كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
اخذت اهز راسى محاولة التخلص من قبضته 0
-اعرف انى ابدو محدودة التفكير وتافهة ، لكننى احببت الكسيس ، وكان اجمل تجربة فى حياتى ، ولا اريد شيئا اخر .
-الكسيس مات . ولست فى حاجة لان تكتفى بذكراه ، لم يكن ينتظر هذا منك ، كان يحب الحياة كثيرا .
بقيت لحظة ساكتة .وتذكرت الكسيس وبهجته وفرحة وحيويته ، والسعادة التى عشناها معا . ان بول على حق ، ولو تسنى له ان يكلمنى قبل ان يموت بلحظة ، لكان قال لى : ابداى حياة جديدة ، يا ستاسى . ولكن هل استطيع تحقيق ذلك ؟
وببطء فتح المظلة ووضعها فوق راسى وقال : هيا بنا لنصعد الى قمة الصخرة .وفى منتصف الطريق نرتاح ونتامل المنظر ونتحدث قليلا 0
بدانا بالصعود ، اخذين طريقا متعرجة وصخرية ، لاظل فيها . مشينا الواحد وراء الاخر ، اغلق بول المظلة واستعملها كعكاز 0
وصلنا الى المكان الذى توقفت فيه ماريا وفازيلى ، فقال لى بول : والان نستريح هنا ؟
-كلا ، لنتابع .
لم اكن قادرة على الصعود اكثر ، لكننى كنت اتحاشى الحديث الذى سيدور بيننا ، وفضلت ان اقوم بجهد كبير لاتسلق الصخرة بدل ان اواجه الحيرة مرة اخرى .
تابعنا الطريق التى صار عبورها سهلا . لكننى انتبهت الى اننا نهبط فى الجهة الثانية للصخرة . فقال بول : من هنا ، يمكننا ان نتامل المناظر الرائعة ونستريح قليلا 0
البحر اللانهائى يحيط بنا من جميع الجهات . ولون المياه يتغير بتغير عمقها من الاخضر الفاتح الى الاخضر الغامق ، الى الازرق ، الى الكحلى والنيلى وسطح الماء يتموج قليلا بفعل رياح خفيفة . الجزر تبدو فضية من بعيد وفوقنا ، كنا نرى بقعة بيضاء ، انه اليخت 0
تنهدت عميقا : آه !
ابتسم بول وقال : ليست هناك كلمة واحدة تستطيع ان تعبر عن شعور كهذا ، هذه هى اليونان . اليونان القديمة ، وهذا البحر ، وهذه السماء وهذا النور ، اصغى ، يا ستاسى .
اصغيت ، لكنى لم اسمع اى صوت الا صوت الريح ، قلت : لكن ، لااسمع شيئا .
ابتسم ووضع يده فى يدى وقال : اليس هذا رائعا ؟
واسترخيت فى الحال ، زال قلقى وخوفى وتوترى . فى هذا المكان الهادئ الساحر ، كنا جامدين ، واقفين يده فى يدى ، تحدق من اعلى الجبل الى العالم الذى يحيط بنا 0
ولم ينطق بول باى كلمة ، لمدة طويلة ، اخيرا قال : لنجلس قليلا .
جلسنا واسندت ظهرى الى الصخر الساخن ، والمظلة المفتوحة تحمينا من الشمس 0
-هنا ، يمكن ان يحدث اى شئ ، اننى اشعر برغبة فى القفز والتحليق فوق البحر ، وياتى قادر على تحقيق ذلك .
التفت الى ووضع ذراعه تحت رقبتى ووجهه قرب وجهى وقال : نعم . كل شئ ممكن ، حتى ان تنسى الكسيس وان تحبينى كما احبك .
وفى بطء ونعومة احنى راسه وعانقنى 0
كان عناقه طويلا ، شعرت بالانفعال نفسه كالمرة الاولى وكدت افقد وعى . صرت ارتجف فابتعد عنى بول قليلا عنى وهمس قائلا : لاتخافى منى ، لن استعجل الامر حتى ولو كنت اريدك ، هنا قريبا من السماء وبعيدا عن كل شئ ....
رفع راسه ونظر الى ، من دون نظارتيه ، بعينيه القاتمتين ، وبتعبير لم يسبق لى ان رايت مثله من قبل 0
|