السلام عليكم :
القصه هذه المره لن أحكيها ولن أكتبها كما تعودنا فى تناولنا لقصص أخرى مثل روان أو الاء لكن اليوم من سيحكى لنا القصه هو والد الشهيد صاحب البطوله ...
كل مره نأخذ أقلامنا وأوراقنا سعيا لتسجيل قصه بطل من أبطال المعركه الداميه التى يدافع فيها أبناء فلسطين وحدهم عن شرف وكرامه الامه بأسرها ..كل مره نستقى معلوماتنا عن الشهيد من جيرانه واصحابه الذين لا يقل حزنهم عن حزن أهله لكن لطالما كان الوصول للأب والأم صعب ولا تنتزع أذاننا منهم سوى كلمات قليلات مخلوطه بكثير من البكاء والحزن والألم ...
أما اليوم فقد حكى لنا أبو مروان قصه ابنه مروان بكل قوه وشجاعه..
مروان حسن قديح 5 اعوام جنوب قطاع غزه - خان يونس - القديحات .
يقول الاب :
كان مروان طفل ذكى جدا ووسيم للغايه وكان متعلق بى لأبعد الحدود كنت بمجرد ان أترك البيت حتى يتصل بى يطلب منى العوده واحضار الطعام الذى يحبه ...وبعد لحظه صمت طويله ودموع محبوسه وعيون حزينه تصف الحب أبلغ بكثير من الكلمات ..يواصل الاب ...
فى هذا اليوم كان الطخ شديد جدا وكان لابد أن اخرج من المنزل لقضاء بعد اللاوازم وطلب منى مروان ان ياتى معى لكنى خفت عليه وطلبت منه ان يلعب مع اخيه على دراجته حتى أعود ...
وما أن ابتعدت قليلا حتى جائتنى الاخبار ان اليهود ضربوا البيت بصاروخ
ضربوا بيتى بصاروخ ......وما توقعت أبدا ان يكون مروان هو الضحيه .......الصاروخ أصاب عمود الهاتف بجوار المنزل ...واصابت احد الشظايا مروان ....لما عدت للمنزل وجدت ابنى ملقى على الارض وخلف رأسه بركه من الدماء ..لا استطيع ان انسى المشهد والمنظر ....وكيف استطيع النسيان ؟!!!!!!!
حاولت الذهاب مسرعا للمستشفى ولكن بلا فائده .....
انتهت القصه وانتهت روايه الاب لمأساه ابنه مروان ......!!!!!!
والان قولوا لى كيف يمكن ان نطلب من هذه الأسره ان تعقد سلاما مع من قتل طفلها ....وقدروا لى الثمن الذى ندفعه لهم حتى تعود لهم البسمه والسعاده ؟!!!!
والسؤال الان موجه للقاتل :
هل يأكل الذئب الرضيع ؟ هل يقتل الملحدون الصغير فى المهد ؟!
تجمعت الاقلام لتكتب .. تجمعت لتحكى بكل الالوان
وفى العين جفت الدموع. فكيف تبكى اليوم الاحزان ؟
فى حى البطوله شارع الكرامه ..الموت هو العنوان
فى عهد الوفاء الذى وفاه اهل البطوله والايمان
يوم قتل الرضيع صار دفاعا ..يوم هرب الجبان
سيكتب التاريخ فى صفحاته ..ستشهد الازمان
يجرى الصغير على ارض البراءه ليلعب
فصار دمه والثرى من الاشتياق يحتضنان
واخذ المجد فى اهل الجراءه يحكى ويكتب
من البطوله اميالا ومن الخزى أطنان
حتى الصدق علينا صار يكذب
ولا ارى اليوم صادق غير مروان
أقتله ايها الذئب وامضى بعيدا
فحارس القطيع اليوم جبان
وهلا بك ايها الظالم احكم وأقضى
فعدلك حبس البرىء خلف القضبان
فيا غزة المجد.... لا بد ان تصمدى
فأهلك ان صمدوا بقوا أحرارا
وان رحلوا فهم الراحلون الى الجنان