كاتب الموضوع :
~{ğmOoŕaђ
المنتدى :
الارشيف
انّني أذكر
أو لا أذكر
العمر تبخّر
في محطات القطارات
وفي خطوتها
كان شيئا يشبه الحبّ
وهواء يتكسر
بين وجهين غريبين
وموجا يتحجر
بين صدرين قريبين ولا أذكرها
وتغني وحدها
لمساء آخر هذا المساء
وأنادي وردها
تذهب الأرض هباءً
حيت تبكي وحدها
محمد درويش
في ضحية اليوم التالي توسطت الصالة العليا مع محمولها تركت متصفحها وذهبت لمساعدة جدها في اختيار أحد الكتب الذي يريدها جلس محمد أمامها
وغاصت في مكانها لتقرأ آخر مستجدات حسام ليلة البارحة..
شعرت بالذعر عندما رأت ظله في أرضية الصالون فامتقع لونها وعجزت عن التحرك اقترب
منها وجلس بجانبها تفكر كيف ستقفل متصفحها أو كيف تبعده عنها لكن فضوله كان أسرع منها
ليسترق النظر إليها ضمرت أفكارها في نفسها ..
ونظرت إليه سريعاً لتتكهن ماذا سيفعل الآن , كعادته احد حاجبيه اعتلى قمة جبينه وابتسامة جانبيه تعتليها نظرة دهشة .. نظر إليها لم يرف لها رمش فازداد تعجبه حتى سحب المحمول من يديها ولم تتحرك بل وضعت جلّ تركيزها في ترقب حركاته..
دهشت عندما رأت الابتسامة تتسع لتأخذ جلي وجهه نظر إليها فأغمضت عينيها بسرعة
فضحك بعمق نظر إليهما الجد و استغرب احمرار وجه رغد وضحك حسام المنفر
" أغلق فمك , تزعجني ضحكاتك
" لمَ يا جدي أتكره أن أكون سعيداً
ورمق رغد بنظرات شامتة يتشّفى منها ..
نهضت وسحبت محمولها من يده " أكبر موقع عربي لتجمع الأدباء
مشت إلى غرفتها بخطوات سريعة لكنه سبقها ليقف أمام الباب ليمنعها من الولوج إلى هناك
" أتعتقدين أني أدبي إذاً
نظرت إليه وأجابت بتهكم " هناك أدباء جيدين وبالطبع هناك أدباء غير جيدين
وأكملت بسخرية " مثلك طبعاً !
عادت الابتسامة ترتسم لتأخذ وجهه كله " لمَ كنتِ تتصفحين معتكفِ إذاً
وكزت شفتها واقتربت من أذنه " لأستاء أكثر فأكثر ..
وجم لكلمتها بينما مشت من جانبه لكنه سحب يدها بقوة ليعيدها إلى مكانها " أتعني ذلك حقاً
شعرت من الظلم أن تصفه هكذا .. منذ الأزل هي تؤمن أنه أروع مخلوق في وصف الأمور
وكأنك تتعايش معها .. بغض النظر عن اختلاف الآراء والسلبيات الأخرى نظرت إلى عينيه
فوجدته يضغط على يدها أكثر لتجيبه ابتسمت " حسناً لا أعنيه بتلك الدقة
بدأت يده تسترخي قليلاً واستفسر " كيف إذاً
" لا أريد أن أجيبك
زاد من ضغطه فأجابت " أوه إنك تؤلمني .. حسناً سأجيب بعض الشيء هناك أفكار نتفق عليها
وبالمقابل الكثير منها نختلف بها
ابتسم " أتكرهين ذلك ؟!
بالمقابل ابتسمت وبشبه ضحكة أجابت " على العكس تماماً أنا أؤمن أن التشابه يولد التنافر
بالنقيض من الاختلاف
أكمل " الذي يولد انجذاب للطرف الآخر !!!
أرادت أن تنفي ذلك إلى انه فتح باب غرفتها وأدخلها إليها " نهار سعيد يا حلوتي
أغلق الباب بينما صرخت بغيظ من حركته مغرور ماذا يظن !
؛
في المساء اعتلت أرجاء المنزل موسيقى المسلسل الكرتوني صاحب الظل الطويل
عند نهوضها لتغلق التلفاز كانت تمشي بحركات راقصة قبلت صورة جودي التي ظهرت في
الشاشة وضحكت لحركتها أقفلت التلفاز وأدارت ظهرها له لتمضي إلى الأعلى
لكنها فوجئت بحسام متكئ على الجدار ويديه مضمومة إلى صدره
اختنقت خجلاً وتمتمت " أرجوك ألا تخجل عندما تختلس النظر إلى الآخرين
ضحك واقترب منها " لا عليك عندما كنت في عمرك كنت أفعل القليل مثلك
زمت شفتيها " ماذا تقصد بـ عندما كنت في عمرك !!!
حرك حاجبيه إلى الأعلى ثم الأسفل بحركتين سريعة " اللبيب بالإشارة يفهم
" هه بربك وعلى ماذا تفخر أنك ستشيب قريباً
انفجر ضحكاً وهمس لها " وستكونين في خدمتي حينها ولن تتمتعي بشبابك
ضحكت هي الأخرى " ما الذي يجعلك واثقاً أني سأقوم بخدمتك ؟!
نظر إليها نظرة طفوليه تشوبها الحزن والاستلطاف ومد شفته السفلى أكثر
انفجرت ضاحكة لشكله فتهاوت على المقعد خلفها لتضحك أكثر قالت من بين ضحكاتها " إذاً فلتكن مهذب وسأفكر بذلك ملياً
ابتسم لضحكاتها " أين جدي ؟!
حركت كتفيها بمعنى لا أعلم " ما رأيك أن نخرج ؟!
ابتسمت " حقاً إلى أين ؟
ارتسمت في شفتيه سعادة لفرحتها " اذهبي وارتدي عباءتك وسترين ؟!
نهضت سريعاً من مكانها " دقائق فقط وسأكون هنا
وقفت في منتصف الدرج فنظرت إليه " حسااااااااااام
التف إليها أرسلت قبلة في الهواء " شكراً
صعدت سريعاً إلى الأعلى بينما جفل هو لحركتها شعر بشيء في داخله أو في لبّه يتغير عن كل مرة لتصرفاتها أغمض عينيه " وما هي الطفولة سوى النقاء !
في غضون عشر دقائق رآها أمامه مبتسمة " هيا أنا مستعدة
نظر إلى ساعته مذهولاً " ما شاء الله عشر دقائق !
مسكت يده وفتحت الباب إلى الخارج ضحك لتصرفاتها " لا تقلقِ لن أغير رأيي
" لست قلقة فقط وددت الخروج منذ أن قدمت إلى هنا في نزهة صغيرة جداً
نظر إلى ساعته " السابعة مساءاً أعتقد أننا بإمكاننا الذهاب إلى عين بورنموث
ركب سيارته ولحقته لتشغل المقعد الشاغر بجانبه " ما هي تلك العين
ابتسم لها " أتخافين المرتفعات ؟
همست "ليس كثيراً لمَ
" هسسسس سترين بنفسك
في غضون ربع ساعة خرج من سيارته ولحقت به امسك يدها ومضى إلى حيث مكان العين
همست في ذهول " منطاد !!!!
ضحك لملامح وجهها الممتعضة وسحب يدها دفع ثمن تذكرتين عندما دخلت وسط العربة وهي صامتة لم تنطق أبداً عندما بدأ المنطاد يرتفع قليلاً وضعت وجهها على صدره وأمسكته بشدة
" حسام لقد غيرت رأيي أنزلني أشعر أننا سنسقط انظر إلى النساء من حولك
أخشى أن يسخط ربي علينا معهم
ضحك بصوت خفيف وقليل من الحياء يعتريه لنظرات من هم حوله ضمها إليه " ارفعي رأسك
لا تقلقِ سأظل ممسكاً بك
رفعت رأسها قليلاً عن حضنه لتتأمل المكان ثم عادت لتتأمل ملامحه كانت هادئة جداً
مما أراحها قليلاً ظلت ممسكة به وهي ترى المدينة من أعلى
وتخالجها أفكار كثيرة أولها " كيف ستسعده كزوجة !
بينما ظلّ يفكر بطريقة تفكيرها للأمور من مجرى آخر ربما ليجد أن هناك صفة مشتركة
بالرغم من الاختلاف !
همس " جميلة هذه المدينة بما تعنيه الكلمة
نظرت إلى عينيه " هل ودلت هنا ؟
أومئ برأسه ليراها جيداً فأجابها بعد برهة " ولدت هنا وترعرعت أيضاً
صمتا قليلاً تودّ أن تسأله عن عالمه عن حياته هنا فرحه ؛ حزنه كل شيء لتجعل من ذكرياته شيء ثمين على وجه الخصوص .. بدل من أن ينعت تلك الذكريات بالألم !
قطع أفكارها وقال " إن والدتي من سكان هذه المدينة إلى أن ظروف عملها لم تجعلها تقطن هنا
كثيراً ..
" أتفتقدها ؟!
صمت طويلاً قبل أن يجيب " لا أعلم !
اكتفيا بهذا الحديث ومضى الوقت في أن يريها بعض الأماكن المحببة إليه
كانت تسمعه بلذيذ من المرح وقليل من الضجر لأنها تشعر أنها بعيدة عنه .. فهو رائع !
رائع بما تعنيه كلمة الروعة .. حبه لجده وحنانه ، انصياعه لأوامره , طلاقة ذهنه , تمسكه بدينه , وربما هو حنون بشكل أو آخر , يفتقد والدته نعم يفتقدها بشدة !
دليل واضح أنه شخص رقيق القلب وما خلف غروره هذا إلا قلباً يخفق بحثاً للمأوى !
أمالت رأسها على صدره لتريح رأسها من أفكارها ومحاولة أخرى لأن تستوعب بقية حديثه
؛
|