كاتب الموضوع :
~{ğmOoŕaђ
المنتدى :
الارشيف
مرّ شهر على وجودها هناك اعتاد وجودها واعتادته لم يتعرض إليها كثيراً
سوى بعض الأحاديث مع مشاركة محمد لهم
لكنها لم تكتفي بذلك فتتعرض له كثيراً في موضوعاته الأدبية وبعض نقاشاته
ويخوضون في جدال عنيف لاختلاف الفكر ونمط الحياة لكليهما !
أدمنت خلال الشهر على قضاء وقت الخامسة مع الجد لمناقشة أحد الكتب
أو أحاديث عن الماضي ..
في خلال فترة الضحى كثيراً ما تتفنن في صنع مائدة الغداء لمللها
ترى السعادة في عيني جدها أما هو ....... تجهل قراءة ما يجول في أفكاره
ملل من جلوسه في غرفته فخرج منها للأسفل رآها تقدم لجده قطعة كعك وأخذت قطعتها
تقدم منها وسحب من يديها طبقها جلس أمام جده والتهم قطعة منه رفعت حاجبيها بغيظ
ووقفت أمامه نظر إليها وابتسامة جانبية تعتلي شفتيه .. سحبت طبقها منه
وذهبت لتجلس بجانب الجد ..
ابتسم لحركتها الطفولية وبدأت تراوده رغبة ليضيع ما به من الملل
" رغد
همست وهي تأكل " همممممم
اتكأ " انهضي وآتي لي بقطعة
جفلت لدقائق أيحدثها .؟! أيطلب منها كعكه خبزتها ؟! نعم نعم فعل ذلك والله فعلها
هيه يا بلهاء لا تظهري له سعادتك كوني فقط لا مبالية
نهضت وأعطت طبقها لجدها " ضعه في عينيك ولا تدعه يلمسه
كتم حسام ضحكاته إلى أن مشت من أمامه بخطوات ثابتة شامخة مما جعله يبتسم لجده بحماس
أخذت تزيّن طبق الكعك بكل مجهود وأفضل طريقة تعلمتها إلى الآن ..
ذهبت لتقدمه له ورأت طبقها فارغ تماماً نظرت إليه وهو يلتهم آخر قطعة منه
اشتعلت موجة الغضب في عينيها " لماذا؟!
رفع حاجبه بدهشة وهمس ببراءة " ماذا ؟!
اجتمعت في تلك كل مشاعر الغيظ من تصرفاته فقالت " أبغضك !
نهض من مكانه واقترب منها ابتسم لها ورفع يدها وقبلها مما جعلها تهيم في عالم آخر " طهيك شهيٌ جداً ..
سحب الطبق الآخر من يدها وصعد به إلى الأعلى .. أما هي ليست على الوجود ولم تشعر بشيء سوى بتلك القبلة ابتسمت ورفعت يدها إلى وجهها
عادت إليها أفكارها عندما سمعت صوت جدها وهو يضحك " لئيم لا يثق به ..أين ذهب ؟!
كانت خجلى جداً وحمدت ربها ألف مره أن جدها لم يكن هنا فأجابت بحياء " لا أعلم
جلس الجد فسكبت له فنجان قهوة وبدأ الجد يتطرق في الأحاديث لمواضيع شتى
بينما عقلها يتطرق في عوالم أخرى ..
؛
في صباح يوم الخميس نهضت توضأت وصلت فريضتها رفعت خصلات شعرها عن وجهها وتركت البقية مسدول تكاسلت أن تبدل ثيابها مازال الصباح باكراً جداً
خرجت من غرفتها ورأت حسام في الشرفة ذهبت إليه " يبدو أنك لم تنم الليلة الماضية
نظر إليها وابتسم " كان كابوس مزعج !
اقتضب جبينها " خير إن شاء الله .. لا تقصه لأحد ولا تبحث لتفسيره قد يتحقق " والحلم على رجل طائر ما لم يفسر "
زفر بهدوء " لا عليكِ .. متى ستقدمين أوراقك للدراسة
صمتت قليلاً " لا أعلم سأحدث جدي قريباً
" أتودين الدراسة في نفس التخصص أم تفكري في تغييره
نظرت إليه بشفتي مزمومه " لا أعلم لمَ تكنّ الضغينة لتخصصي
كان يتأمل عينيها لدقائق مما جعلها توتر قليلا " ما بك هل سؤالي غريب ؟!
أشاح عنها وأجابها " إن تخصصك في ما بعد سيتطلب مجهود و وقت أكثر
ابتسمت قليلاً لابدّ أنه متأثر من تخصص والدته أعتقد أنها أهملته كثيراً ..
هل أقول له لن أكون مثلها .. سأهتم بك وبأطفالنا .. آآآه يا زوجي ليت بإمكاني قول ذلك ..
عاد للنظر إليها " لمَ التخصص هذا .. ألا يوجد غيره ؟!
لأول مرة تتجرأ لتلمس يده " حسام ما بك .. سأتخصص به لأجل الدراسة فقط
أنا لا أفكر في أن اعمل بعد حصولي على شهادتي قد أستفيد من ذلك لأناقتي
وأصمم لي بعض الفساتين أحب أن اختار أشيائي الخاصة بعناية ..
تحدث بصوت عميق " حسناً كما تريدين .. ضعي لي أوراقك في مكتبي وسأهتم بالموضوع
سرّت كثيراً لاهتمامه بذلك يبدو أنها أصبحت تعني له شيئاً " شكراً لك
مضى من الشرفة وهو يقول " اخبري جدي أني سأضطر للذهاب للندن ليومين
منذ أن سمعت ذلك تشنجت قليلاً ثم لحقت به " ما رأيك في تكليفي مهمة تجهيز حقيبتك
توقف أمام غرفته ونظر إليها " امممم ما رأيك أن تصنعي لي كعك وبعض الفطائر
ابتسمت " سأفعل إذا تريد ذلك حقاً ..
غمز لها " أريده بالتأكيد ..
" متى ستسافر ؟!
" بعد ساعتين
شهقت وأسرعت للنزول من الدرجات " ساعتين فقط ! حسناً تولى مهمة حقيبتك
ما إن دلف إلى غرفته حتى بدأ يفكر في تصرفاته ربما بدأ يتقبل وجودها أو أنها أثبتت وجودها حقاً كـ " امرأة !
يتلذذ بطهيها حقاً .. والأهم من ذلك لا تفكر في الشهادة من أجل العمل !
حرك رأسه سريعاً ليطرد الأفكار منه وأخرج حقيبته
؛
|