لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-09, 11:42 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 101656
المشاركات: 70
الجنس أنثى
معدل التقييم: zoubaida عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدGermany
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
zoubaida غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ktiiiiiiiiiiiiiiir hilwa ow bitawfik fi kitabitha

 
 

 

عرض البوم صور zoubaida   رد مع اقتباس
قديم 01-11-09, 09:04 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Flowers الفصل الاول

 

بنوته نايس

وردة الزيزفون



قمــر الليل



awaw

zoubaida



شكرا ليكم حبيباتى على مروركم وعذرا على التأخير وآدى الفصل الاول من الروايه لعيونكم يا قمرات





1- هاربة من والدها




أتخذت جين لنفسها مكانا الى أحدى الطاولات في المطعم الصغير , التابع للفندق الذي قضت فيه ليلتها , وما أن شرعت بتناول طعام الأفطار , حتى وقع نظرها على هذا الأعلان في جريدة وجدتها مهملة على الطاولة .
- نبحث عن شابة للعمل في مزرعة كبيرة , ملمة بأعمال الفروسية , وعلى من تود التقدم لهذه الوظيفة , ألا تخشى صعوبات العمل لأنه لا يتطلب مجهودات كبيرة ومعقدة.
لم تعد جين تستطيع أن تبعد نظرها عن هذا الأعلان , الذي أنتصب أمامها كالقدر , والذي شكل لها مقدارا كبيرا من التحدي , وفي الوقت نفسه , الحلم الذي طالما تمنت تحقيقه, فقد تمنت العمل في مزرعة السيد جون غرانت , صاحب خيول السباق الشهير في أنكلترا , حيث كانت تمضي عطلاتها الصيفية وهي تتمرن على ركوب الخيل , ولم يمنعها بعد ذلك تحقيق هذا الحلم , سوى الصداقة التي تربط السيد غرانت بأهلها.
وبهدوء أدارت قرص الهاتف حيث أتاها صوت أمرأة على الطرف الآخر:
" ألو...هنا ( هاي لنتون) مكتب وكيل الأعمال".
فوجئت جين بالصوت الخشن الرتيب ,واللهجة الحازمة فقالت:
" صباح الخير".منتديات ليلاس
وشعرت فجأة بأن كل ما أعدته من كلام تبخّر من رأسها كالدخان , وعندما سمعت صوت المرأة يرد مرة أخرى:
" ألو...".
حاولت أن تستعيد طمأنينتها فأجابت:
" عفوا سيدتي... أنه بخصوص الأعلان الذي نشر هذا الصباح , فهل أستطيع التحدث الى المسؤول ؟ أنا جين براون".
لم يأت رد المرأة على الطرف الآخر سريعا , وكأنها كانت تتحدث الى شخص آخر بصوت خافت , ثم أجابت:
" وكيل الأعمال ليس موجودا اليوم وكذلك السيدة تيت المسؤولة عن المنزل".
هذا الرد أربك جين , وحاولت ألا تدع الفرصة تفوتها فسألت:
" أذن من يستطيع مساعدتي في هذا الموضوع؟".
وبشيء من التردد أجابت المرأة:
" لا بد أن السيد غريرسون على علم بالموضوع , وأنه لمن الأفضل أن تحضري وتقدمي له نفسك".
أضافت جين بسرعة:
" ولكن أين يمكنني أن أقدم نفسي؟".
أجابت المرأة:
" آه صحيح , كدت أنسى ذلك , هل لديك قلم لأعطيك العنوان؟".
كان عليها أن تأخذ القطار من نيوكاسل الى هايدون وبالتالي تنتظر الباص الذي سيقلها الى هاي لنتون , وبدت المسافة لجين وكأنها لا تنتهي ,في ذلك الطريق الصحراوي الوعر.
كانت تتمنى ألا يكون السيد غريرسون رجلا عجوزا , لأنها خيرت عدوانية الرجال من هذا الجيل وما يضمرونه من عداء للشباب أمثالها , وتحملت بما فيه الكفاية من والدها الذي كان يظهر عكس ما يريد ,ثروته هي المثال الساطع على ذلك , ولا شك بأن كل الأثرياء الذين في مثل سنه يفكرون بالطريقة ذاتها.
وأخيرا قالت جين محدثة نفسها:
"ليكن ما يكون, أتخذت قراري وسأتابعه حتى النهاية".
كانت تشعر وكأنها مدفوعة بقوة خفية , لم يعد بأستطاعتها أن تقاومها , وجدت الجريدة مفتوحة على الصفحة ذاتها ,صفحة الأعلانات , وبصورة آلية ألقت نظرة عليها وسرعان ما أنجذبت الى الأعلان : وظيفة وفي هذه المنطقة بالذات, وتتعلق بالفروسية؟ أنه حلمها الأبدي الذي أرادت تحقيقه فور أنتهائها من مرحلة الدراسة , وذلك بأنشاء ناد للفروسية , وقد عارض والدها هذا المشروع بشدة , وهو صاحب المصانع المتعددة , ودّعيا أنه لن يسمح لنفسه بتبذير أمواله في مشروع تنبأ بفشله سلفا , ولم تكن السنوات الثمانية عشرة تخوّلها تحدي أرادة والدها السيد أوستاش براون الذي لا يقبل المناقشة , ولم تكن السنوات التي مرت كفيلة بتعديل موقفه بل زادته عنادا وتصلبا.
ولم يقبل لأبنته الطموحة أن تهدر طاقاتها في غير المصانع التي يملكها , ولم تتفجأ جين بذلك لأنها تعرف المستقبل الذي رسمه لها والدها , هو الذي كان يتمنى أن ينجب ذرية من الذكور ليكونوا عونا له في أدارة الأمبراطورية التي يملكها , وبالنتيجة لم يجد الى جانبه الا واحدا هو جورج , الذي يكبر جين بعشر سنوات ,والذي قام بكل ما في وسعه من تجارب في معامل أبيه وهذا ما كان ينتظره السيد بروان من ابنته , ورغم مرور ثلاث سنوات فأن جين لم تتخل عن مشروعها , ولكن كان عليها أن تثبت لوالدها بأنها ليست تلك الفتاة الطائشة , وقد تحقق لها ذلك بدورة السكرتارية , التي أثبتت فيها مقدرتها وتفوقها , مما خولها العمل كمساعدة لمديرها في العمل , ورغم أنها أستطاعت أن تبهر والدها بذلك ألا أنها في قرارة نفسها , ظلت تلك الفتاة التي تشعر باليأس , لأنها لم تتوصل الى تحقيق ذاتها في يوم من الأيام , بعمل يمت بصلة الى آمالها وطموحها.
وبمقدار ما كانت جين تحاول أن تثبت شخصيتها, بمقدار ما كان يؤلمها وضعها المتناقض مع أمها وأخيها اللذين رضخا وبشكل أعتيادي , لطريقة الحياة التي فرضها والدها , كانت تشعر بأن هذه الحياة العائلية الرتيبة تشكل عبئا عليها ,ولكنها في الوقت نفسه تريد المحافظة على نوع من العلاقات الجيدة معهم.


وها هي الآن تتذكر تلك اللحظات التي وقفت فيها الى جانب أمها المريضة , ساعية قدر الأمكان أن تحافظ على العلاقة الأسرية القائمة في هذا المنزل , محاولة أن تنسى اللحظة التي وقف فيها أبوها موقفا لا أنسانيا مدعيا بأن هذا جزاءه لأنه دلل أولاده أكثر مما يستحقون , مما جعلهم يخرجون عن طاعته , ولا يفعلون الا ما يدور في رؤوسهم , كل هذا لم يزد جين الا تمردا وأحتمالا , الى أن جاء اليوم الذي جعلها تكسر الطوق وتتخذ موقفا جديا في الخروج عن هذه السيطرة العائلية , عندما قرر والدها أن يزوجها من أحد أبناء عمومتها فليكس براون , ليكون شريكا له في مشاريعه ,وهذه الفكرة وحدها كانت كفيلة بأن تجعل جين ترتجف , وتتخذ قرارها بعدم مرافقة أهلها في السفر الى كندا لقضاء العطلة الصيفية هناك , وألا فستجد نفسها بين يوم وآخر مخطوبة لفيلكس بدون أن تعرف كيف ولماذا ,وفي هذا الجو المشحون , كان كل ما يفكر به السيد براون , وهو في مطار هيثرو هو كيفية أستغلال هذه العطلة , في توقيع عقود جديدة , وتجديد علاقات قديمة بعكس زوجته التي كانت كطفلة لحظة الرحيل فهي تكاد لا تصدق بأن زوجها سيكون بكليته لها في هذه الرحلة , رغم قلقها لعدم مرافقة جين لهما.
ومع أختفاء الطائرة بين الغيوم , شعرت جين بالراحة , وأثناء عودتها الى المنزل قررت السفر الى أسكوتلندا , بعد أن كانت حائرة بين دعوتين موجهتين اليها من فرنسا , وعلى الرغم من حبها لفرنسا , رفضت الدعوتين بدون أن تعرف السبب , وكأن القدر هو الذي كان يخطط مسارها.
لم يقطع عليها هذه الذكريات الا صوت السائق الذي أشار اليها لدى وصولها الى محطة هاي لينتون .. حيث نزلت و هي تتنفس الصعداء , وسلكت الطريق الضيق متبعة التعليمات وبعد أن سارت في هذا الريف الموحش فترة , بدون أن تلمح أثر لشيء ,قالت بصوت عال:
" يبدو أنني ضللت الطريق...".
وفور تسرب الشعور باليأس الى نفسها , وهي تلعن السائق الذي رسم لها الطريق , لمحت بناء يكاد يختفي نصفه وراء ستارة من الأشجار , وعندما أقتربت أكثر , شاهدت منزلا حجريا ضخما غائرا الى جانب الطريق محاطا بمزرعة , وعلى المدخل كتب اسم المزرعة( هاي لينتون) , فتنفست بأرتياح , ومشت في الممر الفخم ,الذي يؤدي الى المدخل الرئيسي وطرقت الباب.
وفي الداخل رنت خطوات ثقيلة تقترب من الباب , وما لبثت أن ظهرت أمرأة منذ أن رأتها جين عرفت بأنها السيدة التي تحدثت اليها على الهاتف , قالت السيدة بصوت أجش:
" أعذريني أذ تأخرت عليك , لا بد أنك تريدين مقابلة السيدة تيت".
وجهت نظراتها الفاحصة الى جين التي طمأنتها بقولها فورا:
" أنا جين براون , أتصلت هذا الصباح , بخصوص الأعلان الذي كان منشورا في الجريدة , وطلبت مني الحضور , وهكذا أخذت أول قطار...".
فقاطعتها المرأة وقد أمتقع وجهها :
" آه ... هذا صحيح , فأنا التي كلمتك على الهاتف, أنا السيدة ديك زوجة الحارس , وكما أخبرتك فأن السيدة تيت المسؤولة عن البيت غير موجودة".
وهنا بذلت جين ما في وسعها لتحافظ على أبتسامتها وقالت:
" لقد حدثتني عن السيد غريرسون , فلعله يستطيع أستقبالي؟ وأذا كان ذلك مستحيلا فيمكنني أن أنتظر عودة السيدة تيت".
ولم تستطع السيدة ديك أن تخفي قلقها وحاولت أن تتحاشى نظرة جين:
" أرجو أن يستطيع مقابلتك لأنه يكره أن يضيّع وقته".
قالت جين لنفسها وهي تحاول أن تكبت مشاعرها , ماذا تريد أن تقول هذه المرأة؟ هل أعتقدت بأنني من الفتيات اللواتي لسن بحاجة ماسة للعمل؟ أذن لماذا هذا الذر؟".
وأخيرا حاولت جين أن تخفي نفاذ صبرها عندما قالت:
" لو كان لديّ أحساس بأنني سأضيع وقت السيد غريرسون لما أتيت الى هنا".
وهنا أنبسطت أسارير السيدة ديك وقالت:
" صحيح ليس هناك أي تشابه بينك وبين تلك الفتاة التي جاءت في الآونة الأخيرة ولكنني لا أريد أن أثير حفيظة السيد غريرسون , لأنني سأتحمل جزءا من المسؤولية , سأذهب لأرى أذا كان موجودا في الأصطبل والا فلن يكون أمامك الا الصعود الى مكتبه بنفسك".
أحست جين برعشة خوف , وهي تتبع السيدة ديك داخل المنزل , حتى تخيّلت أن يكون السيد غريرسون عجوزا متسلطا وقاسيا , ولدى دخول جين الى المكتب أغلقت السيدة ديك الباب بعناية.
وها هي جين الآن تجول بصرها في أرجاء المكتب , حيث رصفت الجدران بالمكتبات , ونسقت عليها الكتب , أما المدفأة فقد أضفت جوا ريفيا دافئا على الغرفة , وأحيطت بعدة مقاعد جلدية مريحة , ورتبت الأوراق فوق المكتب بعناية تدعو الى الملل , بعد أن ألقت جين نظرة على محتويات الغرفة , تركت نفسها تتهاوى على أحد المقاعد الوثيرة , وتنهدت لأجتيازها أولى المراحل, ولكن النور الآتي من النافذة شدّ بصرها الى ذلك الحقل الممتد بلا نهاية , والى ألوانه الرائعة في نهاية الصيف , والى تلك الأشجار الجميلة التي تكسر الرتابة الغالبة على المرعى , حيث كانت تسرح بعض الحيوانات , وهذا ما كان يميز تايندال , وعلى عكس ما شاهدته في ذلك الطريق الوعر الى هاي لينتون والتلال المحيطة بها والمجاورة لنورثوميرلند.
أحست فجأة بالأرتياح , ها هي الآن في المنطقة التي أختارت العمل فيها , وأذا مر كل شيء على ما يرام , وأستطاعت الحصول على هذه الوظيفة , فهذا هو المكان المثالي بالنسبة اليها لتتخلص من هيمنة والدها ولتثبت له أين تكمن مقدرتها الحقيقية , وما أن سرى الدفء في جسم جين المتعب , وأسترخت على مقعدها , وتسرب النعاس الى أجفانها , حتى دوّى صوت خشن من ورائها:
" صباح الخير".
قفزت جين من جلستها لتفاجأ بالنظرة العابسة الموجهة اليها , قالت في نفسها , لا شك أنه السيد غريرسون, عينان رماديتان , حاجبان كثيفان سوداوان , وجه ذو تقاطيع حادة , قامة طويلة , جسم نحيل ومنكبان عريضان , ويبدو أنه لم يتجاوز الأربعين من العمر, أذن لم يكن ذلك العجوز الذي توقعته ,المفاجأة شلت جين فغاصت بهدوء في المقعد , وقلبها يخفق بشدة , ثم أستسلمت لما سيحدث , ولكن يا للعنة لماذا ترتجف الى هذا الحد؟ قابلت رجالا من أمثاله في المصنع.... قررت أن تتماسك , وقبل أن تغوص أكثر في تساؤلاتها قال لها بلهجة ساخرة:
" قد يكون بأستطاعتك أن تنزعي هذه القبعة المضحكة عندما تشعرين بأنك أستيقظت من نومك , وأخبريني ما الذي أتى بك الى هنا؟ أنا شارل غريرسون مالك هذه المزرعة , أخبرتني هيلدا بأنك تبحثين عن عمل".
وبصعوبة شديدة حاولت جين أن تخفي سخطها من هذا الرجل الذي تجرأ على محادثتها بهذه اللهجة القاسية , والتي لم يسبق أن حدثها أحد بها الا والدها , وبعفوية رفعت يدها الى رأسها وتحسست قبعتها , أنها القبعة المفضلة لديها , والتي أستطاعت بها أن تخفي ضفائر شعرها الجميلة , ظنا منها أن هذا المظهر الرزين سيعطيها فرصة أكبر للنجاح , وهنا أرادت أن تثأر لنفسها , فوجهت الى محدثها نظرة تحمل الكثير من الفخر والتحدي:منتديات ليلاس
" أذا كان أحتفاظي بها لا يؤثر عليك فأفضل ذلك".
أجاب السيد غريرسون وهو يهز كتفيه بلا مبالاة :
" كما تشائين... أذن يسرني أن أطرح أسئلتي على شابة في مثل سنك لا أرى منها سوى نصف الوجه".
ثم خلع سترته الأنيقة وجلس خلف المكتب , ومن خلال قميصه الرقيق برزت تفاصيل جسمه الرياضي , وبدأ يقلب بعض الأوراق , ويقرأ بعض الملاحظات المسجلة أمامه , أما جين فقد تكورت في مقعدها وأخذت تتفحص هذا الرجل أكثر , وتبين لها أنه رجل ذو طبع فخور وقاسي , ولا بد أن يكون قويا ومتسلطا ,يأمر فيطاع , وأن الكل يجب أن ينحني أمامه.
أنها في النهاية أمام رجل كأبيها , قطعت كل هذه المسافة ظنا منها أنها نجت بنفسها من أبيها... وها هي الآن أمام نظيره, وكأن القدر يحب أن يسخر من الناس أحيانا , يبدو أن السيد غريرسون قرر أخيرا أن يخصص لها جزءا من وقته , فقال بلهجة جادة:
"قرأت الأعلان في الجريدة ثم رغبت في العمل هنا... على ما أعتقد؟".
هذا السؤال المباشر جين ترتبك قليلا وتتلعثم بردها:
" نعم , أتصلت هذا الصباح , والسيدة ديك نصحتني أن أحضر وأقدم نفسي ".
ولم تكن جين بحاجة الى أن تنظر في وجه محدثها لترى أبتسامة السخرية المرسومة على شفتيه , بل كانت متوقعة ذلك عندما قال:
" أدخلي مباشرة في الموضوع , فأنا لا أحب من يكون سببا في ضياع وقتي".
ردت جبن على الفور:
" أرجو ألاتعاملني معاملة متميزة".
هذا الجواب الفظ خرج من شفتي جين بدون أن تستطيع الأمساك به , وبأرباك أضافت:
" أذا كنت مشغولا يمكنني أن أنتظر وكيل أعمالك , لأنني أعتقد بأن مثل هذا الموضوع لا يشكل أهمية بالنسبة اليك".
" أنت مخطئة يا آنسة... جين براون , على العكس تماما أنا أهتم جدا بهذا الموضوع".
ثم وجه اليها نظرة ثاقبة جعلها تخفض نظرها وأضاف:
"أنا من يدير هذه المزرعة ,بمساعدة وكيل أعمالي , ولكنني متمسك بمعرفة الموظفين الذين سيشاركوننا العمل , لأنني يجب أن أعتمد على كل موظف يعمل هنا".
أمام هذا الرجل الواثق من نفسه لم تستطع جين منع نفسها من تقليده فأجابت بوقاحة مفتعلة:
" هذا يعني أن الحظ لن يسعدني في الحصول على هذه الوظيفة؟".
أجاب وهو محتفظ بالتعابير المرتسمة على وجهه:
" ولكنني لم أقرر ذلك بعد".
" ولكن أنطباعك عني لم يكن جيدا!".
" لماذا تستنتجين أمورك بهذه السرعة؟".
وهنا خصّها بنظرة جعلتها تشعر بتفاهة تصرفها , أضاف بهدوء:
" لنبتعد عن التشاؤم , ولنبدأ ببحث الموضوع.
لجمت جين رغبتها القوية في الخروج من الغرفة , وأرغمت نفسها على المكوث في مقعدها ,وهنا نظر اليها الرجل بسخرية وكأنه فهم هذه الرغبة المتولدة لديها:
" لا أعتقد أنك من هذه المنطقة؟ لا أذكر أنني قابلتك من قبل!".
شحب وجهها وأرتجفت أجفانها وشعرت بغبائها عندما أعتقدت بأنها لن تتعرض الى مثل هذا النوع من الأسئلة, حدقت في السجادة المفروشة في أرض الغرفة , أجابت:
"لا".
كان ينتظر أجابة كاملة , فتابعت:
" أسكن بالقرب من برادفورد وصلت منذ قليل الى هذه المنطقة التي قررت أن أقضي فيها عطلتي الصيفية".
وهنا شعرت بأنها أستعادت هدوءها , فألتفتت الى محدثها لتتغلب على النظرة الثاقبة, فقال:
" وشعرت فجأة بالرغبة في العمل هنا".
وبدا لها أنه أكثر أنتباها عندما أضاف:
"أذن أنت لا تعرفين هذه المنطقة ولكن على الأقل هل تعرفين ما معنى مزرعة؟ أنا شخصيا أشك بذلك".
هنا شعرت جين بأنها وقعت في الفخ فردت بمراوغة:
" أنا أحب الجياد وأعشق الريف ... ومتأكدة من أنني سأعتاد على ذلك بسرعة".
" كثيرات قبلك أظهرن الحماس نفسه ولسوء الحظ لم تكن النتيجة سوى الفشل".
قالت جين:
" ربما...".
وقبل أن تتم كلامها قاطعها:
" أتريدين أن تعرفي السبب؟ لأن هؤلاء الفتيات كن من أسر غنية , نشأن على النعومة , فهن مثلا لا يعرفن ما معنى كلمة عمل , ولذلك قررت أن أكون أكثر حذرا من السابق ,هل لي أن أعرف ما هو عمل والدك".

بلعت جين ريقها وشعرت بأنها لا يمكن أن تتجاهل السؤال ولا سيما أن نظرة السيد غريرسون الموجهة اليها لن تسمح لها بالتهرب , ولم تشك بأن الرجل الذي أمامها ينتظر من موظفته الجديدة أن تكون من أسرة متواضعة , فأجابت بصوت مرتبك وخافت:
" أبي يعمل في مصنع".
في الحقيقة جين لم تكن كاذبة تماما بأجابتها هذه , فقال لها مخففا عنها:
" يجب ألا يكون لديك شعور بالذنب ,هذا ليس عيبا , كل أنسان بحاجة الى العمل , والذي يهمني قبل كل شيء هو مقدرتك أنت , ماذا كنت تعملين قبل أن تأتي الى هنا؟".
ما تكاد جين تنجح بتجاوز موقف صعب , حتى يضعها أمام آخر , ولحسن الحظ أنه فهم بأن والدها عامل في مصنع ولم يشأ أن يجرحها أكثر من ذلك , ولكن ماذا يريد بعد ذلك؟" أجابت:
" كنت أعمل في مكتب".
وأضافت بسرعة:
"ولكنني لا أحب مثل هذا العمل , فأنا أعشق ركوب الخيل , وفي الوقت نفسه الأهتمام بالشؤون المنزلية لا يخيفني فأثناء مرض والدتي تحمّلت كل المسؤولية".
" وبما أنها شفيت الآن ترغبين بعمل شيء آخر أليس كذلك؟".
لانت لهجة الرجل وأنبسطت أسارير وجهه فقال:
" ولكن أين تعلمت الفروسية؟".
كان يعلق أهمية خاصة على هذا السؤال , مما جعل جين تعتقد بأنها وقعت في الفخ هذه المرة لا محال , فكيف ستخبره عن مزارع السيد غرانت , وعن الصداقة العائلية معه؟
أجابت جين بنوع من النفاق:
" تعلمت ذلك لوحدي ,ولربما تود أن أجرب ذلك أمامك ".
" فيما يتعلق بهذه النقطة على الأقل , يبدو لي أنك واثقة من نفسك ولكنني أعتقد بأنك لا تعرفين شيئا عما يتعلق بأمور العمل في المزرعة".
" لا أؤكد ذلك ولكنني أستطيع التعود بسرعة".
أضافت جملتها الأخيرة هذه بشيء من الترفع , ولما لم تعجبه طريقتها هذه في الأجابة قال بلهجة كاسرة:
"كنت أفضل شخصا أكثر تجربة".
جين أخفضت عينيها لتخفي اليأس الذي بدا على وجهها , وتساءلت كيف يمكن أن يتبادر الى ذهنها بأنها أستطاعت أن تثير أهتمام الرجل ومع ذلك لم تفقد الأمل بعدما أظهرت نفسها أمامه بمظهر الفتاة اليائسة والتي هي بأمس الحاجة الى العمل , ولا تزال تتأمل بأن تثير شفقته عليها , وما أن رفعت عينيها حتى فوجئت بالنظرة الحادة التي وجّهها اليها السيد غريرسون وبلهجة تحمل شيئا من الوقاحة قال:
" قد تكونين فارسة جيدة , ولكنني أفضل أن أتأكد من ذلك بنفسي, لقد تعلمت الحذر من اللواتي سبقنك , أذن لنذهب ونرى , بينما هيلدا تحضر لك فنجانا من الشاي ستكونين بحاجة اليه بعد ذلك".
كان قلب جين يخفق بشدة وهي تتبع السيد غريرسون الى الخارج , وتمتمت بهذه الكلمات:
" أشكرك يا سيد غريرسون , وأعدك بأنني لن أخيب ظنك".
أجابها السيد غريرسون بدون أن يغير من سرعة خطواته وبدون أن يلتفت اليها:
" سأتأكد من ذلك حالا".
الطقس كان كئيبا , والسماء بغيومها الكثيفة تنذر بالمطر , نظرت جين الى ساعتها ورأت بأن الوقت تأخر والساعة تجاوزت السابعة , ولم تكن لاحظت مرور الوقت , كيف ستستطيع العودة الى المدينة فلا بد أن يكون الباص الأخير قد مر منذ زمن طويل , ولكن هذا الموضوع أصبح جانبيا بالنسبة الى الموضوع الذي هي مقدمة عليه الآن , وأسرعت الخطى لكي لا تتباعد المسافة بينها وبين السيد غريرسون , وبعد أن أجتازا عدة أبنية , وصلا الى صف طويل من البيوتالخشبية الخاصة بالجياد مطلية باللون الأبيض مما يدل على نظافة متكاملة.
دخل الى أحد الأصطبلات وعاد حاملا سرجا ولجاما , ثم قال لها وهو يقيسها بنظرة:
" أغلقي الباب خلفك".
كتمت غيظها أمام هذا الرجل الذي لا يترك مجالا لكي تفوته أي فرصة.
وهناك في البرية الممتدة خلف الأصطبلات رأت مهرة ذات مظهر متميز , بدأت تقفز وشعر عنقها يتطاير بالهواء , وأنتصبت أذناها بأتجاه الصوت , مما جعل جين تقف أمامها متأملة مسلوبة اللب , ولكن السيد غريرسون أخرجها من حالة التأمل هذه عندما نادى المهرة بصوت لطيف جعلها تقترب حالا وهي تهز رأسها بحركة تدل على الصداقة ,كانت تتمتع بجمال مدهش سيما عيناها الواسعتان وكأنهما هالتان ذهبيتان ,وبدأت تحك رأسها بكم صاحبها لتبحث عن قطعة السكر التي سيخرجها من جبه فيما بعد ويضعها في فمها , وتوجه الى جين قائلا:
" أنها مطيعة جدا وسترين ذلك, سنسرجها الآن ونرى ماذا يمكنك أن تفعلي".
المهرة لم تكن خائفة لا بل تعشق صاحبها , وكانت هذه هي المرة الأولى التي أبتسمت فيها جين منذ بداية هذا اللقاء , وشعرت بجو عائلي ,وبدأت تمسك بيدها عنق المهرة وهمست بأذنها كلمات لطيفة لتتقرب منها كما تعلمت من السيد غرانت , وفي اللحظة التي همّت بسؤال السيد غريرسون عن أسمها بادرها :
"أسمها جنيفر ".
صرخت جين بفرح :
" جنيفر كأسم زوجة الملك آرثر , أذن الدم الأرتيري تجري في عروقها بدون شك؟".
أجاب السيد غريرسون:
" هذا ممكن ولكن ليس لي الفضل في ذلك , فعندما أشتريتها كانت تبلغ سنة واحدة من العمر وكانت تسمى بهذا الأسم ".
وأثناء هذا الحديث كان قد أسرجها ومد اللجام الى جين , وخلال لحظات كانت جين قد أطلقت العنان للمهرة التي أنطلقت في البرية عدوا , وجين منتصبة فوقها بشكل لا يصدق , وبهدوء ناداها السيد غريرسون , لكن جين لم تعد تسمعه , أنها الآن في منتهى النشوة مستسلمة تماما للسعادة التي غمرتها , ألا وهي عودتها من جديد الى رياضتها المفضلة بعد أن أنقطعت عنها منذ مرض والدتها , وهذا ما آلمها كثيرا , وبعد لحظات نسيت نظرات السيد غريرسون المصوبة اليها , وكان الصوت المنبعث من حوافر جنيفر يرن في أذنيها كالموسيقى.
همست في أذن المهرة:
"أنك لجميلة حقا ".
هذا المديح الناعم جعل المهرة تتجاوب مع ما تريد جين .
الفارسة والفرس كانتا في الجانب الآخر من الحقل عندما ظهرت لهما الحواجز , فقفزت الأثنتان في الهواء بأنسجام متكامل لتجاوزها.
وبعد ذلك تقدمتا بخطواتهما عائدتين بأتجاه السيد الذي كان بأنتظارهما.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 03-11-09, 12:06 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 102007
المشاركات: 1,208
الجنس أنثى
معدل التقييم: وردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييموردة الزيزفون عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1356

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وردة الزيزفون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكورة ياعسل في انتظار التكملة

 
 

 

عرض البوم صور وردة الزيزفون   رد مع اقتباس
قديم 05-11-09, 03:36 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صفصصصصصصصصصصصصصصصصصصف حياااااااااااااااااااااااااااتي ميس يوووو وينك ماصرت اشوفك علماسن
طمنيني عنك
متابعة معك الرواية ياعسسسسسسسسسسسسل

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
قديم 06-11-09, 12:08 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الزيزفون مشاهدة المشاركة
   مشكورة ياعسل في انتظار التكملة

اوكى حبيبتى وانا بنزل باقى الفصول لعيونك

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, margaret pargeter, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايات عبير المكتوبة, ride a black horse, عبير القديمة, فرس الريح
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121872.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظپط±ط³ ط§ظ„ط±ظٹط­ ظ…ط§ط±ط؛ط±ظٹطھ ط¨ط§ط±ط؛ظٹطھط± This thread Refback 11-08-14 06:57 AM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 26-12-09 11:03 PM


الساعة الآن 05:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية