كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
الفصل الثاني والعشرون
جموح قلب
توجهت جيهان إلى غرفتها بعد ان تأكدت من ادخال طفلها الى فراشه ولم تنسى ان تطمئن على شيرين التي قامت حميدة بمساعدتها على النوم قبل رحيلها لبيتها دخلت جيهان الى فراشها تنتابها عدة مشاعر ما بين الفرحة والتوتر وابتسمت لنفسها فقد قامت بتكملة الخطة فلم تنسى ان تخبر حميده بأن تجعل ابنها يغادر عند الفجر بالسيارة الوحيدة بالمزرعة وارسلته لورشة الميكانيك التي ستقوم بعده اصلاحات لم تكن ضرورية حاليا ولكنها كانت تؤجلها لانها ستأخذ وقتا هكذا ستظل السيارة في الورشة من اسبوع لعشر ايام وعلى شريف ان يبحث على طريق اخر للرحيل ولكنها عادت لقلقها فهل سيستطيع سليمان المغادرة في الموعد قبل استيقاظ شريف ليلحق به غادر النوم مقلتا جيهان وقامت تزرع الغرفة جيئة وذهاباً تفكر بما يجب ان تفعله باكر وبدات البحث في ملابسها عن شيئا ترتديه في الصباح وقررت اخراج ملابسها القديمة التي كانت قد جمعتها واحتفظت بها بعيدا بعد الحادث وقررت ان تكون من ضمن اولوياتها غدا اخراج ملابسها القديمة اما الان فعليها ان تجد شيئا يعجب شريف وفي نفس الوقت يناسب اعمالها في المزرعة
في مكان ليس ببعيد عن بيت المزرعة في اخر الارض الزراعيه قبعت عده بيوت صغيرة اشبه بالاكواخ يسكنها العاملون القليلون بالمزرعة وعائلتهم وفي احد تلك البيوت توقفت الست حميدة عن وضع الطعام التي اتت به من المزرعة على الطبلية الصغيرة على الارض ( ولمن لا يعرف الطبلية هي اشبة بطاولة بارجل غاية في القصر يوضع عليها الطعام ولكن من يريد ان ياكل عليه ان يجلس على الارض حتى يكون ارتفاعه مناسب للاكل من الطبلية ) لاحظ محمدين ما تفعله حميده فنادى عليها :
ايه يا وليه ما تجيبي باقي الاكل مش ناوية تاكلينا النهاردة ولا ايه
يييييييوه يا محمدين ما انا جايه اهو
فين الواد سليمان امال
دخل نام
ليه نام بدري كده مش عادته يعني
اصل الست هانم عاوزاه يروح الفجر يودي العربيه للميكانيكي
الفجر ليه ده انا اتحايلت عليها الاسبوع الي فات ومردتش توديها
هي امرت انها تروح الفجر ومتتاخرش كمان
غريبة
والاغرب يا محمدين جالهم ضيف النهاردة من طرف اخوها سليمان ابنك وصله من المحطة بات في الدار عندهم
ضيف مين
معرفش انا مشفتوش يا محمدين انا ساعدت الهانم في الطبخ ولما خلصت قالت لي خليك مع شيرين ومتنزليش بها تحت قعدت معها لحد ما نامت بعد العشا بشوية وبعدين نزلت من الباب الي ورا وما شفتوش
يمكن حد من قرايبهم بقول لك ايه ياوليه روحي جيبي بقيه الاكل يا لله بسرعة قبل ما يبرد وبطلي لت وعجن في الفاضي
نامت جيهان بعد الثالثة من بعد منتصف الليل تتقلب على فراش من الجمر شوقا وقلقا في ان واحد لزوجها النائم في غرفة اسفل الدار ليس بعيدا عنها
بعد ساعة واحده قامت جيهان والتوتر يملأها لتنظر إلى الساحة الخارجية محاولة ان ترى سيارة المزرعة هل اخذها سليمان وسافر ام لا
ظلت جيهان على توترها الى ان قررت ان تطمئن بنفسها فابدلت ملابس نومها ببنطال اسود وقميص من الكاروهات قصير يصل الى حافة البنطلون وتنثني طرفي اكمامه من الجانبين بزرارين صغيرين لمنتصف ذراعها ورفعت شعرها الناعم كالشلال لتغطيه بكاب صغير كحلي اشبه بكاب راكبي الخيول والرياضيين وانتعلت حذاء رياضي خفيف وتحركت برشاقة لتنزل سلالم بيتها وصلت الى باب البيت وفتحت الباب المؤدي للخارج وتحركت في عتمة الليل وكل ما تحمله يداها هو مصباح صغير للاضاءة بالبطارية اشعلته وتحركت نحو موقف السيارة الجانبي لتجد شبحا بالظلام اخافها منظر الشبح ولكنها سرعان ما اطمئنت عندما سمعت دنده سليمان باغنية قديمة عن السفر فنادته
سليمان سليمان
بسم الله الرحمن الرحيم...... مين بينادي!!!............ ست هانم !!! خير يا هانم
يالله يا سليمان،، فاضل على الفجر ربع ساعة
ما اني عارف ،وطالع اهو ،حلحق صلاة الفجر على الطريق ان شاء الله
طيب يا سليمان ، حميده قالت لك تبات الليلة في القاهرة والعربية تسيبها وترجع بكرة؟؟ ولو اي حد غيري سالك على العربية تقول انها عطلت بك وانت مسافر وودتها الميكانيكي
اي حد مين يا ست هانم
اي حد غريب يا سليمان وليكن مثلا الضيف الي انت جبته سامع
حاضر !! وتمتم سليمان محدثاً نفسه: وانا مالي !!!!!!
تحرك سليمان بالسيارة وعادت جيهان مرة اخرى للبيت الذي دفعت بابه واكتشفت انها بحماقتها قد نست ان تاخذ احد مفاتيح البيت عند خروجها وظنت انها لن تغيب الا دقائق وتركت الباب موارباً والان بفعل نسيم هواء الفجر انغلق الباب عليها الان قارب الفجر على الأذان والاولاد مازالوا نيام وسليمان رحل بالسيارة وعليها ان تتنتظر بالخارج .
التفت جيهان حول البيت لتبحث عن نافذة اوباب مفتوح فبحثت في اتجاه شرفة البيت المسيجة بالحديد لتجدها موصده فقررت ان تجرب باب المطبخ الذي وجدته ايضا مغلقاً وجربت نوافذ البيت لتجدها كذلك موصدة النسمة الباردة في الخارج ورغبتها بالنوم كانوا اكثر من حافز لاعادة المحاولة اكثر من مرة
شريف السابح في نوم مريح بلا احلام شعر للحظات بصوت اقلق نومه ففتح عيناه الناعستان ليتسمع اي صوت ولكنه لم يجد شئ فظن ان ما اقلقه اضغاث احلامه فقرر ان يتابع نومه مرة اخرى عندما استمع لصوت ازيز اخر فقام وغادر فراشه وقرر ان يذهب لمطبخ البيت ليشرب بعض الماء البارد قبل معاودة النوم مرة اخرى اتجه شريف خارجا من ممر الغرفة ليصبح داخل الصالة الكبيرة المستطيلة الشكل وتوجه ناحيه المطبخ عندما وجد ان احد النوافذ تتحرك بفعل يد من الخارج حاسة الحذر لديه جعلته يقف كالقط مستنداً على الحائط ويتسلل بهدوء وخفة عله يرى وجه المقتحم ،
جيهان نجحت اخيرا باستخدام مفك صغير من تحريك قفل النافذة الخشبية عن موضعه وبدأت بجذب النافذه بكل ما اوتيت من قوة والنافذه العالقة كانت اكثر من مزعجة والوقت يمر وجيهان قلقة فاذآن الفجر مر عليه الوقت وقاربت الشمس على السطوع وهي مازالت تحاول واخيرا نجحت في فتح النافذه الصغيرة وقامت بسحب احد الصناديق الخشبيه المستخدمة ووضعتها لتقف فوقها رفعت جسدها بمساعدة القفز والتحميل على ذراعيها لتصل لحافة النافذة فدفعت الزجاج دفعه قوية جعلت الواقف بجانبه يرتد للخلف متجنباً الاصطدام بالنافذه التي صدمت انفه مما جعله يشتم بصوت خفيض ويمسك بانفه المتألمه وتركه هذا متنمراً منتظراً لدخول ذلك المقتحم ليوسعة ضرباً جراء اصابته تلك
جيهان وصلت بمساعدة ذراعيها لحافة النافذه وتمسكت بكلتا يداها بحرفي النافذه لتدفع بجسدها لتدخل البيت في وضع مقلوب راسها الجميل المغطى بالكاب يندفع للامام وخصرها على حافة النافذه محاولة التمسك باي شئ لدفع بقيه جسدها وجدت يدان قويتان تسحبانها إلى الداخل شهقت لسحب جسدها بهذا الشكل وضاعت شهقتها عندما شعرت بسقوط جسدها على الارض واندفاع احدهم من خلف ظهرها محاولاً شل حركتها جمعت كل ما تعرفه من وسائل الدفاع عن النفس التي تعلمتها في الماضي بمساعدة شريف الذي كان يحاول دائما تشجيعها لحماية نفسها فدفعت بجسدها في حركة اشبه بالافعى لتلتف اسفل ساقيه دافعه بكعب قدميها في مؤخر ظهر خصمها الذي صدمته الحركة مما دفعه للتخفيف من احكام قبضته عليها فاعطاها ذلك الفرصه لتتحرك وتلتفت بحيث تصبح على ظهرها امتدت يدا شريف ليمسك خصمه من قبه القميص ويدفعه للوقوف امامه دافعا به الى الحائط وقاذفاً بجسده القوي عليه عندما انتابه شعور غريب نحو خصمه فجسد خصمه كان اكثر طراوة ونعومة مما يكون عليه جسد الرجال رفع عيناه على لهاث جيهان وانفراج شفتيها من صدمه رؤيتها لوجهه عندما تسلل خيط ضعيف من الضوء من النافذه المفتوحة شريف الذي وجد ان وجه خصمه بالظل لم يساعده على رؤيته ولكن حركة ناعمه اسفل قميص الخصم الملتصق بصدره اشعرته ان خصمه لابد امرأة اقترب شريف بوجهه الاسمر وعيناه الرماديتان من وجهه جيهان قاصدا بث الرعب والسيطرة فيها باعتبارها مقتحمة لبيت مضيفيه لتنزلق نظرته على شفتيها وعرفها من تلك الحركة الرقيقة هي جيهان خصلات شعرها الناعمة تسربت من اسفل الكاب المحكم لتمتد احد يديه وترفع الكاب عن شعر جيهان لينساب على كتفيها حاولت جيهان ان ترفع يدها لتجمع شعرها للخلف ولكنها لم تستطع كون شريف كان قد ثبتها سابقا للحائط بذراعه وجسده كله ولم يجد بعد مبررا لاطلاق صراحها ارهاق جيهان العقلي وتوترها والوضع الذي وجدت نفسها فيه جعلها محبوسه الانفاس تبادله نظراته الجريئة وللحظات شعرت بوخزة في قلبها توقف الزمن لديهما في لحظات مغلفة بالسحر وخشى كل منهم ان يتحدث فيتسرب سحر اللحظة من بين يديهما، ظلا محبوسا الانفاس كالمسحورين عينا كل منهما في عينا الاخر لا تستطيع ان تغادرها وبينهما حديثاً لم يصل للسانهما ولكنه تعداه للقلب حديثاً بين عاشقين يخافان من انسياب اللحظات وانقطاع السحر بينهما ،، حتى سمعا اول صوت لطلوع النهار صوت الديكة تصيح ،، تحرك شريف قليلا ليسمح لجيهان باطلاق صراحها فتنحنحت وكادت ان تفقد توازنها من جراء ابتعاده المفاجئ عنها فمد لها ذراعيه يسندها إليه اسقطت جيهان نظرتها للارض خجلة من تلاطم المشاعر داخل قلبها القارع كالطبل والذي لابد انه سمعه حينما كان ملتصقا بها .
خرج صوت شريف متحشرجا من حنجرته : اسف متصورتش انك ممكن تكوني انت
انا الي اسفة لازعاجك كان طبيعي تفتكر حد بيقتحم البيت
ايه الي خلاك عملتي كده
ايه ( عقل جيهان صور لها ان شريف يسالها عن صرفها لسليمان في الفجر فلم تستطع ان تجيب)
اعاد شريف صياغة سؤاله ايه الي خلاك تدخلي من الشباك
اااااااااااااااااااااااااااااااااه الشباك تقصد .اه ...... اصل أنا !! كنت برا البيت لما اتقفل علي الباب
في وقت زي ده
استفزاز شريف جابهته جيهان بنبرة التحدي
وليه لا ؟؟؟ انا كنت بتطمن على الخيول
ابتعدت جيهان عن يد شريف وعن الحائط وانحنت ترفع الكاب الصغير من الارض لينسدل شعرها الحريري كالشلال على جانبي وجهها وتزيد من فتنتها امام قلبه المشتعل تحرك شريف للخلف محاولا السماح لجيهان بالحركة لتستطيع ان ترحل عن الصالة وتتنازعه الافكار عن طريقة لابقاءها اكبر قدر ممكن من الوقت وهو نادم لاطلاق صراحها بهذه السرعة
حملت جيهان قبعتها وقالت له :
تصبح على خير
تقصدي صباح الخير
تلون وجهه جيهان باللون الاحمر القاني لانها انتبهت انها بوسط مشاعرها لم تنتبه لسطوع الشمس الصباح بهذا الشكل .
صعدت جيهان السلم الخشبي وهي تشعر بعينا شريف تلحقان بخطواتها مما جعلها ترتعش رغما عنها لتصل لحجرتها وكل عرق فيها ينبض.
اما شريف فقد عاد لحجرته ولم يواصل تقدمه لشرب الماء فقد نسى ما جعله يخرج للصالة في هذا الوقت وعاد لغرفته وعقله يدور في حلقات مفرغة حول جيهان تلك المرأة الغريبة عنه والتي يشعر معها بنوع عجيب من الالفة والدفء في كل لحظة يكتشف بداخلها شخصية جديده تفتنه اكثر واكثر .
|