كاتب الموضوع :
نور
المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
النوم عندالاطفال
Children's sleep
"طفلي يستيقظ عدة مرات أثناء الليل" "طفلي يرفض الذهاب إلى غرفة نومه عندما يحين موعد النوم" ، "طفلي يشعر بالتعب والنعاس أثناء النهار" ، "طفلي لا يريد النوم في غرفته" . تلك بعض الأمثلة من الشكاوي التي نسمعها من الوالدين. معظم الأهل يشتكون من طريقة نوم أطفالهم، وقد يتساءلون أي طريقة نوم تعتبر طبيعية بالنسبة للطفل. ومشاكل النوم عند الأطفال تؤثر على الآباء أكثر من أطفالهم، فتوتر وحرمان الأهل من النوم يؤدي إلى سلوكهم أساليب خاطئة والتي قد تزيد من تفاقم المشكلة.
إن النوم عند الأطفال هي عملية ديناميكية تنشأ وتتغير كلما كبر الطفل. وخلال فترة نموهم قد يتعلم الأطفال عادات في النوم قد تكون حميدة أو سيئة، فما أن تنشأ هذه العادات فإنها قد تستمر لشهور أو حتى لسنوات.
السنة الأولى من العمر:
إن معدل النوم لدى الأطفال حديثي الولادة من 16-18 ساعة يومياً، موزعة على 4-5 فترات نوم (غفوات). وبعد مرور شهرين يزداد نوم الطفل بالليل، مما يعطي الأهل فرصة للاستراحة والنوم. وعلى الرغم من أن موعد النوم ينتقل تدريجياً ليصبح خلال الليل؛ فإن الطفل يستمر في أخذ غفوات خلال النهار. وعندما يصل الطفل إلى 3-6 أشهر من العمر، فإنه عادة ما يحتاج إلى 3 غفوات أثناء النهار ، وذلك يتغير تدريجياً إلى غفوتين أثناء النهار في العمر من 6-12 شهر، وغفوة واحدة عندما يصبح عمره سنة واحدة، ليصبح مجموع ساعات نومه 12-14 ساعة. إلا أن الاستيقاظ من النوم خلال الليل يزداد في النصف الثاني من السنة الأولى، وتستمر هذه المشكلة في السنة الأولى وحتى السنة الثانية من العمر. إلا أنه ومن الجيد أن الأطفال عادة ما يتخلصون من هذه المشاكل مع مرور الزمن ولا يكون لها أي تأثير على نمو الطفل وصحته.
فيما يلي بعض النصائح لمساعدة الأهل في تكييف الطفل للنوم في مواعيد منظمة خلال السنة الأولى من عمره:
ê رّب ابنك على اعتبار أن الليل للنوم والنهار للبقاء مستيقظاً، وذلك من خلال
تقييد وقت اللعب والمرح خلال النهار فقط.
ê ساعد ابنك على تعلم الربط بين السرير والنوم. ويمكن بلوغ ذلك عن طريق
أخذ الطفل إلى السرير في موعد النوم، ومقاومة الرغبة بالسماح له بالنوم في
غرفة الجلوس أو بين ذراعي الوالدين.
ê يجب أن تكون الإضاءة خافته في غرفة النوم.
ê إذا استيقظ الطفل أثناء الليل، فلا تعره أي انتباه. وإذا بدأ بالبكاء فكن حليماً
وحاول تهدئة روعه وإشعاره بالطمأنينة، أو غيّر الحفاض إذا لزم الأمر. احرص على عدم إنارة ضوء الغرفة، ابق المحادثة بأخفض صوت ممكن، ولا تفقد
أعصابك. إذا أعرت بكاء الطفل عند استيقاظه أهمية، فإنه سوف يتعود على ذلك
ويلجأ إلى هذا السلوك لجذب انتباه الأهل.
ê إطعام الرضيع كميات كبيرة من الحليب أثناء الليل قد يؤثر على نوم الطفل، وقد
ينتج عنه الاستيقاظ المتكرر(عادة من 3 إلى 8 مرات في الليلة الواحدة) . في
عمر الستة أشهر، عادة ما يحصل الأطفال الأصحاء على القدر الكافي من
الغذاء أثناء النهار، لذلك إذا تكرر استيقاظ طفلك من النوم طلباً للغذاء فننصحك
باستشارة طبيب الأطفال للوصول إلى خطة علاجية للخفض من عدد مرات
الاستيقاظ تدريجياً.
مرحلة البدء بالمشي إلى ما قبل المدرسة:
في السنة الثانية من عمره، ينام الطفل بمعدل 12-13 ساعة يومياً، منها ساعة إلى ساعتين في النهار، و 11 ساعة في الليل. في هذه المرحلة من العمر تبدأ مواعيد نوم الطفل بالانتظام أكثر. المشاكل الرئيسية التي تحدث في هذا العمر هي: رفض النوم وحيداً، البكاء عند موعد النوم، والاستيقاظ باكياً في الليل.
تتضمن الاستراتيجية المناسبة لهذا العمر ما يلي:
ê عرّف الطفل دائماً متى يكون موعد نومه.
ê تجنب تعريض الطفل للإثارة (كاللعب) قبل موعد نومه.
ê حاول جعل الطفل يحب غرفة نومه، وذلك من خلال وضع بطانيات وأغطية
جذابة ، إضافة إلى السماح له باصطحاب اللعبة المفضلة إلى غرفة نومه وهكذا.
ê عوّد طفلك على نظام معين قبل النوم، مثل قراءة قصة قبل النوم.
ê قاوم رغبة الطفل في قصة أخرى أو رغبته في الشرب وغير ذلك من الأمور
التي قد يلجأ إليها الطفل لإبقاء والديه معه أطول فترة ممكنة.
ê كن ثابت في قرارك وعلى نفس المبدأ كل ليلة.
ê إذا كان طفلك ينام في غرفة خاصة به فعوده بأنك لن تبقى معه في الغرفة حتى
يغفو، ولكنك بالتأكيد ستكون قريباً منه إذا احتاجك.
ê في هذا العمر قد يستيقظ الطفل من نومه في الليل (مثل الكبار)، لذلك يجب أن
يتعلم الطفل بالتدريج كيفية العودة إلى النوم. فإذا بكي الطفل عند استيقاظه
(وأنت تعرف بأن هذه عادته، أي أنه لم يصبه أي مكروه) فانتظر لمدة خمس
دقائق قبل الذهاب إلى غرفته، وعندما تذهب ابق معه لوقت قصير ولا تحاول
حمله، إجعل المحادثة بسيطة وقصيرة إلى أقل درجة ممكنة، ثم غادر حتى إن
بقي الطفل يبكي. إذا استمر في البكاء انتظر لمدة عشر دقائق قبل الذهاب إليه
مرّة أخرى، وابق لفترة قصيرة ثم غادر غرفته. إذا استمر في البكاء انتظر لمدة
15 دقيقة قبل العودة إليه، وهكذا.
ê إذا رفض الطفل البقاء في غرفة نومه، فاستخدم أسلوب إغلاق الباب؛ إما أن
يبقى في السرير أو أن الباب سوف يُـغلق. ولكن مهما حدث فلا تقفل الباب
بالمفتاح فذلك مرعب، وإنما امسك الباب وهو مغلق لعدة دقائق قبل أن تعيد
فتحه وإعادة المحاولة.
تكرار حضور الوالدين من وإلى غرفة الطفل يبعث الطمأنينة في نفس الطفل، كما أنه يعطي الطفل شعور بأنهما لن يتركاه إلى الأبد. على الرغم من أن ترك الطفل يبكي في فترة التعليم هذه مؤلم للوالدين؛ إلا أن الخبراء يقولون بأنها لن تترك أي أثر نفسي على الطفل.
العمر من 6-12 سنة (سن المدرسة):
بشكل عام عند بلوغ الطفل سن السادسة فإنه عادة لا يحتاج إلى أن يغفو أثناء النهار، كما أن مجمل ساعات النوم تقل إلى 11 ساعة في اليوم، وحين يصبح في العاشرة من عمره تكون عدد ساعات حوالي 10 ساعات يومياً. خلال هذه الفترة تختفي المشاكل التي واجهته في طفولته المبكرة، كما أن معظم الأطفال ينعمون بنوم هادئ أثناء الليل، ويكونون يقظين تماماً أثناء النهار. وكالكبار، فإن بعض الأطفال كالطيور المبكرة (أشخاص النهار) يستيقظون مبكرين وينامون مبكرين وبعضهم كطيور الليل (أشخاص الليل). المشكلة الرئيسية في هذا العمر هي موعد النوم أكثر من كونها مشكلة في النوم. وأكثر مشكلة شيوعاً في هذا العمر هي رفض النوم، فالطفل يحاول تأخير موعد نومه إما لمشاهدة التلفزيون أو اللعب أو حل الواجبات المدرسية. وقلّة النوم في هذا العمر تظهر نتائجه السلبية في النهار، فالنوم غير الكافي كفيل بجعل الطفل عصبي وتصرفاته غريبة أثناء النهار، كما أن الطفل قد ينام أو يفقد تركيزه في المدرسة.
فيما يلي بعض النصائح التي تساعد الوالدين لضمان نوم أفضل لأبنائهم:
ê ضع موعد نوم مبكر ليتم اتباعه. على الرغم من أن موعد النوم قد يختلف من
طفل إلى آخر، إلا أنه عليك اتباع الموعد الذي تجده يوفر نوم كاف لطفلك.
ê يجب أن تكون غرفة نوم الطفل جذابة ومريحة.
ê يجب أن لا يكون في غرفة الطفل تلفزيون أو ألعاب كمبيوتر أو ألعاب أخرى،
يمكن السماح للطفل بالاحتفاظ بلعبته المفضلة معه في السرير أو النوم معها.
ê علّم طفلك اتباع بعض العادات الحميدة قبل النوم مثل الذهاب إلى الحمام،
وتنظيف الأسنان . . . الخ.
ê ابدأ بتعليم ابنك دعاء النوم (الورد).
متى تطلب المساعدة؟
ما سبق كان توجيهاً للوالدين لمساعدة أطفالهم لتعلم عادات وأساليب نوم جيدة. ومع ذلك، فإن الأطفال قد يعانون من اضطرابات في النوم والتي تحتاج إلى المساعدة وبالتالي إلى علاج طبي. إذا كان نوم الطفل يتعب الطفل أو أياً من أفراد العائلة، أو إذا كان طفلك يعاني من أحد الشكاوي التالية فذلك يعني أن الوقت قد حان لاستشارة الطبيب المختص:
الشخير، نوم غير ملائم في النهار (مثل النوم في المدرسة بعد نوم ليلة هنيئة)، عدم القدرة على النوم في الليل، تكرار الاستيقاظ من النوم في الليل، المشي المتكرر أثناء النوم أو الكوابيس.
مشاكل التنفس عند الأطفال
Sleep Disordered Breathing in Children لاشى أسوأ من الإحساس بتوقف التنفس عند الأطفال. وبالنسبة للوالدين فان مشاهده طفلهما وعنده صعوبة في التنفس جدا مقلقة.
في هذا المقال, تستضيف الصفحة الدكتور خالد بن عبد الرحمن المزروع الأستاذ المشارك بكلية الطب جامعة الملك سعود واستشاري طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال.
وسنحاول أن نقدم لكم المعلومات الطبية الكاملة حول التنفس الطبيعي عند الأطفال و من ثم نستعرض مشاكل التنفس التي يمكن أن تصيب الأطفال وذلك من خلال الحوار.
سؤال: ما هو مجرى التنفس عند الأطفال؟
المجرى هو أنبوب يسمح للهواء أن يمر من خلاله أثناء التنفس. هذا الأنبوب يبدأ من الحنجرة ويتفرع إلى أنابيب صغيرة تسمى القصبات الهوائية إلى الرئتين. كل أنبوب ينتهي بحويصلة هوائية حيث ينتقل الهواء (الأكسجين) إلى الدم وينقل الهواء الفاسد (ثاني أكسيد الكربون) إلى الخارج.
سؤال: كيف نتنفس؟
من خلال مجرى الهواء, يدخل الهواء (الشهيق) من الخارج إلى الرئتين. الشهيق يتطلب استخدام عضلات التنفس. هذا الهواء الذي نستنشقه مليء بالأكسجين ( غاز تحتاجه أجسامنا للعمل). الأكسجين ينتقل للرئتين ومن ثم إلى الدم ويتم تبادله الغز الضار (ثاني أكسيد الكربون)) ويتم نقله إلى الخارج. نستطيع أن ندخل كمية أكثر من غاز الأكسجين إلى أجسامنا بتسريع التنفس (عدد مرات التنفس) أو بأخذ نفس كبير باستخدام عضلات التنفس. ومع أننا نستطيع أن نتحكم بكية الهواء الذي نستنشقه, فان كمية الأكسجين الذي تحتاجه أجسامنا في أي وقت مسجل في المخ في مركز التنفس. لهذا السبب ليس علينا أن نلقي بالا للنفس أثناء التنفس.
المخ والقلب والرئتين وعضلات التنفس ومجرى الهواء لا بد أن تعمل مع بعضها البعض لكي نجعل أجسامنا تتنفس طبيعيا. أي مشكلة في أي من هذه الأعضاء تسبب صعوبة التنفس. الجسم أيضا يعطينا أشارات إلى موقع الخلل من خلال صوت معين أثناء التنفس.
سؤال: ما هي بعض أسباب صعوبة التنفس؟
1. المخ: إذا لم يمل مركز التنفس في المخ بشكل طبيعي حتى إذا كانت الأعضاء المتبقية سليمة فان صعوبة التنفس قد تحدث. لذلك أسباب منها: إصابات المخ, ارتفاع الضغط في الدماغ, بعض الأدوية, ومشاكل الأملاح في الدم.
2. القلب: إذا كانت هناك مشاكل في ضخ الدم إلى الرئتين أو إلى الجسم, فان الجسم سوف لن يحصل على دم مليء بالأكسجين ويسبب صعوبة في التنفس مثل وجود ثقب في القلب أو حدوث مشاكل في صمامات القلب أو فشل القلب.
3. الرئتان: حتى إذا وصل الدم المؤكسد إلى الرئتين وانتقل الأكسجين إلى الرئتين وكانت مصابتان مثلا بالتهابات بحيث لا يمكن أن تعمل بصورة طبيعية فإنها لا تستطيع نقل الأكسجين إلى الدم .
4. عضلات التنفس: إذا كانت العضلات التي تساعدنا على التنفس ضعيفة أو مشلولة فان صعوبة التنفس قد تحدث. أسباب ذلك تشمل بعض الأدوية التي تسبب شلل في العضلات أو تأثر الأعصاب التي تحرك هذه العضلات وبعض الأمراض العصبية.
. مجرى الهواء: أي شيء يسد أي جزء من مجرى الهواء يحجب الأكسجين من الوصول إلى الرئتين, وكمثال لذلك الالتهابات, الأجسام الغريبة في مجرى الهواء وبعض العيوب الخلقية في مجرى الهواء.,
كيف يبدو الطفل الذي عنده صعوبة في التنفس؟
الطفل المصاب بصعوبة التنفس يحتاج إلى هواء أكثر وشكله يعتمد على السبب وكذلك عمر الطفل. عامة, فان الطفل المصاب بصعوبة التنفس يبدو قلقا ويتنفس بسرعة غير طبيعية ويصدر اصواتا مختلفة أثناء التنفس. في الحالات الصعبة قد يصبح لسان وشفاه وحتى جلد الطفل المصاب زرقاء اللون وتقل استجابته للمؤثرات الخارجية. كذلك, قد تصبح أضلع الطفل ظاهرة أثناء كل نفس يأخذه, وبطنه تنتفخ وفتحات انفه تتوسع.
كيف يكون صوت الطفل المصاب؟
مجرى الهواء يقسم إلى مجاري علوية (الأنف والفم والبلعوم) وسفلية (الحنجرة والقصبة الهوائية والقصيبات الهوائية والحويصلات الهوائية) . الصوت المصاحب لصعوبة التنفس يعتمد على موقعه في هذه المجاري. وهذا كما قلنا سابقا يعطينا فكرة عن سبب المشكلة.
المجاري التنفسية العليا:
الأنف: انسداده يؤدي إلى الشخير وهو شائع عند الأطفال الرضع.
الفم والبلعوم: تضخم اللوزتين واللحمية يؤدي إلى تضخم الصوت والشخير مع توقف التنفس أثناء النوم.
في الأطفال تحت سن 4 سنوات قد يحدث تجمع للصديد في الأنسجة خلف البلعوم مع ارتفاع في درجة الحرارة. الصوت عادة متضخم وهذا الخراج لابد من فتحه بأسرع وقت حتى لا يغلق مجرى الهواء وحتى لا ينفجر هذا الخراج ويؤدي إلى تسرب الصديد إلى الرئتين.
الحنجرة: وهي تحوي الحبال الصوتية وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء
1. ما فوق الحبال الصوتية:
الانسداد في هذه المنطقة يؤدي إلى تضخم الصوت لان الهواء لا يمر بسهولة من خلال الحبال الصوتية. واخطر الأمراض التي تصيب هذه المنطقة هو تضخم لسان المزمار هو ليونته وترهله. لسان المزمار هو نسيج رخو يحمي الحنجرة (الحبال الصوتية) أثناء الآكل حتى لا يذهب الطعام والشراب إلى الرئتين. إذا تضخم هذا اللسان (عادة بسبب الالتهاب البكتيري) فقد يسبب انسدادا في مجرى الهواء. من حسن الطالع أن هذا الالتهاب البكتيري نادرا ما يشاهد هذه الأيام بسبب التطعيم الذي يعطى للأطفال. يشخص هذا المرض عادة بالأعراض مثل صوت فحيح أثناء الشهيق والأشعة للرقبة. المضادات الحيوية وإدخال أنبوب للتنفس في القصبة الهوائية هي العلاج الناجع.
أما ليونة لسان المزمار فهي عادة تكون خلقية منذ الولادة وتسبب إخراج صوت فحيح أثناء الشهيق. في اغلب الحالات يختفي هذا الصوت عند بلوغ الطفل سنة أو سنة ونصف.
2. الحبال الصوتية:
السبب الثاني الشائع لصوت الفحيح عند الأطفال الرضع هو شلل الحبال الصوتية. إذا كان هناك شلل في واحد من الحبال الصوتية فان صوت البكاء يصبح ضعيفا. إذا كان الشلل في كلا الحبلين فان البكاء يكون طبيعيا لكن الفحيح صوته عاليا ويصعب التنفس.
3. تحت الحبال الصوتية:
الانسداد في هذه المنطقة يؤدي إلى إصدار صوت حاد أثناء التنفس (مرحلة الشهيق والزفير). من احد أهم أسباب ذلك الالتهاب في الحنجرة والقصبة الهوائية (السعال الديكي) وهو عادة يشخص بالأعراض (صوت الكحة يشبه صوت الديك) والأشعة. هذا الالتهاب يحتاج إلى متابعة دقيقة وسوائل وعلاج كأي التهاب آخر. في بعض الأحيان, إذا كانت صعوبة التنفس شديدة, ينوم الطفل في المستشفى لبضعة أيام ويعطى أدوية عن طريق البخار وقد يحتاج الو أنبوب للتنفس في القصبة الهوائية.
الأسباب الأخرى لصعوبة التنفس في هذه المنطقة هي: تضيق الحنجرة, الالتهابات تحت الحبال الصوتية, الوحمات (العيوب الدموية الخلقية) أو الأجسام الغريبة.
القصبة الهوائية:
الانسداد في هذه المنطقة يؤدي إلى صعوبة إخراج الهواء (الزفير). هذا يسمى فحيح الزفير. الأسباب عديدة منها, الالتهابات في القصبة الهوائية, الاجسلم الغريبة , العيوب الخلقية في الأوعية الدموية خارج القصبة الهوائية بحيث تضغط على القصبة أو العيوب الخلقية في القصبة الهوائية (لين القصبة الهوائية أو ضيقها). الأشعة تساعد على التشخيص الصحيح في هذه الحالات لكن لابد من فحص هذه المنطقة مباشرة الذي يشخص المشكلة فعليا. وهذا ما يسمى بتنظير مجرى الهواء.
الشعب الهوائية:
عندما تنقسم القصبة الهوائية إلى جزأين (أيمن وأيسر) يتغير صوت صعوبة التنفس إلى صفير. الصفير عادة ما يكون في الزفير ويسمع أفضل بواسطة السماعة الطبية. الانسداد الشديد في الشعب الهوائية قد يؤدي إلى صفير في الشهيق والزفير أو لا يكون هناك أية أصوات عند الانسداد الكامل في الشعب الهوائية. الالتهابات في الشعب الهوائية والأجسام الغريبة هي من أهم الأسباب للانسداد في هذه المنطقة. الأشعة والتنظير للشعب الهوائية أسلوبان للتشخيص الصحيح.
المجاري التنفسية السفلى:
الشعبيات الهوائية:
هذه تتفرع من الشعب الهوائية. صوت الصفير أثناء الزفير قد يسمع بواسطة السماعة الطبية فقط إذا كان هناك انسداد بسيط. الانسداد الشديد قد يؤدي إلى إحداث صفير أثناء الشهيق والزفير. الأسباب المحتملة مثل الالتهابات في الشعبيات الهوائية و الربو الشعبي عادة ما تشخص بالأعراض المصاحبة و الأشعة. أما العلاج فيشمل الأدوية و البخار و الأكسجين و نادرا وضع أنبوب للتنفس في القصبة الهوائية.
الحويصلات الهوائية:
الانسداد في هذه المنطقة يحتاج لاستخدام السماعة الطبية لسمع الصوت الصادر. الصوت المسموع مثل صوت التكسير عندما تنتفخ هذه الحويصلات ومن ثم تنفش. الالتهابات المزمنة في الرئة من احد أهم الأسباب للانسداد في هذه المنطقة.
سؤال: متى يجب تحويل هؤلاء الأطفال الى طبيب الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال لتشخيص ومعالجة صعوبة التنفس؟
في كثير من الأحيان, الطريقة الوحيدة لتشخيص صعوبة التنفس هي تنظير المجاري الهوائية. جراح الأنف والأذن والحنجرة عند الأطفال هو من يقوم بذلك تحت التخدير العام. من خلال هذه الطريقة يتم إخراج الأجسام الغريبة (عند وجودها) التي قد يبتلعها الطفل أثناء التنظير. في بعض الحالات يمكن اخذ عينة من الصديد في المجاري الهوائية أو الرئتين وإرسالها إلى المختبر لزراعتها ومعرفة الجرثومة المسببة للالتهاب.
لين الحنجرة وشلل الحبال الصوتية وبحة الصوت يمكن تشخيصها بواسطة المنظار المرن عن طريق الأنف تحت التخدير الموضعي في العيادة. العلاج عادة يعتمد على السبب. كل طفل مختلف عن غيره. بعد التشخيص الدقيق سوف يناقش الطبيب مع الوالدين الخيارات الممكنة في العلاج.
النوم عند الأطفال والمشاكل السلوكية
Children Behavior and Sleep
مشاكل التنفس اثناء النوم عند الطفال مشاكل معروفةوشائعة ويدركها الكثير من الآباء والأمهات الذين يعاني أطفالهم منها. ومن هذه المشاكل الشخير وتوقف التنفس عند الأطفال والتي من أعراضها الأساسية الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم والتنفس من الفم اثناء النوم وكذلك كثرة الحركة وعدم الاستقرار أثناء النوم. وقد وجدنا في بحث نشرناه حديثا في حوليات الطب السعودي على عينة من الأولاد والبنات من سن 6-12 سنة أن حوالي 21% من الأولاد و15% من البنات يعانون من الشخير اثناء النوم وقد لاحظ الآباء أن حوالي 15 من الأطفال يوقفون التنفس أثناء النوم. وسبب المشكلة عند الأطفال في العادة تضخم اللوزتين واللحمية وتتحين الحالة كثيرا بإزالة اللحمية. ويقول باحثون أن الأطفال الذين يعانون من اللشخير وتوقف التنفس أثناء النوم يكونون أكثر عرضة بمعدل الضعف للإصابة ببعض المشاكل السلوكية الشائعة عند الأطفال مثل الزيادة المفرطة في النشاط البدني وتشتت التركيز وهذا بعكس ما يحدث عند الكبار المصابين بنفس المشكلة والذين يعانون في العادة من الخمول والكسل وزيادة النعاس. وهذه المعلومات تضاف للأدلة السابقة التي أشارت إلى أن المشاكل التي تحدث خلال النوم عند الأطفال يمكن أن يكون لها صلة ببعض المشاكل السلوكية، وربما من أهمها ظاهرة تشتت الانتباه والنشاط المفرط. ويبدو أن نقص النوم عند الأطفال مهما كان سببه يؤدي إلى النشاط المفرط ونقص التركيز والانتباه. لذلك احب أن أنبه الأباء والأطباء على استكشاف نظام النوم عند الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية مثل اضطراب نقص الانتباه(Attention deficit disorder) أو من فرط النشاط قبل بدء أي علاج لأن اضطرابات النوم قد تسبب هذه الأعراض والاضطرابات وعلاج اضطرابات النوم قد يحل المشكلة. فقد تؤدي معالجة الشخير ومشاكل النوم الأخرى مثل صعوبة التنفس إلى معالجة بعض المشاكل العامة التي تواجه الأطفال وخصوصا تلك المتعلقة بسلوكهم.
وتقدر الإحصاءات أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية من أكثرها شيوعا تشتت الانتباه والإفراط في النشاط تبلغ ما بين أربعة إلى 12 في المئة بين الأطفال ممن هم في عمر المدارس. وكانت دراسات عديدة قد حددت وشخصت وجود صلة بين الخلل في سلوك الأطفال ومشاكل النوم، لكن العلماء منقسمون في تحديد أي منهما هو سبب الآخر. هذه النتائج تعيدنا مرة أخرى إلى أهمية أن يحصل أطفالنا على نوم كاف للأسباب كثيرة استعرضنا بعضها سابقا واستعرضنا اليوم تأثيراتها السلوكية. لذلك على الوالدين أن يحرصا كل الحرص على متابعة نظام نوم أطفالهم والأهتمام بحصولهم على نوم كاف كما أن عليهم مراجعة المختصين في حال عانى أطفاله من الشخير أو اضطرابات التنفس أثناء النوم.
نصائح لنوم سليم
Tips for Good Sleep
النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه. وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً. وحديثنا هنا سيقتصر على النواحي السلوكية في العلاج، ولن نتطرق للاضطرابات العضوية.
هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها.
و فيما يلي بعض النصائح لمن يواجهون مشاكل نقص النوم وذلك لتحسين نومهم (بعد استبعاد الأسباب العضوية):
êأخلد إلى السرير فقط عندما تشعر بالنعاس.
êاستخدم السرير للنوم فقط.
êاقرأ ورد (دعاء) النوم كل ليلة.
إذا شعرت بعدم القدرة على النوم، فانهض واذهب إلى غرفة أخرى ولا تعود لغرفة النوم إلى أن تشعر بالنعاس، عندها فقط عد إلى السرير. إذا لم تستطع النوم غادر غرفة النوم مرة أخرى. الهدف من هذه العملية هو الربط ما بين السرير والنوم ، ويجب الإدراك أن محاولة إجبار النفس على النوم عند عدم الشعور بالنعاس ينتج عنه الانزعاج والتذمر أكثر من كونه ينفع النوم. فاختصار الوقت في السرير يحسن نومك، في حين أن الإفراط في الوقت في السرير ينتج عنه نوم متقطع.
أعد الخطوة أعلاه كلما دعت الحاجة طوال الليل. قد تضطر خلال الليلة الأولى إلى النهوض من خمس إلى عشر مرات أي أنك لن تنال قسطاً كافياً من النوم. ولكن زيادة الحرمان من النوم في الليالي الأولى يسهل الاستغراق في النوم فيما بعد. وباستخدام الطريقة السابقة والالتزام بها، عادة ما يعود النوم إلى طبيعته خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وقد أوضحت الدراسات العلمية فعالية هذا الأسلوب في العلاج.
استخدم ساعة المنبه واستيقظ في نفس الوقت صباح كل يوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي قد نمتها في الليل. حاول المحافظة على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة خلال أيام الأسبوع، وكذلك في عطلة نهاية الأسبوع.
يطالب العديد من المعالجين المرضى المصابين بالأرق بعدم أخذ أي غفوة خلال النهار، وهذا الموضوع يحتاج إلى شئ من التفصيل. ففي حين أن بعض الناس لا ينامون بشكل جيد أثناء الليل عندما يغفون خلال النهار، نجد أن آخرين ينامون بشكل أفضل خلال الليل. لذلك كن طبيب نفسك، وأفعل ما هو أفضل لك دون الأخذ بالاعتبار ما يقوله الآخرون، فمثلاً جرّب أن تغفو لمدة أسبوع، وتجنب أي غفوة خلال الأسبوع الذي يليه وحدد بنفسك في أي وقت كان نومك أفضل. والغفوة خلال النهار يفضل أن تكون بين صلاة الظهر والعصر، ولا تتجاوز فترة النوم (30-45) دقيقة.
إذا كنت من الناس اللذين تراودهم الأفكار والهواجس عندما يخلدون إلى النوم ولا تستطيع إيقاف تلك الأفكار، أو أنك تبدأ بالتفكير بجدول عمل اليوم التالي، فقد يكون الحل لك هو (وقت إزالة القلق)، وذلك بتحديد وقت ثابت كل يوم (حوالي 30 دقيقة) وتصفية جميع الأمور المقلقة باستخدام ورقة وقلم. اتباع ذلك سوف يسمح لك بالذهاب إلى الفراش بفكر صافٍ ومستريح.
تجنب إجبار نفسك على النوم، فالنوم لا يأتي بالقوة. بدلاً عن ذلك ركز على عمل شئ هادئ يريح بالك كالقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو آيات من القرآن وذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم.فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم يأخذ حاجته من الاسترخاء الذي عادة ما يسبق النوم.
الدراسات العلمية أثبتت أن الرياضيين ينامون بشكل أفضل من الذين لا يمارسون الرياضة، فالتمارين العادية قد تشجع على النوم . ووقت ممارسة الرياضة ذو أهمية قصوى بالنسبة للنوم، فبداية الدخول في النوم يصاحبها انخفاض في درجة حرارة الجسم، بينما الرياضة تزيد من درجة الحرارة الجسم؛ لذلك يفضل أن يكون التمرين الرياضي قبل وقت النوم على الأقل بثلاث إلى أربع ساعات. ومما يشجع النوم أيضاً قضاء 20 دقيقة في حمام ساخن قبل النوم بساعات قليلة (ساعتان إلى ثلاث ساعات).
جو غرفة النوم:
يؤثر جو غرفة النوم على النوم بدرجة كبيرة، فدرجة الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جداً تؤثر سلباً على نوعية النوم، لذلك يجب تعديل درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة.
ينتج عن الضوضاء العالية المتقطعة نومٌ خفيف متقطع لا يساعد الجسم على استعادة نشاطه ولا يمنحه الفرصة للحصول على مراحل النوم العميق. يمكن التخلص من هذه الضوضاء بما يسمى "الضوضاء البيضاء" وهي أن يكون في الخلفية صوت ثابت الشدة ومتواصل كصوت مروحة أو جهاز التكييف.
كما أن الضوء القوي في غرفة النوم من العوامل التي تؤثر على النوم. لذلك يفضل أن يكون ضوء غرفة النوم خافتاً.
تجنب النظر المتكرر إلى ساعة المنبه، لأن ذلك قد يزيد التوتر ومن ثم الأرق، وتجنب استخدام الساعات التي تضئ بالليل.
الطعام والشراب:
يجب تجنب تناول الوجبات الغذائية الثقيلة قبل موعد النوم بحوالي 3-4 ساعات، حيث أنه من الثابت أن تناول الوجبات الثقيلة في أي وقت من النهار يؤثر سلباً على جودة النوم.
o يمكن لوجبة خفيفة قبل موعد النوم أن تشجع النوم.
o من نعم الإسلام أن حرم تناول المشروبات الكحولية. فتناول الكحول قد يؤدي إلى النوم مبدئياً؛ ولكنه من المثبت علمياً أنه ما إن يبدأ الجسم في التفاعل مع المادة الكحولية فإن ذلك يؤدي إلى التقطع في النوم والأرق الشديد، كما أن المواد الكحولية تزيد من فرص الاختناق (الانقطاع في التنفس) أثناء النوم.
o جميع أنواع المشروبات التي تحتوي على كافيين تؤثر سلباً على النوم، خاصة إذا تم تناولها في فترة المساء أو قبل موعد النوم. وقد أثبتت الدراسات أن الكافيين يسبب الأرق حتى عند أولئك الذين يدّعون أنه لا يؤثر على نومهم.
o كما أن النيكوتين هو أحد أنواع المنبهات، فتدخين السيجارة يؤدي
إلى نوم متقطع.
الكوابيس عند الأطفال
Nightmares in Children
مر الكثير منا بتجربة الأحلام المزعجة والكوابيس خلال النوم ولكن في معظم الحالات تحدث هذه الكوابيس على فترات متباعدة ولكن لدى بعض المرضى تحدث الأحلام المزعجة بصورة متكررة مما قد ينعكس سلباً على حياة الحالم وعلى نفسيته، ويمكن طبياً تقسيم الأحلام المزعجة إلى قسمين، قسم يحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة ويعرف بالكابوس والقسم الآخر يحدث خلال المرحلة الثالثة والرابعة من النوم (النوم العميق) ويعرف طبيا برعب النوم، ويتميز النوع الأول بأنه يحدث عادة في نهاية النوم (الساعتين الأخيرتين من النوم) وعادة ما يتذكر المصاب تفاصيل الحلم وهذا هو النوع الشائع، أما النوع الثاني فيتميز باستيقاظ مفاجىء من النوم العميق مصحوباً بأحاسيس خوف وهلع شديدة وزيادة في نبضات القلب وسرعة في التنفس ولا يتذكر المريض عادة تفاصيل الحلم ويحدث هذا النوع في الثلث الأول من النوم.
وتحدث الكوابيس بكثرة عند الأطفال ولكن بصورة غير مستمرة، حيث يعاني 20 - 50٪ الأطفال من سن 5 - 10 سنوات من الكوابيس أحياناً، وأظهرت دراسة أجريناها على طلاب وطالبات المدارس الابتدائية في مدينة الرياض أن 5٪ من الأطفال يعانون من الكوابيس بصورة شبه مستمرة، وقد تؤثر الكوابيس المتكررة على نشاط الأطفال في النهار، وفي العادة تقل الكوابيس عند تقدم عمر الطفل، ويوصى بتشجيع الأطفال على سرد وذكر الكوابيس التي يرونها في أحلامهم للوالدين وللمعالجين، حيث أظهرت الدراسات أن مجرد سرد الأحلام المزعجة للوالدين يساعد على اختفائها.
أما بالنسبة للكبار فإن الكوابيس تحدث بصورة أقل بكثير وتكون عادة نتيجة للضغط والتوتر النفسي أو نتيجة لحوادث مؤلمة وتحتاج في العادة لمراجعة المختصين للحصول على العلاج.
اضطرابات النوم والتحصيل العلمي عند طلاب المدارس
Sleep and School Performance
يعتبر النوم أحد المكونات الأساسية لاستمرار عمل مختلف وظائف الجسم البشري بصورة طبيعية ونقص النوم يؤدي إلى اختلال في فيزيولوجية الجسم وكثير من وظائفه الحيوية. ويعتقد الكثير من الباحثين والتربويين أن اضطراب ونقص النوم يؤديان إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة. ولكن للاسف فإن الدراسات والأبحاث التي ركزت على هذا الموضوع قليلة جدا واهتم أكثرها بالطلاب الجامعيين وطلاب المراحل الثانوية. وقد أظهرت بعض الدراسات أن التحصيل العلمي للطلاب الذين يشخرون أو يعانون من مشاكل التنفس أثناء النوم اقل من قرنائهم وتحسن الأداء الدراسي للطلاب المصابين لابشخير بعد علاجهم. وستنشر هذا العام دراسة قمنا بإجرائها على عينة من طلاب المدارس الإبتدائية في مدينة الرياض مع مجموعة من الباحثين من كلية الطب بجامعة الملك سعود في إحدى المجلات العالمية المتخصصة في طب النوم (Sleep and Hypnosis). وهدفت الدراسة إلى تقييم تأثير اضطرابات النوم وعادات النوم السيئة على أداء الطلاب في الامتحانات وتحصيلهم العلمي. وشملت العينة أكثر من 1000 طالب وطالبة من كل مراحل التعليم الإبتدائية. وقد أظهرت الدراسة الكثير من النتائج التي قد تفيد الآباء والامهات وكذلك المربين والمعنيين بالتربية والتعليم، لذلك احببت أن أشارك قراء جريدة الرياض الأعزاء ببعض هذه النتائج. و لتققيم الأداء المدرسي تم استخدام التقلرير الشهرية التي تصدرها المدارس. ووبناء على ذلك قسم الأداء الدراسي للعينة تحت الدراسة إلى ممتاز (64%) ومتوسط (36%). وأظهرت الدراسة أن أداء الطلاب الذين كانوا يعانون من تقطع النوم، الكوابيس، التبول اللاإرادي اثناء النوم، الشخير، صعوبة إيقاظهم أثناء الصباح والخمول بالنهار اقل بكثير من الذين لم يعانوم من تلك المشاكل. كما أن الطلاب الذين كانوا يقومون الذهاب للنوم عند حلول وقت النوم حصلوا على نتائج أقل من قرانئهم الذين لم يعانوا من نفس المشكلة. وعندما تم تقييم عادات النوم لدى الطلاب حصلنا على نتائج مهمة قد يؤدي تعديلها إلى تحسن الأداء الدراسي للطلاب. فقد وجدنا أن الأداء الدراسي كان أقل عند الطلاب والطالبات الذين عندهم العادات التالية: عدم الانتظام في مواعيد النوم، النوم مع الوالدين في نفس الغرفة، مشاهدة التلفزيون بعد الساعة الثامنة مساء أو حتى حلول موعد النوم، اللعب بالعاب الكمبيوتر بعد الثامنة مساء أو حتى وقت النوم، وكذلك الطلاب الذين ينامون بالفصل. وكانت فترة النوم أطول عند الطلاب الممتازين مقارنة بالطلاب المتوسطين. وهذه النتائج تتوافق مع بعض الدراسات التي أجريت في الدول الغربية فقد أظهرت بعض الدراسات أن مشاهدة التلفاز قبل النوم أوحتى ساعة متأخرة يؤثر على التحصيل العلمي كما أن وجود جهاز تلفاز في غرفة الطفل قد يؤثر عكسا على تحصيله العلمي. وما سبق قوله ينطبق على ألعاب الكمبيوتر الشائعة بين الأطفال. كما أن دراسات أخرى أظهرت أن الأطفال المتفوقين ينامون 15-30 دقيقة ليليا أكثر من غير المتفوقين. لذلك على الآباء والأمهات أخذ كل ماسبق بالاعتبار. وعلى التربويين وألأطباءالمختصين محاولة الوصول إلى توصيات واضحة تساعد الآباء والأمهات على تطبيق النظام الصحيح للنوم وعلى الاكتشاف المبكر لاضطرابات النوم التي قد تؤثر على صحة الأطفال وتحصيلهم العلمي مع تمنياتنا لأبنائنا الطلاب بالنجاح والتوفيق.
د. أسامة سالم باهمام.
|