لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-09, 05:31 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحضرت النادلة إليه شرابه . ارتشف مايكل رامسي جرعة ثم نظر حوله . لم يكن هناك الكثير من السيدات الوحيدات . أغلب الحضور من الرجال ذوي الملابس الرسمية وبعض السكرتيرات يسهل التعرف عليهن من ملابسهن العملية وثلاثة أزواج من المحبين يقضون شهرة فى المدينة ليس أكثر . وقع بصره أخيرا على الأربعة المرشحين الذين تتحدث معهم ميجن . كانت هذه المجموعة الصغيرة تتحدث بحيوية . يبدو أن الحديث شيق حتى عن بعد .



قال فى خاطره , إن هذه الفتاة لابد أن تكون سكرتيرة إدارة أو شيئا من هذا القبيل . إنها تزيد النقاش حيوية . بالتفاتها تارة نحو واحد وتارة نحو الآخر . ومع أبسط حركاتها يغير شعرها لونه كأنه سحر تحت أضواء القاعة . فهو يتحول من الذهبي المؤكسد إلى البني إلى الأحمر القاني .


شعر مايكل رامسي بسعادة وهو يراقب تلون شعرها وبدأ أخيرا ينعم بالاسترخاء .


وبشكل غريب , على الرغم من أنها توجه إليه ظهرها إلا أنها كانت تشعر بنظراته تتفحصها . انتصبت فوق مقعدها وأخيرا التفتت نحو مايكل الذى أهداها أجمل ابتساماته . ثبتت ميجن نظرتها فى عيني هذا الوسيم المجهول مدة دقيقة . أدرك أنه يروق لها وضحك فى نفسه لأنه يعشق النساء وسر بعضهن فى تحويل الحياة إلى جنة . هو أيضا وجد فيها ما يروق له . عنقها الرشيق شعرها البني وأشياء كثيرة . إن لديه يقينا من أن هذه التفاصيل الصغيرة هي التى تصنع الذكريات , الأحلام ., الحقيقة .


ومايكل لديه العديد من الذكريات من هذا النوع ذلك لأنه من النادر أن تصادفه امرأة ولا تبتسم له على الأقل .


تفحص ميجن عندما استدارت نحوه واسف لأنها ليست إلا سكرتيرة بين أخريات كثيرات . إن قول " نعم يا سيدي " ثماني ساعات في اليوم سبب وجيه للرقة والأنوثة . فأكثرهن جمالا يصبحن شاحبات فى ثلاثة أشهر وغضوبات فى ستة . كان مايكل يرفض دائما تشغيل السيدات الجميلات لأنه يحبهن كثيرا . باستثناء القاعدة , لم تتميز ميجن بشعرها الأحمر الرائع فقط بل وبساقين طويلتين يزيد من جمالهما الجوارب السوداء الشفافة .


فى نفس اللحظة , نهضت ميجن لتترك محدثيها وتابع ميجن فحصه لها . تخيل ميجن بدون نظارة وشعرها منسدلا فرأى نجمة سينما من الستينات بطلة لرواية روسية . واخيرا قال لنفسه " انتبه ., خطر " . وبعد تردد بسيط , توجهت ميجن مباشرة نحوه تابع مايكل خطواتها الرشيقة بإعجاب ولأول مرة . استطاع ان يرى وجهها بوضوح . إن لها بشرة جميلة , هذا يهم مايكل كثيرا , أنف صغير , وخدان ورديان ., وعينان خضراوان بشكل عجيب حتى إنه استطاع على الرغم من وجود النظارة أن يرى لونهما بلون الحدائق الإنجليزية حي وعميق .


قالت فى مرح :
- مساء الخير . هل أستطيع أن أسرق من وقتك خمس دقائق ؟ إنى مسؤولة عن بحث من أجل أعضاء المؤتمر .
نظر إليها مايكل وفكر : إنها طويلة ، خمسة عشر أو عشرون سنتيمترا أقل منى . إذا لزم بأن أقبلها فلن أضطر للركوع لأول مرة .



ابتسم لهذه الفكرة . أجاب وهو يدعوها للجلوس أمامه :
- بالتأكيد يا آنستى . ما نوع البحث .


- الهدف الرئيسى هو إعداد صورة نموذجية للرجل النيويوركى الذى يشارك فى مؤتمر بعد ثمانى عشرة ساعة . ستعلن النتائج مفصلة فى رسالة علمية عن علم الاجتماع المقارن .


لم تقل ميجن أكثر من ذلك لأن صوتها أخذ يضعف ويضعف حتى آخر كلمة . إنها لم تمر أبدا بمثل هذا الموقف . تعزت قائلة لنفسها : إن الهدف يستحق مواجهة أى موقف صعب .


قررت ميجن أن يكون هو . حتى لو كان سكن فى نيويورك ، على بعد خطوتين من منزلها . لن تدعه يهرب . سيكون أبا لطفلها وليس شخصا آخر من ناحية أخرى إن له عينين ساحرتين ، عينين رمادتيتن كالذهب الرمادى . إن آل شاى يتناقلون عيونهم الخضراء عبر الأجيال ، على أية حال ، قليل من التغيير لن يضير السلالة .


لنبدأ يا آنسة .


آنسة دوميل .


- مايكل رامسى . تفضلى بالجلوس هل تودين شراب شئ يا آنسة دوميل ؟


أجابت ميجن وهى تجلس على طرف المقعد :
- لا ، لا وشكرا. كم عمرك من فضلك ؟


- ستى وثلاثون عاما .


بدأت ميجن تكتب فى دفتر صغير مما جنبها النظر فى عينى مايكل :
- هل تعتبر نفسك تتمتع بصحة ممتازة ، جيدة ، أم سيئة ؟


- فى صحة ممتازة .


- هل مرضت خلال الاثنى عشر شهرا الماضية .


- لا


ما زالت ميجن تكتب وبحماس


قال مايكل مازحا :
- لا اشك فى ان اجاباتى ليست طويلة جدا حتى تستغرق كل هذا الوقت فى الكتابة الا اذا كان طلب منك ترجمتها الى لغات اخرى .


- أوه ... لا ... بين مهماتى ان اصفك تحريريا بسرعة .


- آه ، لماذا ؟


قالت محاولة ان تتظاهر بالصراحة :
- لست ادرى عن ذلك شيئا هذا ما طلب منى . اذا كان يضايقك ذلك يمكننا ان ...


- هذا لا يضايقنى على الاطلاق بشرط ان تقرئى على ما كتبت .


ارادت ميجن ان تنشق الارض وتبتلعها . لقد كتبت طويل جدا ، جميل جدا ، عريض جدا ، عيناه رماديتان كريش البط البرى فى الشمس .


- أوه بالتأكيد لقد كتبت : رجل رياضى ، شعره أسود ، عيناه رماديتان ... هل لديك اعتراض ؟


- لا يوجد اعتراض لنستمر .


- كم يبلغ طولك ؟
متر وتسعون سنتيمترا



- ما وزنك الحالى ؟


- ثمانون كيلو جراما وأنت ؟


- أنا ؟


سألها وهو ينظر إليها بإعجاب :
- نعم ما طولك . أنت طويلة جدا بالنسبة للنساء ، أليس كذلك ؟


أجابت مرتبكة بسبب نظراته الفاحصة المعجبة بكل صراحة :
-نعم ، طولى متر وسبعون سنتيمترا . هذا يرجع إلى العائلة .


شعرت ميجن بأن قلبها يكاد يتوقف من شدة نبضه واحمرت وجنتاها . إن نظرة مايكل ليست مهينة ولكن معجبة . إنه معجب بها ولا يخفى ذلك . إن وجهة نظره بسيطة : ليس هناك أى سبب ليخفى المرء إعجابه بعمل فنى . ففى عينيه امرأة جميلة ليست إلا معجزة فنية من معجزات الطبيعة . تنحنحت ميجن مرة أخرى وسألته :
- هل سبق إصابة أحد أفراد أسرتك بمرض السكر ؟


- لا .


- ولا بالحساسية ؟


- لا ؟


- أو بالأمراض الخطيرة ؟


- لم يحدث .


- أو أمراض نفسة مثل الشيزوفرينيا والبرانويا ؟


- لا يا آنستى .


طلب كوبا من الشراب . وطلب من ميجن ان تستمر فى أسئلتها .


استطردت ميجن فى طرح الأسئلة بارتياح شديد وقد اكتسبت هذا الشعور بالارتياح من اقتناعها بأنها أمام رجل مختلف وفريد :
- هل تعرف ما نسبة ذكائك المئوية ؟


- لا للأسف .


- هل تتناول المهدئات بشكل منتظم ؟


- لا


- ولا أقراصا منومة ؟


- ولا هذا


- أو مخدرات غير قانونية .


نظر إليها فى ريبة :
- من الذى ألف هذا الاستبيان يا أنسة ؟


ابتسمت ميجن :
- ليس لدى أدنى فكرة لكنك لست مضطرا للإجابة .


- لا ، لا أتناول مخدرات غير قانونية .


- هل لديك أى نوع من العقد ؟ وهل هى بنسبة كبيرة أوقليلة أو قليلة جدا ؟


ارتشف مايكل رامسى شرابه بشكل خطأ فشعر بغصة جلست ميجن إلى جواره . وبشئ من الاحراج ، خبطت بلطف على ظهره حتى شعر بارتياح .


سألها وهو يزيح كوبه باشمئزاز :
- هل أدركت ؟


- نعم أعتقد ، إنه الاستبيان الذى ....

سارع بسؤالها بريبة :
- كم من الأشخاص اعترفوا لك بأن لديهم العديد من المشكلات ؟

- أكثر مما تتصور . هل تسمح بأن ننتقل للسؤال التالى ؟

- نعم ، ومن فضلك اكتبى قليل جدا بالنسبة للعقد .

سعلت ميجن ثم أطلقت السؤال التالى بصوت خال من أى ذنب :
- هل أنت عقيم ؟

صاح مايكل رامسى :
- من أنت يا آنسة ؟

- اسمع ، هذا الاستبيان سرى تماما . لن يذكر اسمك ولا اسمى . هذه لعبة حيث أطرح الأسئلة وأنت تجيب لكنك تستطيع ان تتوقف عن اللعب وقتما شئت ...


غاصت ميجن فى مقعدها . تمنت لو يستعيد هذا العملاق الأسمر مزاجه الرائق لأنها ستصاب بخيبة أمل كبيرة إذا اضطرت إلى شطبه من قائمة المرشحين حيث يشغل الآن المرتبة الأولى .

تأمل مايكل بعين ناقده هذه المرأة اللامبالية الجالسة فى مواجهته . بدأ يشعر بغرابة وجودها فى هذا المكان . ومن ناحية أخرى فهو ليس مستاء من وجودها بل على العكس لقد زاده حيرة أكثر فأكثر .

ابتسمت ميجن وهى تنهض :
- إيه حسنا . لنتوقف هنا .

وضع مايكل يده فوق الملف الأحمر الذى استعدت ميجن لتضعه فى حقيبتها . قال :
- ابقى ، إنى أعشق الألعاب الاجتماعية ، إجابة سؤالك الأخير لا .

استطردت ميجن :
- لننتقل إلى السؤال التالى . ما مستوى تعليمك ؟

- عدة شهادات فى الأدب والصحافة . وشهادة عليا فى التجارة .

سألته ميجن وهى تشعر ببعض الأسف لأنه ليس فيزيائيا كما كانت تتمنى :
- ولماذا تحضر هذا المؤتمر الخاص بالفيزيائين .

- أنا ناشر.

نظرت إليه ميجن لحظة وكأن الأرض قد دارت بها

قال مازحا :
- أرى أن ذلك قد أصابك بخيبة أمل . فأنا لست فى إطار بحثك . أليس كذلك ؟

استطردت :
- بلى ،بلى . بما أنك مشترك فى المؤتمر .أين عملك ؟

- فى تكساس وكاليفورنيا .

رفع هذا النبأ معنويات السيدة الشابة
سألت بإصرار حتى لا يكون هناك أى إلتباس فى هذه النقطة :
- أنت لا تعيش إذن فى نيويورك ؟

- لا ، أنا أعيش فى دالاس . وهذا الاستبيان هو الأغرب الذى أتعرض له فى حياتى . هل هذه خدعة جديدة من الفنيين الذين تنتمين إليهم ؟

- هذا استبيان طبيعى جدا أؤكد لك . لقد قمت بالعديد قبل هذا ....

- وما عنوان البحث الذى حدثتنى عنه منذ قليل ؟
قالت ميجن بأطراف شفتيها :
- التطورية التراكمية للسلوك الذكرى فى القطاع الثالث .

انفجر مايكل ضاحكا . ضحكة عميقة وصاخبة شعرت برغبة فى أن تسمعها مرة أخرى .

قال معلقا :
- هذا أسوأ ما يقوم به الاجتماعيون ، أليس كذلك ؟

ألقت ميجن نظرة متشككة حولها كالمخبر السرى وتقدمت على مقعدها ثم بإشارة من إصبعها دعت مايكل للاقتراب .دخل اللعبة عن طيب خاطر اقترب وجهاهما فوق الطاولة المنخفضة . بسط مايكل إليها أذنه فشعرت بأنفاسه الرطبة . تبادلا ابتسامة تلقائية . وفى هذه الأثناء التقت نظراتهما . حدث وكأنهما تبادلا سرا ، وعدا ، أمنية ،كالشهاب فى سماء الصيف الصافية . شعرت ميجن أنه حتى لو لم يتقابلا أبدا بعد هذه الليلة فسوف يحفظان إلى الأبد . ذكرى هذا الوعد الغامض الذى تبادلاه .

سألته بصوت منخفض كأنه سر دولة :
- هل تعتقد حقا أن أحدا لن يقرأ البحث ؟

ابتسم قبل أن يبتعد ليأخذ كوبه ويستأنفا مجرى الحديث :
- هذا ما لا أشك فيه .

شعرت ميجن بأنها تنصهر فى وميض نظرته الرمادية . إن تأثير عينيه كتأثير السم اللذيذ .

فى هذه اللحظة تمنت لو أن مايكل من سكان نيويورك وأن تربطهما علاقة عاطفية جميلة تنتهى بزواج دائم وأطفال سعداء .

استطردت على نفس الوتيرة :
- حتى لا أخفى عنك شيئا ، أنا لست متحمسة لإستكمال هذا الاستبيان إذا كنت لا تجد فى ذلك سوءا فسأعيد كتابة إجاباتك على عدة نماذج وسأقول : إننى انتهيت من هذا العمل .

- مع بعض التغيير على الأقل .

ابتسمت ميجن :
- قليل جدا .

- أنت إذن متفرغة حتى تتناولى كوبا من الشراب مع ضحيتك الأخيرة أليس كذلك ؟

- أسفة لأنى سأرفض للمرة الثانية . أشكرك جدا على الأخص لأنك أجبت بلطف على هذه الأسئلة المقيتة .

نهضت لترتب أوراقها فى الحقيبة . إن ميجن لم تكمل الاستبيان حتى آخره ولم تسأله إذا كان لديه علاقات نسائية عابرة إو إذا كان يجب مغامرات الليلة الواحدة . لكنها شعرت بإحراج شديد حتى إنها لم تستطع ان تستطرد فى مشروعها الجرئ . رغم رغبتها فى أن تصنع المعجزات حتى تنجح مع هذا التكساسى الوسيم .

- أليس هناك وسيلبة لإبقائك يا آنسة دوميل ؟

ابتسمت بغموض :
- لا ،لدى العديد من الأشياء التى يجب أن أنجزها والحياة قصيرة جدا حتى لا يستطيع المرء تأجيل عمل اليوم إلى الغد .

تبادلا النظرات لحظة . كان مايكل يأسف لكون الآنسة دوميل هذه نموذجا لسيدة الأعمال . ومن ناحية أخرى كان يجد أنها ذكية وتتمتع بروح الدعابة وهذه الخصال نادرا ما تجتمع فى امرأة .وهى أيضا لا تشبه أبدا نساء جيله .

فبدلا من أن تستسلم للتيار يحملها أينما شاء ، وللعمل ، والموضة والمظاهر .... أحبت الحياة ورفت ما تريده من حياتها الخاصة .مثل سائر البشر ، لديها مشروعات كثيرة تداعب تفكيرها ، ولكن ما يعد نادرا هو أنها تعطى لمن أمامها انطباعا بأن لديها قوة الإرادة لتحقيقها . نعم ،إنها قادرة على قلب الدنيا رأسا على عقب لتصل إلى أهدافها .

قال :
- فى هذه الحالة لن أضطرك للجلوس أكثر من ذلك .

- لقد سعدت كثيرا بالحديث معك يا سيدى .

لم يتوقع كل منهما هذا الشعور الطاغى الذى سرى بكيانهما عندما تصافحا.ظلت أصابعهما ترتعش إثر التيار الذى شعرا به وحدهما اتفاق غامض لم تصغه كلمات . وابتسم كلاهما للآخر .

قال منهيا حديثه :
- أتمنى ألا تضطرى للعمل طويلا فى مثل هذا النوع من الأبحاث .ربما نلتقى قريبا . من يعرف ؟

- هذا صحيح . من يعرف ؟

كانت هذه هى آخر الكلمات التى تفوهت بها ميجن . بمجرد أن أصبح مايكل رامسى بمفرده ، تقدمت نحوه النادلة وسألته إذا كان يريد مزيدا من الشراب وتبادلت معه بعض الكلمات متعب ومحتار بسبب هذه المرأة الغامضة المدعوة الآنسة دوميل ،أغلق عينيه لحظة قبل أن يقرر إذا كان يريد الشراب أم لا . فى هذه الأثناء عبر أمام عينيه المقفلتين شريط فيلم غريب . رأى ميجن تتقدم نحوه وشعرها ينسدل على كتفيها مرتدية فستانا أسود شفافا والضحكة تتراص فى عينيها الخضراوين . زادت دقات قلبه .

فتح عينيه وقرر ألا يطلب كوبا آخر من الشراب حتى لا يعاود التفكير فى ميجن طوال السهرة .وليس هناك شك فى ذلك .

ما زالت النادلة تنتظر إجابته .

قال بصوت كئيب :
- الحساب من فضلك .

فى حجرة الملابس الفاخرة فى الفندق ،خلعت ميجن نظارتها واستبدلت الحذاء البسيط بآخر له كعب عال . فكت شعرها منتزعة الثباتة من رأسها .قالت فى نفسها : إن الرجل يتمتع بكل المواصفات ، غريب فى نيويورك ، وسيم ، ذو أصل عريق ، ذكى . دون الأخذ فى الحسبان أنه حسن الحديث . وهو مجهد من أثر يوم عمل طويل .

وبينما هنأت ميجن نفسها بهذا الحظ الجميل ، عاد إلى ذاكرة ميجن ما أثارته لوسى أثناء مناقشتهما .

" عند القول بأنه يلزم وجود شخصين لمجئ طفل إلى الحياة فهذا يعنى أنه يلزم اثنان يرغبان فى هذا الطفل ويحبانه ويريدان مولده وسعادته وإلا فسيعانى الطفل . ما لم يتمتع بذكاء كبير يسمح له بتخطى هذا النقص ولن ينجح أبدا فى قبول نفسه تماما لأنه غير مرغوب فيه كليا "

أجابتها ميجن بأنها تعرف طفلا واحدا مرغوبا فيه من الأعماق وكلية . وهى ترة إذن أنه من الأفضل على الأقل أن تريده أمه بكل حماس فضلا عن أن يعيش وسط اللامبالاة فى أى مكان مع أى شخص .
واحتفظت ميجن بموقفها . بالتأكيد كانت تفضل أن ترزق بطفل من رجل حياتها ولكن حياتها ليست أبدية . إنها فى الرابعة والثلاثين وقد قررت أن تضع حدا للمصادفات : إن الخطأ الدائم هو أن يعتقد المرء بأنه سيعيش مائة سنة . كانت لوسى توافق صديقتها فى هذه النقطة . فلا يجب الاستسلام للطريق السهل والاكتفاء بقول : إنها الحياة ولا نستطيع شيئا حيال ذلك .

وفى النهاية باركت صديقتها مشروعها على الرغم من عدم اقتناعها بصلاحيته . إنها تريد مايكل رامسى زوجا لليلة واحدة يهبها طفلا تشتاق إليه . فكرة مجنونة غير معقولة اجتماعيا . لكنها عقدت العزم على المضى قدما فى طريق تحقيقها دون أن تخبر حتى الطرف الآخر " مايكل " بنياتها سيعتقد أنها امراة لاهية تريد ان تخوض معه مغامرة قصيرة . على الرغم مما يحمله ذلك من مهانة لها إلا ان فكرتها سيطرت عليها وألغت كل شعور بالتردد لديها .

إنها لا تنتظر من هو أفضل من مايكل رامسى ينبعث منه نبل غامض . وفى المقابل كان مثالا لرجل القرن العشرين فهو ذو مكانة قوية اجتماعيا وعمليا كل ما فيه يترجم ذلك : ملابسه ، هيئته وحتى قصة شعره .

تنهدت ميجن وفكرت فجأة فى فكرة قديمة وهى أنه ليس من العدل أن يكون دور الرجل رئيسيا فى حياة الطفل بينما تتحمل المرأة عبء الحمل شهورا وأثناء كل حياتها تتحمل المسؤوليات الجسام من أجل طفلها ونموه وصحته البدنية والنفسية وسعادته . دون ذكر آلام الوضع .

حاولت ميجن أن تطرد من تفكيرها هذه الأفكار الموروثة واستأنفت تصفيف شعرها .

إن ميجن لديها أفكار مختلطة عن الدور الذى يلعبه الرجل فى حياة المرأة . إنها تعرف أن دوره كبير وأساسى فى تكوين الأسرة وكان مايكل صورة من هذا الأب المثالى الذى يفخر به أبناؤه وتعتمد عليه زوجته إلا أنها ليست متأكدة من رغبته فى الاختفاظ بزوجة وتحمل مسؤولية أسرة . ألقت نظرة أخيرة فى المرآة . فانبعثت صورة امرأة تعرف ماذا تريد وماذا تفعل .

سألت نفسها بكل موضوعية : وهل تريدين حقا هذا الطفل ؟

جاءت الإجابة مرة واحدة : أنها نعم وبكل صراحة . سألت نفسها مرة ثانية : متى إذن ستقابلين أبا مثاليا من تكساس كهذا الأب ؟

لم تجد إجابة ليس هناك أى فرصة لمقابلة من هو مثل مايكل رامسى .أخيرا ليس هناك ما يجعل ميجن تغير رأيها بعد ساعتين ستعود إلى بيتها وتستعيد هدوءها وراحتها . وسيطير مايكل رامسى فى اليوم التالى إلى دالاس دون أن ينظر خلفه . إنه لن يذكر حتى ماذا حدث له فى الليل .ومن هنا ، جاءها اليقين بأنه لن يكون هناك أى معاناة .

تحققت ميجن أخيرا من أنها قد تكون مخطئة تماما فى فكرتها عنه . ففى الظروف الطبيعية ، لا تعتمد ميجن فقط على حدسها لكن فى هذه الحالة كانت الظروف استثنائية .بما ان مايكل رامسى ليس رجل حياتها فقد يكون أسوأ : مجرما مثلا فهذا جائز ومحتمل . لكن ليس هناك وسيلة جيدة للحصول على المعلومات عن مايكل رامسى أفضل من دانى الكسندر .
انتهت ميجن من إعداد مظهرها ثم طلبت رقم فندق هاراباس ودعت الله الأ تكون دانى قد رحلت . رد عليها عامل التليفون وقبل أن يعلن عن هذه المكالمة الخاصة بالآنسة الكسندر .وبعد لحظة ، فى الصالة الفسيحة أذاع أحد الموظفين بصوت هادئ الأنسة الكسندر مطلوبة على التليفون .وصل الإعلان لأذنى مايكل رامسى .

شعرت دانى الكسندر بالسعادة لهذا الاعلان الذى لفت إليها كل الأنظار وعبرت الصالة وحفيف فستانها الحريرى يتصاعد .

قالت :
- ألو .

- آنسة الكسندر ؟ أنا سعيدة حقا لأنى عثرت عليك . هل تعرفين لماذا اتصل بك ؟

- هل يجب أن أعرف ؟

كذبت ميجن :
- لقد تركت لى سكرتيرتى رسالة من طرفك .

حسنا يا عزيزتى ، لا بد أن تغيريها لقد اتصلت بك منذ شهرين .

عضت ميجن شفتيها وسعدت لأنها لم تجبها مبكرا عن ذلك . استطردت ميجن :
- أعرف جيدا أنه ليس من اللائق أن أدع الآخرين ينتظرون شهرين لكنى منشغلة للغاية فى هذا الوقت .

قالت دانى التى لا تفهم شيئا :
- حسنا .

لقد رأيتك فى فندق هاراباس لكنى لم أجرؤ على إزعاجك .

- آه ؟

استطردت ميجن أرادت أن تلتقط خيوطا تدخل بها إلى موضوعها :
- ماذا أردت أن تخبرينى ، اليوم الآخر ؟

- إيه حسنا . أعتقد أننى أردت سؤالك عما حدث لدى آل سباتش .

- إنهم قوم لطفاء ، نادرا ما قضيت وقتا سعيدا كالذى قضيته معهم .

أجابت دانى :
- هذا لا يدهشنى إذ كان برفقتك أجمل الشباب النيويوركى .كيف حال هذا المدعو تيم ؟

- تيم . إنه بحالة رائعة دائما . للأسف لم أعد أراه . إن لدى عملا كثيرا .

قالت الشابة المستهترة دون أن تدرى أنها تصف عالمها الذى نمت فيه :
- إنه عالم مقلوب .

- نعم ، إلى حد ما بمناسبة الشباب الجميل لقد رأيتك مع شاب رائع منذ قليل فى مدخل الفندق . لهذا السبب لم أرد إزعاجك .

- آه ، إنه هو ! إنك تتمتعين بذوق طيب . إنه رجل يثير الحسد .
لكنه طراز فرنسى قديم .... هل تدركين ماذا أقصد ؟

- نعم ، إنه لا يظهر أبدا فى الأماكن العامة وهو .. محافظ جدا ..... يبدو أنه يقضى وقته فى ممارسة الرياضة
ابتسمت ميجن ابتسامة رضا :
- يسعدنى دائما التحدث معك يا ميجن للأسف يجب أن أتركك العمل ينادينى .

- لا عليك وإلى اللقاء العاجل يا عزيزتى .

- إلى اللقاء .

هزت ميجن رأسها . لا بأس ، حتى شاكلات دانى الكسندر يكن مفيدات فى بعض الأحيان .

تأكدت من رجاحة حدسها . ألقت إلى نفسها نظرة انتصار فى المرآة . إنه يوم سعدها .ولا يجب أن تتركه وبعد أن فحصت هندامها آخر مرة لتزيد من ثقتها فى نفسها . خرجت ميجن شاى من حجرة الملابس بخطى واثقة ودخلت أخطر وأهم طور فى خطتها .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:33 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثانى

رأى مايكل رامسى الحلم الذى حلم به منذ ثوان يتجسد أمام عينيه المذعورتين . ميجن تتقدم نحوه ، شعرها منساب على كتفيها العاريتين وكأنها مارلين مونورو فى دلالها وأنوثتها . التفت إليها جميع الرجال لحظة مرورها .

ثم نهضت .استطردت :
- سنذهب ؟

لم يحاول مايكل رامسى أن يفهم ما يحدث له . لقد مضى اليوم فى التفكير ولم يجد أى سبب فى أن يرفض مرافقة هذه الجميلة التى تبدو مستعدة لأى شئ .... أجاب :
- سنذهب .

وضع يده على كوعها ليقودها إلى المصعد . شعرت ميجن بقشعريرة إثر هذه اللمسة التى اخترقت أعماقها . ان تظل سيدة الموقف ليس من الأمر السهل كما كانت تتوقع .

مضى الصعود إلى الدور الثلاثين كالحلم . لم يتبادلا كلمة واحدة فى أثناء مرورهما بالردهات الفخمة للفندق حتى وصلا إلى باب الغرفة 3212 . لم يتركها مايكل بعينيه . أما ميجن فكانت متجاهلة وجوده تماما . كانت تدخر لوقت آجل سلاح نظرة قاتلة .

تجمدت فى مكانها أثناء فتحه الباب بالمفتاح . تنبهت أنها بصدد ارتكاب خطأ مشين لكنها تماسكت على الفور غير مفكرة إلا فى هدفها الغريب . أحس مايكل باضطرابها . بالتأكيد هذه ليست المرة الأولى التى يرافق امرأة إلى غرفته فى فندق . إن نيويورك تثير فى النفس عواطف لا تدوم أكثر من ليلة شأنها شأن كل العواصم الكبرى التى لا يعرف فيها الواحد الآخر . لكنه يعرف مدعوته منذ ساعة تقريبا . ومن ناحية أخرى ، لم يرغب أن يكسر سحر اللحظة .وكما أن عطر ميجن يعطيه إحساسا بعالم خيالى .

أضاء نور الحجرة بحركة تلقائية ظهر ديكور الغرفة الفخم .قال مذعنا بصواب العودة إلى أرض الواقع :
- هل تريدين أن نطلب القهوة ؟

أشارت ميجن لا . تقابلت نظراتهما وتخللتهما نظرة بشكل غامض . وخيم الصمت بينهما من جديد . شعر مايكل بانجذاب شديد نحوها . كان يعرف أن ذلك سيحدث .لم تكن طبيعته أن يرفض ما تمنحه إياه الحياة من سعادة لكنه فى نفس الوقت لم يعرف امرأة قط تمنح نفسها دون أن يكون هناك مقابل . بعضهن لا يفكرن إلا فى المتعة وأخريات لا يفكرن إلا فى المال . أما النوع الثالث منهن فلديه أهداف بعيدة المدى . إلى أى مجموعة تنتمى هذه الغريبة التى تطلق على نفسها جيل . إنها جميلة جدا ، لعوب وغامضة . وسط صمت هذه الغرفة وهى أيضا ترفض مجرد قدح من القهوة .

جلست ميجن على أحد المقاعد الفاخرة ولحق بها مايكل ليجلس فى المقعد المجاور لها . قال :
- ريما نستطيع أن نتحدث قليلا ، أليس كذلك ؟

هزت ميجن رأسها بالرفض . أزاحت شعرها الأحمر الطويل إلى الخلف فى دلال . فقد مايكل صبره وأمسك كتفيها وقد انبعث الشرار من عينيه .

قال بصوت مهتز ضاعطا على أسنانه :
- من أنت ؟ يحدث كل ما هو غريب فى فنادق نيويورك ، أنت تعرفين ذلك أفضل منى . لن تكون الأولى التى تعثر عليها عاملة النظافة مقتولة فى الصباح . تكلمى . من أستأجرك لملاحقتى ؟ كيف تأكدت من انك لا تواجهين أى خطر ؟ من الذى دفع لك من أجل ذلك ولماذا ؟ ما لم تكونى بلهاء تماما ...
أمسك ميجن من رسغيها حتى ألمها . أرهبتها ثورة التكساسى وفى لحظة كادت أن تعترف بكل شئ مفكرة أنه سيطردها خارجا ولا يكون عليها سوى أن تعيد الكرة . لكنها تأملت وجهه القريب منها واستعادت شجاعتها . قالت بصوت لا يخلو من الصدق :
- لقد أعجبتنى . ولست معتادة أن أقتحم خلوة رجل غريب على هذا النحو .

اخترقها التكساسى بنظرة متسائلة . إنه يريد أن يعرف الحقيقة . ولكن لم تعبر عينا ميجن الخضراوان إلا عن عذوبة ورقة وشغف . كانت هذه النظرة تعنى شيئا لدى مايكل وهى أيضا ساهمت فى تعميق لغز ميجن والغموض الذى أشاعته حول لقائهما : إن السيدة التى تقدر على أن تمنح نفسها بهذا التهور لا يكون لديها هذه النظرة . إن مايكل يعرف ذلك جيدا . من المنطقى أن يتسبب عنفه فى تخويف هذه المرأة المجهولة . كان عليها أن تهرب أو تتكلم . وعلى العكس اكتفت ميجن بأن قالت :
- لقد أعجبتنى .

بما أنها كانت صادقة فى أعماقها . صدقها مايكل إنها لا تبدو مجنونة ولا حمقاء لكنها واثقة من نفسها . وهى شغوف به ، يرى ذلك فى عينيها المشتعلتين كالنار تحت الرماد . هدأت ملامح مايكل . إنه هو أيضا شغوف بها . إنهما متوافقان وكأن الواحد قد خلق للآخر .

حرر رسغيها . على الفور أمسكت عقدة رابطة عنقه وفكتها . لقد ربحت ميجن . انحنى مايكل نحو وجهها الجميل وقبلها . همس مايكل :
- ليس لديك نمش . لماذا ؟

- أنا .... لا أتعرض للشمس .

- جمال أصهب يجهل الشمس . أنت بيضاء كالقمر . إنك فى جمال سالومى .

ضحكا . قالت ميجن :
- أنت تروق لى .

- ألست خائفة منى ؟

أشارت ميجن برأسها لا .

ابتسم وعقد ذراعيه فوق صدره ونظر إليها فى تحد :
- ألست خائفة منى ؟

- بلى . لست خائفة .

- لست رومانسية .ولكنك جميلة .

- لست رومانسية ، لا ، ليس دائما .

إنها لم تكن جسورا من قبل لهذه الدرجة لكنها وجدت المر طبيعيا معه . وقالت لنفسها : هذا لأننى لا أعرفه ،ولأنه ليس من هنا لأنى لن أراه أبدا .

ومع هذا كانت تشعر أنها تعرفه منذ الأزل . ولد لديها اعتقادا أن كل ما حدث هذه الليلة مكتوب فى الكتاب الخفى للماضى والحاضر وأنها ليست هنا عن طريق المصادفة . ولا هو . هذه الفكرة أثارت فى نفسها فرحا غريبا علل كل شئ . ملآت ميجن عينيها من صورة هذا الرجل : فارع الطول فياض العاطفة . لا يوجد من بهرها مثلما فعل هذا الرجل إنها تشعر أمامه بأنها امرأة مختلفة أكثر أنوثة ، أكثر عذوبة ، وأكثر إخلاصا .
فجأة شعرت بأنها تستطيع أن تفصح له عن كل شئ . لكنه لم يسأل عن شئ لقد فقد كل شئ أهميته أمام انجذابه إليها . وعلى الرغم مما قد يبدو فإن ما جمعهما فى هذه الغرفة ليست قصة حميمة .كان يعرف ذلك ولا يفهم شيئا عن ذلك . ثم أعتقد أنه مجنون وسمع صوت رغبته التى تجهل القصص وتسخر من فهم أسباب الأشياء .

تركت ميجن بدورها أفكارها المتناقضة الغائرة فى رأسها واستسلمت لقبلات مايكل . وعندما قبلها للمرة الأخيرة ، فؤجئ مايكل بمذاق الملح الناتج عن دموع جميلته المجهولة :
- أتبكين ؟

- لا

- لا تقولى لا . لقد تذوقت الملح على خدك .

- أنت عطوف جدا . ربما لأنى رومانسية جدا أكثر مما تظن . ليس لدينا دائما الخيار .

ضحك مايكل رامسى من قلبه . جيل الصهباء تجيد تمثيل دور المرأة اللعوب والمراهقة العاشقة الواحد تلو الآخر وبدون تعقيد . على أية حال إنه يريد أن ينام بشدة .

كانت ميجن تستطيع أن تسمعه يضحك ويتحدث طوال الليل .كانت تستطيع أن تبقى دائما بين ذراعيه تحتمى بهذا الحضن الدافئ . وفى لحظة ، شعرت بالألم لفكرة فراقه . ثم تذكرت الطفل . لقد نسيت السبب الحقيقى لوجودها فى هذا الجناح فى فندق هاراباس .

هل أحبها مايكل حقا فى هذه الليلة ؟ لا إنه لم يحبها هكذا . قالت لنفسها : بالنسبة له لم يكن ذلك بالتأكيد إلا قصة عابرة ومرت بسلام . ربما أعتقد أنها امرأة منحلة أوسيدة تعمل على اغواء الرجالتستخدمها الفنادق الكبرى فى المدينة للترويج لها .

ابتسمت ميجن لهذه الفكرة . ليظن ما يريد . فى الصباح سيستقل الطائرة إلى دالاس .وستستأنف ميجن حياتها النيويوركية الطبيعية . ولن يتقابلا أبدا .وكأنها تحاول إقناع نفسها أنه متفق معها . رفعت ميجن عينيها ورأته نائما فقالت : حتى فى نومه جميل .

نهضت ، ارتدت ملابسها بدون أن تحدث صوتا . ثم نظرت إليه طويلا فى النهاية مالت نحوه وطبعت قبلة حانية على جبينه . همست بكلمة شكرا قبل أن تغادر الغرفة .... كالشبح الذى يتلاشى .









لم يصدق مايكل رامسى عينيه . إنه أمام نجمة صهباء تتقدم نحوه . إنه لم يصدق أبدا أن الأحلام تتحقق بهذه الواقعية والسرعة .بشكل لا إرادى أصلح عقدة رابطة العنق . وتبخر تعبه فى الهواء .


سألته ميجن بصوت عذب :
- أما زلت تريد إهدائى شرابا ؟


لم يستطع أن تبدر منه أى كلمة فأذعن بإشارة من رأسه خذلته الكلمات . جلست ميجن على شماله ، قريبة جدا منه . رفعت ساقها الطويلة فوق الأخرى ببطء محسوب فارتفعت الجيب فوق ركبتها تماما . أضاءت عينيها الخضراوين ابتسامة مرحة .


أعتقد مايكل أنه يحلم حقا . ولم يرغب على الإطلاق فى أن يستيقظ .قال بنظرة فاحصة :
- أليس هناك المزيد من الأسئلة المحرجة ؟


أجابت مازحة :
- لا ، بما أنك أنت ايضا رجل آخر . يطلب منا دائما عند القيام بالاستفتاءات والاستبيانات ان نكون فى أبسط مظهر .نظام الشعر المرفوع إلى الخلف والقمصان ذات الياقة ، عقد اللؤلؤ . هذا لا يضايقنى . إننى مهرجة حقيقية وأعشق التنكر .... اسمى جيل .


- جيل ؟


- ألا يروق لك ؟


- بلى ، يروق لى كثيرا .


استطردت ميجن دون تردد :
- يبدو أنك لست على ما يرام ، هل تريد أن أرافقك إلى حجرتك ؟


إنها لم تر فى حياتها شخصا مثله يجمع بين القوة والرجولة والحس المرهف .


- وماذا عن شرابك ؟


قالت ميجن :
- مرة أخرى .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:36 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فى نيويورك كانت نهاية شهر أكتوبر باردة وممطرة . اتخذت ألوان الأشجار مكان ألوان الشمس فى السماء التى أصبحت رمادية ويكسوها الضباب .



كانت ميجن تعشق الخريف . إنه الفصل المفضل لديها ككل سنة . كانت تقوم بجولات تريض بمفردها فى المتنزهات تتبع فى مرح أوراق الأشجار الجافة المتعددة الألوان . كانت تشعر ببعض الحزن رغم مرحها . بالتأكيد ، لم يكن الطفل هو السبب . ببساطة كانت نادمة على الليلة التى قضتها مع التكساسى الوسيم . إنها كثيرا ما تفكر فى هذه الليلة , عندما اتصلت بها لوسى فى الصباح التالى لهذه الليلة . قصت عليها ميجن أحداث المغامرة .


أنهت القصة قائلة :
- لقد مضى كل شئ بشكل مثالى فى الحقيقة حصلت على ما أردت ، لست أدرى ..ز لكنى أشعر بالذنب بشكل مرير .


أجابتها لوسى لتخفف عنها :
- لا عليك . هذا شعور طبيعى بعد هذا النوع من المغامرات .


- ليس هذا هو السبب .إذا التقيت به فى الشارع ، فلن يكون لدى الشجاعة لكى أنظر فى عينيه . أشعر أننى سرقت منه شيئا ، لم يكن لدى الحق لأتصرف على هذا النحو .


- هذا ليس سببا لكى تستسلمى للأفكار الحزينة يا ميجن ! على أية حال لقد وقع المحظور . فكرى فى الطفل وقولى لنفسك : إنه سيسجل كل ما يحدث فى رأسه الصغير . حاولى أن تركزى فيه ، ربما يجعلك هذا التفكير ترين الحياة بلون وردى .


- أنت على حق . يجب أن أكون سعيدة . الخريف جميل جدا ، هل رأيت هذا ؟


كانت المرأتان تشعران أن كلا منهما تعرف الأخرى منذ زمن طويل . صداقتهما تعود إلى سنة تقريبا . إنهما مختلفتان إلى حد بعيد . على كل المستويات . لقد عاشت لوسى منذ المهد فى قفص ذهبى . أسرتها ثرية تمتلك مصنعا . أرسلتها فى دراسة الطب الطويلة فى هارفارد .


ميجن على العكس كان عليها أن تعمل دائما لتدفع ثمن تعليمها . لوسى شقراء عيناها زرقاوان ، وقليلة الحجم . ميجن صهباء خضراء العينين طويلة .
اختارت لوسى أن تعمل فى حضانة تابعة للصليب الأحمر لأنها كانت ترى دائما أن الطب عدو المال . تزوجت من بائع عاديات فى الثلاثين من عمره ولديها طفل جون عمره سنتان ونصف .

اختارت ميجن الأعمال التجارية . وبفضل دراستها للقانون الدولى عملت مستشارا ماليا لدى آلدرمان ، دراكويل وجيبسى واحد من أفضل مكاتب الدراسات فى الساحل الشرقى النجاح المالى يعد فى غاية الأهمية بالنسبة لها .

فى النهاية كانت لوسى قدرية تميل إلى الاستسلام لمجريات الأمور . أما ميجن فقد كانت مفعمة بالطاقة والإرادة كانت ذات مزاج حاد ولا تقبل أبدا أن تستسلم للظروف . بوجه عام ، كانت هى من ترفع معنويات أفضل صديقاتها وليس العكس .

فى بعض الأيام لم تجد ميجن ما يستحق اللوم لتفكيرها فى مايكل . كان ذلك فى بعض الأيام النادرة . أما فى أغلب الوقت فقد كانت تحكم على نفسها بأنها مذنبة من الدرجة الأولى .وتمنت ألا يزور نيويورك أبدا . ولكن من ناحية أخرى أرادت أن تراه . هى التى لم تكن تريد إلا الطفل . وجدت نفسها بصحبة ذكريات جميلة .

بعد مرور أسبوعين على مغامرتها فى فندق هاراباس تأكدت ميجن من أنها حامل . لم يكن هناك أى فرصة للتراجع . منعها الشعور بالذنب من السعادة . وفى نفس الوقت شعرت بشئ من الخجل . لابد أن تفكر فى المستقبل على الرغم من كل شئ .

مر كل شئ على ما يرام حتى الشهر الثالث .باستثناء لوسى لم يعرف أحد عن الأمر شيئا . لقد نسيت ميجن نفسها أمر حملها . باستثناء بعض نوبات الدوخة والإجهاد لم يكن هناك ما يكشف للآخرين عن حالتها . ومن لا يتمتعتون بخصوبة الخيال سيعتقدون أنه فقط قد غيرت الخياطة .

حتى فى المكتب ، مرت الأمور كالمعتاد . لم يلاحظ أحد أنها تغيرت حقا وخاصة أنها لم تدع حالتها المعنوية تؤثر على العمل . فقد استمرت ميجن فى أداء عملها على أكمل وجه . لقد أصبحت من أفضل المشتغلين فى حقل عملها . إلى درجة أن مديرها قد أبدى دهشته عندما أعربت عن رغبتها فى إجازة طويلة . هذا المطلب جعله ينظر إليها بعين أكثر انتباها . واستنتج فى النهاية أنها شاحبة ومجهدة ليس أكثر .

صاح هنرى آلدرمان فى تعجب الذى لم يتوقع مثل هذا الطلب :
- عام ! أنت تحتاجين إلى عام كامل لتستعيدى صحتك . ستة أشهر هذا أنسب . لن أخفى عليك . هناك الكثير من العمل الذى ينتظرك ....


أجابت ميجن :
- لنقل ستة أشهر مبدئيا لكنى لا أعدك بشئ . أريد حقا أن أتوقف . وسأكون أكثر فاعلية ونشاطا عند عودتى ،يمكنك أن تعتمد على . أما بالنسبة للعمل فلست أنوى أن أرسل قبل منتصف ديسمبر . فى هذا الوقت ستكون أهم أعمال السنة قد انتهت بوجه عام . ويأخذ العمل إيقاعا بطيئا حتى فبراير . وسيتيح لك ذلك الفرصة لتجد الشخص المناسب ليحل محلى . أليس كذلك ؟ ومن ناحية أخرى من المستحيل أن تنسانى تماما من حسن الحظ أن اسمى مكتوب على باب مكتبى .
لا تعتمدى على فى أن أردك إلى عالم البطالة يا ميجن . أنت تعرفين جيدا قدرك وماذا سنخسره بفقدك . تناولى إذن الفيتامينات وقومى بنزهات بحرية فى البهاما ، وانقصى وزنك الزائد ولكن عودى فى أسرع وقت ممكن . ولأثبت لك حسن نياتى سأترك راتبك دون مساس .

- شكرا يا هنرى ، أنا ممنونة جدا .

- لست مضطرة لذلك يا ميجن فهذا حقك .

كان كل شئ على ما يرام حتى اليوم الذى أخبرت فيه ميجن العائلة . استقلت الطائرة المتوجهة إلى بوسطن مساء أحد أيام الجمعة . متيقنة أن والدها وأخويها - فهى لم تعرف أمها قط - سيقابلون الأمر بهدوء . ولكن حدث العكس .

صاح والدها مذعورا :
- ميجن ! لو عرفت مكان هذا الرجل لدققت عنقه بيدى .

عجزت ميجن عن الدفاع عن نفسها فهى ترى أنها مذنبة ، ووضعت يدها على بطنها فى خجل :
- انظر يا أبى ، هذا ليس خطأه ! كنت أعرف ماذا أفعل عندما ....

- ماذا تقولين ؟ ألا تشعرين بالعار مما فعلت .... يا ميجن ؟

- أقصد أننى كنت واعية للعواقب . إنه خطئى . آسفة لأنى خيبت أملك يا أبى ولكن الأمر كذلك .

كما ثار أخوها تونى -الذى تحكى له دائما الحقيقة . ثورة عارمة - عندما علم بالخبر .

صاح وقد شحب وجهه من شدة الغضب :
- أنت فى قمة الحماقة . تتصرفين كالصبية البلهاء ! أنا الذى كنت أعتقد أنك إنسانة متزنة ! ألم تضعى فى حسابك أنك كنت قد تتعرضين للقتل بيدى هذا الرجل .

وبغضاضة ،انتهى الأمر بأن أذعن أن فى سن الرابعة والثلاثين ،كانت ميجن محقة فى أن تموت رغبة فى أن تكون أما . فى المقابل ، رفض تماما أن يجد لها أعذارا . فى نظره كان ما فعلته جرما فادحا وقمة فى الأنانية .ولا يوجد شئ يبرره .

لم تكن ميجن تتوقع هذا الاستقبال . بالتأكيد ، كانت تعرف أن أسرتها ستدلل الطفل عند ولادته فى النهاية . إن طفل آل شاى هو لآل شاى .ولكن أن تعرف أن ما فعلته قد جلب الحزن والعار لأكثر الأشخاص قربا إلى قلبها أصابها بحزن ثقيل . ازداد شعورها بالذنب وازداد معه الندم .

أنه اليوم العشرون من شهر أكتوبر . سارت ميجن فى طرقات الحديقة العامة وسط الضباب . كانت هائمة وعيناها فى السماء . بعد قليل ، نظرت فى ساعة معصمها نزلت إلى أرض الواقع وعادت إلى مكتبها .

سألت سكرتيرتها :
- أليس هناك رسائل يا جريتا ؟

هذه المرأة ذات الشعر الرمادى ، التى تخطت الأربعين بكثير كانت مبتسمة دائما وممتلئة كنساء صقلية .
هنرى يريد أن يراك قبل الساعة الخامسة . حاولت لوسى الاتصال بك .وذلك ليس لأمر مهم ستكون فى منزلها هذا المساء .وهناك هذه السيدة التى اتصلت .

سألت ميجن مبتسمة من التعبير الذى ظهر على وجه سكرتيرتها :
- هذه السيدة الأجنبية التى تعمل لديك . لقد استغرقت ثلاثة أرباع ساعة لأصل إلى فهم ما تقصده .

انفجرت ميجن ضاحكة :
- أتفق معك فى أن لديها لكنة . لكن عليك أن تعرفى أنه عندما تتصل بك امرأة مسنة وذات لكنة ألمانية أنها تريدنى يا جريتا ماذا أخبرتك إذن السيدة بلنسكى ؟

نظرت إليها جريتا نظرة سوداء :
- لا أدرى عن ذلك شيئا يا ميجن.... أنا لا أسمع الهراءات .

بمجرد أن أصبحت ميجن بمفردها فى مكتبها ، اتصلت برقم منزلها .تهتم السيدة بلنسكى بكل شئ فى منزلها .

إنها سيدة ألمانية ،أرملة لرجل بولندى .طيبة القلب ومحبة ، تجيد الطهى بشكل رائع .بالإضافة إلى صفة تزيد الأمور سهولة على ميجن وهى انها تحب الأطفال . وخاصة حديثى الولادة .لقد ألحقتها ميجن بالعمل لديها منذ شهر تقريبا .

قالت عبر أسلاك الهاتف :
- نعم ! أنت عند السادة شاى .

- نعم ، إنه أنا يا بلنسكى . لقد أخبرونى أنك أتصلت فى المكتب ماذا حدث ؟

- نعم يا آنسة ! لقد أحضروا سرير طفل . قلت لهم : إنك لا تريدينه ولكنهم لم يستمعوا إلى . أنا متضايقة جدا يا آنسة .

- هذا خطئى يا سيدة بلنسكى نسيت أن أخبرك بأمر هذا السرير .

- حسنا ! أنت سعيدة إذن !

- جدا يا سيدة بلنسكى .

- أين تريدين أن أضعه يا آنسة ؟ فى الغرفة الزرقاء ؟

- لا ، ليس فى الغرفة الزرقاء يا سيدة بلنسكى . سنرى ذلك معا هذا المساء .

عملت ميجن حتى بعد الظهر قبل أن تتذكر رسالة هنرى آلدرمان فتركت ملفاتها .

قال عندما دخلت ميجن مكتبه :
- آه ! ميجن كنت أسال نفسى إذا كنت نسيتنا تماما .

كذبت ميجن فقالت :
- على الإطلاق .

كان هنرى آلدرمان رجلا طويلا ، رفيعا وأصلع . كان يعتنى عناية فائقة ببعض الشعر الباقى على رأسه اللامع لم يكن هذا الصلع يقلل من سحره البريطانى بل على العكس . كان يرتدى نظارة سوداء ويتحدث بصوت مهيب وهادئ يترك أثره على من يحدثه .كانت ميجن تقدر فيه براعته فى عالم الأعمال ومهارته فى التجارة والقانون . كما كانت تقدر فيه أيضا صراحته ولطفه .
قال :
- أعرف أنك مشغولة ولكن عهد إلينا بعمل مهم أود أن أسنده إليك قبل رحيلك .إنه عميل جديد من تكساس لقد حان الوقت لإثارة الكلام عن مكتب آلدرمان وجيبس فى الجنوب . هل تتابعيننى ؟

- جيدا .

- ومن ناحية أخرى لا يشكل هذا العميل تعقيدات كثيرة لكنها قد تكون فرصة لكى نثبت أقدامنا هناك . كما أننا مدينون لك بالنجاح فى كارولينا الجنوبية وأود أن تهتمى بهذا العميل .

ابتسمت ميجن :
- لنر ما الموضوع ؟

تهللت أسارير هنرى آلدرمان معربا عن رضاه كان يعتقد أنه قد نجح فى أقناع معاونته . فى الحقيقة ،كانت ميجن قد قررت ألا ترفض له شيئا قبل رحيلها . قال :
- كان على أن اطلب منك أن تأتى مبكرا قليلا حتى نستطيع أن نتحدث وقتا أطول عن الموضوع . قد يتصل العميل فى أى وقت . إنه يدعى مايكل رامسى هذا الاسم ألا يذكرك بشئ ؟

قالت ميجن التى لم تعد تذكر أسم الرجل التكساسى الذى قابلته فى فندق هاراباس فى تلك الليلة المشهودة .
- نعم

- أنه الابن الأكبر لأسرة تعمل فى صناعات البترول . من الواضح أنه قد قرر النهوض بعمله الخاص دون الاعتماد على أحد . وهو ينوى الاستقرار على الساحل الشرقى فى القريب . علينا دراسة السوق لحسابه . نصحوه باللجوء إلينا فى شركة كوربيت بحرارة .

قاطعه رنين التليفون الأحمر غريب الشكل الذى صممه له أحد الفنانين المجهولين . إنه يعشق جمع الأشياء الغريبة . قال بصوته الهادئ العميق :
- نعم يا إيفلين ، السيد رامسى ؟ أوصلينى به من فضلك .

بنظرة ، دعا ميجن أن تتابع ما سيقوله بعناية فائقة أدركت بوضوح أن الموضوع يتعلق بعميله فى المستقبل .

- صباح الخير يا سيد رامسى . كنت انتظر مكالمتك . نعم بالتأكيد ..... سيكون ممتازا ،أما ما يخصنا ... فى يوم 12 نوفمبر ؟

وبنظرة أخرى سأل ميجن ، هل التاريخ يناسبها ؟

- لقد كلفت أفضل الموظفين ،الآنسة شاى بأن تهتم بالملف ..... نعم يمكنك أن تتصل بها مباشرة ..... ربما أتغيب فى وسط نوفمبر .... نعم يمكنك أن توليها ثقتك المطلقة .... بالتأكيد يا سيد رامسى ، بالتأكيد .

بعد برهة صمت ،استطرد هنرى آلدرمان :
- حسنا يا سيد رامسى ..... بالمناسبة هل أنت راض عن عمل زميلى المخبر الخاص ؟ أه ...أه ... بالتأكيد يلزمه وقت أكثر لما هو متوقع . إن نيويورك مدينة كبيرة .... نعم بالتأكيد ... لا تقلق ، سيفعل ماكلين المستحيل ليجد هذه السيدة ...... حسنا 12 نوفمبر ..... إلى اللقاء يا سيد رامسى .

ابتسمت ميجن قائلة :
- ما قصة هذا المخبر السرى ؟

- إنى لا أعرف عن ذلك أكثر منك ..... رامسى يبحث عن امرأة فى نيويورك .

- امرأة ؟
نعم ، هذا ما سمح لى بمعرفته .

إنه لأمر غريب أن يحدثك عن ذلك .

قال هنرى :
- لقد كان اتصالنا الأول طيبا جيدا ..... رشحت له مكتب ماكلين لكن من الواضح أن الأمور ليست على ما يرام .

ودت ميجن أن تعرف أكثر عن هذا الموضوع بدافع الفضول . لكنها لم تلح ، قالت :
- سيأتى إلى نيويورك 12 نوفمبر ،أليس كذلك ؟

- نعم ، سأسلم لك الملفات غدا . استغلى يوم 12 كله إنى أعتمدعليك يا ميجن . إنه عمل بعدة ملايين من الدولارات وأنت تتحلين بإرادة قوية .

عندما عادت ميجن إلى منزلها بعد ساعتين ،كانت صوفيا بلنسكى تنتظرها وقد بدا القلق على وجهها . قالت لتبرر وجودها :
- لقد تركت عشاءك فى الفرن .

- هذا لطف منك يا صوفيا . يمكنك أن تعودى إلى منزلك الآن إن الوقت متأخر .

رفعت صوفيا ذراعيها وكأن مصيبة قد حدثت :
- آنستى ،لقد بقيت حتى أعرف ما الذى سيحدث . الرجال الذين أحضروا سرير الطفل عادوا ومعهم كرسى صغير ،دولاب صغير ، مقاعد وملابس صغيرة عديدة للطفل .

ساد الصمت برهة :
- هل سترزقين بطفل يا آنسة ؟

اعترفت ميجن وقد بدا الإحراج على وجهها :
- نعم يا صوفيا ، لقد أصاب تخمينك . أنت تحبين الأطفال ،أليس كذلك ؟

- أوه يا آنسة إنى أعشقهم .... إنى مجنونة بهم ....

تفوهت المربية بهذه الكلمات وعشرات الأسئلة تتدافع فى رأسها .

سألتها ميجن ببعض القلق :
- هل ستعتنين به معى ؟

صاحت صوفيا وعيناها تلمعان بالسعادة والحنان :
- أوه يا آنسة . سأبقى معك .

أطلقت ضحكة تعنى أن طفل المستقبل لن ينقصه شئ . سألتها ودمعة فى عينيها :
- هل أستطيع أن أسالك سؤالا ؟

أشارت ميجن بـ نعم .

- هل تريدين ولدا أم بنتا ؟

حاولت ميجن أن تصلح من لهجة صوفيا فى نطق الكلمات ولكن دون جدوى لقد سيطرت عليها لهجتها الألمانية . تعانقت السيدتان وكأنهما توقعان معاهدة سلام ستغير وجه العالم .

- سنسعد كثيرا يا اسنة . لا يوجد ما هو أجمل من الأطفال فى العالم ولنحتفل بهذا النبأ ، أخرجت صوفيا الحلوى التى كانت تحتفظ بها فى طبق ملون جميل .

- عندما خمنت هذا النبأ ذهبت وأحضرت هذه الحلوى من منزلى .

قضيا باقى السهرة حول طاولة المطبخ تخططان المشروعات للطفل ،للمستقبل، مشروعات خيالية ولذيذة .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:38 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29773
المشاركات: 8,676
الجنس أنثى
معدل التقييم: نور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسينور عضو ماسي
نقاط التقييم: 5206

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيك الف عافية على المجهود المميز

 
 

 

عرض البوم صور نور   رد مع اقتباس
قديم 25-10-09, 05:39 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع

يوم 12 نوفمبر كان الثلج يتساقط على نيويورك ،نحو الساعة الحادية عشر صباحا كان مايكل رامسى يضع يديه فى جيبيه يتأمل الحديقة العامة الرئيسية التى غطى الثلج سطحها . من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة لمكتب هنرى آلدرمان .
ابتسم آلدرمان وقال :
- تتمتع الآنسة شاى بدقة متناهية . ولكن جدول أعمالها ممتلئ هذا الأسبوع أعتقد أنها أخبرتك بذلك .



- أخبرتنى سكرتيرتها ببساطة أنها ستتأخر قليلا هذا الصباح . لقد جئت فى الموعد المحدد لأنى أردت أن أتحدث معك عن عمليات البحث التى قام بها ماكلين .



- كنت أود أن أكون أكثر فاعلية يا سيد رامسى للأسف أنا ....



- لا تتأسف لا طائل من ذلك .



- فى هذه الحالة ، لنر هل كانت الآنسة شاى قد أتت إذا أردت ذلك .



أذعن مايكل . أخذه هنرى إلى ردهات شركة آلدرمان وجيبس فجأة ظهر رأس ذو شعر أحمر بين بابين . تسمر مايكل من وقع الصدمة . صعدت السيدة واختفت فلم ير منها إلا ظهرها . على الفور . فكر فى قارئن ماكلين : هناك آلاف من حمراوات الشعر فى نيويورك ، وملايين فى الولايات المتحدة .



فى المقابل ، لم يكن هناك سوى جيل واحدة فى العالم . لقد تعرف عليها مايكل من مشيتها ، إنها محفورة بعمق فى ذاكرته . لقد عثر عليها إذن ! بعد شهور من البحث المضنى والاف من الدولارات .



شعر مايكل بدوخة وسط موجة من الذكريات التى اشعلت العواطف والضغوط المتراكمة منذ شهور .



قال هنرى مشيرا إلى الباب الذى اختفت خلفه السيدة ذات الشعر الأحمر :
- عندما نتحدث فى سيرة الذئب ......



لم يطلق مايكل أى تعليق . كان منشغلا بتصور انتقامه . انه يريده انتقاما مطلقا يتناسب مع الالم الذى سببته له خلال اربعة اشهر من الانتظار الذى لا ينتهى .



كانت ميجن التى لا تشك فى أى شئ توقع عدة أوراق عندما سمعت طرقات على باب مكتبها .



دخل هنرى آلدرمان على الفور . قال :
- ميجن لقد عدت ، هذا عظيم . كيف كان اللقاء ؟



- جيدا جدا ، أنا .....



صمتت ميجن وشحب لونها فجأة . بدا وكأن المكان قد أظلم من حولها . وكأن الشمس قد حدث لها كسوف مفاجئ . اختفى اللون الوردى من فوق خديها . توقفت عن التنفس ، وتوقف قلبها عن الدق نصف ثانية . كانت فى هذه اللحظة حقا كأنها فارقت الحياة . ثم تفسر كل شئ أمام وجه مايكل رامسى الذى ظهر عليه علامات الفرح أو الاصح الانتصار . لقد أثبتت ميجن برد فعلها هذا انها الكاذبة الغامضة التى كانت بفندق هاراباس خاصة وأنها لم تنس ضحيتها حتى الآن .



فى البداية شعر بالرضى لفكرة أنها قد تكون تألمت هى الأخرى وتذكر ليلتهما الحميمة التى حفرت فى ذاكرته ربما لأنها كانت غير منتظرة ولذلك سكنت خياله .



سألها آلدرمان :
- ميجن ؟ أنت شاحبة . ماذا بك ؟ هل تريدين أن أذهب لأحضر لك الأسبرين ؟
هزت ميجن رأسها ولكنها ظلت غير قادرة على الكلام . إنها لا تفكر إلا فى أن تهدأ . على الاقل لتظهر بشكل طيب . قال مايكل :
- يبدو أنها متوعكة . اذهب واحضر الطبيب وسأهتم أنا بها .



استعادت السيدة وعيها عندما عرفت أنها ستكون بمفردها مع مايكل . صعدت كبرياء آل شاى على السطح فكان لها مفعول الادرينالين . رفعت ميجن كتفيها وتنفست بعمق ورفعت راسها باعتزاز . نظرت إلى مايكل فى عينيه .



- سأكون على خير ما يرام يا هنرى . لست بحاجة إلى شئ ... وبما أنه لم يحدث أبدا أن مات أحد أفراد عائلة شاى جالسا ، نهضت مستقيمة تماما مثل مارى انطونيت يوم اعدامها .



- ربما اصابنى البرد فى الحديقة العامة .



ثم استجمعت كل شجاعتها والتفتت نحو مايكل :
- أنت بالتأكيد السيد رامسى



اعتذر هنرى :
- حقا ، إننى لم أقدمكما لبعضكما البعض بعد ، ميجن شاى . مايكل رامسى .



أجابت ميجن :
- سعيدة بلقائك يا سيد رامسى . تفضل بالجلوس .



سأل مايكل مشيرا إلى باب المكتب :
- ما معنى حرف م الذى يسبق اسمك ؟



أجاب هنرى مفسرا :
- م اختصار مارى . مارى ميجن شاى اسم جميل ، أليس كذلك ؟ سترى هذا الاسم مطبوعا على بطاقات الشركة . مارى اسم يرمز إلى العفة . مما يدعو للاسف ان معاونتى لا يطوق راسها هالة نور .



انفجر الرجلان فى الضحك على حساب المسكينة ميجن التى انخرطت مغتاظة فى ترتيب الاوراق التى افترشت المكتب .



- قد يكون الاسم مزيفا كما تحدثنا يا آلدرمان منذ قليل وكذلك إن لم تكن ترى فى ذلك سوءا فسوف اكتفى بالحكم على الانسة شاى من خلال افعالها.



سعلت ميجن . شعرت أنها تريد الهروب إلى نهاية العالم . إنها تعانى ويلزمها الكثير من الارادة لتمنع دموعها من الانهمار . وتعبير غريب يقنع وجهها الحقيقى .



- لقد درست طويلا ملفك يا سيد رامسى .



قاطعها التكساسى بتهكم :
- أشك فى ذلك . أخبرنى آلدرمان أنك لا تفعلين الاشياء ناقصة .



- لهذا السبب أردت ....



قال ضاغطا على كلماته :
- لقد تخطت الساعة الثانية عشرة يا انسة دو .... شاى اقترح ان نتغدى معا ، لنقل فى فندق هاراباس لقد نزلت فيه كالمعتاد ، إنه يقدم طعاما ممتازا .
اسفة يا سيد رامسى . هذا مستحيل للاسف . لدى موعد مع الطبيب فى الساعة الواحدة . لدينا نصف ساعة لنحدد خطة ....



أكمل رامسى :
- .... تقارب ؟



- تماما .



قرر آلدرمان الانسحاب :
- أنا ايضا لدى موعد فى الساعة الواحدة . سيد رامسى سأتركك تتحدث مع معاونتى وحكايات عالم المال التى تجيدها والتى ارفض باصرار ان استمع منها اليها . ساظل رهن اشارتك . لكن يجب ان اخبرك بان الانسة شاى ادارية ممتازة . يتنبهر من فاعليتها .



صافحه مايكل بحرارة :
- سعيد جدا بلقائى معك .



بمفردهما ، بقى مايكل وميجن صامتين وقتا من الزمن . أشعلت ميجن سيجارة . قال مايكل مبتسما ابتسامة ساحرة :
- الدخان يزعجنى . اسف .



- أرجو المعذرة . إذن إذا كنت قد فهمت فإنك تريد أن يكون نصيبك واحدا وخمسين بالمائة من رأس مال الـ....



- أعتقد أننى قلت لك : إنى جائع .



- كما تشاء يا سيد رامسى . لقد اتفقنا على مناقشة مشروعك اليوم . لك الحرية فى أن تفضل أن تتغدى . لكن يجب أن اخبرك أن أتعابى لن تنخفض بل ستزداد .



- فى هذه الحال ، الأمر مختلف يا أنسة ..... شاى أن أنفق فليس فى ذلك ضير أما أن أضيع وقتى فلا ...



فتح حقيبته وأخرج ملفا وضعه على مكتب السيدة الشابة ، استطرد :
- الأمر يتعلق بالاتفاق المبدئى لشراء دار نشر نيويوركية الدوبسون . لا أريد شراءها ولا الحصول على جزء من رأسمالها ولكن ببساطة أن أؤجرها مدة عشر سنين . وأريد مائة فى المئة من الحقوق خلال فترة الإيجار ، مثل إمكان أتخاذ قرار الاستثمار مدة متوسطة ، وتعيين العاملين أريد الاستفادة ، خاصة بحقوق النشر التى تتمتع بها دار دوبسون فى لندن وفى مقابل ذلك . أقبل الثمن الذى يطلبون هذا كل شئ يا آنسة شاى .



نظرت إليه ميجن وهو يغلق حقيبته وينهض وينظر إليها بعينيه البراقتين ورأسه الشامخ :
- إذا كان لديك أسئلة تعرفين أين تجدينى .



قبل أن يغادر الحجرة ، تفحصها بقسوة . عيناه الرمادتيان المحاربتان تنظران إليها كالـ ساموراى الذى أجبر على ترك جبله .



أنهى المقابلة قائلا :
- مارى ميجن شاى أنا متأكد أننا سنتقابل قريبا .



استجمغت السيدة الشابة شجاعتها . نظرت إلى عينيه مباشرة وقالت :
- هذا واضح يا سيد رامسى . لابد أن نتقابل مرة أخرى لتوقيع العقد .

تقابلت لوسى وميجن فى منطقة محايدة هى مطعم إيطالى صغير فى مانهاتن . إنهم يقدمون مقابل قروش قليلة بيتزا لذيذة . النادل صبى جميل من ضواحى بالرمو يدللهما كالملكات . إنهما تقضيان وقتا ساحرا فى هذا المكان تتحدثان عن أسوأ الأمور التى حدثت لهما . فى ذلك اليوم ، تراجع النادل مدركا أن ابتسامته الجميلة لن تفلح أمام جو الاكتئاب العام الذى ساد بين السيدتين .



صاحت لوسى مذعورة من القصة بأكملها :
- يا إلهى ، ماذا سنفعل ؟



شعرت ميجن بالارتياح لسماعها صيغة الجمع فى كلام لوسى .إن الأصدقاء الحقيقيين هم من يظهرون وقت الشدة .



أجابت وهى تنقض على البيتزا المغطاة بقطع التونة :
- لست أدرى .ربما سيكون من الأفضل أن أتناول علبة من الأقراص المنومة .



نظرت إليها لوسى نظرة غاضبة ، ثم عندما رأت شهيتها فى الأكل عرفت انها تمزح . استطردت ميجن :
- تخيلى كيف سيتصرف إذا علم أننى حامل .



- سيزداد تعلقه بك هذا البلاى بوى إنه أنا من يقول لك ذلك . فى هذا الوقت يفتتن الرجال بالأطفال .



لم تقل ميجن شيئا على الاطلاق . إنها تريد طفلها لها وحدها وليس لسواها . أما العادات والتقاليد والمجتمع وما تبقى فهى تسخر منه .



قالت ميجن :
- لوسى ، أعتقد أننى أصبحت مجنونة تماما . عندما دخل مكتبى منذ قليل ، قلت لنفسى : لقد جاء ليقتلنى . على الأقل ، سأتوقف عن الشعور بالذنب .



- ميجن ! هل تعرفين أن الطفل يسجل كل ما تقولين وتفكرين به ؟ لابد أنه سيصاب بعدة عقد المسكين ، وسيكتسب فكرة غريبة عن أمه . اهدئى من فضلك .



وضعت ميجن شوكتها ، وتأوهت :
- معك حق بالإضافة إلى أنى أكل أى شئ وأسرف فى الطعام فى أثناء مشاهدتى التليفزيون . هذا شئ فظيع . إننى دون مسئولية .



- اسمعى ، كل إنسان معرض لنفس الشعور ، ولكن لابد أن يكون هناك سبب للخروج من الاكتئاب من فضلك يا عزيزتى ، أسعدينى بأن تكونى مثلا ، وتغلبى على ألمك وقفى على قدميك حتى تبدئى هل تريدين أن ترى فارسك النبيل أم أن الأمر سيان بالنسبة لك ؟



- لست أدرى .



- ربما عليك أن تعرفى .



- لست أدرى .



- حسنا . سأطلب لك الحلوى ، هذا ما ترغبينه . أليس كذلك ؟



- لست أدرى .



- ميجن !



- بلى إنى أعرف ماذا سأفعل . ليس على ألا أن أتجنبه بقدر المستطاع وأن أعامله كما لو أن شيئا لم يكن وذلك عندما يأتى إلى مكتبى هذا كل شئ . وسينتهى الأمر بأن يترك نيويورك .
نعم ، بهذه الطريقة لن يصمد أسبوعين .

- لماذا نعتقد أنه سيتتبعنى إنه يريد أن يرانى مرة أخرى ولا شئ أكثر من ذلك . وسأستطيع دائما أن أصده ....

طقطقت لوسى أصابعها :
- هذا ليس بالأمر السهل يا عزيزتى ..... سيسألك لماذا تركته فى قلب الليل فى فندق هاراباس وباقى القصة فى هذه اللحظة ، لا تترددى وقولى له : إنه يروق لك كثيرا وعندما رأيته لم تفكرى إلا فى القرب منه لكنك تملين بسرعة وأنك الآن تحبين رجلا آخر . وبهذا تخرجين من المأزق ! سيعود مشمئزا منك إلى دالاس ، سيتزوج مكسيكية لم تشرب الكوكاكولا فى حياتها أبدا وسيسعد الجميع فى النهاية .


- والطفل سيسجل أيضا ما سأقوله ؟

أنطفأ حماس لوسى الذى ظل يبرق فى عينيها أثناء حديثها . قالت ميجن :
- هل ترين إنك أنت أيضا تحتفظين بأفكار غريبة من حين لآخر ؟ لا . حقا أؤكد لك ..... لن أستطيع أبدا أن احكى له مثل هذه الأشياء . سيطول أنفى وسيكتشف رامسى على الفور أننى أكذب ... أنه رجل لماح .

- ألم تكذبى منذ البداية ؟أين المشكلة إذن ؟

- المشكلة أن الكذب يصيبنى بالمرض ، أنت تعرفين ذلك جيدا . ماذا سأفعل ؟ شئ فظيع أن أمثل عليه هذا الدور . علاوة على أنه يبدو مخلصا تماما ....

قالت لوسى :
- قولى إذن : إنك معجبة به .


- آسفة يا لوسى ، لكنه رجل جيد حقا . لن أسامح نفسى أبدا على ما فعلته ..

- وماذا لو قلت له كل شئ.

- كل شئ ؟


- نعم كل شئ .

- لا ، سيطلب منى أن أجهض الحمل ، وأنا لا أريد ذلك .

- إيه حسنا تجنبيه بأكبر قدر ، إنه رجل أعمال . وسينتهى به الأمر بالعودة إلى تكساس . لا تنزعجى . اذهبى ....


- معك حق يا لوسى سينتهى به الأمر بالرحيل . حسنا ، قولى لى إننى أصاب بالدوخة أكثر فأكثر ماذا أستطيع أن أتناول ؟ سينتهى الأمر بأن تشك جريتا فى الأمر مرتين تفاجئنى وأنا أتناول البسكويت بالشكولاته وأنا التى لم تكن تضع السكر فى قهوتها .








سأل هنرى :
- هل استطاع ماكلين إيجاد أثر لمن تبحث عنها ؟




- لا شئ . قابلته منذ أكثر من أربعة أشهر . وما زال لا يعرف جديدا .




استطرد التكساسى بمرارة :
- لابد أنها قد تركت نيويورك . إنى متأكد من أنه يستطيع تنقيب الأرض عنها .




استطرد هنرى :
- لابد أن ماكلين قد استعلم عن عملاء فندق هاراباس .




- نعم ، لقد حاول كل شئ ،أعتقد .لقد اقترفت خطأ يا آلدرمان . هذه المرأة لم ترد أن تعرف شخصيتها من الأفضل الاعتراف بفشل مهمة ماكلين .دعنا لا نتحدث عن الموضوع مرة أخرى .




- آسف يا سيد رامسى معك حق . لا يستطيع أن ينقب عنها الأرض .




تأمل مايكل رامسى وجه محدثه الأنيق . لقد ردد لنفسه هذه الجملة بدون كلل خلال الأربعة الشهور الماضية عدة مرات ،حاول أن يوقف البحث وفى كل مرة ، تظهر إشارة جديدة تحيى الأمل فى نفسه . لكن هذا كثير ، كثير جدا . فى عصر هذا اليوم نفسه ،سيدفع لـ ماكلين حتى لو أرقته ذكرى المدعوة آنسة دوميل . وماكلين من ناحيته مكان متأكدا أن هذا الاسم مزيف .




كاذبة ، على الرغم من عمليات البحث التى أجراها فى كل مكان كما لو كانت زوجته أو أخته أو أمه ، فقد لا تكون إلا مجرد فتاة مخلوقة غامضة ظهرت من عدم وعادت إلى عالم مجهول .




مر مايكل رامسى بأصابعه على شعره الأسود لقد لزمه جهد كبير حتى يحول حزنه إلى ابتسامة .




ابتسم ليزيل التوتر الذى ساد الموقف :
- لن تدعنا معاونتك نتتظر كثيرا ، وأعتقد ذلك . وإلا فسينتهى بى الأمر إلى الاعتقاد بأن انطباعك سئ عنى من ناحية النساء يا آلدرمان .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الليلة الموعودة, دار ميوزيك, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية