كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
2- زهرة الجليد 0
مرت الايام التالية بهدوء ، من دون حوادث ، وشيئا فشيئا بدأنا نألف عالم فيللا مارمارا 0 كنا نمضى ساعات طويلة فى الهواء الطلق ، تحت الشمس ، ننام ونتحدث مع السيد كرفيليس وليدا 0 كان بول فى اثينا ، فى مركز الشركة غيابه عن الجزيرة كان يريحنى 0
احيانا ، فى الصباح كنت أخذ المصعد الذى يقودنى الى الشاطئ الشفاف 0 وكنت اصطحب معى نيكوس لنلعب ونلهو على الرمل الناعم ، ليدا لم تكن تسبح فى هذا الوقت من السنة ، الطقس ما زال باردا بالنسبة الى الذين يقطنون اليونان ونادرا ما كان السيد كرفيليس يسبح 0 كنت أتردد ان ابقى مطولا داخل الماء حتى لا أبدو قليلة التهذيب ، بعد الخروج من الماء كنت اتمدد على بساط البحر ، وكان موضوعا تحت تصرفنا زورق ودراجة مائية ، الأيام تمر هكذا ، ونيكوس يزداد ثقة بنفسه ويبتعد اكثر فاكثر فى داخل مياة البحر ، معى ، بعد قليل سوف يتقن السباحة 0 أحيانا كنا نصطاد القرديس الموجود داخل الصخور ، ثم نستلقى على البساط للتمتع بحرارة الشمس ولذة الاسترخاء 0
قرب الظهر تشتد حرارة الشمس ، فندخل الى الفيلا لأن الحرارة لا تطاق برغم المظلات الواقية 0 وما ان ندخل الى الفيلا حتى نحس بالجو المنعش وكان يستقبلنا السيد كرفيليس ، وفى كل مرة يرتدى بذلة مختلفة ويقدم لنا المشروبات المنعشة المثلجة 0
وليدا 0تنضم الينا دائما مرتدية الفساتين الفخمة الشديدة الاناقة 0 كانت تشعرنى بفقر حالى ، ومرة استدعانى السيد كرفيليس الى مكتبه وهو كناية عن غرفة كل جدرانها مليئة بالكتب من أسفلها حتى السقف ، وارض الغرفة مبلطة بالرخام وفى وسطها مكتب ضخم من الجلد الاخضر وضع عليه ثلاث ألات من الهاتف 0 اثنان منها متصلان مباشرة بمطار السيد كرفيليس الخاص وبيخته الخاص الذى يدعى اوسيانيس ، والهاتف الثالث يستعمل لاجراء المكالمات الخارجية الخاصة بالفيلا الخطوط الهاتفية لا وجود لها داخل الجزيرة نفسها 0
كان السيد كرفيليس جالسا فى مقعده الى يمين الكرة الارضية ، ابتسم لى لكن تعبير وجهه كان قاسيا0
-ستاسى ، يا عزيزتى انك تتمتعين الآن بصحة جيدة 0
وبرغم لطفه كان يرعبنى ، فتابع الحديث قائلا : عظيم ، كنت اتوقع ان يكون الاسبوع الاول هنا هادئا 0 لكن حان الوقت ، على ما اعتقد لأن تتسلى قليلا ، سيأتى الى الفيلا بعض الاصدقاء فى نهاية الاسبوع ، وأمل ان تعجبك مرافقتهم انهم شباب واصدقاء لليدا ولى 0
صمت قليلا وشعرت بغصة فى قلبى المدعوون ، اصدقاء ليدا ، فتيات مثلها ، انيقات 000 وكأنه قرأ ما يجول فى افكارى فتابع كلامه يقول : هيلين 0 كانت فى المدرسة فى سويسرا مع ليدا ، اما الان ، فهى تسكن فى باريس مع زوجها ، اتيان موليه ، وهو جراح مشهور يبلغ الثلاثين من عمره ، سيصلان يوم الجمعة الى ميلانيوس عن طريق البحر على متن الباخرة التى يملكها شقيق هيلين الاعزب ، الذى هو ايضا طبيب 000 والآن نصل الى الموضوع الذى يؤلمنى 0
انحنى الى الامام وظل يحدق فى عينى وقال : انت امرأة رائعة يا ستاسى ، وذقك رائع ايضا لكن الملابس التى ترتدين ليست انيقة ، وذلك عائد الى مشاكلك المادية على ما اظن 0 هل تفهمين ما اقصد ؟ هنا عليك ان تكونى جديرة بان تكونى كنتى ، وارملة الكسيس 0 وبما اننى اعرف عزة نفسك ، فقد فضلت ان اطلب من بول ان يجلب معه بعض الملابس من دور الازياء الرفيعة 0 سيأتى غدا وانا متأكد من انها ستعجبك 0
|