كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الثالث والثلاثون و الاخير
العروسان
لوووووووووووووووووووووووولللللللللللللللللللللللللللللوووووو ووووووووووولي
للللللللللوللللللللللللللللللللللللللللللللي
هههههههههه
تعالت الضحكات مع اصوات الزغاريد وصوت الكاسيت يعلو على اصوات النساء
ما تزوقيني يا ماما اوام يا ماما
ما تزوقيني يا ماما اواااااااااااااااااام يا ماما
ده عريسي حياخدني بالسلامة يا ماما
اقتربت أمرآه خمسينية القسمات من الكاسيت ومدت يدها لتحد من ارتفاع صوته العالي ونادت باعلى صوتها يالله يا بنات يالله واحده فيكم تروح تستعجل العروسة عربية العريس وصلت
نعم يا ماما حالا اهو جايين
عند قاعة الافراح الكبري توقفت سيارة بيضاء مزينة بالازهار والشرائط الملونة خرج رجل اسمر البشرة ليفتح باب السيارة للعروسان
تاه تاه تتتاه تاه تاه تتاه تاه تاه تاه ........
لوللي لوللللللللللللللللللللللللللللللللللللي
تعالت اصوات المجاميع المنتظرة امام قاعة الافراح الزفة وصلت
أصوات الزفه علت فوق صوته عندما امال رأسه جانباً لينظر للمرأه الفاتنة بجانبه التي غطا وجهها خمار ابيض رقيق وهمس لها بعده كلمات وتحركا ناحية القاعة وسط اصوات الغناء والزغاريد وقرع طبول الزفة المميزة .
توقفت سيارة صغيرة سبور امام قاعة الافراح المضاءة والبالون الكبير المكتوب عليه اسمي العروسين بالخط العريض وبينهم قلب كبير .
خرج شاب خمري البشرة معتدل الطول من مكان السائق ليلتف حول السيارة ويفتح الباب لرفيقته لتخرج امراه صغيرة الحجم دقيقة القسمات جميله المحيا شقراء الشعر بلون بشرة ورديه ترتدي ثوباً عنابي اللون (الاحمر القاتم) من عدة طبقات من الشيفون يرتفع على كتفيها العاجيان بحمالات دقيقة من حبات الكريستال تحيطان بصدر الثوب وتمثلان شكل القلب منتعله معه حذاء باللون الفضي بحبات كريستال متناثرة وترفع جانبي شعرها بمشطان فضيان جميلان لتتركا عنقها الابيض هدفاً للأعين مزيناهما بسلسه ذهبيه تنتهي بقلب فضي لامع هديه شريف لها في عيد زواج سابق وكم يبدو الأمر ساخراً ان ترتديه اليوم واليوم بالذات في ذكرى عيد زواجهم
دلفت جيهان القاعة متأبطة زراع اخيها خالد وبيدها الاخرى حقيبه فضية صغيره وعيناها العسليتان تجوبان في القاعة بحثاً وأملا في العثور على زوجها وحبيبها ، العريسان الراقصان على انغام السلو والطرحة الملقاه على رأس العريس جعلتهما في عالم اخر خارج حدود الواقع والكاميرات المسلطة عليهم المنظر الاخاذ للعاشقين حمل غصه لقلب جيهان في ذكرى عيد زواجها
انسحب خالد من جانب جيهان ليتركها وحيده مختفياً في القاعة المظلمة الا من اضاءه المسرح الذي تراقص عليه العريسان وجيهان السارحه بأفكارها انتبهت فجأه لليد التي أحاطت كتفيها بتملك عيناها الهائمة في وجه حبيبها جعلتها غير قادرة على الكلام وكأنها تجمدت في مكانها عيناه قبل لسانه أشعرتها بأنه مختلف عن أخر مرة رأته فيها بل ويمحي من ذاكرتها الثلاثة أشهر الماضية ويعود بها لأكثر من عامين أدارها شريف بخفة وسحبها بهدوء لتقف بين ذراعيه على المسرح لتراقصه كما فعلت منذ أحد عشر عاماً في يوم زفافهم إنتقل الراقصان إلى عالم أخر بيوم أخر وكأن ذكريات زفافهم عادت في تلك اللحظة ابتسم شريف بإشراق وابتسمت جيهان كما لو كان بينهما سراً الحوار بين الأعين هو السبب الوحيد الذي جعل شريف لا يقطع المسافة بين ذراعيهم ليضمها إليه بكل شوق السنوات وحب العمر كله
شيئاً في نظرته جعلها تهم بالكلام ففتحت فمها ليسبقها شريف ويقول
الدكتور ايهاب مجاش معك ليه
يجي معي ليه
مش بتحبوا بعض
طبعا لا
امال ليه مقلتيلوش كده
قلت له ............غريبة انت عرفت ازاي
سمعت كل حاجة
بس انت مكنتش موجود
لا كنت موجود رجعت لك تاني ولقيت ايدك بايده
شهقت جيهان بتعجب وقالت : لكن انا قلت له
قلتي له ايه ؟
قلت له الحقيقة اني اتخلقت وعشت علشان شريف ومت يوم ما سابني
ولو شريف رجعلك ؟
هو رجعلي !!!!!!!!! شريف ؟
ابتسامته جعلتها تؤكد ظنونها : انت افتكرت مش كده ، شريف رد علي
ليه مقلتيليش من الأول
كنت خايفة
من أيه ؟
انك تكون رافض تفتكرني وتفتكر حياتنا وانك تكون فضلت حياتك مع منى
منى؟ منى مين دي الي ممكن تاخد مكانك انت حبي الوحيد وحياتي معك كانت افضل ما حصل لي مستحيل ارفضك او ارفض ولادنا ومزرعتنا وحلمنا
امال ليه مفتكرتش
حسب كلام الدكتور الكدمة كانت صعبة الشفا وخوف نفسي من اني افقدك هو السبب في رفضي التذكر
تفقدني
واضح اني مش انا لوحدي الي فقدت الذاكرة _ نظرة عين شريف المعاتبة بتسامح جعلتها تبتسم – نسيتي انك كنت تعبانة وانا جي على الطريق واتصلت بي حميده تصرخ بانك تعبانة قوي وياتلحقها يا متلحقهاش مش ممكن كنت زي المجنون وانا سايق باقصى سرعة مشفتش قدامي كنت خايف يحصل لك حاجة وملحقش اوديك المستشفى
اه يا خبر حميده قالت لك كده لو كنت اعرف كنت منعتها من الاتصال وكلمتك انا لكن انا كنت تعبانة وكنت زعلانة من خناقنا مع بعض علشان كده طلبت منها تكلمك سامحني انا السبب
لا يا حبيبتي متلوميش نفسك ولا الاقدار يمكن حصل كده علشان نعرف قد ايه بنحب بعض تعرفي انا وقعت في حبك من جديد ولو حتى مكنتش الذاكرة رجعتلي كنت حرجع واطلبك من جديد لاني حبيتك تاني ووقعت في غرامك مرة تانية
قهقهت جيهان ضاحكة وباسمة منتبهه لاول مرة بخلو البست الراقص الا منهم فنظرت حولها بخجل لتشعر بتصفيق الجماهير وحتى العروسان مصطفى وهاله يصفقان لهما على الرغم من تسلط الضوء عليهم وقنصه من العروسان ابتسم شريف جارا خلفه زوجته للشرفه القريبة ليكملا حوارهما بعيدا عن الاخرين
ابتسمت جيهان بحب وقالت ترجوه كمل ارجوك كمل متبطلش كلام عاوزة اسمعك
اقترب شريف من زوجته واضعا زراعيه خلف كتفيها وقال: الفترة الي فاتت كنت بعاني من صداع فظيع بس كان اشبه بالنور الي نور عقلي كنت في كل نوبة صداع بشوف خيالات مزيج من الماضي والحاضر زي ما تكون رسايل همسات من ذاكرتي القديمة بترجع لي
وايه اسبابه يا شريف ؟ رحت للدكتور؟
رحت واكتشفت ان التجمع الدموي بشكل او باخر بدأ يتحرك من مكانه المهم انه مبقاش ضاغط على مراكز الذاكرة وبوجودي معك ومع الولاد وتغير السبب النفسي لرفضي التذكر بدأت افتكر بالتدريج ويوم ما طردتيني من المزرعة خرجت مع منى وانا غاضب واحنا ماشيين بالعربية منى قالت كلمه خلتني احس كان نور ظهر في ذاكرتي
قالت ايه ؟
قالت انك بتتعاملي معي بتملك والي يشوفك وانت بتزعقي معاه يقول انك زوجة اتعرضت للخيانة مش صاحبة العمل – وكلامها خلاني افكر ونزلت في نص الطريق ورحت لمصطفى الى ساعدني بعد ما حس بمعاناتي وعصبيتي وحكيت له كل حاجة فقرر ان الوقت مناسب لانه يعترف لي بالحيلة الي بعتوني بها للمزرعة وان من حقي اني اعرف الحقيقة وحكى لي كل حاجة ووداني لدكتور تاني يوم وقررت اني لازم اتكلم معك فرجعت لك علشان نكمل كلامنا واعرف ليه خبيتي علي وشفتك انت والدكتور ايهاب وسمعت الحديث بينكم ومشيت لاني كنت حاسس اني لو وقفت اكتر من كده كنت حخنقه وبقيت زي المجنون ومش قادر اصدق انك ممكن تكوني بتحبي ايهاب ونسيتيني وحسيت بالخيانة اني اشوفه يمسك ايدك وطلعت من هناك على الدكتور الي ساعدني بالتنويم المغناطيسي وحولني لدكتور اعصاب مشاني على علاج علشان ترجع اعصاب المخ الملتهبة لحالتها وابدا اتذكر ولقيت نفسي بشوفك في خيالي وانت عروسة وانت حامل وانت معي وبالتدريج رجعت لي الذاكرة وكلمت خالد على طول وطلبت منه يساعدني اني اتاكد ان كنت لسه عوزاني ولا خلاص خرجت من قلبك اكد لي انك بتحبيني لكني رفضت انه يقولك اني فاكر كل حاجة وقلت له اني مصر اني اعرف بنفسي كان لازم اتاكد انك مش حترجعي لي علشان الولاد حترجعي لي علشاني انا... اناني مش كده؟؟؟
انا كمان فكرت بنفس الطريقة كنت عوزاك لي مش بس للولاد علشان كده رفضت اواجهك بالحقيقة
شريف : واديني رجعت لك
جيهان : وانا مش حسيبك تاني ابدا
شريف : بس ازاي خالد قدر يقنعك تيجي
خالد ده مشكلة اتصل علي وطلب مني اجي له في شقته بالجيزة ضروري لانه عيان جيت لقيته جايب لي فستان وكوافيرة في البيت وطلب مني البس واجي معاه حفلة وحطني قدام الامر الواقع وجابني معاه... في الطريق عرفت انه فرح مصطفى مبقتش عارفة اجي واعيش امل اني اشوفك ولا ارجع وكفايه علي الم فراقك مرتين
خلاص مفيش فراق تاني باذن الله
شريف لسه بتحبني
جيهان انت متمسكة بحضور الفرح للاخر
نعم ........ايه بتقول ايه يا شريف
بقول كفاية كده
حنرجع المزرعة دلوقت
لا طبعا في نص الليل انا حجزت لنا غرفة في الفندق لمدة ثلاث ايام
معقول .... والمزرعة والولاد
بعد ثلاث ايام ولمده ثلاث ايام انت لي لوحدي
شريف !!!!!!!!!!!!!
يالله بينا
تحرك العاشقان يداً بيد خارجان الى خارج قاعة الفرح ومتوجهان لصاله الفندق ومنها للمصعد المخملي شريف وبيده جيهان بثوبها الشيفون الاحمر يهفهف خلفها وضحكاتهم ونظرات اعينهم تجعلهم محط انظار رواد الفندق والكل يظنهم عروسان جديدان
توقفت جيهان للحظة وقالت : شريف نسينا نسلم على العريس والعروسة
شريف جاراً إياها خلفه مانعاً اياها من اضاعة اي لحظة : مش مشكله بالتليفون نبقى نسلم عليهم
هههههههههه ضحكات جيهان العاليه بدت هستيرية عندما تذكرت خالد اخاها فاشارت لشريف
وخالد نسيناه
توقف شريف للحظة وقال بالتليفون يالله يا جيهان
هناك من احد اركان قاعة الافراح المخفضه الاضاءة واغنية عاطفيه ناعمة تتلوها احد المطربات وقف خالد في جانب القاعة يراقب جيهان وشريف ويبتسم لقد عادت لاخته سعادتها واليوم بذكرى زواجهما وصلت هديته بحق
تمت بحمد الله
بقلم الكاتبه / احلام جوليا
|