ان يأتي بها على خلاف راي العائلتين ليعيشوا بالمزرعة عائلته من ناحية كرهت فكرة ان تأتي فتاه البندر الشابة لتعيش عيشتهم وتتكبر عليهم وعائلتها ظنت انها تكتب نهاية زواجها بيديها حينما قبلت ان تعيش في الريف وفي هذه المزرعة الريفية المستصلحة بالقرب من مدينة الفيوم.
ولكنها هي وهو اصروا على ان يكمل حلم والده ويعيش في المزرعة التي بناها وبدأ حياته بها لاتنكر انها تعذبت في البداية وهي تتعلم على يد حماتها كيف تعتني بالافراخ الصغيرة وكيف تحلب البقرة الوحيدة انذاك في المزرعة وكيف تستطيع المساعدة في بث الحبوب في الحديقة الخلفيه للحصول على احتياجاتهم اليومية من الخضار اما المحصول الزراعي فقد كان دائما مهنة الرجال وكذلك رعاية الخيول.
كانت المزرعة صغيرة نسبيا تحتوي على ارض مستصلحة للزراعة وجزء اسطبل للخيل واما حبها هي فكان الجزء الصغير المخصص لتربية الدواجن وقد كانت حريصه هي وزوجها على تكبيره ليكون اساسي في دخل المزرعة وخاصة ان المحصول من العنب المزروع كان يحتاج لوقت للحصاد والبيع والمزرعة تحتاج لمصاريف طوال الوقت ومزرعة كهذه تحتاج بالتاكيد للكثير من ايدي عاملة ولكنها اضطرت للتخلي عن الكثير من العمال لديها بعد الحادث لعدم استطاعتها دفع الاجور بعد ازمتهم المالية وخاصة فيما يخص مناطق البيت ورعاية الحيوانات وتستعين الان ببعض العمال الموسمين في فترة الحصاد وفي فترات اسبوعية للمساعدة في تنظيف اسطبل الخيل وتحميم الخيول وفيما عدا ذلك تستطيع هي بكثير من الجهد وبمساعدة طفليها وعائلتان من الفلاحين الفقراء، اتى بهم زوجها من الريف حيث موطن والده الاصلي للمساعده في اعمال المزرعة، العمل في باقي اعمال المزرعة بتعاون وانسجام وكثير من الجهد وكانت العائلتين التين تعملان بالمزرعة قد خصص لهم زوجها كوخين في اخر الارض الزراعية ليحتفظ لبيته بالخصوصية اللازمة وكذلك ليكون هناك دائما من يمكن ان يساعد بشكل فوري في اعمال المزرعة وليضمن العمار للمكان وقد حققا له هذا .
اما ركوبها الخيل فلم يكن فقط لحبها للخيل ولهذه الرياضة ولكن السبب الرئيسي كان احتياج الحيوان للحركة ورفضها بيع الحصان الاشهب الذي كان ملكا لزوجها والذي تعود على ان يركبه كل يوم وموته جعل الحصان المفرط النشاط كثير الحركة في داخل الاسطبل يهدد بالعنف مع من حوله ان لم يحصل على نزهته الصباحية.
وصلت بالحصان الاشهب الى اخر المزرعة وهنا نزلت عن صهوة الجواد وربطته في شجرة ضخمة بجانب جدول للماء غسلت وجهها من ماء الجدول الرقيق واتجهت نحو محول الماء اوالساقية لتطمئن على فتحها لتروي المحصول وفي تلك اللحظة خرج من بين المزروعات رجلان اسمران بدا ضخمان بالمقارنة بقامه جيهان الصغيرة فشدت من قامتها ورسمت ملامح الجدية على وجهها المرهق ونادتهم باعلى صوتها باسميهما اسماعيل ومحمدين.
بدا ان الرجلين قد اسرعا الخطا وتوجها نحو الصوت وتقدم اكبرهم وقال : نعم يا ست هانم
اعطتهم جيهان تعليمات جديدة بخصوص السور الخشبي المائل في مزرعة الخيول واحتياجها لان يقوم احدهم باصلاحه باسرع وقت في نفس اليوم وبعض التعليمات الاخرى حول اعمال المزرعة ثم توجهت لفرسها المربوط
وامسكت باللجام وخطت عده خطوات مبتعدة عنهم ثم اعتلت صهوة الجواد وتوجهت بخطا وئيدة نحو مبنى صغير من الحجارة يبدو للعين اشبه ببيت صغير تعلوه عده فتحات للتهويه وشبابيك صغيرة بأعلى الحائط فتحت الباب الموصد ودخلت للدجاج الصغير وتوجهت نحو باب صغير في مؤخرة الحجرة وفتحته كما فتحت عده فتحات اخرى صنعت كلها لتسهل خروج الدجاج لعشه كبيره مغطاه جزئيا بتنده من القماش المشمع تغطي السقف بينما الجوانب صنعت من سلك دقيق مشغول يسمح بدخول الهواء ونور الشمس ولا يسمح بخروج الدجاج خارج السياج بدات الدجاجات في الحركة نحو الخارج وبدات هي بالتحرك ببطء خشية ان تطأ قدميها احد البيوض الصغيرة للدجاج وبدات تجمع ما وجدته في سله صغيرة بيدها وهي منهمكة وصل لاذنيها صوت مجادلة محببة لقلبها من طفليها الذين جاءا لمساعدتها ابتسمت ببط ونعومة مستقبله الطفلان الصغيران.
|