كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نظرت اليه ميكي وضحكت بدورها، رغم ان الوصف ازعجها ، ولكن ربما
لانها سئمت من المشاجرة وتريد ان تعقد هدنة مع نفسها على الاقل ولبعض
الوقت.
التقت عينيها بعيني آدم فحاولت ان تتجنبها لانها كانت تخفي شيئاً غامضاً ،
حتى ميكي نفسها خافت من ان تعترف به!
كانت ميكي طوال الوقت تفكر بعائلتها وهي تجلس في شقتها وتساءلت ماذا
تفعل والدتها في وقت كهذا ؟ انه الثلاثاء موعد قهوتها الصباحية .
فركت شعرها بالمنشفة ، وتذكرت الكرسي الجميل التي كانت تجلس عليه
حين تخرج من الحمام ، فقط لو تستطيع ان تتخذ قراراً ما!
حتى لو رفضت ان تعترف بقصة آدم عن شقيقته تينا وانفعاها عن اهلها ،
اثرت بها كثيراً.
اصبحت الكوابيس تلازمها باستمرار ، انهمرت الدموع غزيرة على وجهها ،
بعد ان جاهدت عدة ايام كي لا تستسلم لها ، ماذا لو حصل شيء لوالديها
وهي على خصام معهما ؟ بسبب كلامتها وكبريائها ، اشتاقت لهم كثيراً حتى
خلال اليوم الاول حين رحلت وقضت حوالي اسبوع برفقة زاك.
زاك! ذاك الشيطان القذر، اعطته كل شيء قلبها وجسدها ، بنت احلامها
حوله، وخلال شهرين هجرها دون اية كلمة.
الآن تشعر بقليل من الحرية، بعد ان كان زاك محور حياتها ، فقط لو كانت
تعلم نواياه ولكن قلة خبرتها في الحياة ، جعلتها تعتمد فقط على مشاعرها
تجاهه ، كل ما تحتاجه الآن هو الوقت لتتعلم كيف ترتاح ، وتنساه ، ما
جعلها تندم هي انها كانت تعرف عنه انه زير نساء ينتقل من واحدة الى
اخرى ، ومشاركته لاصدقائه وزيارات الفتيات لشقته . . . ((اووه كم
كنت غبية ))تمتمت بصوت عالي.
ارتدت ملابسها وخرجت تتنزه بدأت تمشي بهدوء لم تعد تستطيع ان تواجه
آدم حتى، فهو حذر في السابق من زاك ، ووقف موقف الشجاع ، ولكنها
اعتبرته متعجرف قاسي ، وها هي الآن تندم على كل لحظة قضتها برفقة
زاك.
عادت الدموع لتترقرق في عيناها ، حين راودتها الذكرى مجدداً ، تذكرت
كيف فسدت اعز ما تملك برفقة الشاب الذي اعتقدت انه يحبها ويهتم بها.
اتصل بها آدم طوال الاسبوع ، وكان دائماً يطمئن على رجلها ، فتحاول ان
تقول انها على احسن ما يرام رغم انها كانت تؤلمها بشدة ، حين تسمع زمور
سيارته ، تمشي بسرعة للباب وتفتحه بهدوء فيقول ((اليس هناك من طريقة
ما تكافئينني بها ، لمجيئي الى هنا كا لملاك وانقاذك من وحدتك؟))
اخذت ميكي تضحك لاول مرة من قلبها ! لم تتصور ان آدم ملاك ولكن هو
حقاً كذلك بسبب المعاملة التي منحها اياها ، فقد كان دائماً يحضر لها الكتب
والفواكه، ولكن لم يحضر لها الازهار ابداً! ربما لانه كان يعرف رأيها ، الذي
صرحت به في السابق ، عرفت انه يمضي وقتاً طويلاً لكي يختار لها هذه الهدايا
التي تعجبها كثيراً.
يتبع
|