كاتب الموضوع :
dr khalid
المنتدى :
الارشيف
كالمارون بلا وداع على صفحات العمر يودعون فيها أجمل الذكريات كشمس لبرودة العمر .
قليلة هي أعمارهم لكن أفعالهم غطت على الدنيا وما فيها
شباب كالورود تفتحت في عمق الأرض وللأرض قُطفت وتهدى الورود للوطن كما هي حكايات "العاشق والمعشوق" الأبدية.
رحلة شوق حملنا بها الشهيد من زوايا غزة المحاصرة إلى أساطير عجز التاريخ عن محاكاتها.
شباب تزنروا بالإيمان والثقة بالله وخرجوا للمحتل الذي يختبئ في مدرعاته من تحت الأرض ليفجروها وعداً يتقاطر صدقاً وغضباً.
وليست ككل مرة يخرج يها العشاق ليجددوا فيها قسم العشق للأرض في جوف الليل ويرحلون عند الصباح .
هذه المرة يرحل الشهيد العاشق ولكنه يخلف وراءه قضية لا زال البت فيها مستحيلاً أو صعباً ترك وراءه شاليط .
إنه الشهيد البطل :محمد فروانة
الذي قض مضاجع الصهاينة ونجح في قتل وجرح الكثير منهم وأسر الجندي جلعاد شاليط الذي ما زالت قضيته رهن البحث.
وُلِد الشهيد محمد فروانة في منزلٍ يقع بين أزقّة مدينة خان يونس عام 1983، وهو الثاني بين إخوته ومن أسرةٍ ملتزمة أسمت يوم شهادة ابنها بـ'عرس فلسطين الجديد'.
تلقّى الشهيدمحمد تعليمه في المدينة التي يُكِنّ لها كلّ حبٍّ واحترام، والتحق بجامعة الأقصى ليدرس التربية.
وقد كان شهيدنامحمد يتّصف بالهدوء والكتمان والسرية التامة، فلم يكنْ يبوح بشيءٍ ولا يوحي لأحد أنّه منظّمٌ في تنظيمٍ فلسطيني يقارع الأعداء عن طريقه.
وكان الشهيد محمد فروانة قد استُشْهِد خلال تنفيذه عملية استشهاديّة مع إخوة له مجاهدين في ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب القسام، الجناح العسكريّ لحركة المقاومة الإسلاميّة 'حماس'،
وكانت العملية قد استهدفت نقطةً صهيونية شرق مدينة رفح بالقرب من معبر كيرم شالوم الصهيوني، فجر يوم الأحد الموافق 25/6/2006، وتمكّن المجاهدون من اقتحام المنطقة واختراق السلك الإلكتروني على الحدود الفلسطينية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وبدأ المجاهدون بتفجير دبابة 'ميركافا' وناقلة جندٍ، ومن ثمّ تمّ تدمير برج مراقبةٍ لثكنة عسكرية لجيش الاحتلال وبرج اللاسلكي التابع لأجهزة الاستخبارات الصهيونية. وأسفرت العملية عن مقتل الكثير وأسر الجندي جلعاد شاليط وإصابة عشرات الصهاينة حسب اعتراف العدو.
وتقول والدته 'أم محمد': 'إني أقدّم نفسي وروحي وزوجي وكلّ أهل بيتي وما أملك فداء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله'. وتابعت: 'فلسطين ما زالت تنجب الرجال وما زال الرجال يجيبون صرخات الطفلة هدى ومحمد وكلّ أطفال فلسطين الذين ذاقوا الويلات من جرائم الاحتلال'.
واسترسلت والدة الاستشهادي بقولها: 'اليوم أزفّ محمد لأغلى شيءٍ في الوجود، وهو الله ربّ العالمين، ويأتي الناس ليباركوا لي استشهاد ولدي محمد.. فأنا قدّمت لله فلذة كبدي.. والله إنّي راضية من كلّ قلبي.. وأنا صادقة بما أقول.. وهو قال لي سامحيني'.
ومضت والدة الاستشهادي: 'قلت له أريد أنْ أزوّجك، قال لي: (لا.. فهل تختاري لي عروسةً في الدنيا وأترك 72 من الحور العين في الجنة.. أريدك أن تزفّيني إليهنّ). فقلت له
: )أودعتك عندي أمانة).. واليوم أهنّئ نفسي بمحمد الغالي الذي اصطفاه ربه'، داعيةً الله أنْ يعوّضها فيه عوضَ خير.
رحم الله شهيدنا وجميع شهداء فلسطين .
|