كاتب الموضوع :
dr khalid
المنتدى :
الارشيف
اليوم لن أروي قصة شهيد فلسطيني ولكني ساروي قصة خمس شقيقات استشهدن في لحظة واحدة.
جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحريرانور بعلوشة قضين في عمر الزهور
قذيفة إسرائيلية تقتل 5 شقيقات فلسطينيات على فراشهن
في مخيم جباليا للاجئين اللسطينين وهو المخيم الاكثر فقرا في قطاع غزة وتحديدا...
في بلوك (B) اتجهت جواهر ودينا وسمر وإكرام وتحرير للنوم، على فراشهن المحبب، لم يكن وثيراً ولا ريش نعام، ولكنه كان دافئاً بقدر إيمانهن بالحب، مستمدّين من جارهم (المسجد) أماناً وأملاً وعقيدة وحياة.
تمددت البنات الخمس، وفي عقل كل واحدة منهم، أحلامها الخاصة، دينا كانت تحلم بكنزة من الصوف تذهب بها إلى المدرسة، وإكرام طلبت منها المعلمة أدوات هندسية، وتحرير الكبرى كانت تتخيل شكلاً لفارس لا يأتي إلا في المنام، في ظل حياة لم يجدوا فيها إلا الخوف والظلمات، إذا كان الطيران محلقاً فوق منطقتهم، إلا أنهم أصروا أن يأخذوا قسطاً من.. الحلم.
ولكن أحلامهم قُدَّت من دبر، وعلى ذات الاستلقاء، فارقت أرواحهم أجسادهم الغضة، فجاءهم الموت بالجملة، كي لا يفرق هذه الرفقة السعيدة، وكي لا تشعر إحداهن بالبرد إذا ما فارقتها الأخرى وتركت فراغاً بعدها.
والد الفتيات أنور بعلوشة (37 عاماً) الذي أصابته هو الآخر شظايا في أنحاء جسده، كان يغادر المستشفى متكئاً على ذراعي اثنين من اقاربه، و يقول: «كنا نائمين عندما سمعنا صوت انفجار ضخم، وفجأة انهار علينا المسجد -مسجد عماد عقل في جباليا- كنتُ أنا وزوجتي وابني (عام ونصف)، وطفلتي الصغيرة (15 يوماً) في غرفة، وبناتي الباقيات في غرفة أخرى».
قال بعلوشة: «كانت بناتي يدرسن استعداداً لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول قبل القصف، وبسبب انقطاع الكهرباء ذهبن للنوم.. وقد استشهدن معاً».
استفاقت أم البنات لتجد نفسها وقد تغطت بالدم والحجارة وزوجها كذلك، أخذت تبحثُ عن ابنتها براءة (15 يوماًَ)، فوجدتها تبكي وقد قُلب عليها سريرها، وحماها من الحجارة، بينما كان ابنها محمد تحت كومة من الحطام، وقد امتلأ وجهه بالدماء والغبار.
الفتيات الخمس، جواهر (4 أعوام) ودينا (7 أعوام) وسمر (12 عاماً) وإكرام (13 عاماً) تحرير (17 عاماً) أُخرجوا من تحت الأنقاض بصعوبة بالغة، وهم في فراش نومهم، وقد تساقطت عليهم الحجارة ونشر الموت والخراب رائحته الكريهة في المكان، لكن عطر أرواحهم، ورحيلهم للجنة كان أغلب عطراً، وأكثر تأثيراً.
والد الفتيات الذي كان يراهنّ ثمراتٍ تكبر أمامه، وهو يحلم في يومٍ ما أن يكون جداً، وأن يراهن في بيوت أزواجهن، أصبح الآن يلملم فقط ما تبقى لديه من أطفال، ويخشى صوت الطيران الذي أصبح يذكره كل حين بهذا الألم، وكأنما يخاطب الطيران في كل مرة جزعاًَ: هل تودّون قتل بقية أولادي؟!
قتلت جواهر ودينا وسمر واكرام وتحرير اللواتي تتراوح أعمارهن بين الرابعة والسابعة عشرة وهن في فراشهن, في الغارة التي استهدفت مسجد "عماد عقل" الملاصق
لمنزلهن المتواضع.
لا أستطيع إلا أن أقول
حسبنا الله ونعم الوكيل ،،،
|