كاتب الموضوع :
~{ğmOoŕaђ
المنتدى :
الارشيف
في السيارة " هل تودين أن تعيدي الكرة ؟
ضحكت وقالت " لا أعلم ربما إن كنّا وحدنا حتى لا أفتقد متعة الجو بالخوف من عقاب الرب
ضحك هو الآخر لحديثها " هناك مطعم رائع أعتقد أنك ستسرين إذا ذهبنا إلى هناك
" حقاً فلنذهب !
دخل أحد الشوارع والذي جعلها تدهش وشهقت بسعادة عندما رأت البعض من النساء محجبات
قال لها ليفسر لها " هذا شارع الشارمستر يوجد به الكثير من العرب .. أيضاً ممتلئ بالطلبة
" أها
أوقف سيارته وخرج منها خرجت معه وقف أمام السيارة " انظري هنا مطعم مخصص للمأكولات اللبنانية .. وهنا مطعم لبيع الفلافل .. ومطعم آخر إيراني
" يآآآآآه حساااااام أشعر أني في مدينة عربية !
ضحك " سررت لسماع ذلك إذاً ما الذي تودين تذوقه هنا ؟
وضعت يدها لذقنها لتفكر قليلاً " ما رأيك في المأكولات اللبنانية
" حسناً ..
دخلا إلى المطعم وطلب كلٌ منهما ما يرغب في أكله
عندها سألته مستفسرة " حسام ألم تزر مدناً عربيه في حياتك
" بلى قدمت للخليج أربع مرات إحدى زياراتي لها اعتمرت في مكة
هتفت من غير شعور " رائع ألا تود أن تحج ؟!
ابتسم " بالتأكيد أود ذلك
" إذاً ما رأيك في السنة أنا أيضاً أود ذلك وبعدها سنزور جدتي ستحبها كثيراً
ابتسم بتلقائية " تخططين سريعاً !
" لكنها فكرة رائعة أليس كذلك !
" بقي على الحج شهراً ونصف شهرٍ آخر
" عدني أن تفكر بذلك !
" حسناً سأفعل الآن دعينا نبدأ في المقبلات فمعدتي خاوية للغاية !
ضحكت وبدأن في العشاء يتخلله بعض الأحاديث القصيرة
؛
عادوا إلى القصر في غضون الساعة الثانية عشر والابتسامة ترتسم في شفتيهما
صعدا إلى الأعلى وقفت قليلاً بجانبه وتوقف هو الآخر ينظر إلى عينيها
امتدت يده لتلمس عينيها " هل كانت عيني والدتك رمادية هكذا ؟!
خفق قلبها فاختنقت الأحرف في حلقها قليلاً أجابته محاولة أن تخفي حدة صوتها " لا بل كانت عيني والدي
" أين هو ؟
أنزلت رأسها وزفرت " لا أعلم ! ربما مات أو ربما هو حي
صمت قليلاً سحبها إلى الشرفة فجلس وأجلسها بالقرب منه " كيف لا تعلمِ إن كان والدك حياً يرزق أم هو ميتاً بحاجة ملحة لدعائك
رفعت كتفيها وقالت باستسلام " سواء حي أو ميت سيحتاج إلى دعاء ابنة بارة !
اجتمع الدمع في مقلتيها وقالت " كيف لي أن أكسب بره وهو لا يعلم إن كنت إلى الآن حية !
مسد شعرها بيديه الحانية " لا تنسي دعاء ابن صالح يعد من الأعمال البارة أيضاً
حاولت جاهدة أن لا تذرف دموعها " منذ وفاة والدتي حين ولادتي اختفى والدي كنت أسمع خالي يقول أنه أصبح مدمناً لا يعي شيئاً وكأنه ميت لا يشعر بشيء ولا يفقه شيء
و بعدها اختفى لا أحد يعلم إن كان حياً أو ميتاً !
قبّل جبينها ومسح دمعة سقطت من عينيها بلا روية " لمَ البكاء يا حلوتي لم أعهد عليك سوى الصمود منذ أن عرفتك
ابتسمت رفعت عينيها إليه " صحيح ولم أعهد عليك سوى الغرور
امتقع لونه وزم شفتيه " ما المغزى من ذلك
مدت لسناها وضحكت " اللبيب بالإشارة يفهم
" سأتذكر شيئاً غداً سأخبرك به إلى اللقاء الآن ..
غادر وتركها في الشرفة تحتضن نزف جراحها وحدها لكن تلك القبلة ............ آه أعتقد أنها
ضمدت أغلبها قبل أن يذهب !
؛
في ظهيرة يوم جديد أخبرها الجد بفكرته فصفقت بمرح " موافقة سأعد بعض الحلويات والفطائر
" حسناً فلتسرعي سنذهب إلى الجزيرة بعد ساعة على الأكثر
نهضت سريعاً وأمرت الخادمات جميعاً في إعداد سريع لبعض الحلويات والفطائر وأعدت صنع العصائر وبعض من القهوة ..
أسرعت للأعلى لتبدل ملابسها فرأت حسام مرتدياً بنطال لنصف الساق وقميص بلا أكمام
وقفت لتنظر إليه نظر إليها " ما بك ؟!
" ستذهب هكذا !!!
" وما العيب في ذلك سنذهب إلى جزيرة بوول والمعروف أنها جزيرة هادئة جداً وقلما يذهب إليها أحد غير السياح !
" أها شكراً لهذه المعلومة مسيو حسام عن إذنك
ارتدت فستاناً صيفي وأخذت كنزه صوفية لأخذ الحيطة وضعت القليل من العطر
والقليل من احمر الشفاه الوردي
خرجت وأعدت سلة الرحلة وما يلزمهم لقضاء الليلة هناك !
خلال ربع ساعة استقروا في الجزيرة قال حسام " إذا أردتم الأحد القادم سنذهب إلى سوينج للصيد هناك
صرخت بحماس " يا الللللللللللللله نعم نعم نريد ذلك أليس كذلك جدي
ضحك الجد " ربما تذهبون وحدكم أنا لا أتحمل المكوث بالبحر كثيراً
" جدي يعاني من دوار البحر لا عليك يا رغد سنذهب إذا شاء الرحمن
ابتسمت وخاضوا أحاديث شتى أخبرت رغد جدها فكرتهم للحج وافقها واستحسن تلك الفكرة
بينما بقي حسام متردد كثيراً ..
وقفت رغد لتأخذ صوراً عديدة للشاطئ محاولة اقتناص أفضل زاوية ابتسم حسام
نهض الجد ليدخل إلى الكوخ بينما نهض حسام ليسحب الكاميرا من يد رغد سحب حجابها عن رأسها فتناثر شعرها مسدول من حولها مما جعلها تبدو أكثر جاذبية
بدأ يأخذ عدة لقطات من زوايا مختلفة تعبر عن مصور خبير وضعت يدها على وجهها بحياء ولكنه لم يتوقف عن أخذ اللقطات اقترب من أذنها " تذكرت ما أريد قوله الأمس !
ابتعد وأخذ لقطات أخرى لتعجبها فاقترب منها ليهمس بشفافية أكثر " حلم أن تشغل كيان بعنادها على حيز من تفكير المارد !
جفلت لكلماته واستمر في أخذ اللقطات لذهولها وملامحها الجامدة سرعان ما ابتسمت فأثارت تعجبه تلك الابتسامة أخذت من يده الكاميرا واقتربت منه كثيراً وهمست في أذنه هي الأخرى
" قد أكون طفلة إلى أني أتمتع بغريزة أنثوية تمقت المارد ~
ابتسمت لذهوله فابتعدت قليلاً عنه ولكنها قريباً جدا منه زادت من اتساع ابتسامتها بينما ظلت ملامحه جامدة جداً وأقرب للذهول أيضاً رفعت الكاميرا لتأخذ تلك اللقطة وهما بالقرب
لابتسامة انتقام الذات وذهوله لشدة عنادها ..
ابتعدت عنه وأخذت أيضاً لقطات عديدة له .. وقفت أمامه ورمشت عينيها بدلال طفولي وشاءت أن تمضي إلاّ أنه سحب يدها بقوة إليه وقبّلها ..
انهارت كل قوتها فلم تعد تشعر بشيء سوى به وقبلته سقطت من يدها الكاميرا
وتبدد كل عنادها من فرط الدهشة !
- عندما عانقت عقارب ساعتها عقارب دقائقي شعرتُ بأن اللدغة أصابت قلبي
آهٍ , كم تعجبني المرأة الارستقراطية عندما تقع ضحية المؤامرة بين كعبها العالي
و دَرَجُ الياسمين فـ تسقط كـ أوراق الخريفِ بين أحضاني
وائل السباعي
|