كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الحادي والثلاثون
تحتاج اليه
توجه شريف للاسطبل باحثا عن الصغير عندما انتبه لعدم وجود احد اصغر الافراس الموجوده بالاسطبل فاستنتج ان الصغير ركب الفرس بشكل او باخر خارجا من المزرعة وهذا معناه انه بخطر اكبر مما يتخيل ومن ناحية اخرى فالطفل في خطر السقوط من فرس على الرغم من انه اختار اصغر الافراس واكثرها هدوءا الا انه مازال خطرا عليه الركوب وحده .
خرج شريف من الاسطبل وتوجه على الفور ناحيه بيت المزرعة عندما وجد مجموعة من رجال المزرعة يقفون بانتظاره وانتظار بدء دائرة البحث عن الصغير كان بينهم محمدين العجوز المتوتر والذي ينظر له دائما بحاله من الشك وبدأ شريف بعمل دائرة واسعه حول المزرعة رسمها على الارض بخشبه صغيرة وبدا يسال العمال عن اجزاء محدده ومن ضمنها اتجاه الساقيه والشلال القريب من المزرعة والبحيرة الذي سبق وحدثه الصغير عنها والذي كان قد وعده باخذه يوما اليها ولم يجد الوقت ابدا لوفاء هذ الوعد.
بدا شريف بتوجيه العمال كل الى جهه بينما توجه هو ناحيه الشلال والبحيرة كان اول ما خطر في بال شريف البحث عن الفرس باتجاه البحيرة ولكنه لم يجد له اثر فتوجه ناحيه البحيرة عندما لفت نظره في منتصف الشلال وفي الجزء العلوي والصخري من الارض وقبل ان ينحدر الشلال للمرة الثانية من ارتفاع الارض الصخرية للبحيرة السفليه هناك وعلى احدى الصخور تكور جسدا صغيراً شبه نائم ،، شريف المفزوع على الطفل نادى باعلى صوته يوسف .
يوسف الصغير لم يسمعه لارتفاع صوت الشلال غاص شريف ببنطاله الجينز الرمادي الممحى الوانه والتي شيرت الاسود الملتصق بجسده القوي داخل المياه التي بدأت بالازدياد في اندفاعه بقوة كان يحاول تثبيت قدميه على الصخور عندما تحرك جسد الصغير ورفع وجهه الصغير لمنقذه فاشار اليه شريف بالا يتحرك وانصاع الصبي الخائف لتعليمات شريف الذي ما ان وصل للصخرة الواقعه لمنتصف الشلال حتى امتدت يداه للطفل الذي قذف بنفسه بين ذراعيه ينشد الامان والدفء شريف الذي عاني من صداع طوال النهار تمسك بالصبي بين ذراعيه يحتضنه ويشده الى صدره بخوف اب حقيقي على ولده رفع الصغير الخفيف الوزن حتى لاتطاله الماء اكثر مما طالته وبدا يثبت قدميه في طريق العوده حتى وصل للشاطئ الامن فانزل الصبي
ايه الي وداك هناك
كنت عاوز اشوف الشلال من فوق وكانت المياه بطيئة وقليله وقعدت هناك شوية وبعدين لقيت المياه كترت مش عارف ليه خفت ارجع لحسن اقع في المياه
والحصان راح فين
رد الطفل بخجل : انا اسف انت قلت لي حتعلمني اركب الخيل وانا بعرف شوية صغيرين ركبت على الحصان ولما وصلت ونزلت من عليه نسيت اربطه فهرب
مش مشكله اكيد حيعرف طريق الرجعة
شريف احتضن الصبي الصغير وتوجه لحصانه واعتلى صهوته ومد يده للصبي ورفعه امامه ليجلسه بين ذراعيه وتوجه نحو المزرعة
جيهان يتاكلها القلق على يوسف تتساءل اين يمكن ان يكون قد ذهب لقد استطاعت تهدئة ابنتها وتطمينها على اخاها لتنام وترتاح بينما قلبها يرفرف قلقاً بين جنبيها
شريف العائد وبين ذراعيه الصبي التقى بسليمان في طريق العودة وطلب منه اعلام العمال بعودة الصبي وتوجه لبيت المزرعة .
ليجد جيهان تزرع صاله البيت جيئة وذهابا بينما يدخل هو من باب البيت حاملاً بيده الصبي الشبه نائم على كتفيه وتتساقط من ملابسه الماء
- يوسف ايه ده لقيته فين
- بالهداوة الولد بردان محتاج تبدلي له هدومه وياكل حاجة سخنة وبعدين دوري على الاجابات
جيهان الغاضبه والمتوترة لم تعد تحتمل هدوء اعصابه وتوجيه لها في كل كبيرة وصغيرة وكأنها تحتاج له ليعلمها كيف تربي اولادها وداخلها صراع قوي يلقي باللوم على شريف في اخذ تركيزها بعيدا عن اولادها والا لانتبهت واتصلت بالصغير لتطمئن من المستشفى انها تلومه لوجوده وغيابه بنفس الوقت ولاحساسها بفقدان عقلها بسببه
امتدت يدها لتأخذ الصغير وعيناها تسوقها العناد وتسأله: كنت فين يا يوسف
يوسف الخائف من رد فعل امه الغاضبة اخفى وجهه في عنق اباه واحتضنه بذراعيه
فكرت جيهان ان شريف ياخذ حنان اولاده بلا مقابل ولا احساس بالمسؤوليه مما اثار استيائها فامتدت يدها لتسحب الصبي فامسك شريف بيدها
الشرارات الكهربية التي امتدت في تلك اللحظة احتوت على الغضب والعنف الكامن بداخلهم
ومشاعرهم المتلاطمة فسحبت جيهان يدها منصاعة لكلمات شريف وتوجهت لغرفة ابنها واعدت حمام دافئ المياه ووضعت احب العاب الصبي الصغيره اليه وعادت للصالة لتجد شريف يساعد الصبي بخلع ملابسه ويجففه بفوطه الحمام ويلفه بفوطه كبيرة بينما يجفف شعره المبتل توقفت جيهان تنظر والمها احساسها بحب شريف لاولاده وتساءلت الى متى ستصبر عليه اقتربت جيهان وامسكت بيد ابنها مصطحبه اياه للحمام الساخن واجلسته في الماء الدافئ وبدات تساعده في الاسترخاء حتى عملت الماء الدافئ مفعولها في الصبي وبدا يسترخي ويستدفئ فالبسته ملابسه وحملته لغرفته ثم اعطته بعض الشوكولا الدافئه بالحليب وجلست بجانبه حتى نام ثم ذهبت فاطمئنت على جمانة النائمة في فراشها يليها شيرين التي اعتنت بها حميدة طوال اليومين السابقين وقبلتها ثم وجدت انه لا مناص من مواجهة شريف والعوده اليه في صالة البيت لتجده قد استبدل ملابسه بترننج قطني ازرق اللون وعلى كتفيه فوطة صغيرة وشعره مشعث من جراء تجفيفه وبيده فنجان من القهوة يتصاعد منه البخار.
اقتربت جيهان : شكرا قوي على كل الي عملته
اشار اليها شريف باخذ احد الفنجانين الموضوعين للقهوة
وفور ان رفعت فنجانها لشفتيها قال لها : على ايه انا معملتش حاجة اكتر من الي ممكن يعمله اي اب لولاده
جيهان لسعتها القهوة في شفتيها عندما دفعتها لحلقها مصدومه فشهقت واندلق السائل على يدها
قام شريف من موضعه وامسك بفوطة من فوط المائدة ليجفف بها يدها
واحتفظ بيدها لتحرقها يداه اكثر مما احرقتها القهوة جيهان تحاول ان تنظر بعيناها بعيدا عن عينا شريف المتهمتين
ردي علي يا جيهان
انت مسألتنيش اي حاجة
انت تعرفيني من قبل ما اجي المزرعة
شفتك في الحفل عند خالد اخويا
انت عارفة انا اقصد ايه انت تعرفيني من سنوات من قبل ما افقد الذاكرة مش كده
ليه بتقول كده
كل حاجة هنا بتقول كده انا الف المكان وعارف كل ركن فيه مكان العلاق في الاسطبل اماكن الادراج في الغرف الصالة كل ركن بالاسطبل
انا عيشت هنا قبل كده ؟
الفه المكان مش دليل
والفه الاشخاص جمانة انا متاكد اني شفتها وهي اصغر من كده
واليوم الصخور عند الشلال شفتها برضه قبل كده في احلامي ، وانت بتطارديني في احلامي قولي لي الحقيقة انت ليه عرضت على الشغل هنا ليه بتساعديني ليه سكنتيني جوا البيت انا مين يا جيهان ردي علي انا مين يا جيهان ؟؟
يدا شريف المتمسكه بجيهان وقربه الشديد منها والتوتر الذي عانته طوال اليوم جعلها مرهقة اكتر مما ظنت عيناها بعيناه والدموع المتساقطه وعقلها المتعب هل تخبره ام لا ؟
دخلت حميده مندفعه لصالة البيت كما اعتادت لتشاهد منظر الاثنان الغاية في القرب في المكان وغاية في البعد في مشاعر كل منهما كانت تثرثر اثناء دخولها
في ضيفة ليك يا سي يوسف بتس..............ـأل عنك
متردده ومتنقله الوجه ما بين الاثنين وخجله من دخولها تقطعت كلمات حميده
وعانت جيهان من الحرج فابتعدت عن شريف عده خطوات ساحبة يدها التي تركها اخيرا شريف مضطراً
وفي تلك اللحظة دخلت منى تسبقها رائحة عطرها الغالي الثمن :
يوسف حبيبي وحشتني
اندفاع منى وقلة حياءها الذي جعلها تقترب وتمتد يدها لشريف وكأن من حقها ان تلمسه متى شاءت
جعل جيهان الباكية تستدير مندفعه الى غرفتها وحميده تغادر على الفور
انقطاع الحوار اغضب شريف وان كان قد انتبه لمنى التي دخلت المكان بملابسها الغاليه البراقه الالوان في هذا المكان بدت في غير مكانها فبساطه المكان تناقض تكلفها
ومساحيق التجميل المتكلفه الثقيلة لايعرف كيف في يوم رأها لا تقاوم فهنا مع جيهان ببساطتها وبراءه اطفالها شعر بالجمال الحقيقي للبشر مما جعل منى تبدو مختلفة في عينيه
وكأنه لم يرها من اعوام وليس فقط من عده اسابيع
جيهان التي اندفعت لحجرتها شعرت بفداحة خطأها كان يجب ان تعترف له في تلك اللحظة بانه زوجها وابو اولادها كان يجب ان تؤكد شكوكه الم يسخر من دوره مع اولادها وكأنه اب لهم لقد ذهلت من كلماته وغضبت من سخريته ولكنها عرفت ان تلك اللحظة لا تعوض وان كانت لم تستطع استغلالها بطريقة تخدم اغراضها واولادها وها هي منى عادت لتتملكه ثانيا ترى ما الذي جعلها تعرف مكانه فلا يمكن ان يعطيها خالد العنوان ولا مصطفى اذن الحل الوحيد لتلك المعضلة ان يكون شريف بنفسه تكلم معها واعطاها العنوان وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ملله من حياه المزرعة وعلى خسرانها المعركة
ترى هل اذا نزلت الان ستجدهم ام انها ستصطحبه معها خارج المكان وللابد هذه المرة ولن تنفعها اي حيلة لتستعيده ؟؟
استطاع شريف ان يحول تركيزه لمنى بصعوبة بالغه ويحاول الا يظهر استيائة من حضورها المفاجىء اما منى فقد تجاوزت المشهد الذي حضرت باخره وبدأت بمحاولة جذب شريف إلى حوار جديد معها
توجه شريف لغرفته لاستبدال ملابسه لاخذ منى خارج المزرعة عندما فاجأته منى بدخولها الحجرة منى بغنجها بدأت تبحث في الحجرة عن شئ يعجب شريف في هذا المكان
جيهان قررت ان تعود في تلك اللحظة بالذات لتجد ان الصالة فارغه تماما من شريف ومنى
ولكن صوت ضحكة منى هو ما اثار استيائها كيف تجرؤ تلك المغناج على الاختلاء بزوجها في غرفة خاصة
توجهت جيهان الى غرفة شريف وهي منفعلة غير عابئة بما قد يحدث او بنتائج تصرفاتها وتوقفت على باب الغرفة لتندفع فاتحه الباب لتجد منى تقف متعلقة برقبه شريف تحاول مساعدته في اغلاق زرار القميص المشهد كان اكثر مما تحتمله جيهان فصرخت بهم بكل ما اوتيت من قوة
ازاي تسمحي لنفسك تدخلي لهنا
انت الي ازاي تسمحي لنفسك بالدخول من غير ما تخبطي
اخبط !! ده بيتي اطلعي بره حالا
شريف متوعدا : جيهان .. منى ضيفتي
انت ازاي يا بيه تعمل كده وهنا في بيتي
ايه الي انت بتقولي ده اهدي يا جيهان
اهدا انت جننتني خلاص اطلع بره اطلع بره بيتي بره حياتي والمرة دي مترجعش تاني سامع مترجعش تاني
جيهان اندفعت عائدة للمزرعة تجري بين جنباتها وهي كالمجنونة تتساقط دموعها وترفض ان تتوقف للحظة لتفكر بما فعلته لتوها
شريف الغاضب اصطحب منى في سياراتها وغادر المزرعة
جمانة التي افاقت من مرضها توجهت الى سلم البيت عندما رات امها الباكية مندفعة خارج البيت عينا الصغيرة سقطت على الطاولة التي تتوسط الصاله وتوجهت لتقوم بالاتصال التليفوني التي فكرت فيه كثيرا في الفترة الماضية
شريف والصور المتلاحقة اخرجته من الاندماج مع منى في اي حوار عندما صاح بها للحظة توقفي توقفي
وقفت منى بالسيارة لينزل شريف على طريق وعلى الفور اوقف احدى السيارات العابرة ليعود بطريق اخر وسط ذهول منى
جيهان الباكية قضت اليوم كله بين انحاء المزرعة خائفة من العودة للبيت الفارغ من شريف هذه المرة طردته للابد وتعلم ان كرامته ستأبى عليه ان يعود اليها لماذا فعلت هذا لماذا ؟
حزنها غشى عيناها تماما فلم تعد قادرة على التفكير
|