عازف النَّاي
منذ زمنٍ بعيدٍ..فوجئ أهل بَلدة ..
هاملن..Hamelin..الألمانية المُطلّة على نهر..
ويزر..Weser..بجيشٍ عرمرم من الجرذان التي ما فتأت أن إكتسحت الطرقات و الأزِقَّة و المباني..
.و لم تترك مجالا لأيِّ أحدٍ أن يمشيَ حرًّا طليقًا دون أن يتملَّكه الهلع و الرعب...
و أتتِ الجرذان على كلِّ شيءٍ صادفته في طريقها ..من المحاصيل الزراعية و مخازن الحبوب و المؤونة...و لم ينفع معها كلّ الحِيَلِ التي استخدمها أهل البلدة للقضاء عليها..لا فخاخ و لاشراك و لا سُمومَ و لا حتّى السِحر و السَّحَرة كانوا ذات جدوى...
و بقوا على هذه الحالة حتى قدِم عليهم ذات يومٍ رجلٌ غريب و بلباسه الغريب..يطلب مقابلة عمدة البلدة ..ليقترح عليه أن يتكفَّلَ بإبعاد الجرذان الغازية نظير مائة قِطعةٍ ذهبيةٍ....ومع أنّ المبلغ كان باهضًا ..إلا أنَّ العمدة و أهل البلدة قبلوا هذا العرض..
و بمُجرَّدِ الإتفاق..أخرج هذا الغريب من جُعبته.. نايًا نُّحاسيا و اتَّجهَ الى السَّاحةِ حيث بدأ يعزف أنغاما غريبةً بلغ صداها كل الأماكن في البلدة...و فجأةً خرجت الجرذان من مخازن الحبوب و الدهاليز و الأقبيةِ في مسيرةٍ كبيرةٍ لا يُعرَفُ أوَّلُها من آخرِها مُتَّجِهةً نحو مصدر الأنغام حيث كان يُراقِبُ تأثيرها السحري على الجرذان...فاتجه بهم و هو يعزف نحو نهر..ويزر..و غاص هناك و حذت حَذْوَهُ ..فلاقت حتفها غرقاً و سلِمت البلدة مِنهم ...
و بعد أن عاد الأمان و الطُّمأنينة إلى البلدة، ذهب الغريب ليتسلَّمَ المُكافأةِ..لكن العمدة و أهالي البلدة نقضوا عهدهم و طردوه ..فغادر عازف النَّاي البلدة و هو يُهدِّدُ و يتوعَّد و لم يكترث أحدٌ لا بوعيده و لا بتهديداته..بل سخروا منه و هُم يزُفُّونه بعيداً بالقهقهات و الإزدراء و الإحتقار...
و بعد أسابيع عِدَّة .. حينما كان كبار أهل البلدة في الكنيسة.. ظهر الرجل الغريب في نفس السَّاحة و هو يعزف أنغاما مختلفة.. ساحرةً ..فتجمَّع حولَه كُلُّ أطفالِ فتبعوه إلى خارج البلدة حتّى بلغوا جبل كوبلبرغ ..koppelberg..المُطل على البلدة ..
فغاص بهم داخل أحد الكهوف ....و لم ينجُ منهم إلا طفلين ..كان أحدهما أعمى و الآخرُ أعرجًا..لم يستطيعا اللحاق بهم فعادوا الأدراج...
وتقول الأسطورة ..أنَّهُ يومئذٍ فقدت البلدة مائة و ثلاثين طفلا إلى الأبد....!!!!
يتبع إن شاء الله تعالى.......