كاتب الموضوع :
~{ğmOoŕaђ
المنتدى :
الارشيف
كانت تتوقع أن ترى رجلاً تكثر بين عينيه التجاعيد ؛ ذو وجه ممتلئ وبدين إلى حد ما ..
لكن الطامة التي جعلتها فاغرة الفاه عندما رأت رجلاً ذو جسم ممشوق ..
ووجه حسن المنظر .. وعيني زرقاويتين بلون البحر !
سرعان ما احتقن وجهها بالغضب عندما سمعت كلماته الثائرة " لكنك لم تقل لي إنها تبلغ من العمر ثمان عشر فقط !
كيف سأتزوج طفلة هل علي أن أجلبها هنا لأتمم تربيتها !
تقدمت بخطوات ثابتة وبعينين حادة النظر لتعلن وجودها له ؛
نظر إليها بدهشة لا ينكر أنها جميلة لكنها طفلة ؛ كان يريد الزواج بفتاة تبلغ السابعة والعشرون
ليس بهذه الفتاة !
توتر محمد عندما رأى نظرات رغد الغاضبة وحاول أن يخفف من ضغط التوتر
" رغد هذا هو حسام .
كانت ستنطق لو لا أنه لم يذهب ماراً من ناحيتها غير معبئ لوجودها فنظرت سريعاً إلى الجد
الذي تهاوى على الأريكة أسرعت إليه تلعثمت حروفها فنطقت.." هل أنت مرهق ؟! يجب أن تخلد للنوم.
ضغط على يدها بشدة ونبرة الحزن تشوب صوته " كنت أتمنى أن تحظي برجل يحتفل بوجودك
احمرت وجنتيها قبلت يده وهي سعيدة لصدق مشاعره " لا عليك يا جدي أنا هنا لأجلك ..
فلتنهض لتأخذ قسطاً من الراحة ؛
" حسناً يا طفلتي سأريك أين هي غرفتك : )
وقف الجد متكئ على ساعدي رغد الصغيرتين .. وصعدت الدرجات معه بخطوات ثقيلة
أراها غرفتها.. وعلى مسافة أخرى غرفة حسام أشاحت بصرها سريعاً " وأين هي غرفتك ؟!
رفع يده بتكاسل ووهن " هنا ..
ابتسمت له .. وذهبت لتفتح باب الغرفة وقفت منبهرة لروعة الديكور هتفت " ديكور كلاسيكي عميق يا الله ما أروعه ..
ابتسم الجد " أرى ثقافتك واسعة في الديكورات
ضحكت قليلاً " ألم تخبرك جدتي أني متخصصة في قسم الديكور ؟!
أمال برأسه لينفي ما قالته " ربما سهت لتذكر ذلك .. حسناً يا طفلتي
بإمكانك أن تذهبي إلى غرفتك
ودعته بابتسامة حبور لذلك الكهل ..
وغادرت الغرفة بخطوات ثقيلة جداً لا تتمنى أن تفارق ذلك العجوز لوهلة ؛
جلّ ما تمنته أن تكون قريبة منه جداً لشعورها ربما لأنه يشعرها أنها مرغوبة بغض النظر عن نظرات حسام ؛
سبحان الله لمَ يغضب لا يحق له بتاتاً .." رضينا بالهم والهم ما رضي فينا "
يا لا السخرية !
قبل أن تدخل غرفتها ألقت نظره على المكان من حولها رأت الشرفة مفتوحة ومن حولها الورود
ربآآآآهـ للديكور هنا رونق خاص كيف لا والطبيعة خلابة جداً
قادتها قدماها إلى الشرفة ارتجفت أطرافها عندما رأت حسام واقف هناك حاجبيه تدل على أن غاضب جداً وشفتيه المزمومة تثبت ذلك ؛
كانت ستهرب قبل أن ينظر إليها لكن عينيه سبقت فكرتها
فابتلعت غصة الخوف المتحشرجة بحلقها .. وتقدمت بخطوات ثابتة إلى الأمام
كان يتأملها بنظرات حادة مما جعل الدم يرتكز في وجنتيها ..وشعرت بأن لفحة الهواء الباردة كالنار تضرم الجو من حولها ..
غادر المكان بهدوء لم تتوقعه منه بعد كلماته المسمومة همست لنفسها " هكذا أفضل..لكن إلى الآن لم يرحب بوجودي؟!
بقيت تتأمل الأجواء والطيور على شاطئ البحر ؛ غداً في الصباح الباكر سأذهب إلى هناك : )
غادرت الشرفة هي الأخرى بعد دقائق غرقت بالتفكير فيها
دخلت حجرتها وأسرعت إلى الهاتف ..دقائق حتى سمعت صوت جدتها جرفها الحنين لها فغرقت في البكاء " جدتي لا يريدني لا أعلم كيف صمدت أمامه جدتي .. ج د
وشهقة بكاء اجتاحتها بشكل أقوى ..
جاءها صوت جدتها مسترسل " لم أعهدك بهذا الضعف من قبل
حاولت أن تكتم شهقاتها نجحت بعد هنيهة وحدثت جدتها بما حدث
بدا القلق في صوت جدتها " رغد الرجل يحتاج إلى امرأة قوية لتغير ما به .. عليك يا حبيبتي أن تجعليه يخضع لك .. لا تكوني ضعيفة أبداً..
صمتت قليلاً " ماذا علي أن أفعل ؟!
" عندما يُقْبل عليك ابتسمي ورحبي به ؛ مازحيه ابدئي بالحديث معه حتى ترين اللين من طرفه
همهمت " يا الله لم أشعر بالامتهان سابقاً كالآن ..
عاد صوتها الدافئ ليذكرها " تذكري أنه زوجك !
أغمضت عينيها حتى لا تدمع عينيها من جديد " حسناً سأتذكر ذلك جيداً .. سأنهض لأخذ حمام سريع حتى استعيد القليل من قوتي ..سأحدثك غداً إلى اللقاء ..
نهضت سريعاً من مكانها وهي تزفر لعل بعض همومها تخرج مع الهواء المنطلق من شفتيها
فتحت إحدى شنطها لتخرج شيء من ملابسها ..رأت صورة والدتها قبلتها ووضعتها بالقرب من سريرها ..
بعد نصف ساعة توسدت في مكانها محاولة النوم بيد أن صورة حسام لا تفارق عينها
لمَ عينيه زرقاء ! أيعقل أن هذا هو سبب وجود الجد هنا ؟!
هل تبناه ؟! ضحكت على فكرتها الأخيرة أصبحت أهذي بغباء .. نظرت إلى النافذة نهضت لتفتحها ربما سيداعب النعاس عينيها إذا شعرت بلطف الجو في الخارج ..
ابتسمت عندما تذكرت حديث جدتها نعم سأكون قوية ..وسأبدأ معه وإن أبى لن أضعف !
سأحاول مراراً وتكراراً .. لقد أصبحت هنا ! وهذا جلّ ما في الأمر عليّ أن أرضخ للواقع
بأمريّه .. من يدري كيف سيكون الغد ؟!
في الصباح الباكر جداً نهضت من فراشها بكسل ، لم تشعر بلذيذ النوم ربما لم يناسبها المكان
ثمانية عشر لم أفارق بيت جدتي أبداً .. أمر طبيعي أن لا أعتاد ذلك ..
نفضت الأفكار عنها حتى لا تتوجس كل ما هو مشئوم فهبت لتتوضأ وتصلي فرضها ..
ارتدت بنطال خفيف وكنزه خفيفة أيضاً متناسقة الألوان ..
ذهبت لتلقي نظرة على جدها ورأت الباب مقفل لا بد انه يغط في سبات عميق تتوجب الراحة التامة على منهم مثله ..
عادت أدراجها لغرفتها لتأخذ عباءتها وشال ذو اللون الرمادي القاتم .. خرجت خارج القصر الكبير وهي تتنفس الصعداء وابتسامة أمل تعانق شفتيها ..
انطلقت بمرح نحو الشاطئ غير مبالية بشيء فهي سعيدة اللحظة وهذا الأمر يجعلها تتذوق السعادة بجميع ألوانها ..
كانت تتحرك بمرح ونشاط نظرت من حوليها لم ترى أحد فاختارت مكان مناسب لبعض تمارينها
الصباحية التي اعتادت عليها في غرفتها لكن هنا الوضع سيكون مغاير تماماً ..
فلروعة المكان وسحر نسيمه قوة ونشاط مغاير لما اعتادته بالرغم أنها لم تنام جيداً ليلة البارحة ..
بدأت تمارينها بنشاط .. حتى أنها لم تشعر عندما انسدل شالها من رأسها ..
بعد انتهائها ألقت بنفسها على رمال الشاطئ الناعمة وهي تضحك بسعادة مع نفسها ..
مكثت هناك تسترخي إلى أن توسطت الشمس كبد السماء ..
نهضت سريعاً ما إن التفتت إلى الخلف حتى تعود إلى القصر رأته يتأملها بحدقة عينيه الضيقة
ذهلت لوجوده لم تشعره به أبداً .. هل رآها وهي تضحك .. هل أصبحت فكرة طفلة مجنونة
متعمقة في خلده .. يا الله .. ماذا عليّ أن أفعل ..؟
استفاق الفجر باستفاقة عينيكِ ..
وأستمد الضوء ضوءه من ضوء عينيكِ ..
وغطّت السماء الأرض كما غطّى الرمش عينيكِ ..
أنا أتحدث يا سيدتيعن عينيكِ ..
رائد الأحمدي
|