السلام عليكم
درس اليوم سوف تلقيه علينا الاء ......
الاء فتحى جابر ..تلك البطله صاحبه الثمانى سنوات
فلم لا نعطى الفرصه للبنت صاحبه الثمانى سنوات ان تعلمنا طالما ان شيوخنا ورجالنا اصحاب الاربعينيات من العمر اصبحوا جبناء ولا يقدرون على الحديث
هيا علمينا يا الاء واحكى قصه البطوله والفداء
علمينا يا ابنه غزه علمينا يا شهيده البطوله والفداء
الاء ...طفله عمرها لم يتجاوز الثمانى سنوات كانت تسكن مثلها مثل باقى اهل الصمود فى غزه فى شارع يافا
وعندما قرر الكيان الغاصب ان يبدأ حملته فى القتل والتجويع والتعذيب
وعندما قرر الجميع الاكتفاء فى مشاهده الضحايا وهى تقتل وقرر البعض الاخر ان يساعد بارسال المعونات التى لا تصل اصلا
وبينما نحن نغرق فى بحور الجبن والخذلان كان هؤلاء الابطال يغرقون فى بحور الدم ولكن بكل سعاده وشهامه
قررت اسره الاء خوفا على الابناء من القذف الانتقال الى بيت الجد الذى يبعد قليلا عن القذف ..وفى البدايه رفضت الاء ان تترك المعركه وتنسحب فكانت تشتاق للشهاده ولكن مع ضغطت الابوين وافقت ......................
وفى اليوم الموعود ....................
قررت الام ان تعود للمنزل القديم ....بيتها في شارع يافا - مدينة غزة ......................
كانت تريد ان تحضر بعد الاحتياجات والملابس من المنزل القديم
وخرجت الام فى خفيه وهى تخشى صوت البنادق التى لاترحم
وهى فى بدايه الطريق اذ بها تقابل الزهره المتفتحه والورده المقدامه ....ابنتها الاء التى اصرت على الذهاب مع الام الى البيت القديم ........
وبينما الام وابنتها العزل يسيران فى شوارع عزه التى رسمتها البنادق الغاصبه وسط الدماء الغزيره التى اسالتها الايادى القاتله اذ بالقصف تزداد حدته والخوف يمتلك القلوب والناس تسير فى خوف وهلع مسرعين .....
طائرات وقناصات خرجت من قواعدها باذن دموى من ابليس متفرعن لها مهمه واحده
قتل الاطفال وذبح الشيوخ واخماد البسمات واعلاء الاهات
الكل يموت ...الكل يبكى ...الكل ينزف ........
بدا الخوف يملك الام على ابنتها فقررت العوده الى بيت الجد ....
لكن الابنه الشجاعه والورده الجسوره اقنعت الام بأكمال الطريق
فابناء غزه اليوم غير كل الابناء هم ليسوا اطفالا بل رجالا ونساءا
صار طعامهم حين حاصرهم الظالمون من الصمود والبطوله
وصارت العابهم من البنادق التى خطفوها من الاحتلال الظالم
وصار غذائهم من عشب نمى على دماء الاباء المقتله
وصارت قلوبهم هى الشجاعه والاقدام
وسط الرصاص المتطاير استطاعت الام وابنتها ان تصلا الى المنزل القديم وبعد ان احضرا حاجتهما ........
وهما فى طريق العوده نظرت الاء الى امها وابتسمت لها وقالت :
الم اقل لكى لا تخافى سنصل فى سلام ..
ربما كانت اخر نظره .......ربما كانت اخر ابتسامه .........
وبالفعل
قرر القاتل ايقاف حياه الاء عند هذا الحد !!!!!
فبينما كانت الاء وامها تسيران وسط موكب الاهل والجيران الفازعين والفارين من القصف فى غزه ...........
اذ بالقذائف تنهال على الرؤوس واذا بالصوت العالى يسمع واذا بالاهات تعلو واذا بالبكاء يزيد
هذا يسقط شهيد وهذا يقع جريح ولكن اين الاء ؟؟؟؟
نظرت الام الى ابنتها فوجدتها اشلاء مقطعه على الاسفلت !!
ربما اشتاقت الارض الصامده الى الدم العطر فحضنته حضنا يرسم طريقه الى جنه الرحمن ......
اخذت الام تبكى واخذ الجميع يتألم لماذا قتلوا الاء
ماذا فعلت لهم ؟؟ ما هو ذنبها ؟؟
هل يمكن ان يفهمنى احد العقلاء ما ذنب هذه الزهره الصغيره ان يقتلوها ؟
والان ايها العقلاء ....يا دول السلام
ويا اصحاب المعاهدات قولولى ما هو حجم نصيب الاء الاء من اوراق معاهادتكم ومن مجالس قممكم الفاشله ؟!!!!!!!!!
ويا اصحاب الاموال المغدقه على البلد المظلوم
ما هو الثمن الذى ستدفعوه مقابلا لروح تلك الشهيده ؟!!!!!!!!!
بكم قنطارا من البترول ستقدروا ثمن الاء؟
وبكم وقيه من الذهب ستعوضوا امها ؟؟!!
وكيف ستبرروا لأخوتها فعلتكم المتخاذله
فلقد فقد الاخوه احدهم الان واصبحت الصوره ناقصه !!!!
ويا ايتها الشعوب الجبانه
هلا ظللتى تكتفى بالدعاء المبكى والصمت الضعيف
فهنيئا لام الاء بالاهل والاخوات الضعاف !!!!!
ولان الجميع بلا استثناء جبناء وضعاف ولا يقدروا على الفعل
فعلى الجميع ان يصمت وان يضع لسانه فى فمه
حين تتحدث الاء .........
اسمعوا هذا الكلام حدثتنا به ام الاء على لسان ابنتها :
كانت الاء شجاعة جدا ، تقول لي وهي تتوعد الاحتلال
يا امى لو قدمت الدبابة إلى بيتنا سألقي عليها الكاز وأحرقها ..
فأصمت على قولها لأنها لا تعلم حجم جرائم الاحتلال
........
الاء كانت لا تخشى الدبابه والدم كانت لا تخشى القتل والذبح وهى تراه بعينها
فتقول امها :
:"قبل يومين من استشهادها خرجت لشراء الحاجيات من البقالة، وفي طريق عودتها قصف الاحتلال شابين ورأتهم على الأسفلت مستشهدان، وجاءت تحدثني بكل جرأة، وأكدت لي أن وقفت تنظر بكل قوة إلى الشهداء دون أن تخاف، فاستغربت أنا من قوة قلبها......
فلم تخشى الاء ان ترى الشهيد ولربما رأيناه على شاشه التلفاز فلم نطيق المنظر وقمنا بتحويل المؤشر بكل برود ونحن نتاول الفطائر المحلاه .................................
الكيان الغاصب الذى هوايته الاولى هى قتل الاطفال الابرياء لم يجد له راد ولا مانع فى ممارست هواياته المفضله اما الاء فلن تمارس هواياتها بعد الان .........فقد كانت هواياتها حفظ القران الذى اتمت منه جزأين وكانت فى طريقها للثالث كما اخبرتنى جدتها واكد لى ذلك احد جيرانها الذى لم اكد اسمع كلماته من وسط بكائه وهو ليس ابوها ولا اخوها فما بالنا بأبيها واخيها واهلها ؟؟ ...........
ولكن هل تعتقدوا ان الاء حزينه لموتها وفقدانها الحياه ؟!
سترد عليكم الاء وليس انا ..........
فقد كانت تأمرها امها بعدم التأخر خارج المنزل دائما خشيه القذف فكانت ترد الاء كما حكت لنا امها :
لماذا تخافين يا امى ؟ألا تعلمين أن الشهيد ولا يغسل ويدفن بثيابه ويذهب للجنة مباشرة
نعم يا الاء كلامك صحيح فانت لم تغسلى ودفنتى بثيابك وهنيئا لك ما تمنيتى ..هنيئا لكى الجنه
اما الجبناء والمشتركون فى رسم الجريمه بالصمت فهنيئا لهم العار الذى دونه التاريخ بدماء الاحرار ......