كاتب الموضوع :
احلام جوليا
المنتدى :
القصص المكتمله
تعديل بسيط لخطأ في الفصل التاسع عشر والعشرون : سامحونا
[FONT="Arial"][/FONTالفصل التاسع عشر:
تردد شريف في سؤال جيهان عن وسيلة لمغادرة المكان ربما يمكنه ان يلحق بالسائق الذي اتى معه او يقوم زوجها او احد رجال المزرعة بتوصيله لاقرب موقف سيارات
متشكر قوي ودلوقت تسمحي لي لازم اشوف وسيلة ارجع بها الوصول لهنا مكنش سهل
ابتسمت جيهان : وقالت ازاي كده مستعجل على طول اسمح لي الاول ارحب بك واشكرك لازم تتغدى معنا مش معقول تكون اتغديت
في الحقيقة انا فطرت متاخر
ايه يا استاذ يوسف انت مش كريم ولا ايه لازم تتغدى معنا اكل ريفي من اكل المزرعة
توجهت جيهان قبل ان تسمع اعتراضه لتحضر بعض الطعام السريع فبدات بتحضير الاناء الذي وضعت به بعض البصل والثوم واحضرت بعض اللحم السابق تتبيله لتعد طبقا شهيا من اطباق شريف المفضلة في الماضي كانت تحاول الاسراع قدر المستطاع حتى لا يمل شريف الجلوس وحده ونادت على حميده التي اتت لمساعدتها في وقت سابق اليوم وطلبت منها ان تراقب الطعام بينما عادت هي لشريف وعرضت عليه ان يتجول بالمزرعة حتى يجهز الطعام بعد نصف ساعة ورحب هو بالفكرة
وهم ان يسالها عن زوجها ولكن شعر ان الفرصة لم تسنح له بعد وربما لم يرد ان يسمع اجابتها ذهبت جيهان نحو غرفتها عندما صدمها وقوف جمانة على اعلى السلم ودارت الدنيا بجيهان كيف نست امر جمانة بالتاكيد جمانة لم تنسى والدها صحيح انها منذ الحادث لم تتكلم عنه ولم تسال ولكنها ارجعت هذا غالبا لتنبيهات عائلتها لمساعدتها على الشفاء والذين تولوا اخبار الفتاه عن وفاه والدها وتلقوا صدمتها الاولى وساعدوا في تاقلمها مع الحادث ومن يومها ولم تكلمها جمانة ابدا عن الحادث ولم تجرؤ جيهان ان تحدثها بالامر خوفا من ان تفتح جرحا مندملا لدى الطفلة وهذا جعل جيهان تشعر بالذنب من عدم مشاركة ابنتها مشاعرها ومن ضمن عده امولا اقلقت جيهان على جمانة والان تتساءل اذا رات جمانة اباها هل ستعرفه ابتلعت جيهان غصه بحلقها وتوجهت لابنتها بالكلام
جمانة في ضيف عندنا موجود تحت مع يوسف اخوك
هو اسمه عمو يوسف وجي من طرف خاله حبيبتي ايه رايك تبدلي هدومك ونقابله سوا
ابتسمت جمانة ابتسامة ذكرت جيهان بابتسامة شريف الغامضة وقالت
قابلته من شوية
وتوجهت نحو السلم حاملة عروسه صغيرة في يدها غير عابئة بتقديم تفسير لجيهان التي وجدت في تصرف ابنتها اللامبالي اجابة على سؤالها ان جمانة رات اباها ولم تعرفه ولكن كيف لها الا تعرفه !
توجهت جيهان لغرفتها وابدلت ملابسها بسرعة بفستان خفيف متعدد الالوان بالوان الازهار بتفصيلة البرنسيس كما نسميه قصات اسفل الصدر تضيق كلما توجه نحو الخصر الضيق الذي يتسع كلما توجه نحو الساق واكمامه تشبه اوراق الاشجار كل كم عبارة عن ثلاث ورقات من الشجر كان الثوب من اللون الليموني والاخضر الزيتوني متداخلين بشكل جميل وجذاب وصففت شعرها المتناثر حول وجهها بفوضويه ورفعت جوانبه بدبوسين من اللون البرتقالي ووضعت القليل من احمر الشفاه القريب من البرتقالي فبدا وجهها نضرا وصغيرا جدا عن سنها عيناها الواسعتان لم تحتج الا للقليل من الماسكارا الناعمة اما صدر الفستان ذو فتحه العنق الواسعة فاظهر جمال جيدها ونعومته وبدا انثويا بشكل جذاب
توجهت جيهان على الفور الى المطبخ لتجد ان الطعام قد جهز تماما فطلبت من الست حميده باعداد طاولة اكبر ووضع مفارش وتجهيز المكان لاستقبال الضيف
الفصل العشرون:
غادر شريف البيت الدافئ وبدا يتحرك في المزرعة اعجبته كثيرا اشجار الليمون الساحرة وراى بيت الدجاج وتحركاتهم وراى فلاحة تجمع الدجاج لادخالهم ببيت الدجاج ايذانا باقتراب المغرب وتعجب كيف مر الوقت بهذه السرعة وتساءل كيف سيعود الى القاهرة ،،
وفي وسط رائحة الليمون الجميلة تلفت شريف وكأنه شعر باقترابها كانت اشبه بزهرة كما زهور الليمون من حوله ترفل بثوب بسيط التقاسيم بدت فيه جذابه ورقيقة بشده اظهرت اكمامه القصيرة المتقاطعة الشكل كاوراق الاشجار بياض بشرتها المشربة بلون وردي خفيف وشفتها المذمومتين بدتا كحبتين من الفراولة والالوان التي ارتدتها ابدتها وكأنها قطعة من اللوحة حوله فثوبها كان بالوان الطبيعة وزادها جاذبيه وعندما اقتربت منه لفت نظره زراعيها الناعمين البضين وبين حواف الاكمام المتقاطعة بدت شامة صغيرة سوداء لا يعرف ما دفعه لما فعله ولكن سبقته يداه ليمسك بها من زراعها مزيحا باصبعه ورقة شجر فظهرت له الشامة المستديرة
حركته تلك قدر ما فاجأت جيهان ولكنها تركتها منقطعة الانفاس مبهورة ان يتذكر شريف شامتها المفضلة لديه ويلمسها بتلك الرقة كما كان يفعل دائما
صدم شريف نفسه لما فعل واراد التغطية على تصرفه فمس الشامة وانزل يديه قائلا
اسف ظننت ان حشرة او عقرب وصل لما اسفل الكم فخفت تقرصك
احمر وجهه جيهان وتركتها يداه مزعزعه المشاعر مدمرة ترتعش بشده فاخفضت عيناها لصدمتها من كلماته حشرة !
استدارت جيهان وهي تخبره ان الغداء جاهز تبعها شريف الى صاله البيت ليجد الطاولة جاهزة وضع عليها اناء به لحم وخضار بدا له شهياً من لحم الغنم المفضل لديه ووجد الارز المعد بلون الزعفران الجميل وحولهم كان الفطير والخضروات والسلطات المعده من اكتر من نوع بدا الاكل شهيا ربما لم ياكل في حياته ما هو اشهى منه اكل واكل واكل وكان مستمتعا بشكل عجيب بالطعام وكأنه كان محروماً لسنوات والى جانب شريف جلس الطفل الصغير يوسف وجلست جمانة ابنتها الى جانبها وعرفته عليها ولاح على محيا جيهان طوال الوقت ابتسامة خفيفة وحمرة لخديها الورديين
طوال فترة الغداء المتأخر الذي تناولته العائلة كانت جمانة صامته مستكينة على غير عادتها تنظر لاباها بحذر وتسأل نفسها هل هي وحدها التي ترى التشابهه بين هذا الرجل واباها كانت تنظر باتجاه امها لتجدها تبدو مبتسمة واكثر تبدو منفعلة وان حاولت اخفاء انفعالها فماذا عن تلك الملابس التي ترتديها امها فلها سنوات لم ترى امها ترتدي ثوب ولم تكن تستغني عن بنطلوناتها الجينز فهل يا ترى هذا الرجل هو اباها ولو كان فلم تخفي الامر عنهم وماذا عنه لماذا يعاملهم بهذا الجفاء !
لا لا يمكن عقل الطفلة رفض ان يرى في تصرفات امها واباها اي خداع او كذب وعقل جمانة الصغير اقنعها بان التشابه في الملامح ليس سببا لتظن انه اباها فهي تسمع كثيرا وترى في الافلام عن اشخاص يتشابهن في الملامح وليس بينهم حتى صله قرابة فبالتأكيد هذا الرجل ليس اباها والا لما انكروه عنها وكذلك فإن خالها خالد ألم يكن ليلاحظ التشابه بالتأكيد هذا الرجل ليس اباها فقط هو يشبهه ولكن التشابهه بينهما كبير كبير جدا بحيث اربك جمانة وجعلها تتخذ موقف عدائي لا تعرف له سبباً فإذا كان الرجل شبيهاً بأباها بهذا الشكل وإذا كانت أمها منفعلة المشاعر بتلك الطريقة فمعنى هذا أن هذا الرجل سيكون له تأثيراً كبيراً على أمها تأثيراً بدأ يضايق جمانة
بدت جمانة هادئة كثيراً وجيهان كانت منشغلة عنها يضج عقلها بألاف الافكار وتفكر بطريقة تستطيع بها أن تجعل شريف يبيت ليلته في المزرعة وتفكر بكلمات خالد واقتراحاته عقلها كان يعمل بشكل محموم يجب أن تفوز فشريف كما هو واضح لم يتزوج بعد من منى فيداه لا تحمل اي من الخواتم وكذلك كلمات خالد فلو بنيته ان يتزوج من منى فهذا لم يحدث بعد وهو عندها وببيتها ويجب ان يظل كذلك ولكن كيف؟؟؟؟
يوسف الصغير كان فرحاً بوجود ضيف جديد بالبيت لكسر الروتين الممل للحياة في المزرعة وبدأ انه قد تولى معظم الحديث على طاولة الطعام فكان يحكي عن المزرعة ويتكلم ويتكلم ولم يتوقف عن الكلام حتى ضحك منه شريف ضحكة عاليه خلعت قلب جيهان كما كانت تفعل دائماً كانت تحب ضحكته وخاصه حينما يرجع رأسه للخلف ويطلق العنان لضحكته تشعر جيهان ان الدنيا باكملها تضحك لضحكة شريف كان يوسف الصغير يحكي له عن موقف حدث من عدة أيام عندما أستطاع اخفاء احدى عرائس اخته جمانة المفضلين بداخل قن الدجاج مما جعلها ترفع كل دجاجة حتى وجدت عروستها ممتلئه بروث الدجاج وكيف رفعت العروسة عدة مرات باستخدام عصاه صغيرة لتقوم بتنظيفها
اثار الحديث جمانة واغضبها ان تكون مادة للضحك من يوسف ومن الضيف الذي اثار حساسيتها منذ قدومه فقامت لتغادر طاولة الطعام الى غرفتها لم تستطع جيهان اللحاق بابنتها وترك شريف خوفا من ان يجد سبيلة للرحيل فاجلت قدر المستطاع من قيامهم من طاولة الطعام وعندما انتهى الطعام اخيرا اعدت لها ولشريف كوبان كبيران من الشاي وقدمته له
شرب شريف الشاي وقال ممازحا
متشكر قوي تسلم ايدك بجد معرفش امتى اخر مرة اكلت اكله لذيذة كده
بالهنا والشفا
وضع شريف كوب الشاي من يده وتوجه لجيهان بالحديث
تسمحي لي اني امشي انا في الحقيقة شايف الدنيا بدات تظلم والمغرب حيأذن خلاص
تمشي ازاي يا استاذ يوسف مفيش وسيلة نقل حاليا
تقصدي ايه مفيش عربية لحد من عمال المزرعة
لا مفيش
طب مقدرش اتصل بتاكسي مثلا او عربية مخصوص
الخدمة دي مش موجودة هنا يا استاذ يوسف
امال حرجع ازاي
حترجع بس مش النهاردة في الحقيقة بكرة ممكن تركب العربية الي بننقل بها احتياجات المزرعة النص نقل الي جيت بيها
طب والنهاردة لا ليه
لان ببساطة السواق الي بيسوقها مشى خلاص من اكتر من ساعة بس الصبح حيكون موجود
طب وايه الحل
ابدا حنحضر لحضرتك حجرة صغيرة تقدر تنام فيها الليلة دي
طيب وصاحب البيت مش حيعترض اقصد جوز حضرتك
كلمات شريف بدت امرا يدعو للسخرية فها هو شريف يسال عن نفسه دون ان يدري ولكنها ايضا كانت امر لم تفكر به جيهان فهي على كل ما فكرت به لم تفكر في سؤال شريف عن نفسه بهذه الصورة
لم تعرف جيهان كيف ترد فقلبها لم يطاوعها ان تقول له ان زوجها مات وهو حي امام اعينها شعرت انه لن يكن فألا حسنا فاثرت ان ترد عليه ردا مبهما
لا ابدا لا احد سيعترض انا هنا صاحبة البيت
كلمات جيهان الغامضة اراحت شريف وشعر انها مؤشر لعدم وجود رجل بحياتها فزوجها هذا يبدو انه لم يكن موجودا سواء كانت منفصلة عنه او كان ميتاً ولكنه بالتأكيد غير موجود بحياتها حالياً
بدا ان شريف قد تخلص من توتره مع حديثه مع الصبي الصغير ولكن عينا شريف لم تستطع مغادرة جيهان كان ينظر اليها ووجد نفسه مشدودا للنظر اليها عندما انحنت لترفع صينية الشاي من امامه كان يتتبع حركاتها والتمعت عيناه وهي تمر على عنقها وجيدها الابيض خصلات شعرها الشقراء تناثرت لتلمس عنقها مما تركه محبوساً الانفاس حديثها وصوتها الناعم جعله ينظر الى شفتيها ويفكر انه يحب دائما الكرز فيا ترى هل لهما نفس طعم الكرز عندما لمس ذراعيها شعر ولاول مرة بالحياة ارد ان يلثم شامتها عندما افاق على صدمتها وعاد ليجد نفسه يخرج اول فكرة خطرت بباله لتبرير فعلته والان وبعد ان هدأ البيت تحركت جيهان امامه برشاقة يجد صعوبة في التركيز على كلام الصبي الصغير وجيهان تتحرك امامهم بهذا الشكل ترى اي حجرات البيت هي الحجرة التي سينام بها والاهم اي الحجرات هي حجرة جيهان .
للحظات افاق شريف على منحنى الافكار الخطر الذي وصلت اليه افكاره ونهى نفسه عن التفكير فيها بهذه الصورة واراد ان يفيق على فكرة اخرى وتساءل لماذا لم تكن جيهان امراة بدينة ولديها مجموعة اطفال وقبيحة الشكل كان وقتها لن يجد لديه مشكلة في توصيل الرسالة لها بل والاقامة عده ايام كذلك ولكن مع جمال وفتنه جيهان يجد صعوبة في الجلوس امامها صامتا
توجهت جيهان لغرفتها ونادت على حميدة التي كانت تعتني بالطفلة شيرين
حميدة
ايوه يا ست هانم خير عاوزة حاجة
حميده خليك شوية مع شيرين ونيميها لان عندي ضيف
حاضر يا ست جيهان
حميده انا عاوزة منك خدمة
ايه خير
قولي لسليمان ان بكره ضروري يطلع من المزرعة عند صلاه الفجر وميتأخرش ولا دقيقة بعدها وياخد العربية لحد ورشة الميكانيك الي في الجيزة هو عارفها راح فيها قبل كده ويسيبها هناك للاسطي شوقي ويرجع وادي له الفلوس دي علشان يبات لتاني يوم في اي حته والمهم يرجع من غير العربية وانا حكلم الاسطى شوقي وهو حيستناه
حاضر يا هانم
ضروري يا حميدة تاكدي عليه يمشي الفجر ميتأخرش ولا دقيقة
حاضر
لما شيرين تنام امشى انت بس انزلي من الباب الي ورا
تعجبت حميدة من طلبات جيهان الغير معتاده حيث لم يعتاد العاملين بالمزرعة وخاصة حميدة ان تطلب منهم جيهان الخروج من الباب الخلفي وكذلك طلب جيهان بالسفر فجراً بدا غريباً
تحركت جيهان نحو دولاب صغير احتل ركنا في حجرتها وفتحت الجزء السفلي منه لتمتد يداها لستائر جميله الشكل وشرشف للفراش بدا شكلهما كطاقم غرفة نوم وابتسمت جيهان لذكرى شراءها لتلك الستائر فقد اشترتها من عده سنوات لتفاجئ بها شريف وقد وضعاها بحجرة نومهما وبدا انهما لائما الغرفة واعطوا لها جوا من الرومانسية وقد ازالتهم بعد الحادث كما ازالت كثير من الاشياء الجميلة والحميمية في حياتها رغبة منها في الا تذكرها بشريف اما الان فهي تحتاج اليهما لتذكر شريف بالماضي المشترك
|