الفصل الاول
نظرت ميجن شاى بعين فاحصة إلى مرآة الحمام . لقد أعطت نفسها ساعتين من العناية . شعرها الأحمر الطويل الذى جمعته خلف رأسها يجعلها تبدو سيدة ثائرة . لمسة كريم أخرى يكون العمل قد انتهى .
فى الغرفة ، كان بانتظارها الملابس التى اختارتها لهذه المناسبة فى نظام جميل على السرير . خلعت ميجن البشكير اليابانى لتكشف عن ملابسها الداخلية السوداء . وبحرص شديد لبست جوارب من الحرير البنى وقميصا من الساتان الأحمر ... أنيقا ومحتشما من الأمام ولكنه عار من الخلف على شكل سبعة من أعلى إلى أسفل .
ولتخفى هذه الفتحة المثيرة ارتدت سترة من القطن البنى . وكانت اللمسة الأخيرة هى النظارة الكبيرة .
هنأت ميجن نفسها على النتيجة . على ما هى عليه تشبه سيدة أعمال مسافرة فى الدرجة الأولى . لكنها عندما تحل شعرها وتتخلص من السترة والنظارة تصبح مثل بريجيت باردو فى فيلم " وخلق الله المرأة " .
ارتدت حذاءها الهافان الأنيق وتنفست بعمق . ثم خشية أن تنسى شيئا ، تأكدت للمرة المائة أن الأسئلة موضوعة بعناية فى الحقيبة الجلدية الواسعة . كل شئ بها . ثم غادرت شقتها الواقعة فى منهاتن بخطى فتاة ذاهبة إلى حفل راقص . عاقدة العزم على النجاح فى مهتمها .
دخل التاكسى الأصفر فى الشارع الخامس . شعرت ميجن بأنها هادئة تماما . هذا الهدوء يعود إلى إيمان عميق بأنه مهما حدث لها فسيكون نعمة من عند الله .
كانت خططها تخلو من أى ثغرة . لقد درست بعناية نقاط الضعف والقوة . وتوقعت كل صغيرة وكبيرة فاقتنعت ميجن إذن بمنطقية أفعالها التى لا تحتمل الشك . وفى المقابل لم تكن تؤمن بالحظ ولا بالمصادفة .
بالتأكيد , كانت تفضل أن تعيش قصة حب
رومانسية تنتهى بالزواج والاطفال .. إلا أن الحياة القاسية لم تترك لها الخيار .
يوما ما , فى إحدى لحظات السعادة التى يمر بها المحبون حلمت بدستة من الاطفال , وبيت تملؤه الضحكات , على شاطئ البحر . وبعد ذلك , قررا أخيرا أن يكون لهما ثلاثة أو أربعة أطفال , وقد عقدا العزم على أن ينفذا ما حلما به بمجرد تخرجهما فى الجامعة وتفتح أبواب الحياة أمامهما .