كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الثالث : امراة في عقلي
قفز جالساً في فراشه يتحسس جبينه المتصبب عرقاً، دافعاً بالشرشف إلى الارض ، وتناول كوباً من الماء من جانب الفراش وتنهد وارجع راسه للوسادة ثانية،،، انه ذاك الحلم المزعج يراوده من جديد " يجد نفسه في طريق من الاشجار في ظلمه عجيبة ويضل الطريق لا يعرف عندها اين يذهب وفجأه يتملكه الفزع عندها فقط يسمع صوتها صوت ناعم كالملائكة تضحك ضحكة عجيبة لم يسمع لها مثيل من قبل تظهر له من العدم وكأنها ليست من البشر صوتها يؤنسه ويطمئنة يسمعها تنادي يوسف يوسف فيتبع صوتها ولكنها تختفي ولا يجد سوى صبي صغير يبكي" فيقوم فزعاً من نومه متصبباً عرقاً ".
حركته القلقة أيقظت زميله في الغرفة مصطفى ليستيقظ متململاً في الفراش ويفرك عينيه وينظر للمدعو يوسف متسألاً :
- أيه الي صحاك كابوس تاني
وقف يوسف متوجها للحمام متجاهلا كلمات مصطفى وتقدم ليدفع المياه دفعا لوجهه محاولاً ايقاظ نفسه من حلمه المزعج
اكثر ما يزعجه هو هذا الشعور المصاحب للحلم الشعور بالضياع والخوف من ان يفقد طريقه اليها في كل مرة كان يرى حلمه المزعج كان يرفض ان يحكيه لمصطفى ويكتفي فقط بالقول انه كابوس لم يرد ان يستمع لتحليل مصطفى لحلمه فقد كان منزعجاً بما يكفي كان يتمنى لو لم يستيقظ ولتابع البحث عنها ووجدها ليسألها هل هو يوسف الذي نادته ؟ لقد سأل نفسه الاف المرات منذ بدأ يراوده هذا الحلم من تكون تلك المرأه التي لا يرى ملامحها أبدا ؟ ولماذا هذا الشعور الشديد بالخوف من فقدها ترى هل هي موجودة بالفعل في ماضيه ام ان هذا ما هو الا محاولة من عقله الباطن ليصنع له وهم ليعيش على امل تذكر ماضيه !!!!!! -كما اخبره الطبيب النفسي المتابع لحالته -
الآن عليه أن يستعد للذهاب إلى عمله ، عمله في محل النجارة الصغير والذي ساعده للحصول عليه عم حسين حارس الامن بالمستشفى حيث اخبره بأنه يستطيع ان يعمل مع اخاه في محل النجارة عندما رأه يصلح أحد الكراسي الخشبيه بالمطرقة قال له انه يبدو كمن فعل هذا الاف المرات وانه قد يكون في الاصل نجارا.
ومنذ اتى الى هنا وبدأ عمله هذا وهو يكتشف كل يوم شيئاً جديداً عن نفسه لقد اكتشف انه يجيد معظم الاعمال اليدوية بمهارة فبالامس ساعد عم أحمد في طلاء المحل من الخارج واكتشف انه يعرف الكثير عن عمليه الطلاء وكحت الحائط وسنفرته وقد اثار هذا اعجاب عم أحمد لانه وفر عليه استئجار عامل للطلاء ووعده بمكافأه نتيجة لعمله وكم اسعده هذا فهو الآن لا يعيش من احسان احد يعمل ويأخذ راتب ويتعرف على حياته من جديد فقط ما يزعجه هو غضب منى من عمله والحاحها الدائم على تركه للعمل ومجيئة معها ليعمل في منتجعات والدها وهو رافض تماما لتلك الفكرة ولكنه وعدها بان يسافر معها بعد عدة ايام لمدينة الغردقة حيث يقابل والدها على الاقل وان اراد ان يرفض العمل – وهذا ما ينويه – فليرفض بعد ان يستمع لكلماته حتى لا يغضب منى الجميلة.
توجهه لمحل النجارة وبدأ في عمله على الفور في عمل طاولة ومجموعة من الكراسي لحجرة صغيرة كان يعمل بتأودة وهو يستمع لعم أحمد ولتعليماته الدقيقة في تفاصيل الصنعة وقد وجد نفسه معجباً بالعمل واصبح الان يحاول ان يتفنن في نحت اشكال بسيطة على سيقان الطاولة وظهر الكراسي كما علمه عم احمد للحظة شعر انه وكأنه قام بهذا العمل من قبل اصاب راسه الصداع الان ولم يعد يستطيع ان يجبر نفسه على التذكر نظر الى ما صنعته يداه وابتسم لنفسه ترى لو كان نجاراً كانت منى تعلقت به كما هو الحال الآن !!!!!
لا يعلم ربما لانه غير مبالي بجمالها بالشكل الذي يحيطها به الجميع اينما ذهبت ربما لهذا السبب هي تندفع في اتجاهه،، لا يعرف حتى لماذا لا يشعر تجاهها بنفس الطريقة فقط يشعر بالامتنان لمساعدتها وعمها له ولكن ليس اكثر، فهي بشكل او اخر تفتقد لشئ لا يعرفه ربما اصرارها الدائم على تخطيط حياته كاللعبة هو السبب الرئيسي الذي يجعله جامداً من ناحيتها فهي تحاول دائماً أن تدفعه لتنفيذ ما تريد تحاول دفعه لان يعمل مع والدها تحاول دفعه لأن يحبها كما لو كانت تجبره على هذا ورغم اعجابه بجمالها وهو امر لا يستطيع اي رجل ان ينكره واعجابه كذلك بمسانتدتها له لكنه يشعر ان هناك حاجز ما بينها وبين قلبه يمنعه من الوقوع بغرامها.
كان يفكر في منى وفي مهنته الاساسية ترى هل هو نجار ام عامل محارة عند هذه الخاطرة تلفت لعم احمد ووجه له الكلام
كان عم احمد رجلا ملتحي متدين يرتدي جلباب واسع وطاقية صغيرة ويواظب على الصلاة وصيام الاثنين والخميس وقد احبه كثيرا وشعر معه بالراحة .
-عم احمد تفتكر انا في الاصل نجار
- مش شرط يا بني بس الاكيد انك بتعرف شوية حاجات مش بطالة في مهنتنا دي بتعرف تدق ازاي وفين وبتعرف تنحت حلو كانك نحت قبل كده الخشب يابني متشغلش دماغك كانت ايه صنعتك قبل كده حاول تتعلم الصنعة ومع الوقت ربنا حينور لك بصيرتك .
- عندك حق
- لا مؤاخذة يا بني انت ليه بتفكر انك نجار ليه مفكرتش تكون عامل محارة انت بتبيض ولا كأنك صنايعي بصراحة يا بني انت بتعمل كذا حاجة لكذا شغله شكلك كنت بتعمل حاجات كتير بايدك في الشغلة الي كنت بتشتغلها .
ظل يفكر بكلمات عم احمد ويتساءل ماهي نوعية الحياة التي من الممكن ان تدفع انسانا ليعمل اكثر من صنعه بيده النجارة والنقاشة عملين مختلفين اين كان يعمل يا ترى؟
--
|