لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-09, 12:12 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تمارااا مشاهدة المشاركة
   صفصصصصصصصصصصصصصصصصصصف حياااااااااااااااااااااااااااتي ميس يوووو وينك ماصرت اشوفك علماسن
طمنيني عنك
متابعة معك الرواية ياعسسسسسسسسسسسسل

تم تم تمااااااااااااااااااااااااارااااااا حبيبة البى آى ميس يو سووووووو متش دارلنج
انا بكون موجوده تقريبا يوميا حوالى 9 وكمان بكلم ريهام انتى اللى ليكى وحشه ودايما اوفلاين عسى يكون المانع خير وطمنينى على التطورات عندك ( طبعا انتى فاهمه قصدى ) ههههههههههه
على فكره انا فرحانه برجوعك للمنتدى

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-11-09, 12:14 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



2- البداية .... نار الغضب!

كلما أقتربت جين من السيد غريرسون كلما أودادت خشية منه , من بعيد أحست بأنها أعطته أنطباعا جيدا ... ولكن ماذا أذا كانت مخطئة بأحساسها هذا! لكن شكوكها هذه تبددت عندما نزلت عن المهرةورأت عن قرب هدوء وجهه وبادرها قائلا:
" أعتقد أنك تستطيعين القيام بهذا العمل".
ولم يعد بأمكان جين أن تصبر ون شدة فرحها فقالت:
" أفهم من ذلك أنك موافق".منتديات ليلاس
" مبدئيا... أذا أستطعت القيام ببقية الأعمال بالمهارة نفسها".
وتلعثمت جين عندما أرادت أن تشكره نظرا لأبتسامة السخرية التي لمعت في عينيه .... فحاولت أن تصلح من وضع قبعتها التي مالت عن رأسها , وتعيد ربطة شعرها كما كانت وقالت:
"أشكرك كثيرا يا سيد....".
قاطعها:
" أتمنى ألا تندمي على هذا القرار يوما ما".
وفي طريقها الى الأصطبل تساءلت فيما أذا كان ما قاله تهديدا , وعندما وقفت جين تداعب عنق المهرة , نظر شارل معجبا ببوادر الصداقة بينهما وقال:
" هناك عدة جياد أخرى , أهمها وأقواها هاموند الذي آمرك بألا تمتطيه مهما كانت الظروف".
أرتعشت جين من لهجته التي كانت كافية لأحباط أكثر الناس شجاعة وتابع:
" عند الأعتناء بالجياد , عليك بمساعدة السيدة ماري تيت من وقت لآخر في الأعمال التي تتطلبها المزرعة , وهذا ما أغضب اللواتي سبقنك... ماري تقيم بالمنزل وكذلك مارك فنويك وكيل أعمالي وطالبان آخران هما بيل وبن , وهكذا ترين أن أعباء العمل كثيرة ولا مجال للتسكع , فأذا كنت بحاجة فعلية للعمل يمكنك البقاء طويلا بعد أجتياز شهر الأختبار".
أنه رجل صريح ومباشر , هذا ما كانت تفكر به جين وهي بالسيارة الى جانب جان ديك الذي يقودها الى محطة القطار لتعود الى الفندق بعد أن أخذت موعدا ليوم الأثنين المقبل .
نظرت أمامها تراقب الغروب وهي كئيبة ... ماذا لو عرف السيد شارل أنها خدعته بخصوص ثروة والدها , وعندما خلت لنفسها في غرفة الفندق , حاولت أن تستعيد هدوءها .... ولم يبق عليها الا أن تأخذ حماما وتتصل بأخيها جورج المسؤول عن أدارة المصنع في غياب والدها , وتطلب منه أن يبحث عن بديل عنها , بدون أن تكشف له مكان وجودها ومشاريعها , في كل حال لن تتراجع عن قرارها , وكما توقعت , تلقى جورج الخبر بسخط شديد ورن صوته في أرجاء الغرفة مما جعلها تبعد السماعة عن أذنها ريثما يهدأ وقالت:
" أفهمني يا جورج , طول عمري ما أحببت العمل في المصنع , وأنت تعرف ذلك تماما , وأنا أحلم بالرحيل منذ أن أنهيت دراستي".
" ولماذا أذن أنتظرت كل هذا الوقت؟".
" صدقني يا جورج بأنني حاولت , ولكن ماذا يمكنني أن أفعل وأنا في السابعة عشرة من عمري أمام رجل كوالدك؟".
" وهكذا ثلاث سنوات مرت وأنت ما زلت تعيشين حلمك السخيف, نادي الفروسية".
وحاول أن يرغم نفسه ليهدأ قليلا , وتابع:
" كفى يا جين عن هذا السلوك الطفولي وعودي الى المنزل.... وأذا ما تزوجت فيليكس...".
قاطعته جين:
" لا مجال للتفكير في موضوع الزواج من فليكس... ولا من غيره...".
صرخ جورج بعصبية :
" أنت مجنونة ,يكفيني ما عندي من هموم.... وماذا سأقول لأبي عندما يعود , أنك مخطئة أذا ما تخيلت بأن والدك سيعدل موقفه ويقبل مشروعك اللعين".
أجابت جين بصوت مكتوم:
" أنا لا أعتمد على أحد".
ورفعت خصلة شعرها عن جبينها.
" لكن من أين ستأتين بالنقود؟".
" أنسيت حصتي من أرث جدتي براون , فاليوم الذي أبلغ فيه الواحدة والعشرين من العمر , سأحصل عليه , صحيح أنه ليس بالمبلغ الضخم ولكنه سيكفيني كمنطلق".
" أذن بحق السماء لماذا لم تنتظري بضعة أشهر أخرى فتحصلين على المبلغ؟".
" أطمئن يا عزيزي , لقد فكرت بذلك جيدا , لكي لا أبذر هذه النقود , لا بد من أن أحقق لنفسي فكرة العمل الذي يهمني , وأتعود على الحياة في الريف وكل ما يستلزمه مثل هذا المشروع".
وفجأة بدا لطيفا وقال:
" قد تكونين على صواب , ولكن لماذا نستعجل الأمور , فأجازة الشهر هذه من حقك , وفي نهايتها سنرى ماذا نفعل, ولكن أعطني عنوانك لأستطيع الأتصال بك في الحالات الطارئة".
لم تثق جين بما قاله جورج لأنها تعرف بأنه لا يتراجع عن آرائه بهذه البساطة , فقالت في نفسها ( كل شيء الا هذا).
" في مكان على الحدود الأسكوتلندية ,لا أعرف تحديده , ولكن لا تقلق فأنا بخير".
" لا تتهربي , يهمني أن أعرف أين أنت, وفليكس يريد مراسلتك بكل تأكيد".
" لا لن يحصل على عنواني , أن رب العمل رجل محترم وليس لديه مشاكل والدك في العمل... فأطمئن ,وسأتصل بكم من حين لآخر".
وأقفلت السماعة كي لا تسمع أحتجاج أخيها , لن تتحمل أن يعاملها أحد على أنها طفلة , ولقد حددت أهدافها وتحاول أن تحققها ,
ألتفتت الى المرآة بعد أن شعرت أنها بحاجة الى الأطمئنان عن مظهرها الأنثوي , فكت ضفائر شعرها فأنسدل كالشلال على كتفيها , وكأنها لأول مرة تكتشف شكلها عندما لاحظت ذلك الشبه الغريب بينها وبين عارضة أزياء فرنسية شاهدت صورها في أحدى المجلات.
وقالت في نفسها:
" بالتأكيد ورثت ذلك من أجدادي لأمي".
وأبتسمت وهي تتخيل والدها الذي وقع في حب أمها من النظرة الأولي أثناء الحرب العالمية الثانية وتزوجها فورا , وقد يكون القرار الوحيد الذي أقدم عليه في حياته بدون أن يكون العقل هو المسيطر ,ولكن للأسف جين لم تتعرف الى أجدادها الذين قتلوا أثناء الحرب ولم يتبق في فرنسا الا القليل من أبناء العموم , والغريب أيضا أن تنجذب أمها التي تتمتع بكامل الأنوثة والحيوية الى رجل مادي , بارد كأبيها , ومرة أخرى عادت الى التفكير بشارل ومدى تأثيره عليها.
مرت عطلة آخر الأسبوع سريعا , كان عليها أن تجد مكانا لوضع سيارتها التي لم تتحدث عنها أمام شارل , كما كان عليها أن تقوم ببعض المشتريات اللازمة , من السراويل والقمصان وبعض الكنزات من أجل الأعمال المنزلية .
وبخروجها من محطة القطار مساء الأحد , فوجئت بأن الباص الأخير قد غادر المحطة , فطلبت من الموظف سيارة أجرة تنقلها الى هاي لينتون , ابتسم الموظف من خلف مكتبه قائلا :
" آسف يا آنسة .... ففي القرى دائما نقص بتلبية الطلبات".
" أن السيد شارل لم يعلمني بذلك ".
وخرجت وهي تلعن في سرها وتتوعد , وعندما وصلت الى خارج المدينة كانت ترتجف تحت الريح الجليدية التي تأتيها من المرتفعات وتوقفت لحظة لتلف نفسها جيدا بواقي المطر الذي تلبسه.... لأن الغيوم السوداء المنسحبة بأتجاه الأفق لا تنذر بالخير.
من الأفضل أن أسرع قدر الأمكان أذا كنت لا أريد الوصول مبللة بالمياه , وشعرت بالحزن عندما رأت بأنها الكائن الأنساني الوحيد وسط هذا الجو الكئيب , وفكرت بأنها لو كانت وافقت أهلها الى كندا لما تعرضت الى مثل هذا الموقف.
وأرتعشت أثر سماعها محرك سيارة من خلفها مع ضربة زمور فألتفتت الى الوراء حيث وقفت السيارة قربها:
" هل أستطيع أن أساعدك في الوصول الى مكان ما؟".
كان صوت الشاب يحمل نبرة تستلطفها جين , كما كان كالنعمة التي حلّت عليها من السماء , أنها ضد الصعود في سيارة مع شخص مجهول في هذه الطريق الصحراوية ... ولكن ظرفها الحالي لم يدع لها مجالا للرد أجابت فورا:
" نعم وشكرا".
وأخذت مكانها الى جانب السائق الذي سألها:
" أذا هبة الى مكان بعيد في هذه المنطقة؟".
ورغم الظلام أستطاعت جين أن تميّز أبتسامة الشاب فأجابت:
" أنا ذاهبة الى هاي لينتون .... ولا أدري أذا كنت تعرفها؟".
" بالتأكيد أعرفها بشكل جيد!".
وألتفت اليها بتوتر لدرجة أن السيارات أنحرفت عن خط سيرها , وقال:
" شاءت الصدف أن أشتغل في هذا المكان كوكيل أعمال , وها أنا عائد من عطلة نهاية الأسبوع , ولربما أنت كذلك؟".
" لا ليس تماما".
بذلت جين ما في وسعها لكي تخفي الأضطراب الذي ولّده لديها تصرف هذا المجهول , وبالتأكيد فأن السيد غريرسون والسيدة ديك لم يخفيا عنها وجود وكيل الأعمال... ولكن أن تلتقي به هنا وفي هذه الظروف قالت:
" قابلت السيد غريرسون يوم الجمعة ... ووافق على فترة الأختبار".
" فهمت...".
وزاد في سرعة السيارة بشكل عصبي مظهرا عدم أرتياحه من الخبر وعندما نظرت اليه جين بأندهاش شاهدت المرارة المرسومة على شفتيه:
" كان عليّ أن أعرف أن شارل سيضع كل شيء تحت تصرفه أثناء غيابي".
قال جملته الأخيرة بلهجة خشنة , مما أزعج جين لأنها لا تريد أن تكون سبب نزاع بين الرجلين.منتديات ليلاس

" كان علي! أن أقابل شخصا آخر".
تمتمت بهذه الكلمات علّها تحاول أصلاح الموقف وأضافت:
" لكن السيد غريرسون لم يكن له الخيار فقد أضطر أن يستقبلني".
ضحك الشاب بأحتقار وقال:
" لن تتأخري حتى تعرفي أن شارل لديه المزيد من الخيار, وأتذكر تماما بأنني أعلمته قبل غيابي بأنني متمسك بالتعاقد شخصيا مع الموظفة الجديدة ,ولكن كالعادة شارل لا يفعل الا ما يريده هو".
وتراكم الأنزعاج داخل جين , وفهمت أن علاقة السيد غريرسون مع وكيل أعماله ليست على ما يرام , وبلهجة هادئة مفتعلة قالت:
" لا أفهم لماذا نناقش تصرفات السيد غريرسون , في كل حال هو رب العمل".
ولم يتضايق الشاب من الملاحظة الأخيرة لا بل خفّت حدة لهجته وقال:
" أعذريني فأنا لم أقم بالواجب نحوك ولم أقدم لك نفسي , اسمي مارك.... مارك فنويك ".
وهكذا وبهذه السرعة أستطاع الشاب أن يستعيد مرحه مما جعل جين تبتسم وتقول بدورها:
" أنا جين براون".
" ولكن أود أن أعرف ماذا جاء بك الى هاي لينتون".
خفق قلب جين ولكنها حافظت على نبرتها المرحة وقالت:
"حتى الشابات بحاجة للعمل نظرا لمتطلبات الحياة".
وبدا أنه غير مقتنع وتابع:
" هاي لينتون لن تخيّب أملك , فالعمل هنا قاس , قاس جدا وشارل يدير كل شيء بيد من حديد".
ورغم المرارة التي عادت الى صوته فأن جين لا تزال تراه لطيفا.
أن شابا مثل مارك ف الخامسة أو السادسة والعشرين من العمر لا يستطيع أن يتحمل شخصية شارل المتسلطة, لأنه بحاجة الى أثبات شخصيته.
" العمل القاسي لا يخيفني , ماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك؟".
وفي الخارج ومن حولهما كانت قد أزدادت كثافة الضباب وأمتد حتى غطى البرية بكاملها مما زاد عزلتهما في المنطقة.
" وأوقات اللهو ... كيف تمضينها ؟ أذا كنت تحبين نوادي الرقص وبحاجة الى مرافق جيد فيمكنك الأعتماد عليّ".
وأبتسمت جين بعصبية وقالت:
" بدون أن أخيب أملك... لا يستهويني هذا النوع من اللهو , وأفضل أن أقوم بزيارة متحف أو مكان أثري أو أن أشاهد عرضا مسرحيا".
" حسنا.... أن معرفتي الفنية أذن ستكون مفيدة بالنسبة اليك".
وأنفجر الأثنان ضاحكين...وفجأة تجمدت الضحكة على الشفاه وأرتعشت جين , السيد شارل يقف بمدخل المزرعة والشرر يتطاير من عينيه الغاضبتين وتوجه نحو السيارة مسلطا نظرته الحادة على جين والتفت الى مارك:
" وأخيرا قررت العودة , أنتظرتك البارحة يا مارك, وأنت يا آنسة براون كان عليك أن تكوني هنا منذ ساعة".
جحظت عينا جين قليلا , ويتهمني بالتواطؤ ... ورمقهما شارل بنظراته المتفحصة كطفلين مذنبين , وشعرت جين بأن مارك يحاول أن يتماسك.
" ألتقيت جين على الطريق ولا يمكن أن أدعها تكمل الطريق سيرا على الأقدام , وأنني أتساءل كيف غاب عنك أن ترسل اليها أحدا الى المحطة , أنت الرجل المنظم...".
ولم يدعه شارل يستكمل كلامه , لقد فتح الباب الذي بجانب جين وقال:
" لا مبرر لأن ترفع صوتك يا مارك فأنا لست أصم... ولنتساءل على من يقع الخطأ , بيل طلب أجازة لحضور زواج أخته وقد وافقت أعتمادا على عودتك البارحة , كما هو متفق عليه , وعلى الأقل كان عليك أن تعلمني مسبقا , وتأكد بأن هذه العطلة كانت قاسية على الجميع".
أما جين فقد تجمدت ولم تجرؤ على القيام بحركة لأحساسها بأن هذا الرجل يقترب منها ويتفحصها بنظراته من رأسها حتى أخمص قدميها , أنه الشخص الوحيد الذي أستطاع أن يؤثر عليها بهذا المقدار , وسمعت صوت مارك:
" ولا مبرر لخلق المشاكل, فقد تكون هناك ظروف ...".
قاطعه شارل بأبتسامته المعروفة:
" لا شك في ذلك, وليس لدي الوقت لأسمع أعذارك الآن , سأراك فيما بعد ونستكمل الحديث... ولكن الآن سأذهب لتقديم الآنسة براون الى ماري".
وبعد أن وضعت جين حقيبتها نزلت بسرعة من السيارة ولم يفكر أحد من الرجلين بمساعدتها وتعبت من تتبع خطوات شارل الذي ألتفت اليها ممسكا ذراعيها بقسوة قائلا:
" أسمعي جيدا يا آنسة براون , أنت لا تزالين لغزا محيرا بالنسبة أليّ , وأتمنى ألا أكون مخطئا بالتعاقد معك".
ثم تابع سيره بدون أن يقول كلمة واحدة حتى وصل المنزل , ولم تعرف جين كيف تفكر , أنها مقسمة بين الخوف والمفاجأة , ولم يكد الأثنان يدخلان المنزل حتى هرعت سيدة ويلة ونحيفة لأستقبالهما:
" الحمد لله على سلامتك يا سيد شارل , كنت قلقة لأنك تأخرت في الذهاب والعودة من المحطة..".
وتابعت ماري وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها:
" لا بد أنها الآنسة براون؟".
أرتسمت على وجه جين أبتسامة لأنها التقت أخيرا بوجه مليء بالشفافية والحرارة الطيبة , وتبادلت النظرات مع ماري عندما قال شارل:
" لقد تعطلت السيارة أثناء ذهابي لملاقاة الآنسة براون ,مما أرغمني على العودة لأخذ السيارة الأخرى , وفي هذه الفترة حضرت الآنسة براون بصحبة مرك ويبدو عليهما السرور , ونظر بخبث بوجهه الغاضب الى جين التي أمتلأت غيظا من أحتقاره وردت:
" لم أكن أعرفه قبل أن أصعد في السيارة , لقد أصطحبني الى هنا , ما هو الخطأ في ذلك؟".
وأحست جين بأنه من الأفضل أن تصمت بعد أن هز شارل كتفيه بلا مبالاة وأضاف:
" أن الموضوع لا يعنيني ... كل ما في الأمر أنك تسببت في أزعاجنا نتيجة تأخرك .. ولن نتحدث بعد الآن في هذا الموضوع".
ثم التفت الى ماري بدون أن يعير أهتماما لنظرات الأحتجاج التي بدت على جين.
" أن الآنسة تعتقد بأننا نشك بمقدار صدقها , فأرجو أن تشرحي لها بعد أن أترككما , بأن أهم ما يميز مجتمع هاي لينتون هو الصدق".
أطرقت جين وهي تقول في نفسها:
" يا له من رجل يختلف عن كل الذين عرفتهم فيما مضى , كيف يستطيع أن يتوصل الى معرفة ما يدور في خلد الآخرين؟".
وتابع شارل:
" سأترككما الآن كي لا يظن مارك بأنني نسيته وأنت يا جين سأنتظرك غدا صباحا في مكتبي وأرجو ألا تتأخري".
وبدون أي كلمة نظرت المرأتان الى شارل وهو يخرج من الباب , ثم التفتت ماري وأمسكت بذراع جين تقودها الى غرفة الطعام حيث أمتلأت الطاولة بأطباق شهية ثم قالت:
" أخلعي معطفك يا عزيزتي , وسأعد لك القهوة".
وبعد أن شعرت جين بجو الغرفة الدافىء , خلعت معطفها وتوجهت نحو الموقد وجلست بجانبه مسترخية , وأحست بالهدوء والجو العائلي بعد لقائها بماري , وأنسلّت الى جانبها الهرة تحسس بها , قبل أن تذهب الى المطبخ , وتلاعب ماري التي حملت القهوة الى جين وهي تحاول أن تبعد الهرة كي لا تتعثر في خطواتها , وعندما نظرت الى وجه جين الشاحب قالت:
" ستشعرين بتحسن بعد تناول طعام العشاء , وأذا كان لا يضايقك , سأناديك بأسمك جين , وأنت تنادينني ماري".
وبعد ان أخذت جين مكانها الى الطاولة ... أضافت ماري:
" لا تحملي هما يا عزيزتي أن شارل مخلص , ولا أعتقد بأنه يريد أرهابك".
أجابت جين وهي تتناول قطعة من الخبز وتقرّب طبق السلطة أمامها:
" قد أكون مخطئة في مصاحبة شخص لا أعرفه , ولكن لم يكن أمامي حل آخر , ولذلك فالسيد شارل كان قاسيا".
أجابت ماري وهي تتجرع قهوتها:
" يجب أن تعذريه ,لقد كان الأسبوع الماضي مرهقا بالنسبة اليه في غياب وكيل أعماله , بالأضافة الى العطل الذي أصاب سيارته وهو في طريقه الى المحطة لأحضارك... وهذا ما جعله أكثر عصبية".
ابتسمت جين وشعرت بنوع من الأرتياح , وبعد أن أنهت طعامها وشربت قهوتها ... قالت لها ماري:
" لقد حان الوقت لكي تنامي الآن , ولا تنسي بأن شارل ينتظرك باكرا في مكتبه , وسيعطيك كل التعليمات اللازمة للعمل ".
قالت جين:
" أفهمني السيد شارل يوم الجمعة بأن عليّ أن أساعدك في الأعمال المنزلية".
رفعت ماري حاجبيها مستغربة قليلا وأجابت:
" أن السيدة ديك هي التي تساعدني عادة ,. ولكن قد أحتاج مساعدتك أحيانا في أيام العطل ,حيث تمضيها السيدة ديك مع أهلها.... وأعتقد بأنه يكفيك ما لديك من الأعمال مع الجياد , خاصة أثناء غياب شارل الذي غالبا ما يحدث".
أضافت جين:
" أعتقد أنه أصيب بخيبة أمل مع الموظفات السابقات؟".
ابتسمت ماري قائلة:
"هناك واحدة بقيت معنا لمدة عشر سنوات ثم تركتنا لتتزوج , وبعد ذلك خلفتها أثنتان من أسر غنية ومن النوع المدلل والمعتاد على حياة الرفاهية , لذلك لم يكن جديرات في العمل , ولكنني متأكدة بأنك مختلفة ... وهذا ما أتمناه من كل قلبي".
" سأبذل كل ما في وسعي , وأن كان على ما يبدو السيد شارل من النوع المتطلب , أليس كذلك يا ماري؟".
" في الحقيقة أنه ليس مريحا , ولكن كلما كنت جدية في عملك كلما أبتعدت عن شكواه وملاحظاته".
نهضت ماري بعد أن تركت جين مشغولة البال لآخر جملة قالتها , وأضافت:
" حسنا.... أنك متعبة وسأدلك على غرفة نومك".
ولم تستطع جين الا أن تتبع ماري".منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-11-09, 12:18 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


3- طاولة لشخصين

أستيقظت جين في السابعة صباحا , وتوجهت الى المطبخ حيث التقت مارك , الذي سبقها لشرب الشاي , أستقبلها بأبتسامة كبيرة , ويبدو أنه نسي الأساءة التي تحملها ليلة أمس من شارل.
" من الفترات الصعبة بالنسبة اليّ هي العودة الى العمل بعد العطلة , وهذا الشعور يرافقني منذ طفولتي حيث كنت أكره النهوض المبكر , والعمل أو المدرسة بعد العطلة".منتديات ليلاس
وتذكرت جين بأنها هي أيضا كانت لا تحب ذلك, ولكن في الريف كان هذا شبه ألزامي خصوصا في مزرعة كهذه , وعلى وكيل الأعمال متابعة العمل طيلة اليوم, وكأن مارك قد فهم ما ضايق جين عندما تنهدت فقال:
" لا ضرورة للضيق , فقد نهضت في السادسة ,ولست الوحيد بالتأكيد , في كل حال نصيحتي اليك بأن تسرعي للقاء العزيز شارل أذا كنت لا ترغبين في أثارة غضبه".
" يا لمقدرة هذا الرجل!".
هذا ما فكرت به جين وهي في طريقها الى القصر .
" التحذيرات تأتي من كل صوب , البارحة ماري واليوم مارك , من هو هذا الرجل الذي يستطيع أن ينشر هذا الخوف حوله".
وأحست بالشفقة على الفتيات اللواتي سبقنها.
" أنه لمن المؤكد بأنهن وقعن في حب سيد هاي لينتون وطردن أثر ذلك".
وشيئا فشيئا ظهر القصر بجماله الذي يفوق الوصف, بناء متناسب متناسق , العرائش الخضراء تتدلى من الأعلى حتى تصل الى الفسحة الأرضية التي تحتوي بركة ماء يتلألأ تحت الشمس كالفضة , والطيور ترفرف حولها وفوقها... كان بأمكانها أن تجلس ساعات وساعات تستمتع بجمال الرؤية ولكنها أرغمت نفسها على مغادرة المكان فاللحظة لم تكن ملائمة لتطلق العنان لأحلامها , وقد يكون السيد شارل يراقبها من خلف أحدى النوافذ , وعندما وصلت الى المدخل الرئيسي عرفت بأن هذا البناء يعود تاريخه الى عام 1740 كما كتب على لوحة في المدخل الذي عبرته فوجدت نفسها في صالة كبيرة علقت على جدرانها لوحات جميلة بين الأعمدة التي تفصل المساحات الجدارية , وكلمة مكتب رأتها بأحرف كبيرة على أحد الأبواب الذي ما كادت تقرعه حتى سمعت صوت شارل يدعوها للدخول.
" صباح الخير".
تمتمت بهذه العبارة وهي تتلفت يمنة ويسرة بدون أن تميز شيئا بسبب أشعة الشمس التي غمرت الغرفة وبهرت بصرها.
" أنتظري لحظة".
وسمعت صوت سحب ستارة , أستطاعت بعدها أن ترى محدثها.
" هكذا أفضل أليس كذلك ؟ في بعض الفترات من السنة تصبح الشمس عائقا حقيقي في هذه الغرفة".
جلست جين على المقعد الذي أشار اليه شارل ونظرت الى المكتب الفخم الذي يجلس وراءه والذي يدل على ذوق رفيع .
" طلبت اليّ أن أحضر هذا الصباح, هه".
وقالت هذه الجملة لكي تخترق الصمت الذي بدأ يثقل عليها , أجاب وكأنه لا يراها:
" نعم... بأختصار هناك خبر جديد سأقوله ولكنني أخاف من أن يكون سيئا بالنسبة اليك...".
" خبر سيء؟".
تماسكت جين , من المستحيل أن يكون جورج قد أكتشف مكانها... أذن؟ عبست وغامت عيناها الخضراوان وتساءلت عما أذا كان سيرهقها طويلا على هذا الشكل.
" أعتقد أنك كنت تعملين في مكتب , هذا ما قلته لي ".
" نعم".
ولكنها لا ترى الى أين يريد أن يصل , وشعرت بالغيظ من هذه الغطرسة وهذا التصرف , ولكنها لن تسمح له بأهانتها.
" أنه بخصوص سكرتيرتي الآنسة ليديا كليفك , لقد نقلت الى المستشفى هذا الصباح في حالة مستعجلة , وستخضع لجراحة , ومن المؤكد أن هذا محزن بالنسبة اليها أما بالنسبة اليّ فأن غيابها سيسبب الكثير من المشاكل لأن الأعمال الأدارية في مؤسسة كهذه تأخذ حيزا كبيرا , ليديا هي التي تهتم بكل ذلك, لذا أسألك أذا كنت تستطيعين أن تحلي محلها أثناء غيابها".
تسمرت جين في مكانها من هذا الأقتراح , جاءت الى هنا على أمل أن تعيش في الريف , وتهيء نفسها لمهنة المستقبل وتحقق ذاتها من خلال تحقيق أهدافها وطموحها , وعندما لم تجب رفع شارل حاجبيه وقال:
" أعتقد بأنك لن تعترضي".
وكأنه يمن عليها بأعطائها شرف الحلول محل ليديا , فأجابت وهي تكتم سخطها:
"الأقتراح بهذه الطريقة يا سيد غريرسون , أجد صعوبة في رفضه ,ولكنني شرحت لك سابقا كم كنت متضايقة من هذا العمل , ولذلك فأنا هنا".
" أجابها بلهجة لطيفة:
" طبعا طبعا... لكنه لن يكون أسوأ من غسل الأطباق لماري أو تنظيف الأصطبل , خاصة وأن هذا العمل لن يستمر الا أسبوعا أو أثنين ريثما تعود ليديا...".
وأعتبر صمتها قبولا والتفت الى قراءة الرسائل , وبدأت جين تراقبه , وشعرت بعدم الأرتياح من فكرة أن تكون الى جانب هذا الرجل الرهيب يوميا في هذا المكتب , الذي سيمطرها بوابل من الأسئلة قد تشكل خطرا بالنسبة اليها مما يهدد بقاءها في هذا المكان , وعندما رفع عينيه أحمرت جين من تأثير نظراته.
" أنا آسفة يا سيد غريرسون من أجل الآنسة ليديا ولكن أليس من الأفضل أن تستدعي أخرى من أحدى مؤسسات المنطقة؟".
وبعد لحظة صمت أجاب شارل:
" ولماذا أستدعي أخرى أذا كان لديّ سكرتيرة ذات خبرة , كما يبدو أنك لا تعرفين قيمة نفسك , وأنا متأكد من أنك أهل لذلك , أن العمل غير معقد , في كل حال لا مجال للخيار".
أنه يعاملها كالسيد المطلق, عليها أن تسمع وتطيع , وفي هذه اللحظة أحست بالكراهية أتجاهه , ولكن ماذا يمكنها أن تفعل ؟ فأجابته بلهجة باردة:
" آمل ألا أخيب ظنك".
" ولماذا تخيبين ظني؟ أنا لا أطلب الكمال, طلبت موظفة قادرة على مساعدتنا في تسيير أمور العمل , وخبرتك في السكرتارية جعلتك جاهزة لتسلم هذا المنصب , فكل ما أطلبه أن تؤدي العمل على أحسن ما يمكن حسب متطلباته ريثما تعود ليديا...".
وبدون أن يترك لها الوقت لتجيب نظر الى ساعته , وتحرك من وراء المكتب ,ولاحظ نظرة الأعجاب الموجهة اليه من جين وهي تتأمل شعره الأسود الذي يتوج جبهته , والرعشة التي أصابتها , لقد وقعت فريسة لمجموعة من الأنفعالات المتناقضة , وفاجأها بقوله:
" ما رأيك في مرافقتي الى غرفة الطعام لتناول طعام الأفطار , ليس ضروريا أن تعودي الى المزرعة هذا الصباح , أما غدا فيكفيني أن تكوني هنا في التاسعة".
ولما نظرت جين الى نفسها شعرت بأن بنطال الجينز الذي لبسته هذا الصباح لتنظيف الأصطبل لم يكن لائقا للعمل في المكتب.
" قد يكون من الأفضل لي أن أعود لكي أبدل ثيابي".
وعندما تحركت لتخرج أوقفها قائلا بسخرية:
" يا لك من غبية , جربي أولا أن تخلعي هذه القبعة وهذه السترة .... ألا أذا كنت قد ولدت على هذا الشكل؟".
أحست جين بالأهانة وبحركة عصبية رفعت القبعة وأنساب شعرها كالشلال الذهبي على كتفيها , ولم يستغرق شارل وقتا طويلا ليستعيد هدوءه بعد هذا التحدي الواضح في تصرف جين , ولم يدع الفرصة تفوته كالمعتاد فقال:
" آمل ألا يكون مزاجك متموجا على صورة شعرك .... الآن فهمت موقف مارك".
" مارك.... تريد أن تقول السيد فنويك".
حاول شارل أن يتجاهل الألتباس:
" مارك أو السيد فنويك ليس هذا هو المهم , أنه وكيل أعمالي , وبتحديد أكثر أحاول أن أساعده في بناء شخصيته , وأتمنى أن يسعفني الحظ بأن أجعله يكف عن اللهو والضياع".
لم تفهم جين ماذا أراد أن يقول شارل .... هل هذا تنبيه؟ وأحمرت خجلا وشعرت بأنه يريد أزعاجها.
" لا أعرف السيد فنويك بشكل أستطيع أن أبدي رأيا فيه ".
همهم شارل وقد بدا عليه الشك وتوجه بثقته المعتادة نحو الباب وأشار اليها أن تتبعه , مشت جين مترنحة.
أن هذا الرجل أقوى مما كنت أظن , ولكن يجب الحد من هذه اللعبة.
ولكنها لم تكن متأكدة بأنها تستطيع مقاومته وقتا طويلا , وأمتلأت رعبا من فكرة العمل معه في المكتب وقالت:
"يا ألهي , أجعل هذا الأسبوع يمر سريعا".
وبعد أن أجتازا ممرا طويلا , وصلا الى صالة واسعة شبه مهملة , تحتوي على قطع من الأثاث والسجاد الجميل ولكنها مرتبة بدون عناية , على العكس من صالة الطعام الصغيرة , والتي بدت أكثر جمالا بطاولتها وكراسيها الزاهية , وشعرت جين بأن هذا البيت تنقصه يد نسائية , ولكنها عندما نظرت الى الطاولة وجدتها محضرة لشخصين , ولأول مرة تساءلت فيما أذا كان شارل متزوجا فقالت بتردد:
" هل ننتظر السيدة غريرسون قبل أن نبدأ؟".
أجاب بأبتسامة ساخرة وهو يجلس الى الطاولة:
" لا وجود للسيدة غريرسون ., ولكن هذا الصحن خاص بالآنسة ليديا لأنها تأخذ طعام الأفطار هنا بسبب خروجها المبكر من بيتها".
أحمرت جين وهي تجلس عندما تابع شارل:
" وأذا أردت أن تعرفي المزيد... فأنا لست ضد الزواج , ولكن يجب أن نخصص للنساء الكثير من الأهتمام والوقت... ولا أستطيع ذلك.... على الأقل في الوقت الحاضر".
تجاهلت جين مزاح شارل وابتسمت ببرود قائلة:
" أذن أنت من الذين يوجهون أهتمامهم الأكبر لعملهم , وليس لذواتهم".





ثم تابعت بخبث:
" يقولون .. أحيانا تكون المرأة مفيدة للرجل".
" عندما تكون لؤلؤة نادرة ... وعلينا أكتشافها , ولكن ألا يوجد شيء في الحياة غير الزواج؟ حمدا لله لأنني لست عاطفيا الى هذا الحد".
نظرت اليه جين بدهشة , يا له من رجل يفيض جاذبية وسحرا , ولكن عليها أن تحترس أمام هذه الجاذبية لأن شارل ما زال غامضا بالنسبة اليها ,ولحسن الحظ فأن وصول ماري حاملة الخبز والقهوة بدد بقية الكلام, وتساءلت وهي تتأمل الأدوات الفضية , لماذا أقترح أن تشاركه طعام الأفطار؟ هذا السؤال حيرها وهي تراقب شارل يقرأ جريدته الصباحية , أن دعوته لموظفته يشكل أحتقارا للتقاليد والأعراف السائدة , ولا بد أنها ستكشف سر ذلك في يوم ما.منتديات ليلاس
كانت جين تقضي وعظم وقتها في المكتب ولا تعود الى المنزل الا لتناول طعام الغداء , أما عن أعمال المكتب فأنها وجدت بعض الصعوبات في البداية , نظرا للسرعة التي يتطلبها العمل... وبعد أن شرح لها كل الأعمال الأدارية الخاصة بالمزرعة, أحست بنوع من الجو العائلي وخاصة بعد أن أعتمد عليها كلية أثناء غيابه ... وكانت تقوم بعملها على أحسن وجه ولكنها كانت قلقة في الوقت نفسه من أن تتأخر ليديا عن الألتحاق بعملها , ليست لديها أي رغبة في أن تمضي حياتها في هذا المكتب , رغم أن العمل بحد ذاته لم يكن معقدا , وليديا تركت كل شيء منظما , وهذا ما أثار أعجابها , وكان شارل ****ا عن عملها معجبا بقدراتها , وقبل تناول طعام الغداء , أعطاها شارل بعض التعليمات التي تتعلق بالجياد ... وطلب اليها العودة صباح الغد لأنه سيتغيب بقية النهار ولم يحدد موعد عودته وعرض أن يوصلها الى المزرعة ... وتبينت من أناقة ملابسه أنه ذاهب الى المدينة وبينما كان يفتح لها الباب قال:
" مارك... يمكن أن يساعدك في معرفة ما تريدين , وأن كنت متأكدا من أنك تتدبرين أمورك بشكل جيد , ولكن أياك والمخاطرة في أمتطاء هاموند... وقد أعذر من أنذر".
أحمر وجه جين غضبا لأنها لم تفكر في أمتطاء هاموند , فعلى أي أساس يعاملها بهذا الشكل , في كل حال لديها ما يكفيها من عمل مع بقية الجياد , وأن كانت غير مقتنعة بأنها لا تقوى على أمتطاء هاموند.
وعندما دخلت المنزل وجدت ماري ومارك . وقامت ماري قائلة:
" سأحضر لك طعامك في دقائق... فأنا أعرف كم أنت كنعبة اليوم , نحن جميعا نشعر بالحزن من أجل ليديا , ونتمنى عودتها بالسلامة , وعلمت بأن كل شيء على ما يرام بعد العملية لأنني أتصلت منذ قليل بالمستشفى... وكما قلت لمارك بأن شارل محظوظ لأنك أستطعت أن تنوبي عنها بالعمل مما خفف همموم شارل".



ابتسمت جين لماري والتفتت الى مارك الذي كان حزينا مهموما... وما كادت ماري تخرج من المطبخ , حتى خرج عن صمته قائلا:
" شارل ذهب الى المستشفى على ما أعتقد؟".
بقيت جين صامتة للحظات وهي تفكر: ما هذه العلاقة الأسرية التي تجعلنا نتحدث بهذا الشكل عن سيد هاي لنتون , وأجابت:
" أذا كان السيد غريرسون هو المقصود , فأنه لم يعطني أية معلومات بهذا الخصوص , وأنا لا أسمح لنفسي أن طرح عليه مثل هذه الأسئلة.
نظر اليها مارك بدهشة وقال:
" نعم أن السيد غريرسون هو المقصود".
قال هذه الجملة بتشدق وهو يضيف :
" لا ضرورة لأتخاذ هذا المنظر المبالغ فيه , فأنا أرى بوضوح اللعبة , وأنت متعجلة لأخذ مكان ليديا".
لم تصدق جين أذنيها وأرغمت نفسها أن تحافظ على هدةئها :
" مارك... عليك أن تعرف جيدا بأنني لن أحتل مكان أحد , وليديا ستعود الى عملها , وهذا ما أتمناه".
وتطايرت شرارات الغضب من عيني جين الخضراوين , وقالت لنفسها , ليفكر كما يريد وسأسخر منه , وذهبت لتغسل يديها وساورها شك مرعب , ألم تتحدث بقسوة مع مارك , أنه وكيل أعمال هذه المؤسسة ويستطيع أن يطردها أذا شاء , ولكن لماذا لا ينصح سيد هاي لينتون وكيل أعماله بأن يبحث عن عمل آخر طالما أن الأمور بينهما ليست على ما يرام , ثم قالت لنفسها وهي تجفف يديها:
" ولكن معرفتي للأمور غير كافية لتشكيل فكرة واضحة وعملية للموقف ولنترك هذا للزمن".
وبعد أن عادت لتناول طعامها شعرت بالأرتياح بعد أن غادر مارك المكان ... ثم عرضت على ماري أن تساعدها في غسل الصحون بعد الغداء قبل أن تذهب الى الأصطبل .
وأستقبلت ماري هذا العرض بسرور لأنه يتيح لها أن تستكمل صنع الحلوى التي أمامها .
" لن أنسى لك هذه المودة... وسأشرح لك كيفية أستعمال جهاز غسل الصحون".
" آه ... هذا عظيم ... سأتدبر الأمر , أنه تماما كالذي لدينا في المنزل ".
وأنتبهت بأن هذه الجملة قد أفلتت منها بعفوية وردت ماري:
" لا شك أن عائلتكم كبيرة".
تضايقت جين وبدأت تضع الصحون في الجهاز وهي تبحث عن حجة لتزل بها شكوك ماري:
" لا أبدا... أذكر أن والدتي أشترتها بالرخصة".
" بالتأكيد.... من لا يمتلك هذه الأجهزة في يومنا هذا؟ أنها لم تعد غالية ولحسن الحظ".
ثم أضافت:
" هيلدا ديك هي التي تهتم عادة بغسل الصحون , ولكنها ذهبت الى السوق , أما بيل كلارك الذي يساعدنا في أوقات فراغه , فقد ذهب لحضور زواج أخته كما تعملين".
قالت جين بصوت متردد:
" آمل أن تعود ليديا بسرعة ... أن السيد غريرسون حدثني عنها هذا الصباح".
ردت ماري بعفوية شديدة :
" ولو سمعته يتحدث عنك ....".
عضت ماري على شفتيها كطفلة صغيرة بعد هذه الجملة وأضافت:
" لا تعيري أهتماما أنتباها لما قلت يا عزيزتي .... أن ليديا فتاة جيدة ولا يجوز أن أقول ذلك عنها , فهي صديقة جدا للعائلة ".
أحتارت جين وتساءلت , ما هو السر الذي أفشته ماري حتى أرتبكت , ولكي تطمئن ماري أبتسمت بلطف وقالت:
" هذا غريب كنت أتخيل أن ليديا ...".
" أنها لكذلك , لا أعني أنها عجوز , أنها تقارب مارك في العمر وهي في السادسة والعشرين , ولكن فيما مضى كان والدها وكيل أعمال السيد غريرسون والد شارل".
" أذن ليديا كانت تعيش مع عائلتها هنا؟".
" في البداية نعم , ولكن بعد أن قتل والدها بحادث في المؤسسة , ذهبت أمها الى هكسهام عند أختها , وفضلت أن تعيش هناك وبالتالي لحقتها ليديا ".
" أذن عليها أن تقطع كل صباح هذه المسافة الطويلة لتلتحق بعملها هنا!".
وهنا تذكرت جين بأن ليديا تتناول طعام الأفطار مع شارل ".
" ولذلك تدارك الأمر والد شارل وأشترى لها سيارة صغيرة , أن ليديا مقتدرة ولا تخاف من الأعمال الصعبة , وعليها الكثير من العمل هنا , خاصة بعد أن أخذ شارل مكان والده في أدارة الأمور بعد وفاته".
وأغلقت جين باب جهاز الجلي وهي مغتمة , لأنها شعرت بأن هناك شيئا وراء حماس ماري في أيصال هذه المعلومات اليها , فتابعت بحذر:
" أفهم من ذلك أن ليديا والسيد شارل قد شبا معا".
" لا أبدا , فأن شارل يكبر ليديا بعشر سنوات , وعاش بعيدا عن المزرعة , لمتابعة دروسه في المدرسة ومن ثم في الجتمعة , ولكن لديه أحساس بالواجب أتجاه عائلة ليديا , بعد الحادث المفاجىء الذي وقع للأب".




شعرت جين بأن فضولها سوف يتزايد مع مرور الأيام, وفوجئت بأنها بدأت تتذوق حياتها الجديدة , وأن معمل والدها أصبح بعيدا عن تفكيرها , ولكنها بطريقة ما أشتاقت الى أهلها وخاصة الى أمها , وهذا ما جعلها تتصل بأخيها كما وعدته , وأجابت زوجته جيل , الماهرة في أختلاق القصص والأخبار ,والتي أنفجرت غضبا ضد جين.
وحاولت جين أن تحد من هذا السيل من الأحتجاج مدعية بوجود تشويش في الخط.
هي الأخرى لا يمكنها أن تفهم جيل ولذلك قررت ألا تتصل بهم الا بعد عودة والدها الذي سينشغل عن غياب أبنته بأعماله الكثيرة, وحتى ذلك الحين تكون قد أكتشفت نفسها وقدراتها في هذا العمل وكيفية الأستمرار به ... والأسرار الكثيرة الأخرى التي تود أكتشافها لأرضاء فضولها .
وفي اليوم التالي فوجئت بشارل في المكتب وكان يفيض حيوية ونشاطا وبادرها:
" صباح الخير ... أنت متأخرة هذا الصباح يا جين , ولكن سأسامحك أذا شرحت ما الذي تم بشأن العلف الذي طلبناه منذ عشرة أيام , كان عليك أن تتصلي البارحة بشركة برايسون وعلمت من جان ديك أنه لم يستلم شيئا حتى الآن؟".
" آسفة ... لقد تركت ورقة على المكتب بهذا الخصوص ".
وتابعت بعصبية:
" في كل حال , الشركة ألغت هذا الطلب وتم توزيعه الى زبون آخر , وأذا كنت تريد تجديد الطلب فأنهم لا يستطيعون أن يعدوا بتاريخ توزيعه".
وضرب شارل بقيضة يده على المكتب مما جعل جين تقفز عن كرسيها وقال:
" ولكن أي شيطان أستطاع أن يلغي هذا الطلب... كيف ومتى ... ألم يشرحوا لك ذلك؟".
" منذ حوالي أسبوع".
كان شارل يشتعل غضبا عندما صرخ:
" أرجو أن تكوني أكثر وضوحا".
ولكن جين لم تخف من ثورة شارل وغضبه , فأجابت:
" لا أعرف أكثر من ذلك ... ولكنني أستطيع الأتصال بالشركة لتكشف لي اسم المسؤول عن ألغاء الطلب".
" ليديا؟".
ونظر اليها بتمعن , فردت:
" لا , أنه رجل ولكنني لم أحصل على أسمه".
" حسنا أطلبي الرقم بسرعة".
وما كادت تنهي الرقم الأخير حتى سحب السماعة من يدها :
" قسم توزيع الطلبات , لو سمحت".
وأستغلت جين الفرصة وتوجهت الى النافذة , أن غضب شارل أثار أعجابها , وفكرت بالشخص الذي كان على الطرف الآخر من الخط , وبصوت شارل الذي يدوي في أرجاء الغرفة , وبعد أن وضع السماعة توجه اليها قائلا:
" لا أدري أذا كان يجب أن أعذرك ... فأن الذي ألغى الطلب هو مارك".منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-11-09, 12:20 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


4-لا تعرف الكذب


وثارت ثائؤتها من هذه الشتيمة والأهانة فنهضت وقالت:
" لن أبقى دقيقة واحدة بعد الآن في هذا البيت".
شدها من ذراعها وأجبرها على الجلوس قائلا:
" هذا تمرد , وستبقين هنا وأنا الذي أقرر الى متى".
وأشتعلت جين غضبا أمام هذا التهديد.منتديات ليلاس
أندهشت جين وقالت في نفسها :
" لا بد أن هناك خطأ ما , وحاولت أن تعود بذاكرتها الى الوراء , ولكن مارك لم يتحدث أبدا عن هذا الطلب , وألقت بنفسها على كرسي المكتب بينما كان يتطاير من الغضب من نظرات شارل وأخيرا قال:
" من المؤكد أن هناك خطأ , ولا بد أن يكون مارك قد حدّثك عن هذا الطلب".
" لا أبدا , ولا أظن أن هناك فائدة من التأكيد عن ذلك يا جين".
وهكذا رأت جين نفسها تدافع عن مارك بصورة عفوية عندما أضافـ:
"قد يكون جان ديك هو الذي طلب منه ذلك".
" لا .... لا أعتقد".
قال شارل هذه الجملة الأخيرة , وهو يجلس على حافة المكتب , وقد بدأت نظراته وتقاطيع وجهه تأخذ مظهرا أكثر عنفا وسخطا , وأطرقت جين رأسها الى الأرض وحاولت أن تتماسك عندما قالت:
" أذا كان جان ديك ليس الفاعل , فبالتأكيد هناك شخص من المكتب , قد تكون ليديا هي التي ألغته بطريق الغلط".
وأضافت بحذر:
" وأنا أرى أن تعطي مارك فرصة أكبر لتحمل المسؤوليات , والرأيان دائما أفضل من الرأي الواحد , وما حدث أكبر دليل على ذلك".
ولكن عندما رأت شارل وقد تقلصت أسارير وجهه وشد قبضة يده وكاد يصرخ...
شعرت بأنها لم تختر اللحظة المناسبة لأبداء رأيها , ولكنها لم تكن تتصور بأن شارل يمكن أن يصل الى هذه الدرجة من العنف والأنفعال , لدرجة أنها تصورت بأنه سيضربها .
" مارك!".
قالها وهو يشدد على كل حرف.
" سيتحمل المسؤولية عندما يبرهن أنه قادر على تحملها , وليس لأنك يا آنستي العزيزة تدافعين عنه , وأذا كان سيتابع على هذا المنوال فللأسف لن يكون له مستقبل هنا , وأعتقد أنك تضيعين وقتك أنت الأخرى بالدفاع عنه".
وهنا تقوقعت جين على نفسها داخل كرسيها , بينما توجه شارل الى مكتبه وسحب بعض الفواتير من الدرج وبدأ يدقق بها , وأخيرا أستجمعت جين قواها بعد الرعشة التي أصابتها من الخوف وقالت:
" أتصلت البارحة سكرتيرة السيد فوكس وقالت بأن هناك خطأ ما بسبب الأضافة التي جاءت على الفواتير من أجل تلقيح الحيوانات ونقترح تسديدها في المرة التالية ".
وعندما حل موعد شرب القهوة الصباحية لم تمن جين قد وجدت الوسيلة التي تستطيع أن تهدىء بها السيد غريرسون الجالس أمامها , وبعد أن شعر شارل بوطأة الصمت قال مبتسما:
" أنا سعيد بأن أراك تتأقلمين مع حياتك الجديدة , وأعتقد بأنك أخبرت أهلك بذلك".
الجملة الأخيرة جعلت جين تأخذ حذرها , وتتساءل أذا كانت لديه أي شكوك حول هذا الموضوع , فأجابت:
" طبيعي ... ولكنهم الآن في كندا ... لأن عمل أبي يضطره الى التنقل المستمر".
وبعد أن فوجىء شارل بالأجابة , أندهشت هي أكثر من البساطة التي صرحت بها بالحقيقة فأضافت فورا:
" هذا يتوقف على الورشة التي يعمل بها".
وعاد الخوف والقلق الى قلب جين وتساءلت الى أين سيتابع بأسئلته ولكن شارل قال:
" منذ أسابيع كنت في كندا".
" وأعتقد أن مارك تولى أدارة الأمور بشكل حسن أثناء غيابك".
وعندما تجمدت الأبتسامة على وجه شارل , شعرت بأنها تتكلم بعفوية وتندم بعدها .
سيما عندما قال:
" ألا تعتقدين بأنك بالغت في مديح مارك يا جين؟".
تلعثمت جين بالرد :
" آسفة ... لا أريد أن أتدخل في هذا الموضوع ".
نهض شارل بخفة وهو يجيب :
" أذا كان مارك يريد أن يعاكس التيار, فعليه أن يتعلم كيف يقاوم".
وفي اليوم نفسه بعد العشاء طلب اليها مارك أن تحضر الى مكتبه للحظات وبدأ حديثه بدون مقدمات:
" ها أنذا في ورطة أخرى يا جين, فالأمور ليست على ما يرام بيني وبين شارل , لا بد أنك علمت بما حصل وأود أن تعرفي بأن ليديا لا علاقة لها أطلاقا بهذه القصة".
" أنا متأكدة من صدقك يا مارك ولكنني أفضل بألا نتناقش حول هذا الموضوع".
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تناديه بأسمه بعد أن ألح عليها بألا تناديه بالسيد فنويك , وبينما كان مارك يمشي أمام الموقد جيئة وذهابا ,قال:
" من المؤكد يا جين أن نظرتنا الى الأمور ليست واحدة , في الحقيقة أنا أحب ليديا أنها فتاة رائعة , صدقيني , وأتمنى أن تحتفظ بوظيفتها , ماري أخبرتني عن مهارتك في عمل المكتب".
" هذا أذن ما يقلقك بالدرجة الأولى , وأنني لمستغربة كيف تستطيع ماري أن تحكم على أمكانياتي مع أننا نادرا ما تكلمنا حول عمل المكتب".
" قد يكون من خلال شارل".
" أنت تعرف كما يعرف الجميع يا مارك , بأنني لم آتي الى هنا من أجل العمل المكتبي".
" أعذريني يا جين , ولا تعامليني كشخص غير متوازن , وأن كنت أتساءل أحيانا لماذا أصل الى هذه الحالة عندما يحاول شارل أن يخرجني عن طوري ؟ ولكن في كل حال بما أن ليديا لم تصرح حتى الآن من منا تفضل , فأنا لا أستطيع أن أفكر بالمستقبل بشكل جدي".
وكان لسان جين قد أنعقد من الأنفعال وتلعثمت عندما أرادت أن تقول:
" أنت تريد أن تقول أن شارل وليديا..؟".
فألتفت مارك نحو النار وأجاب:
" في الحقيقة أنا لم أعد أفهم شيئا , لقد أزداد أهتمامه بها منذ دخولها المستشفى , فكل يوم يذهب لزيارتها , حاملا اليها الورد , ماذا تريدين بعد ذلك؟ كل الأوراق الرابحة بين يديه , فأي فتاة لا تحلم بأن تكون سيدة هاي لينتون؟ ولا نستطيع أن نلوم ليديا أذا كان هذا الموضوع يراود مخيلتها , ومن ناحية أخرى فهناك شارل الذي يشجعها أحيانا على ذلك".
تقبلت جين الموقف بحزن وهي تتأمل النار المشتعلة , كيف يمكنها أن تنسى بأنها هي التي قامت بطلب الزهور مرتين بناء على طلب شارل , وهي التي رأت علبة الكاكر التي يحملها تحت أبطه وهو ذاهب الى ليديا , ولكن كيف يمكنها أن تقول ذلك لمارك , فأبتسمت وكأنها تريد أن تطمئنه قائلة:
" أذا كانت ليديا تحبك فلن تفكر في شخص آخر , وأذا لم يكن كذلك , فلماذا تريد أن تحاسبها ! أنها السكرتيرة الخاصة لشارل ومن الطبيعي أن يكن لها الأحترام ويهتم بها وهي تبادله الشعور نفسه".
وبمرارة أنفجر مارك ضاحكا:
"أريد أن أصدقك ولكن حبي لليديا ليس وليد البارحة , وشارل لا يجهل مشاعري أتجاهها , ويبدو أن ليديا ليست مؤهلة لتسريع الأمور وحسم الموقف , هل تفهمين الآن , لماذا أريد الأنتقام بكل الوسائل.
قالت جين بهدوء:
" أستطيع أن أفهم الآن لماذا ألغي طلب السيد غريرسون ".
أجاب مارك بسرعة:
" في رأيي الخطأ تتحمله سكرتيرة السيد غريرسون التي ألغت هذا الطلب عوضا عن طلب آخر , كان علي أن أكون أكثر دقة أنا بدوري , ولكنني كنت في غاية الأستعجال لألتحق بليديا التي كانت في الطريق الى المستشفى , ويبدو أنني أعطيت رقم السند بشكل مغلوط , كما شرحت لشارل ,ولو كانت ليديا موجودة لما حصل كل ذلك".
ألقت جين نظرة الى ساعتها وأعتذرت مدعية بأن لديها كثيرا من الأعمال للغد فقال مارك:
" حسنا ولكنني أتساءل أذا كنت ستقبلين دعوتي ذات مساء بأن نتناول طعام العشاء وحيدين في مكان ما , وستقولين لي أذا ما كنت على حق".
أبتسمت جين وقالت لنفسها أنه يحتاج لشيء من النضوج رغم سنه ثم قالت لمارك بسخرية:
" أعتقد بأن رغبتك تكمن في أثارة غيرة ليديا أكثر من رغبتك في الخروج معي , أذن لماذا لا ننتظر تطور الأمور؟".
أشرق وجه مارك بأبتسامة عريضة وأجاب:
" ولكن من المؤكد يا عزيزتي جين , وأن كان لا يفوتك شيء , أنك ساحرة وجذابة ومعظم الرجال يحلمون بمغازلتك حتى وأن كنت مصرة على أن يكون شعرك مشدودا بهذه الطريقة".
وقطبت جين حاجبيها بأستهجان قائلة:
" حسنا لنؤجل هذه الدعوة لوقت آخر ريثما نتعرف الى بعض بشكل أفضل".
وبعد أن وضعت يدها على قبضة الباب أضافت:
" لو كنت مكانك يا مارك لضاعفت أهتمامي بليديا لأن السد شارل ليس الشخص الوحيد المسموح له بزيارتها , ومن يدري فقد لا تنتظر هي ألا أن تشجعها أنت في حسم الوقف ".
وبدون أن تنتظر رد فعل مارك خرجت وأغلقت وراءها الباب بهدوء , وبعد عدة أسابيع خرجت جين مع شارل في جولة على الجياد بين الحقول وكان الطقس منعشا , أنها الفترة التي تسبق حلول الشتاء , وكل ما تبقى من مزروعات قد غاص تحت ضربات المحراث التي لا ترحم , وها هي الأرض المحروثة تنتظر تلقي البذور الجديدة , وطيور النورس بدأت ترحل وعن قريب سيغطي الثلج هذه المساحات الشاسعة من الأرض.منتديات ليلاس



وها هو هاموند الحصان الأسود الجميل يستعيد مجده مع صاحب شارل ويثب بين الحقول والهضاب , قطعان الماشية تجول في الحقول , وجين تستسلم تماما لنشوة أحساسها ببرودة الهواء على وجهها , وأحمرار خديها وتطاير شعرها , وبعد أن أوقف شارل حصانه على رأس التلة مشرفا على وادي التاين قال:
" لا يوجد أجمل من هذا المكان , في هذه الفترة من السنة ".
أكتفت جين بهز رأسها تعبيرا عن سعادتها , لأن جمال المنظر جعلها غير قادرة على الكلام , في الشمال الجدار الروماني الشهير منذ عصر الأمبراطور أدريان , المنتصب على الحدود الأسكتلندية , وفي الجنوب وادي التاين الذي يتلوى بعظمته بين الغابات , ثم تابع شارل:
" يعود تاريخ هذه المنطقة الى القرون الوسطى , ولكن قد لا يعنيك مثل هذا الموضوع".
" على العكس فالتاريخ يهمني جدا وآمل أن أتعلرف جيدا الى المنطقة مستفيدة من أقامتي فيها , وأعتقد بأن الملكة قد جاءت منذ فترة قريبة الى هذه المنطقة لزيارة دير هكسهام".
" صحيح ففي الصيف الماضي أحتفل الكاهن بالعيد الثالث عشر بعد المائة لبناء هذا الدير ".
" يبدو أن لديك معلومات مهمة عن التاريخ المحلي للمنطقة".
" لا , ليس هذا كافيا يجب أن نعرف كل شيء عن المنطقة التي نعيش فيها , الماضي هو تراث الأمة , ونحن نملك أقدم قصر في كل أنكلترا , ولكن السياح الذين يرتادون المنطقة يذهبون لزيارة الحصون الرومانية ولا أعرف ما السبب في ذلك".
" أنها الدعاية بدون شك".
وسرحت بنظرها الى الأفق حيث يقوم الجدار وقالت:
" أنني لأتذكر كم من الشعراء تغنوا بها".
وفوجئت به يتمتم :
" هكذا أذن, لقد بنوها حجرا حجرا وعلى الطراز الرومانسي الصرف , وها نحن لا نزال نكتشف الأحجار المكسورة المرمية في النهر , عندما هبط مستوى مجراه في أحد أشهر آب الحارة".
وأخيرا عاد الى نبرة السخرية قائلا:
" هل تعرفين شاعركم كيبلنغ؟".
" بعض الشيء , وهذا ما يرعبني لأنني لم أقرأ الشعر منذ أيام الثانوية , مع أنني كنت معجبة جدا بأعماله وأراها رومانسية جدا , ولكن في سن السابعة عشرة , ما الذي لا نراه رومانسيا؟".
كتم شارل ضحكته لهذه الجملة التي صدرت من جين . أبنة الواحد والعشرين عاما , وبعد أن ركز نظره نحوها قال:
" ما الذي جعلك تفقدين أحلامك؟".
كيف يمكنها أن تقول له بأن الحاضر هو الذي يقلقها وليس الماضي؟
" مثل كل الطالبات مررت بتجربة الحب مرتين أو ثلاث وأكتشفت بأنها لم تكن على جانب من الأهمية".
وأنحنت جين لتداعب عنق الحصان , لينتون ليد, الذي يعرف كيف يتجاوب مع أقل حركة من فارسه , تابع شارل:
" والسنوات التي تلتها؟".
وأحمرت جين وشعرت بأن شارل يشك بأنهاتخفي عنه شيئا فأجابت:
" ولماذا هذا الألحاح؟".
" مجرد فضول".
" بعدها تعرضت لعديد من المغازلات , هذا كل ما في الأمر".
وأحست بالغضب عندما رأت نظراته المتفحصة وفرحه بأضطرابها وقالت محدثة نفسها:
" يا له من متكبر معتد بنفسه , فهل ينتظر مني أن أكاشفه بأسراري وأعترف بأنني لم أعرف معنى الحب .... وبالتالي يسخر مني , وبالتأكيد فأن ليديا تثير أهتمامه أكثر مني... وشدت بأصابعها على اللجام عندما بادرها بالسؤال :
"لكن أين تلقيت علومك؟".
ومن هول المفاجأة لم تفكر بالكذب فأجابت فورا:
"في مدرسة ساري".
" لكنني أعتقدت بأنك تسكنين برادفورد فهل كان أهلك يريدون التخلص منك؟".
وجاء صوت شارل ناعما مما فاجأ جين التي تنهدت بعمق قبل أن تجيب :
" لا أبدا , لا يمكن أن أسيء الظن بهم".
وأدركت أنه يراقبها بدقة , فتهيأت لتهمز الحصان ليثب بها وأذ بيده تشد ذراعها :
" هل أنت خجولة يا جين! كثير من الناس لم يعرف عاطفة الأهل , هل لديك أخبار عنهم؟".
" لا .... ليس بعد".
وبتشديدها على الحروف ظنت أنها تستطيع أن تخفي الحقيقة وتهرب من نظرات شارل ولكنه تابع مستفسر:
" أليس لديك أقرباء آخرون في هذا البلد؟".
" نعم , عندي أخ".
ورأى شارل أن وجه جين خال من أي تعبير فتابع:
" أخ؟ أين يسكن؟ لم تحدثيني عنه مطلقا".
" لأنك لم تطلب مني ذلك , أنه يعمل في مصنع".
وشعرت بحرارة يده الناعمة على ذراعها الذي لا يزال ممسكا به, فخفق قلبها وصرخت:
" أخي يسكن برادفورد وأذا كنت تريد أن تستعلم أكثر منحن متفاهمون وعلاقتنا جيدة ".
ضاعت الكلمات الأخيرة مع أنطلاقة الحصان الذي نزل الهضبة وجمح كالهواء , ولم يعد بالأمكان تخفيف سرعته , وأزدادت نشوتها عندما أصبحت مع الحصان كالجسم الواحد , وألقت وراءها خوفها من شارل, لماذا يريدها أن توضح له أسباب مجيئها الى هنا , فلن يفهم ذلك ولم يفهم الشعور الذي أحسته لأول مرة بحريتها.
وعندما حاولت مع حصانها أجتياز الحاجز سقطت على الأرض بين أرجل الفرس , ولكن مرونة جسمها ساعدتها على الوقوف فورا بدون أن تصاب بأذى , ولكنها كانت خائفة على الفرس فأمسكت باللجام , ومررت يدها بهدوء على عنقه وقبل أن تبدأ بفحصه كان شارل الى جانبها , وقد ظهر القلق على وجهه عندما سألها:
" هل أنت بخير؟".
" نعم , ولكنني لا أزال تحت تأثير الصدمة , وخائفة على الحصان , هل تسمح بأن تلقي نظرة عليه؟".
وبعد أن تأكد أن جين بخير توجه الى الفرس وجعله يمشي بضعة خطوات ليتأكد من أنه لا يعرج , قال:
" ليس هناك ما يقلق ولكن ما الذي دفعك الى ذلك؟ كدت تكسرين ظهرك".
وشعرت بنظراته تسيطر عليها , فأرتجفت ولكنها كانت تعرف بأنها تسنحق هذا التأنيب لأنها أرادت الهرب منه , ولكنها عرضت حياة الفرس للخطر.
" أنا آسفة... آسفة فعلا".
" من الأفضل أن تذهبي , وسأحضر العربة لأنقل الفرس عليها بأنتظار البيطري ".
جلست ليلا قرب النار مع ماري التي تحيك الصوف , وفي العاشرة رمت الصوف من يدها وبدأت بالتثاؤب .
" سآخذ فنجانا من الشاي , وأذهب للنوم , ويبدو أن مارك كعادته سيعود متأخرا ولا أريد أنتظاره".
فأسرعت جين لأحضار الشاي , وعاد مارك من السهرة مع ليديا وأمها , وكانت ليديا في هذه الفترة تخرج مع مارك كما تخرج مع شارل , ولكن جين تجنبت الحديث في هذا الموضوع الذي لا يعنيها , كما لا يعنيها العمل في المكتب , كل ما يؤرقها هو عملها الى جانب شارل الذي تعتبره عذابا في كل لحظة , وبعد أن حملت الشاي الى ماري قالت:
" سأذهب لأطمئن عن لينتون ليد".
وبعد أن رأت ماري قلقها أجابت:
"نسيت أن أقول لك بأن السيد شارل قد مر الى هنا بعد ذهاب البيطري , وقال أن الحصان بخير ويمكن ركوبه غدا صباحا ولا ضرورة للقلق".
" أنا لست قلقة ولكنني أشعر بشيء من المسؤولية , وقد تنعشني برودة الهواء ".
" كما تريدين , فأنا ذاهبة لأنام , ومن الأفضل أن تفعلي الشيء نفسه".
أبتسمت جين وقالت:
" لا تقلقي وأعدك بأنني لن أتأخر".
وخرجت , أما ماري فقد تنهدت وقالت:
" أنتم يا عشاق الخيل , كلكم على هذا المنوال".
وفي الخارج كان الظلام مخيفا , تقدمت جين بحذر الى الطريق المؤدي الى الأسطبل وشعرت بقشعريرة البرد بعد الدفء الذي كان في الداخل , ونتيجة للسرعة التي خرجت بها لم تفكر أن تضع عليها ما يقيها البرد , وبيد مرتجفة أخذت تبحث عن زر الكهرباء وعندما أنبثق النور فجأة , أثيرت الأحصنة التي كانت جالسة بأرتياح وألتفتت نحو القادم اليها , صهل هاموند وأجابته جنيفر.
وقدمت لهم جين قطع السكر التي كانت تحملها كالعادة , ثم دخلت الى لينتون ليد وبدأت تحادثها بلطف ورفعت قائمتها لتتأكد من أنها لا تؤلمها وأستسلمت الفرص لفحوصاتها , ثم همست لها:
" حسنا , أنت سليمة ولكن يبدو أننا نحن الأثنتان مجنونتان هذه هي الحقيقة , هزت الفرس عنقها وكأنها همت , وأسرعت بتناول قطعة السكر , ثم تابعت جين مرورها على بقية الأحصنة مستكملة توزيع قطع السكر ومداعبة الجميع , وفرحت بسلامة لينتون ليد , وعندما صهل هاموند أرتعشت لأنها عرفت بأنه لمح وجود أحد على مدخل الأصطبل, أنه شارل , أنقطع نفسها من شدة الأنفعال عندما تقدم نحوها , هي التي أعتقدت بأنه عاد الى القصر منذ فترة طويلة.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-11-09, 12:24 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


5- هدية مرفوضة


أحس شارل بالأضطراب الذي بدا على وجه جين لدى ظهوره المفاجىء , ولكي لا يترك لها مجالا للظنون قال:
" كنت متأكدا من أنك أنت التي في الأصطبل , فمن سيأتي في ساعة كهذه سواك, ألم تقل لك ماري أن الفرس بخير ؟".
" نعم, ولكنني عرفت بأنك عدت الى القصر؟".
" كان علي أن أتكلم مع جان ديك في موضوع مستعجل , وكذلك مع مارك ولكنني لم أجده".منتديات ليلاس
" لقد خرج مع ليديا...".
وعضت على شفتها بعد أن قالت جملتها بعفوية , وخافت أن تثير غضبه , فتوجهت نحو باب الخروج , عندها أجاب شارل بلامبالاة :
" يستطيع مارك أن يخرج مع من يشاء , ولكن للأسف لا يتواجد كثيرا في المنزل , وهذا ليس لصالحه".
" أتريده بعد يوم عمل كامل ألا يروح عن نفسه قليلا؟".
" يوم عمل , هذه أذن نظريتك الي...".
قالها بسخرية مضيفا:
" أتساءل أحيانا يا عزيزتي جين ما هي النتائج التي توصلت اليها في تحليلي".
" لا شيء ... لماذا؟".
وظهر عليه الأنزعاج ولكنه فرح بأضطرابها وقال:
" بالمناسبة أنا أيضا أحب فترات الراحة".
أنها تعرف ذلك تماما وما عليه ألا أن يتذكر الأهتمام الذي أحاط به ليديا , وفي هذه اللحظة ضرب الفرس بقائمته على خشبة الأصطبل ... فقالت جين بسرعة:
" جئت لأطمئن عن لينتون ليد وسررت لأهتمامك بها , ولكن ذلك لم يمنعني من القلق عليها , لأنني لا أحتمل آلام الحيوان".
" حسنا ولكن لا مبرر لهذا القلق , لأنني تأكدت من سلامتها , فالخيول غالية الثمن وعلينا الأهتمام بها ".
وشعرت جين بأن شارل يبقى دائما السيد في كل الأحوال والظروف , وتجمدت عيناها على الفرس وهي تقول:
" أعرف ذلك , كنت أحلم بناد للفروسية , ولكن للأسف لن أسمح لنفسي بأن أغامر أية مغامرة بهذا الخصوص".
" ما معنى هذا؟".
وتوجه اليها بنظرة فاحصة , ولعنت جين نفسها لأنها أفشت سرها بهذه البساطة.
" وهل رصدت المبلغ الأساسي؟".
وفكرت في نفسها:
" يجب أن أبلغ الحادية والعشرين من العمر حتى أستطيع أن أحصل على أرث جدتي".
لكنها أجابته:
" لا ... فأنا لا أملك ما أشتري به ذنب حصان".
" كل أمرأة تحب الخيول تحلم بأنشاء ناد للفروسية".
" أنت مرتاح بعملك , لكن أن تدير مركزا من هذا النوع , فهذا يتطلب الكثير من التفاني".
وشعرت بالتوتر لأبتسامة شارل, أنه كأبيها ينظر اليها نظرته الى طفلة تحمل أفكارا مثالية وقالت:
" كل ما يهمني أن أتمتع بممارسة هذا العمل...".
وتابعت بسخرية:
" وأنا لست من اللواتي تحدثت عنهن...".
أجاب بسخرية:
" حسنا يا آنسة براون , أنا أقترح بأن تتزوجي صاحب أصطبل كبير".
وقالت جين بنفسها:
" كل ما أتمناه أن أمتلك الثقة بنفسي مثله".
ونظرت اليه . ومن فتحة القميص رأت بشرته السمراء التي لا تزال متأثرة بحرارة شمس الصيف , وشعرت بشيء من الدوار , فأستندت الى الجدار , وقال:
" ها... ما رأيك في هذا الأقتراح؟".
وأقترب منها أكثر, وكان الظلام المخيم قد فرض نوعا من التقارب في المكان وبجهد أستطاعت جين أن تستعيد صوتها:
" لا أتذوق مثل هذا النوع من المزاح ,و لكن نظرا لألحاحك أريدك أن تعرف أنني أفضل العدول عن طموحاتي من أن أحققها بالزواج".
" لن تدّعي بأنك لا تهتمين بالرجال:
" ونستطيع أن نعكس السؤال ونتساءل هل الرجال مهتمون بي؟".
ورفعت خصلة شعرها الى الوراء ... وشعرت بأنها سيطرت على الموقف , خبرتها لم تكن محدودة ولكنها سطحية , فليس فيليكس وحده هو الذي غازلها , أذن لماذا تخاف؟ هل سيختلف شارل عن غيره؟".
" لماذا تنظرين الي بشك؟ عليك أن تعرفي بأنك مغرية جدا ".
وشاهدت الأعجاب مرسوما في عينيه , ثم أضاف:
" ولكن لماذا لا تولين مظهرك قليلا من العناية؟".
كان شعرها مشدودا الى الخلف ومربوطا كذيل الحصان, والتفتت الى الوراء لتهرب من نظراته ومن مواجهته , وقالت:
" ربما , ولكن هل هذا خطأ مني؟ يبدو أننا أبتعدنا عن الموضوع , وأنا لم آت الى هنا لأجيب على تساؤلاتك حول حياتي الشخصية , ولكنني جئت للأطمئنان عن الفرس , هل تسمح لي بالمرور لأعود الى المنزل؟".
ورفعت وجهها الى الأعلى بأعتزاز فبرزت طبيعتها الأرستقراطية , وحاولت أن تهرب من أمامه.
" لا أزال أتصور بأن الجميع كانوا يخضعون لأوامرك".
أحمرت جين ولم تعرف بم تجيب , ربما يريد أن يمازحها ولكن كيف لها أن تعرف ذلك...
ولذا عليها أن تكون حذرة ,وشعرت بأنها لن تستطيع أن تقف أمام هذا الرجل.
" أود أن أذكرك بشيء واحد , قرأت الأعلان وبما أنني أحب الخيل , أعجبني العمل هنا وهذا هو الموضوع بكل بساطة ".
" ولكن الغريب يا جين بأنك تجيدين القيام بكثير من الأعمال...".
" لندع هذه المناقشة غير المجدية".
لم يجب ولم يتحرك وظل منتصبا أمامها , مما جعلها كالسجينة وعندما حاولت الخروج أمسكها من كتفها قائلا:
" أنت تحاولين بكل الطرق أن تتهربي من ماضيك ... مع أننا في الوقت الحاضر لم نعد نقيم وزنا لهذا, وأنا لا أريدك أن تبذلي مجهودا من أجل لا شيء".
وضغط بأصابعه على كتفيها مما جعلها ترتجف , وفي الخارج كان الهواء البارد يعصف بشدة , ولما رفعت رأسها الى الأعلى تابع يقول:
" نبقى هنا أذا كنت ترغبين بذلك؟".
وبلطف أدار وجه جين وأخذ يداعب عنقها نزولا الى كتفيها ثم جذبها اليه وشد خصرها بيديه اللتين تفيضان رجولة , حتى شعرت وكأنها ستذوب , فهمس في أذنها:
" سأتجاوز كل الأنظمة , فأنت مثيرة جدا , وأنا لست ألا رجلا وسأكون مجنونا لو أضعت مثل هذه الفرصة...".
وبدون أن يترك لها المجال لتقول شيئا عانقها بحنان ... وشعرت جين بالدفء يسري في جسمها , وكأنه كشف عن مشاعرها المخبأة أذ لم يسبق أن عانقها أحد بهذه الطريقة, وفهم ذلك شارل عندما ضمها بين ذراعيه وتمنت ألا تنتهي تلك اللحظة , ثم أبعدها عنه قائلا:
" أذن لم أكن مخطئا ... فأنت تجيدين العناق , وهذه موهبة جديدة تضاف الى نشاطاتك المتعددة".
وشعرت بثورة عارمة وفهمت بأنه لن يدع الفرصة تفلت من يده, ولكنها قررت هي الأخرى أن تقاوم وبدأ شارل يتمرغ بها , وجهه , وشعره , وأنفه وأهدابه , ثم عانقها من جديد وبقوة جعلتها تنسى ما قررته وتنساق لعواطفها , وعندما تركها كادت تسقط على الأرض لأن رجليها لم تقويا على حملها وبدون أن تقول كلمة واحدة , أنسلت بأتجاه الباب , وسمعت صوت شارل يقول لها بخشونة :
" لقد حان الوقت لتعودي يا جين , وبما أنك غير مؤهلة لمجابهة هذا النوع من المواقف , أنصحك بعدم العودة الى هنا في مثل هذه الساعة المتأخرة".
أحمر وجه جين ... يا له من وحش, ألم يخرج هو أيضا مهانا من هذه المغامرة.
لكنها أستطاعت أن تجيبه رغم الغصة التي خلفتها لهجته:
" أطمئن أنا لست على أستعداد لتجديد مثل هذه المغامرة لكن ليس للأسباب التي تدعيها لأنني أعتقد بأنني على المستوى نفسه".
بلهجة باردة أجاب:
" في كل حال أن عدم الخبرة له جاذبية أيضا".
وعندما وصلا الى المزرعة قالت:
" تصبح على خير".
أجابها بنبرة ساخرة:
" ستشعرين بالتحسن غدا"


وبعد أسبوع وفي الصباح الباكر بعدما عادت جين من الأصطبل , وجلست تتناول طعام الأفطار قدمت اليها ماري سماعة التلفون لتسمع صوت ليديا يقول:
"شارل ذهب الى لندن لمدة يومين ... وقبل سفره طلب مني أن أبلغك بأن تحلي محلي في العمل في الفترة التي أريد أن أستريح بها , فهل يمكنك أن تأتي فورا؟ ".
بذلت جين كل ما في وسعها لتكتم سخطها وفكرت : أذا كان قد قرر السفر من الأفضل أن يكلفني هو بذلك , وعليه أن يعرف أيضا بأنه يكفيني ما أقوم به من أعمال مع الخيول بدون المكتب , وكذلك تلك المسكينة ماري التي تشكو دائما من عملها المرهق ولكن لا ... أن الآنسة كليفز هي التي بحاجة الى الراحة .... ولما وصلت الى باب المكتب كانت ليديا تنتظرها بفارغ الصبر.
" حسنا نستطيع أن نقول بأنك تتصرفين بوقتك كما تشلئين , سأذهب الى المدينة ولا أعرف كم سأستغرق من الوقت".
أذن كيف ستذهب الى المدينة وهي تدّعي بأنها محتاجة الى الراحة ؟ وتابعت ليديا:
" نعم سأذهب الى نيوكاسل مستغلة غياب شارل لأفصل فستانا .... لأن ثيابي أصبحت واسعة بعد العملية , وسأحاول أن أصنع شيئا من أجل شعري لأنني لم أعد أطيقه كذلك ".
وكالمعتاد كانت ليديا بكامل أناقتها ولكن جن أصرت بألا تعلق على الموضوع وقالت بلا مبالاة:
" وبالتأكيد ضربت موعدا؟".
" موعد.... آه ... شعري أعتقد بأنني سأغير شكله".
وكان في صوتها رنين كاذب .... لم تكن بحاجة لا لتسريحة جديدة ولا لثوب .... أذن لماذا هذه السرعة في الخروج؟".
قالت جين وهي تأخذ مكانها على الكرسي :
" ألم يقل السيد غريرسون شيئا عن أسباب سفره الى لندن ؟".
" لضرورة العمل , قرر ذلك فجأة".
هزت كتفيها ووضعت أمام جين مجموعة من الفواتير والسندات :
" هذا ما ستنجزينه خلال هذه الفترة , وبالنسبة الى الباقي , كتبت قائمة بذلك , في كل حال سأمر في نهاية اليوم لأرى أذا كان كل شيء على ما يرام".
" كان عليها ألا تترك المكتب أثناء غياب شارل".
هذا ما قالته ماري عندما تأخرت جين في الحضور لتناول طعام الغداء.
" وعندما يعود السيد فنويك سأحاول أن أعرف لماذا تغيب الأثنان تحديدا هذا اليوم , قد لا يعنيني هذا , ولكن يهمني أن أعرفه".
جين كانت قد طرحت على نفسها السؤال نفسه , مما زاد في حيرتها وجود ليديا في صباح اليوم التالي في المكتب.
" كما ترين لم أعد بحاجة اليك الآن لأنني قرر أن أؤجل ذلك الى يوم آخر , ولكنني سأطلب منك ألا تخبري شارل بأنني تغيبت البارحة .... مع أنه كان قد طلب مني أن آخذ بعض الراحة ولكنني أود أن لا يعرف بأنني تتبعت نصائحه".منتديات ليلاس
" لماذا هل تخافين أن يحسم من راتبك؟".
وندمت جين على هذه الدعابة الساخرة من ليديا التي أحمرت بشدة , فليديا تستطيع أن تمضي يوما مع مارك وتخدع شارل.
وأغتاظت جين كثيرا لأنها لم تستطع أن تفهم موقف ليديا , أذن ليديا ****ة عن هذا الموقف ولكن يجب ألا يؤدي ذلك الى أن يتعكر الجو بين الرجلين , لأن عليهما أن يعملا معا , ولكن ما السر في أن شارل ظل محتفظا بوكيل أعماله أذا لم يكن ****ا عنه؟ وفجأة أدركت ليديا شكوك جين فقالت:
" لماذا تظنين بالسوء؟ يمكنني أن أقدم لك خدمات في يوم ما ".
" هذا ممكن ولكن لا تعتمدي علي أذا فشلت مخططاتك ".
هذا التحذير جاء بشكل أحتقاري .... وشعرت جين بأن مواقفها مع مواقف ليديا لم تكن سيئة.
لقد عاد أهلها من كندا وتحدثت مع أمها على الهاتف ورجتها أن تعود الى المنزل , ولكنها رفضت لأنها لم ترغب في العودة الى الجو العائلي.... ولكي تهدىء قلق أمها بررت لها ذلك بأنها مجبرة أن تتم الفترة التدريبية خلال أسابيع.
ولكن ماذا سيحصل لو عرف شارل الحقيقة ....سيطردها وهي لن تستطيع الأبتعاد عن هاي لينتون أما بالنسبة لأبيها فهي لا تفكر به لأنها بمجرد عودتها الى البيت ستجد الوسيلة لأصلاح الوضع, وستجد نفسها أمام المذبح بين يدي فيليكس , هذه الفكرة لوحدها جعلتها ترتجف وتأملت بحزن المنظر الذي يحيط بها , لماذا أرتبطت الى هذا الحد بهاي لينتون؟ لتبني شخصيتها وتحقق ذاتها في المستقبل ... أن هذا السبب وحده لا يكفي , أذن؟ هذا التسؤال زاد من كآبتها.
مر أسبوع على حادثة سقوطها , ولكن الموقف لا يزال حيا في ذاكرتها , عندما شدها شارل بين ذراعيه وعانقها .... ماذا يمكنه أن يفكر بها... وكان عليها أن تعرف مكانتها ... وبوصولها الى الأصطبل فوجئت بمارك.
" لم أكن أعرف بأنك ستخرج الجياد هذا اليوم".
قالت جملتها هذه وهي تسرج جنيفر , فأجابها:
" شارل طلب مني أن أهتم بهذا الوحش هاموند أثناء غيابه ولذلك جئت أؤدي مهمتي".
" يبدو أنك لا تهتم بالجياد كثيرا فهل تخافهم؟".
أنفجر مارك ضاحكا وقال:
" يا لها من عدوانية هذا الصباح , أنا شخصيا لا أميل الى هذا النوع من الضخامة والخشونة .... ولكنني لا أخافها".
هزت جين رأسها وأجابت وهي تشد لجام جنيفر..
" فهمت , يبدو أنك وقعت في طفولتك ذات يوم ولا زلت متأثرا بالحادث".
وأمام مارك الذي بدا كالطفل الصغير الذي أعترف بخطأه أضافت:
" أن مزاجي سيء هذا الصباح وذلك بسبب الأرهاق من يوم البارحة , فلو لم تتغيب ليديا وأنت لما أرهقت بهذا الشكل ".
" أذن أنت تتصورين بأنني قضيت يوم أمس مع ليديا".
" أحساسي نادرا ما يخطىء ويبدو لي أنك في موقف صعب يا مارك أليس كذلك؟".
أحمر وجه مارك وبدا عليه الأنزعاج:
"أنت تحبين الحديث بالألغاز , أرجو أن تشرحي لي ما تودين قوله".
" هذا ما ينطبق عليك أنت, ولكنني خائفة لدى عودة شارل...".
ضحك مارك بمكر وقال:
" أفهم من كلامك بأن الفئران يجب ألا ترقص في غياب القط".
" يبدو أن راحة يوم البارحة قد أثمرت لديك؟".
" نقطة سجلتها لك .... لقد ربحت يا عزيزتي جين".
وفجأة جاء صوت مارك ناعما ولطيفا عندما أضاف:
" لكنك لا تستطيعين فهم الأمور لأنك لا تعرفين كل شيء".
" وأنت أيضا , ومن سيقول لي كلمة كهذه بعد هذا اليوم ... سأقتله".
" في القريب أذا لم تسر الأمور على ما يرام سآتي وأخبرك ".
ونظر الى هاموند بلا مبالاة:
" صحيح , لقد أمضيت البارحة مع ليديا ولكن أطمئني فلهدف شرعي تماما".
أذن صحيح ما ظنته جين ونظرت الى مارك نظرة لوم وأستهجان .
" وشارل ألا يعلم بذلك؟".
" آمل ذلك ".
ونظرت اليه جين وأبتسمت أبتسامة تحمل كل سخرية الكون فقال مارك:
" يا للشيطان ماذا بك؟".
" لا أدري ... أنا آسفة فقد يكون بسبب الأرهاق وها أنذا مثلك الآن لم أعد أعرف أين أنا".
" أحيانا أتساءل أذا لم أكن ألد الأعداء لذاتي".
" عديدون هم الذين يتساءلون التساؤل نفسه , من أنا ؟ من أين أتيت؟ هذا هو السر الأكثر شمولية : أريد أن أعرف من يمكن أن يهتم بي".
قالتها بنبرة مقتطعة فأجابها مارك:
" كل الناس هنا.... وكل الذين يأتون لزيارة الآثار الرومانية يتساءلون من هي هذه الخارقة الجمال , ذات الشعر اللامع التي تجتاز الهضبات على حصان أسود جميل ... هل هي كليوباترا أم شبح أحدى الأمبراطورات التي عادت من العالم الآخر لزيارة المكان".
" وكيف عرفت ذلك , أو بالأحرى من قاله لك؟".
قالها بشكل ماكر وكأنه يكشف سرا وأضاف:
" والمصيبة أذا عرف شارل بأنك أمتطيت الفرس هاموند لقد حذّرك من ذلك أكثر من مرة".
" هذا المسكين يجب أن يخرج , وألا فسيجن بالأصطبل ".
" حسنا في هذه الحالة أقترح أن تمتطيه اليوم , وأنت بالمقابل تسكتين عني وعن ليديا".
" لا أبدا لن أقبل بهذه المساومة".
" من الأفضل أن تقبلي يا عزيزتي".
وأستعاد هنا مارك كل ثقته بنفسه وأضاف:
" سكوتي أمام سكوتك ولا شيء آخر".
" هذا سخف".
ولكنها عندما فكرت بشارل وغضبه أجابت :
"أذن تستطيع أن تعتمد علي".
" كبداية لمستقبلك في نادي الفروسية".
هذا ما قاله شارل هذا الصباح وهو يمد الى جين علبة صغيرة , ويبدو أن شارل لم ينسى أحدا بعد عودته من لندن, فكان للكل نصيبه من الهدايا وأنعكاس الفرح على جميع الوجوه , وأخذت جين هديتها بيد مرتجفة وهي تحاول أن تسكت خفقان قلبها وهي تفك الخيوط من حول الهدية ومع رفع آخر ورقة حريرية صعقت للمفاجأة عندما وجدت حصانا مصغرا عن هاموند وكان شارل يراقبها ولاحظ أحمرار وجهها فقال:
" أنت أحببته منذ اليوم الأول , وكنت متأكدا من أن هدية كهذه ستعجبك".
" بالتأكيد .... يا له من تشابه... لا أستطيع تمييز أي فارق بينهما".
أنه مصنوع من حجر كريم , وأستطاعت أن تكتشف ذلك من معرفتها لمجموعة حلى الزينة الخاصة بأمها فقالت:
" لا بد أنها كلفتك كثيرا؟".
وخيم صمت لم يقطعه الا رنين الهاتف , وكانت كل من ماري وهيلين سعيدتين بعلب الشوكولا.
قالت هيلدا:
" هل لديك بعض الوقت يا جين لتساعديني في صنع الحليب؟".
وعندما أغلق الباب ركز شارل نظراته على جين الواقفة أمامه وقال:
" بالتأكيد حصلت على هدايا من قبل يا عزيزتي جين".
" تريد أن تقول يجب علي الأعتراف بالجميل؟".
" كنت أرغب في لوي عنقك الجميل , أعتقد بأنها ليست المرة الأولى التي تتلقين فيها هدية من شخص؟ ألم يشرحوا لك بأنه من غير اللائق التحدث عن سعرها؟".
أحمرت جين وهي تقول لنفسها : أنها ليست هدية يقدمها رب عمل الى موظفة , لماذا يجد متعة بأرباكي , في كل حال هي لم تطلب منه شيئا".
" لا أعرف أذا كان يمكنني أن أقبلها , وفي الحقيقة لم تكن ضرورية".
" هذه الهدية يا عزيزتي جين , شعرت برغبة قوية بأن أقدمها لك , لأرى الفرح الذي سيضيء وجهك , قد يكون ذلك أنانة من جانبي , وعليك بأن تعترفي بأن هذه الطريقة غريبة جدا في أستقبال مسافر".
" غياب يومين , من الصعب أن نسميه سفرا".
" هذه المرة لم أبتعد أكثر من لندن ولكن في المرات المقبلة عندما سأسافر الى الخارج وسترين ماذا سأحضر لك معي".
ولم تعد جين تحتمل نظراته الساخرة , فأجابت مدافعة عن نفسها وبصوت يرتعش غضبا:
" ولكنني لا أريد شيئا".
وعند هذه الكلمة وضعت الحصان بين يدي شارل وقالت:
" لقد قررت بألا أقبله فأرجو أن تستعيده".منتديات ليلاس


يتبع

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, margaret pargeter, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير المكتوبة, ride a black horse, عبير القديمة, فرس الريح
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121872.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظپط±ط³ ط§ظ„ط±ظٹط­ ظ…ط§ط±ط؛ط±ظٹطھ ط¨ط§ط±ط؛ظٹطھط± This thread Refback 11-08-14 06:57 AM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 26-12-09 11:03 PM


الساعة الآن 09:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية