كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
نهض واقترب من مقعدى ثم اخذ يدى واضاف : انى امنعك من اتخاذ اى قرار فى هذه الظروف ، لديك متسع من الوقت هناك عوامل جديدة يمكن ان توثر عليك 0انى ذاهب فى الغد الى اثينا وساودعك من الان وخلال غيابى ارجوك ان تفكرى فى الامر سوف نتحدث من جديد لدى عودتى 0
رافقنى حتى الباب وانحنى قبل خروجى فاسرعت الى السلم وصعدت السلالم وانا فى حيرة وارتباك صحة نيكوس مهمة جدا واذا اعدته الى انكلترا فهذا يعنى اننى ساسى اليه 0
فازيلى على حق ، يجب الا اتخذ اى قرار فى الوقت الحاضر 0 وفى اليوم التالى اصطحبت نيكوس الى الشاطئ وجهه الملوح بالشمس ذكرنى بكلمات فازيلى البقاء هنا فى ميلانيوس ؟ نعم من الناحية المادية وصحة نيكوس ، لكن 0 ماذا عن الناحية المعنوية والنفسية 000
تناولنا طعام الغداء برفقة باناييدس انه ونيكوس صديقان حميمان غالبا ما يتنزهان معا فى الحديقة ، يده بيده يقص عليه باناييدس الاساطير اليونانية الشهيرة وكان ابنى مسحورا بهذه القصص 0
ولما وضعته فى فراشه مساء هذا اليوم ، هبطت الى قاعة الطعام وتناولت العشاء برفقة باناييدس واصغيت بفرح الى قصصه الخرافية ثم تركنى وانسحب الى مكتب فازيلى للقيام ببعض الاعمال وفضلت الخروج الى الشرفة لتهدة اعصابى وتنشق الهواء المنعش 0
وغريزيا توجهت الى حديقة برسفونى التى اصبحت بالنسبة الى مزارا يوميا انها حديقة رائعة كانها تقنعنى بالا اغادرها ابدا ، واغادر جزيرة ميلانيوس بالذات 0حشرات اليعسوب محلقة فوق راسى والهواء معطر باريج الزهور المختلفة مشيت ببطء نحو السلم الحجرى ورايت البحر بلون الذهب تحت اشعة شمس المغيب والجزر البعيدة بدت خفية وغامضة ، فى الهالة الزرقاء 0
جلست قرب السبيل ورحت اتامل باقات الناردين النابتة بقربى ، ومر وقت طويل وانا حالمة ناعسة فجاة سمعت خطوات تقترب فانتصبت واذا بى ارى بول ، يقترب منى اردت الوقوف لكنه قال لى : لا00لاتتحركى قال لى انجلوس انك هنا 0
-اعتقدت انك مع والدك فى اثينا 0
هز بول راسه كان متعبا وملامحه مشدودة ، اجابنى قائلا : كلا ، طلب منى ان اعود مساء اليوم 0
-واستقليت الطائرة ؟
-نعم انها الوسيلة السريعة وركب والدى السفينة الى بيريوس ، لديه بعض الاعمال يريد انهائها قبل الذهاب الى رودوس حيث سننضم الى ليدا واصحابها 0
ليدا هذا الاسم ذكرنى بالحديث الذى جرى بينى وبين فازيلى 0
-تبدين فى تفكير عميق ، عندما وصلت الى هنا هل تشعرين بالوحدة ؟
-كلا 0
كنت اتفادى ان يلتقى نظرى بنظره
-لاشك ان شيئا ما يعذبك ، لااحب ان اراك هكذا يا ستاسى 0
كان يتحدث بصوت عميق ودافئ جعلنى ارتجف منفعلة ، لاليس لان هذا الصوت يشبة صوت الكسيس ، لكن اليوم يبدو لى بول انسانا غريبا ومغلقا ويتعذر سبرة 0
-كلا، لم اكن حزينة بالفعل لكن اشعر فقط0000
ترددت من الكشف عما فى قلبى ، لكنى قلت اخيرا : امس اصدر والدك بلاغا نهائيا 000 وقرارا لايرد 000 اذطلب منى ان ابقى هنا فى ميلانيوس 0
وعرضت له مخطط فازيلى بالتفصيل وانتهيت سائلة : انت على علم بالامر اليس كذلك ؟
قال فى صوت جاف : كلا ان والدى لايخبرنى باسراره ابدا انه لايثق باحد ، حسنا وما هى المشكلة الا ترغبين فى البقاء هنا معنا ؟
ادرت راسى والتقيت بنظرته القاتمة وقلت : ليس هذا ما اريد ان اقوله ، طبعا هناك فوائد مادية كثيرة ، لكن افضل واهم بالنسبة لنيكوس ان يكون سعيدا وقادرا على اختيار طريقة ومستقبله بنفسه لا اريد ان يدمر فازيلى مستقبل نيكوس كما فعل مع الكسيس 0
-كيف فى امكانك ان تفكرى هكذا ؟
|