المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
عملية الانزلاق الغضروفي لم تعد تشكل معضلة في عالم الطب الحديث
عملية الانزلاق الغضروفي لم تعد تشكل معضلة في عالم الطب الحديث
العمود الفقري والطب الحديث
بات الكثيرون يشتكون من آلام الظهر خاصة ممن يتطلب عملهم جهدا حركيا أو من يتعرضون لحركات جسمانية لم يعتادوا عليها من قبل ويحملون أجسامهم ما لا تطيقه في أوقات مفاجئة، أو بسبب زيادة في أوزانهم مما يسبب ضغطا على منطقة أسفل الظهر وإحداث آلام مستمرة يشتكي منها المرضى باستمرار مما يعرضهم لما يعرف بالانزلاق الغضروفي أو (الديسك)، فتجد أن نسبة كبيرة منهم يهمل علاج هذه الآلام فينتج عن هذا الإهمال أعراض كبيرة، وقد يكون هذا الإهمال ناتجا عن خوف المريض من الذهاب للطبيب تفاديا لإجراء عملية جراحية أو ما شابهها بالرغم من أن العملية اليوم وفي ظل التطورات الحديثة لم تعد مشكلة، فالطب الحديث وصل إلى مرحلة لا يمكن لمريض أن يتراجع عن عرض حالته على طبيبه، حيث إن الوسائل الطبية الحديثة والتقنية المتطورة جعلت عملية العمود الفقري لا تستغرق وقتا طويلا بعدها يستطيع المريض العودة لعمله الاعتيادي دون الشعور بأدنى ألم، ولهذا بات من الضروري مبادرة المريض بمراجعة الطبيب فور شعوره بأي آلام تصدر من منطقة الظهر.
العمود الفقري
العمود الفقري، الغضروف، الحبل الشوكي، الانزلاق الغضروفي مصطلحات قد يخلط القارئ فيما بينها، فما هي؟
- العمود الفقري يتركب من مجموعة من العظام غير منتظمة الشكل، وتتكون على شكل حلقات واحدة فوق الأخرى تسمى الفقرات (Vertebrae)، وعددها (33) فقرة، منها (24) فقرة تتصل كل منها مفصلياً بالفقرة التي تسبقها والفقرة التي تليها. لذا تكون هذه الفقرات متحركة، أما باقي الفقرات وعددها (9) فتكون ملتصقة ببعضها وغير متحركة. ويوجد بين كل فقرتين متتاليتين وسادة مرنه (قرص) تتكون من نسيج غضروفي ليفي تعطي العمود الفقري المرونة اللازمة للحركة بمقدار محدد.
أما الغضروف فهو نوع من الأنسجة الضامة، ويدخل في تركيب بعض أعضاء الجسم البالغ، مثل صيوان الأذن والحلقات الغضروفية في جدران القصبة الهوائية والأقراص الغضروفية بين الفقرات، أي بين كل فقرة وأخرى يوجد مادة لينة تسمى (غضروف)، والغضاريف جزآن صلبة ومرنة، وتركيبة النسيج الغضروفي يتلاءم مع وظيفته، فوجود أملاح الكالسيوم تكسبه صلابة، وتحدث تلك الصلابة عندما يقل إفراز السائل الهلامي اللزج وخاصة في المفاصل، حيث تبدأ أملاح الكالسيوم بالترسب على السطح الغضروفي، وذلك يؤدي إلى صعوبة الحركة خاصة عند كبار السن.
أما الحبل الشوكي: يقع داخل القناة الفقرية المكونة من تجاويف الفقرات، وهو أنبوب يتكون من نسيج عصبي وطوله الإجمالي حوالي 43 سم، ويتفاوت طوله من شخص لآخر حسب طول القامة وقصرها. ويمتد من قاعدة الدماغ إلى نهاية الفقرة القطنية الأولى. ويخرج من الحبل الشوكي 31 زوجاً من الأعصاب الشوكية لنقل المعلومات الحسية من وإلى الحبل الشوكي، ويتكون الحبل الشوكي من مادة رمادية اللون التي تحوي أجسام الخلايا العصبية ومادة بيضاء تحوي الألياف العصبية فقط.
أما الانزلاق الغضروفي فهو ناتج عن زيادة الضغط على العمود الفقري والأثقال عليه نتيجة ذلك الضغط الزائد على عظام العمود الفقري، ويجبر الغضروف بالانزلاق من مكانه إلى يمين العمود أو يساره وبذلك يضغط على الأعصاب، ويتسبب بالآلام الشديدة وتتفاوت شدة الآلام وتنقلاتها من مكان إلى آخر حسب شدة ضغط الغضروف على أعصاب الحبل الشوكي.
أسباب الآلام
* ما الأسباب الشائعة لآلام أسفل الظهر؟
- هناك الكثير من الأسباب المحدثة لآلام أسفل الظهر، ويلزم المريض مراجعة الطبيب لتشخيص الآلام تشخيصا صحيحا ودقيقا لتحديد سبب الألم حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب، وهذا لن يكون إلا من خلال الفحص الطبي، ومن الأسباب الأكثر شيوعاً لآلام أسفل الظهر هي:
- الانزلاق الغضروفي (انزلاق القرص)، (انفتاق القرص اللبي) ويحدث بعد ذلك بسبب رفع أثقال خاصة بطريقة غير صحيحة، أو بعد مجهود للعمود الفقري، وقد يتكرر بعد حركات معينة كالانحناء على الأرض وذلك عند المرضى الذين سبق وأصيبوا بالانزلاق الغضروفي أو الذين عندهم قابلية لمثل هذه المشكلة، وعند حدوث هذا الانزلاق يضغط الغضروف على العصب مسبباً ألما أسفل الظهر أو ألما بالساق، وقد يُحدث أيضاً أعراضاً عصبية كالتنميل ونقص الإحساس وضعف العضلات، بل قد يؤدي في بعض الحالات لفقدان التحكم بالبول أو البراز مما يشكل حالات إسعافية تحتاج للتدخل العلاجي السريع.
- تنكس الأقراص أو الالتهاب العظمي الغضروفي التنكسي للعمود الفقري، وهي أكثر التغيرات حدوثاً بالعمود الفقري، فمن الطبيعي أن تحدث مع تقدم العمر تغيرات بالغضاريف (الأقراص) وكذلك الأربطة والعظام المكونة للفقرات مما يسبب آلام الظهر وصعوبة بالمشي.
- تضيق القناة العصبية في الفقرات القطنية، وتحدث غالباً نتيجة التغيرات التنكسية بالفقرات القطنية والتي تحدث مع تقدم العمر مما يسبب بجانب آلام أسفل الظهر، الآلام العصبية وصعوبة المشي أيضاً.
- الانزلاق الفقاري، وهو انزلاق فقرة للأمام ويحدث لأسباب عدة منها ما يحدث في سن مبكرة وأخرى مع تقدم السن، وهناك قابلية خاصة عند بعض الناس أو العائلات لحدوث هذا الانزلاق الفقاري وتختلف أعراضه على حسب سن المصاب به ودرجة الانزلاق الفقاري.
المحافظة والوقاية
* كيف نحافظ على العمود الفقري، وكيف تكون الوقاية من الانزلاق الغضروفي؟
- للحفاظ على صحة العمود الفقري وللوقاية من الانزلاق الغضروفي لحماية أنفسنا من الآلام المصاحبة لها يجب علينا اتباع النصائح التالية:
تقوية عضلات الظهر عن طريق التمرينات الخاصة به لأن العضلات هي المساعد الأول وهي التي تساعد العمود الفقري وخاصة في حمل الأشياء الثقيلة، العناية عند رفع الأشياء الثقيلة عن الأرض ويجب أن لا يحني الشخص ظهره وإنما يثني ركبتيه ليصل الأرض ويحمل ما يريد، تجنب السمنة قدر الامكان لأن البدين أكثر عرضة من غيره للإصابة بالانزلاق، عدم الجلوس لمدة طويلة وإن جلست فلتكن جلستك معتدلة مع إسناد الظهر على المسند الخلفي وعدم ترك فراغ بين المسند والحوض، عدم البقاء واقفاً لمدة طويلة لأن ذلك يثقل على العمود الفقري بل الأفضل ممارسة الحركة والمشي، عدم حمل الأشياء الثقيلة وتجنب الحركة المفاجئة للجسم.
فحوصات وتشخيص
* كيف يتم تشخيص آلام الظهر، وكيف يتم العلاج، وما الجراحات المتاحة؟
- هناك آلام الظهر الناتجة من التشوهات الخلقية التي تحدث في العمود الفقري قد تكون في الشخص المصاب منذ ولادته إلا أن أعراضها لا تظهر إلا بعد نمو الجسم، وإن كان أكثر الحالات تعاني من آلام الظهر نتيجة التغيرات التي تحدث مع تقدم العمر أو نتيجة الإصابات، ويعتمد تشخيص آلام الظهر على فحص دقيق، إضافة للفحص الشعاعي لنعرف ما إذا كانت هناك إصابة للعظم أو أن الألم يعود إلى شد بالعضلات أو الأربطة أو تمزق بها أو وجود نتوء في الغضاريف الموجودة بين الفقرات، حيث يضغط هذا النتوء على الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي، أما العلاج فإن علاج مثل هذه الحالات في أول الإصابة من الأهمية بمكان حتى لا تحدث مضاعفات يكون من الصعب علاجها، والعلاج يتركز على الراحة مع الاستلقاء على الظهر مع إعطاء المسكنات اللازمة والتي تساعد على ارتخاء العضلات ورجوع الغضروف إلى مكانه، وبالتالي يقل الألم تدريجيا وتتحسن حالة المريض ويمكن السير دون ألم، وينصح بعد ذلك ألا يرفع أشياء ثقيلة وهو في حالة انحناء، وأن يقوم بتمرينات رياضية خفيفة تساعد على تقوية عضلات الظهر ويستعمل حزاماً للظهر ليقيه من الانزلاق الغضروفي، وفي الحالات الشديدة التي لا تستجيب إلى علاج دوائي أو الراحة، فيجب استشارة الطبيب المعالج لكي يتدخل ويزيل النتوء الغضروفي الذي يضغط على العصب، والذي غالبا يكون هو مسبب الألم، وقبل أن يبدأ الطبيب بوصف العلاج لآلام أسفل الظهر يجب أن يتم التشخيص وذلك عن طريق أخذ التاريخ المرضي والكشف السريري، وقد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات المخبرية و الشعاعية والكهربائية وذلك للحصول على تشخيص دقيق للحالة.. وقد تقدمت هذه الفحوصات بشكل كبير في الفترة الأخيرة مما يساعد الطبيب على التشخيص وبالتالي العلاج، ويمكن العلاج الصحيح لآلام أسفل الظهر في التشخيص الصحيح كما أسلفت سابقاً... ويكون العلاج غالباً علاجاً تحفظياً وهو العلاج بدون تدخل جراحي.. ولكن هناك حالات لا تتجاوب مع العلاج التحفظي خاصة إذا صاحبت الحالة أعراض عصبية، وهنا يكون الاحتياج للتدخل الجراحي، وهناك العديد من الخيارات الجراحية اعتماداً على التشخيص وحالة المريض، ومنها:
إزالة القرص (الغضروف) لإزالة الضغط على العصب، رفع الضغط عن الأعصاب باستئصال الأجزاء الضاغطة، توسيع القناة العصبية التي تجري لتمديد الفتحة التي يمر خلالها العصب، دمج الفقرات وتثبيتها بأدوات معينة ومختلفة.
إصابات العمود الفقري
* ما تأثيرات إصابة العمود الفقري على الفرد والمجتمع؟
- تعتبر إصابات العمود الفقري والنخاع الشوكي من الأسباب المؤدية إلى الإعاقة الدائمة أو الوفاة لا سمح الله، كما أن الانتشار الواسع للإصابة العصبية لا يؤثر فقط على الفرد المعاق ولكن يؤدي إلى تأثير اقتصادي واجتماعي كبير لدى العائلة وعلى المجتمع بكامله، وتعتبر الإعاقات الناتجة عن إصابات النخاع الشوكي حالات ذات فرص قليلة الشفاء وميؤوس من شفائها، وتعد الإصابات بالعمود الفقري المحدثة للإعاقة والوفاة عالية الحدوث.
وأشارت الدراسات إلى أن هذه الإصابات ما زالت تستهلك نسبة عالية من ميزانية الصحة وتحدث تأثيرات اجتماعية كبيرة، وتشكل حوادث المرور السبب الأكبر لهذه الإصابات، ووصلت في أحد الدراسات في مستشفى القوات المسلحة بالرياض إلى نسبة 79.2% من إصابات العمود الفقري بسبب حوادث السيارات وهذه تعتبر نسبة عالية جداً بالمقارنة بالأرقام المقابلة في بعض الدول الغربية حيث لا تتعدى النسبة 50% إلى 60%.
الرنين المغناطيسي
* ما الفحوصات التي قد يخضع لها المريض عند إصابته بآلام العمود الفقري؟ وهل يعني وجود مثل هذا إصابته بانزلاق غضروفي؟
- أولا لا بد لنا أن نعرف أن آلام العمود الفقري هي عرض لأمراض تصيب العمود الفقري منها ما هو خلقي أو إصابات أو التهابات أو أورام كانت حميدة أو غير ذلك بالإضافة إلى الانزلاقات سواء كانت فقرية أو غضروفية، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، الفحوصات عادة تبدأ بفحص الدم للترسيب وكرويات الدم البيضاء والهموقلوبين والأشعة السينية وبعدها يمكن أخذ بعض العلاج أو عمل فحوصات متقدمة بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي حسب طبيعة الحالة، كما يمكن أن تتجاوز الفحوصات العمود الفقري إلى أعضاء أخرى تكون مصدر المرض مثل حالات الأورام الخبيثة أو الالتهابات، وللعلم فإن آلام العمود الفقري تصيب الذكور أكثر من الإناث لعوامل خاصة رغم التقارب النسبي فيما بينهما في بعض الاماكن.
عمليات خلال اليوم
* هل علاج هذا المرض يتم عادة بإجراء عملية جراحية؟ ومتى يتم الحيلولة دون إجرائها؟
- لا تعالج آلام العمود الفقري بالجراحة في كل الأحيان بل هنالك العلاج الطبي والعلاج الطبيعي وآخرها العلاج الجراحي إذا وجد مريض يحتاج إلى جراحة ولم يستجب للعلاجات الأخرى، وهناك من يحبذ إزالة الانزلاق الغضروفي وهذا قد يترك آثارا جانبية على حياة المريض بالمستقبل، وبعض المرضى يتساءلون: هل بالامكان إجراء مثل هذه العملية بواسطة الليزر؟ فأقول: إن إزالة الغضروف بواسطة الليزر لها مواصفات خاصة وليس كل حالة تحتاج إلى الإزالة بالليزر، وكثير من المرضى يرجئون إجراء عملية استئصال الانزلاق الغضروفي بسبب ارتباطهم في أعمالهم اليومية، ولكن سوف يبادرون لعمل هذه العملية إذا أدركوا أنه بإمكان المريض الذي تجرى له عملية مثل تلك مغادرة المستشفى بنفس اليوم ويمارس عمله الاعتيادي بدون أي مشاكل. حيث يمكن إزالة الغضروف أو أي آلام في الظهر بطرق متعددة منها الليزر، حقن المادة الكيميائية لإذابة الغضروف أو عملية المنظار عن طريق الجلد أو البطن، وهناك طرق أخرى غير جراحية وليست مؤلمة.
كيفية إجراء العملية
- إزالة الغضروف بواسطة المنظار عن طريق الجلد وبالبنج الموضعي وتعتبر من جراحات اليوم الواحد، وهي باختصار شديد أن يستلقي المريض على بطنه في طاولة خاصة مريحة للمريض ولتنفسه، وبعد ذلك يتم تعقيم أسفل الظهر وعمل قياسات خاصة بمساعدة الأشعة لتحديد نقطة إدخال المنظار وتحديد الغضروف المراد إزالته بزاوية معينة (45-60 درجة ) وهذه العملية تبدأ بإدخال حقنة معينة لتخدير الجلد والأنسجة العميقة موضعيا، ويمكن أيضا حقن مادة ملونة في الغضروف لمعرفة كونه منزلقا أو خارج عن موضعه، ثم يدخل سلك رفيع داخل الحقنة حتى الغضروف ثم تسحب الحقنة ويدخل أنبوبة المنظار بعد عمل توسيع لها عند الجلد وتدفع تجاه الغضروف بنفس الزاوية (45-60 درجة ) ويكون السلك داخل هذه الأنبوبة المعدنية ليرشدها إلى مكان الغضروف ثم يسحب السلك ويدخل أجفات خاصة لإزالة الغضروف في أحجام صغيرة بالإضافة لعملية الشفط المستمر أثناءه وعادة يزال حوالي (4-6 جرامات )، وبعد ذلك يمكن أخذ صورة بالمنظار أو التأكد بالمنظار على إزالة النوبة بعدها يزال المنظار وتوضع غرزة واحدة مكان إدخال المنظار.
معرفة الإصابة
* كيف يعرف الشخص أنه مصاب بانزلاق غضروفي أو كما يقول العامة (الديسك) وما النصيحة لتجنب الإصابة بهذا المرض؟
- انزلاق الغضروف له أعراض كما له علامات، والأعراض هي آلام عند العطس أو الكحة ويمكن أن يكون هنالك تنميل أو ضعف أو ضمور عضلي أو ازدياد أو نقصان أو زوال في الأفعال المرتدة حسب موضع الغضروف والأعصاب المنضغطة أو النخاع الشوكي. هذه هي الأعراض، وبعد الكشف العصبي لمعرفة وتحديد مكان الانزلاق الغضروفي ومدى تأثيره على الأعصاب أو النخاع الشوكي ومن ثم تأكيد الحالة الإكلينيكية بالفحوصات الخاصة، والنصيحة لتجنب الانزلاق الغضروفي هو تقليل العبء على العمود الفقري وذلك بتقليل وزن الجسم وعدم حمل الأوزان الثقيلة خاصة للذين لا يمارسون الرياضة بانتظام وكذلك عدم الحركات المفاجئة بالإضافة لتقوية عضلات العمود الفقري بتمارين خاصة وكذلك تقوية الفقرات ومنع الهشاشة أو مرض الفقرات.
آلام الانزلاق الغضروفي
هل تتزايد آلام الانزلاق الغضروفي إذا لم يعالج؟
- بالنسبة لبعض مرضى الانزلاق الغضروفي فهم يواجهون ثلاثة خيارات صعبة هي: التعايش مع ألم لا يطاق، أو دمج فقرات العمود الظهري جراحياً، أو المخاطرة بإجراء جراحة في الظهر وهو الخيار الخطر وغير المضمون، فالانزلاق الغضروفي ينتج عن الإجهاد المتواصل للعمود الفقري والذي يمكن أن يفتح شقوقاً صغيرة في الجزء الخارجي من فقرات العظم، وعندما يحدث ذلك فإن نهايات أو أطراف الأعصاب تبدأ في النمو داخل المنطقة المكشوفة وبالتالي فإن اقل حركة تتسبب بالضغط عليها ترسل موجات من الألم عبر الجسم كله
آلام العمود الفقري والسمنة
* وما علاقة آلام العمود الفقري بالسمنة خصوصا لدى النساء؟
- إن آلام العمود الفقري من الآلام التي تمثل تحديا كبيرا في السيطرة عليها، ونسبة الإصابة بين السيدات بهذه الآلام تبلغ نحو 50 % ومعظم السيدات اللائي يشتكين من آلام العمود الفقري يشتركن في مشكلة واحدة وهي السمنة، وكثيرا من السيدات اللاتي يعانين من آلام الظهر ويراجعن المركز يعاني أغلبهن من السمنة التي تؤثر بدورها على العمود الفقري فيحدث انزلاقات وما شابه ذلك من آلام للظهر، وأقول للنساء اللاتي يعانين من آلام الظهر: إن الخطوة الأولى لعلاج هذه الآلام هي إنقاص الوزن وذلك باستخدام نظام غذائي مناسب والبعد تماما عن مسببات السمنة، حيث ان مع فقد الجسم لكل كيلوجرام زائد فإن ذلك سوف يخفف من ضغط الجسم على فقرات الظهر والغضاريف الموجودة بين فقرات الظهر، وبالتالي لا يحدث ضغطا على الأعصاب التي بدورها تحدث الآلام.
التصوير الإشعاعي للحامل
* وهل يؤثر التصوير الشعاعي على الحامل؟
- يجب عدم اجراء صور شعاعية اثناء فترة الحمل ولكن إذا كان هناك ضرورة قصوى فينصح باستعمال الرنين المغناطيسي مع وجود بعض الخطورة النظرية على الجنين (ارتفاع في درجة حرارة الجنين) استعمال المادة المظللة ممنوع اثناء الحمل، والتصوير الطبقي المحوري لا ينصح باستعماله أثناء الحمل لأنه يؤدي إلى اصابة الجنين بالأشعة، وهناك بعض الحالات الخاصة التي يمكن أن تسبب آلام الظهر أثناء الحمل ألا وهي انحناء العمود الفقري، والسؤال المطروح كثيراً من قبل المرضى، هذا الانحناء يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات أثناء الحمل، وهناك دراسة أجريت على 58 حاملاً يعانين من انحناء في العمود الفقري أظهرت أن 84% لا يعانون من أية مشاكل أثناء الحمل وخاصة أثناء عملية الولادة. وهناك فقط ظاهرة غير معروفة أن 60% من هؤلاء الحوامل تمت ولادتهم عن طريق العملية القيصرية علماً أن 75% من هؤلاء الحوامل اللواتي تعرضن لهذه العمليات لم تكن ضرورية بالنسبة لهن، كما أن هناك أكثر من ثلثي الحوامل يتعرضن لآلام أثناء فترة الولادة ويجب التفريق بين آلام الظهر الناتجة عن التقلصات الفيزيولوجية أثناء الولادة وعن آلام الظهر الدائمة، هذه الآلام يمكن أن تقل إلى نسبة 80% إذا تمت الولادة بوضعية الجلوس، وبعض النساء يعانين من آلام في الظهر بعد فترة الولادة، وتزداد هذه الآلام أكثر عند النساء اللواتي تعرضن لعوامل خطرة نذكر منها: القامة القصيرة، ازدياد الوزن أثناء فترة الحمل أكثر من 18 كلم، وجود آلام ظهر سابقة، تعدد الولادات.
أهمية غرف العمليات
* ما مدى أهمية التجهيزات الحديثة في غرف العمليات الجراحية التي يجرى بها مثل هذا النوع العمليات؟
- غرف العمليات المجهزة بمواصفات عالمية تساهم بالحد من انتقال العدوى بنسبة 100% واستخدام الأدوات الجراحية ومباضع الجراحة من قبل الأطباء لمرة واحدة يمنع من انتقال العدوى بين المرضى، كما يمنع من حصول أي التهابات وأعراض جانبية أخرى بسبب تلك الأدوات الجراحية أو غرف العمليات غير المجهزة بأجهزة مصممة خصيصا وفق معايير الجودة لمنع انتقال العدوى، وهذا يسهل من إمكانية خروج المريض في نفس اليوم والعودة للحياة بصورة طبيعية.
الجنف
* ما الجنف، وما أسبابه وأعراضه؟
- الجنف هو اعوجاج العمود الفقري وهو مرض شائع الحدوث ويقدر عدد المصابين حوالي اثنين في الألف، وذلك للمرضى المصابين باعوجاج مقداره عشرون درجة أو أكثر.. وهو يصيب الإناث أكثر من الذكور بنسبة (10 إلى 1) وللجنف أسباب كثيرة أكثرها شيوعاً هو المسمى الجنف المجهول السبب ونسبة حدوثه حوالي 90% من كل حالات اعوجاج العمود الفقري.. وهو الذي سيتم التركيز على مناقشته في هذه المقالة.
وسبب هذا النوع من الجنف ليس واضحا وإن كانت هناك نظريات كثيرة لحدوثه مثل العوامل الوراثية والهرمونات وعوامل ميكانيكية أو عصبية. ويظهر الاعوجاج غالباً في السن السابق للبلوغ عند البنات ويزداد بشكل كبير مع طفرة النمو في فترة المراهقة، وتكون أعراضه إما اعوجاج بالعمود الفقري عادة بالجهة اليمنى أو ارتفاع بالكتف الأيمن أو نقص في بروز أحد الثديين وبروز بالقفص الصدري من الخلف.. وأول من يلاحظ هذه التغيرات الام أو الأخت أو المريضة نفسها، وهذا هو التوقيت المثالي لمراجعة المريضة لطبيبها حيث يتم تقييم الحالة وإجراء الفحوصات والصور الشعاعية اللازمة ويتحدد على ضوئه نوع العلاج اللازم.
التشخيص والعلاج
* هل يمكن علاج الجنف؟
يتم ذلك عن طريق ارتداء جهاز تقويمي للعمود الفقري أو إذا كانت درجة الاعوجاج كبيرة مع بروز بالقفص الصدري، فيكون العلاج الأفضل هو التدخل الجراحي، والعلاج الجراحي لهذه الحالات يعطي نتائج مرضية جداً حيث يتم توقف التدهور في التشوه، كما يتم تصليح الاعوجاج بنسبة كبيرة مع تصليح البروز بالقفص الصدري، وقد كانت مثل هذه الجراحات في السابق تحمل الكثير من الخطر وخاصة المضاعفات العصبية ولكن مع التقدم الكبير في هذا المجال أصبحت الجراحة أكثر أماناً ونتائج، ولا شك أن إجراء مثل هذه العمليات يحتاج لتوفر كثير من الامكانيات بداية من وسائل التشخيص الدقيقة وأجهزة مراقبة الأعصاب أثناء العمل الجراحي وأجهزة التثبيت المتقدمة والخبرات ولا تتوفر كل هذه الامكانات إلا في المراكز الطبية الكبيرة.
|