(( الجزء السادس ))
في ليله غير عاديه بالنسبه لراكان ,, شعر ولأول مره برفيف قلبه لأنسانه جذبته بحياءها وحشمتها وخجلها الزائد ,, نظراتها الضائعه بقت محفوره في قلبه ,, هل سأكون ملاذك يا صغيرتي ,, الايام حبلى وافعالنا مخاضها ومشاعرنا مولودتها الصغيره ,,
وصله صوت امه : راكاااان يا بعدي ...
راكان وهو يزبط الشماغ ويكثر من دهن العود مع عطره الفرنسي الشهير : يمه ثواني واجيك ,,
امه وهي متأنقه للمناسبه : تأخرنا على مشاعل ,, قلت لها تمرنا عشان ما نبطي ,,
راكان : خلاص اذا وصلت بأخذ خالد يروح معي ونمر الشيخ ,,
بعد ما وصلت نايفه من الكوافير ,, ارتاحت ساعه وبغت تساعد امها في المطبخ وتجهيز بعض الحلويات ,, الا ان امها رافضه تماما للمساعده ,, رجعت لغرفتها وهي تمد الفستان على السرير ,, قالت لها مشاعل عن راكان وانه بيشوفها بعد الملكه ولازم تكون في قمة اناقتها ,, حجزت لها بنت لبنانيه تجيها بعد المغرب تزين لها مكياج خفيف ,, بعد ما خذت لها شاور
طلعت ترتب اغراضها اللي شرتها مشاعل اليوم ,, لبست الفستان وزينته بالصندل اللامع واظهر شكلها الرائع ,, بعد وقت بسيط وصلت المزينه وهي متحمسه لها من كثر ما وصتها مشاعل ,,
ام نايفه الفرحه الليله مو سايعتها ,, من زمان وهي تنتظر الليله ذي وان زوج نايفه يكون فيه مواصفات الرجوله اللي تتمناها كل بنت وراكان من الظاهر لهم يحمل اغلبها .. حبت انها توصيه عليها ومو عارفه متى الوقت المناسب ,, واهم شي انه يترك نايفه تزورها دايم ولا تقطع فيها ,, خرت دمعه حبيسه بعد طاري فراق نايفه وهي اللي ما تقدر تستغني عنها بس نصيبها اهم عندها من سعادتها هي شخصياً
فواز : كم مره اقولك لا تقول لي ياحبي وش شايفني صديقتك ,,,
منصور : يازين صديقتي زينااااااه وهو فاطس ضحك ,, قلت لك بكلمك بالليل اقولك اخباري ..
ربى حست الدنيا سوداء وقعدت على اول كرسي بجنبها وخذت نفس وشفيها الدنيا معاندتني وموراضيه تفرحني ,, كل المسأله اني حبيت ,,
وصلها صوت منصور : احم يا خااااله ,, يا بنات نبي مويه ,,
ما قدرت ربى تتحرك ولا تتكلم وكان وجهها اقرب للون الازرق من الصدمه انه في حياته انسانه جديده ,,
التفت منصور على يمينه وهو داخل وشافها جالسه تطالع فيه بدون حركه ووجهها مخطوف وما قامت ولا ابدت أي حركه ,, رجع صد بأتجاه الباب ,, وهو يقول : ربى الله يعافيك نبي مويه ,,
قامت ربى بعد ما شافته وتبي تلبي طلبه بس رجلها ما قدرت تشيلها ,, وحركة ارتطامها بالطاوله اصدر صوت وغصب عن منصور لما شافها طايحه بسرعه يمسكها وهو يصيح بأعلى صوته ,,, ريماا ,, خاااااله ,,,
ما استوعب منصور كم من الوقت استغرق من شال ربى وحطها بسريرها وامها ترش على وجهها مويه وريما تشممها عطر ,, وصوت ريما تقول خلاص يمه افتحت عيونها
كانت ربى تشوف الدنيا تدور من كثر ما راسها ثقيل ,, وما تتذكر أي شي ,,
رجع منصور لوراء وما حب انه يكون ثقيل عليهم اكثر من كذا ..
وطلع يمشي بهدوء غريب لحد ما وصل استراحتهم الملاصقه ويدور على عنود ,,
كانت عنود تسوي قناع لوجهها ومسترخيه على الكرسي الطويل بالصاله ,, شافته يجي ناحيتها وجلست بأعتدال : منصور وشفيك كنك ميت لك احد ,, عسى ما شر ,,
بعد ما حكى لها منصور كل السالفه ,, انصدم برد عنود اللي كان اخر شي يتوقعه ,,
منصور بذهول وهو فاتح عيونه : انتي متأكده من الكلام اللي تقولينه
العنود : ميه في الميه ,, اذا منت مصدقني اسئل ريما وهي بتقولك ,,
منصور : عنود من متى ذا الكلام وليه ما قلتي لي ,, مو مصدق ,, معقوله ما حسيت ولا عرفت ,,
العنود : ربى اخر انسانه تبين لك ولا على جثتها ما راح تعرف ,, واذا هي حست بريحة خبر تسربت لك ما راح يحصل خير انا صديقتها وتؤامها وعارفه كل شي ,,
قام منصور بيطلع من الغرفه : وقامت له العنود وهي تمسك يده : ارجوك اوعدني ربى ما تعرف شي عن اللي صار لا اليوم ولا بعدين ,, انا كذا كني اخون ثقتها انت فاهم ,,
منصور وهو يهز راسه لها ويطلع يبي يكون لوحده وبس ,,,
وصل للمستشفى بعد ما قام وخلص بعض الاتصالات مع الرياض ,,
بعد لحظات من وصوله واستفساره عن حالة مساعد اللي تحسنت عن البارح بكثير وكانت احسن من ظن الاطباء ,, وابلغته الممرضه انه تم حجز جناح لمساعد في الدور الرابع ,, وانه تعدى مرحلة الخطر .. توجه للجناح وهو شبة مـتأكد بوجود عائلته معه ,,
وصل وبعد ما استأذن بالدخول تكلمت معه ام الجوهره وقالت له يدخل وهم بينتظرونه برى ,,
طلعت العايله وما انتبه للموجودين لانه ما حب يكون فضولي بنظراته ,, صد عنهم وتوجه للسرير ,,ومساعد يطالعه بنظرات كلها تقدير لموقفه معهم ,,, حب راسه ووقف بجنب السرير ,, وهو ماسك يده اللي ماطاع مساعد يفكها وتقبض فيها اكثر
سلطان: ما تشوف شر يابو الجوهره لاباس عليك ,,
مساعد بعيون مرهقه : الحمدلله ,, زين عدت على خير ,, مدري لو الام رصار وانت مو هنا واهلي ما معهم احد ,, خايف عليهم يا سلطان خايف
سلطان يشد على يديه ويقاطعه : ما فيك الا الخير وبتقوم بالسلامه ,,
مساعد : ما اوصيك عليهم الواحد ما يضمن نفسه ,,
طلعت
عبير اللي كانت تجري مكالمه مع الجوهره في امريكا وتطمنها على ابوها وما تدري بوجود سلطان ,,
التقت اعينهم وانطلق منها شرار ناري انطفى في منتصف الطريق عندما نظر لها ابوها وبادرها بالكلام : عبير ..امك تحتريك في الانتظار
عبير تفاجأت بوجوده مسكت يدها ترتب حجابها وهي تبي تطلع الشنطه من الدولاب ,,
عطاها سلطان ظهره وهو يسئل مساعد عن وضعه وش قال له الطبيب ,,
سلطان : وش رايك انوم معك هنا يمكن تحتاج شي ,,
مساعد وهو يحاول يضحك شوي : ما راح تخليك عبير ,,
ابتسمت عبير بحزن في نفسها وهي تسمع ابوها وطلعت بدون ما تلتفت لهم ..
مشت للباب والتفت سلطان وهو يلمحها تطلع ,,
سلطان : الله يحفظهم لك تأثروا مرره عشان وضعك بس راح ترجعم لهم احسن من اول ,,
مساعد : سلطان هل راح تزعل مني اذا عرضت عليك عبير تتزوجها ,,
تلعثم سلطان وهو مافيه كلمه يقدر ينطقها بدون ما تجرح ابو الجوهره ما فكر انها مناسبه له ,, فكر اكثر انها عنيده ومغروره وتبي ترويض عشان تنحب ,, ومو مستعد يضحي بكم سنه عشان يتم المهمه هاذي ,, خذ دقيقه وهو ساكت فتكلم
مساعد : انسى الموضوع يا ولدي ,, عبير اغلى ما عندي ومابي أي احد ياخذها ,, وانت فيك كل الصفات اللي ابيها ,, بس اعذرني كان خاطر مر في نفسي لما طحت عليكم ,, واخاف بكره اطيح ومالهم احد عقبي ,,
سلطان وهو يتخلى عن كل احلامه وامآله : ومن بحصل احسن من عبير تشاركني حياتي ,,
مو كفايه انها بنت مساعد ,, ابو الجوهره ,, انا ودي بعبير اليوم قبل بكره ,,
حس انه قام بعمل بطولي وانساني لمساعد اللي عرض عليه اغلى ما يملك ,, وهو بدوره ما حب يكون اقل منه كرما ونبلاً ووافق على طلبه ,,
مساعد : عبير صح قويه وعنيده بس طيبه حيييل ,, ومابي اذي مشاعرها واقول خطبت لك سلطان ,, تعرف البنات وش يفكرون فيه ,, سلطان وهو يقاطعه ويوفر عليه الكلام :
ابو الجوهره ,, انا اطلبها منك رسمي ,, واذا هي موافقه خير البر عاجله ومو لازم زواج رسمي في الوضع اللي حنا فيه اهم شي اني اكون مسئول عنها وعن خواتها ,,
مساعد بسعاده تملأها الطمأنينه : ظني فيك ما خاب ,,
بعد ما انهى الشيخ اجراءت الملكه وغادرهم طلبت ام نايفه من اخوها سعود انه يروح لبيته عشان ام راكان تبي تبارك لولدها ونايفه ,,
في الاثناء ذي كانت مشاعل تزيد شوي بلاشر لنايفه اللي تعتبر في نظر مشاعل اسطوره ما قد احد سمع بها او شافها ,, كأن يغشاها ضباب مغلف بشفافيه واضحه شي يصعب على مشاعل وصفه ,, طلعت تسريحتها اكثر من رائعه وشعرها يتموج بشكل ويفي ومرفوع من الجوانب ,, اسدلت غرتها بطريقه غجريه مبعثره ,,
بعد ما سمعت مشاعل صوت امها مسكت يد نايفه وهي تمشي معها لحد المجلس الصغير ,,
على ان المسافه كانت لا تتجاوز خمسة امتار بين الغرفه والمجلس الصغير الا ان نايفه احسست انها بعيده بسبب رهبتها من وجوده وتريد الهروب ,,
رأت الباب مفتوح وهي تنظر للاسفل ,, مشت خطوة ثانيه وهي تمسك مشاعل اكثر
كان فيه فرق بين الشوفتين .. الاولى كان حجابها عزل بينها وبينه ,,
والان تجد نفسها برغم الفستان كأنها عاريه امامه ,, احست بخجلها يزداد ,, وتحمر خديها التي احست بحرارتها الملتهبه ,,
مشت مع مشاعل وهي لا تدري اين تضع خطاها ,, وقفت مشاعل فوقفت وهي خجلى من النظر اليه ,, احست به يقف في وجهها وهو يمد يديه لها
راكان : هلا بالزينه ,, تفضلي وهو يمسك يديها من مشاعل ويجلسها بجنبه على الارض ,
وصل لها رائحة عطره القويه ,, رجفت يديها من لمسته ,, واصوات قلبها تتسارع للفضاء الخارجي اكثر ,, خافت ان يسمعها او يحس بها ,,
لم تعي ما تقوله امها او مشاعل او امه ,, تسمع اصوات ضحكهم ,, لم يكن يشاركهم بل هو ينظر لها مبتسماً فقط ,,
البسها عقد من الياقوت الاخضر ,, لم تستوعب فخامته وشكله لم يكن يهمها ,, ما يهمها فقط متى تخرج من هذا المكان ,, فهو ليس لها ,, فالخجل بلغ معها اقصى درجاته ,,
ام نايفه وهي تخرج متعذره بأنها سوف تأتي بالشاي ,, تتبعها ام راكان ,,
فأستغل راكان الفرصه ونظر لمشاعل بعينه ان تتركهم لوحدهم قليلا ,,
مشاعل بضحك : نايفه ترى راكان ما ياكل ,, اطلبي الحين اللي تبينه منه ,, عشان راح ينفذه لك ,, اسمعي نصيحتي
راكان وهو ينظر لها بأعجاب : انتي اتركينا عشان تعرف نايفه تحكي ,,
مشاعل وهي تصك الباب ,,التفتت نايفه لها تبي تقولها : لا تروحين بنهار من الاحراج ,,
راكان يزيد من نظراته اللي احرقتها اكثر وحست انها بتصيح في وجوده ,, مسك يديها اللي مشبكتهم في بعض ,,
راكان : عيونك حلووه ,, انصدمت نايفه من جرئته ,, هم للحين ما تزوجوا الا بالورق ,, وهو قاعد يتغزل فيها بالمكشوف ,, بغت تتحرك عشان تقوم وهي تحس ان رجلها تخدرت من الصندل والقعده على الارض ,, حط يده على خدها وهو يمسحها بشويش : كنت بنتظر لحد ما تحددين الزواج ,, بس اظن مافيني صبر انتظر ,, قامت نايفه بحركه سريعه ,, تبي تطلع ووقف معها وهو يمنعها : انتي الحين ملكي ,, يعني مو حرام اشوفك ,,ليه مستعجله
نايفه وهي ما قدرت تنطق : ارجوك ابي اروح ,, تركت يده وطلعت للغرفه وهي مو حاسه بأحد ابد ,,,
وقف راكان وهو مشدود لها بكل ذره فيه ,, مبهره ,, راائعه ,, مذهله ,, احتار كيف يصفها ,,
اميره اندلسيه ,, ام فتاه عربيه حكت عنها الكتب القديمه ,, عذوبتها تقطر من تصرفاتها ,,
حياءها ينسكب في نظراتها ,, اذهلته بكل ما فيها ,, تمنى لو يكون معها في كل لحظه ,, لم يسعد بعد من حديثها ,,
اتصل على مشاعل اللي كانت جنب نايفه تسئلها عن شعورها : مشاعل عطيني نايفه دقيقه
عطتها الجوال وهي تأشر لها بأنها ما تدري وش يبي : راكان معك ,,
طلعت مشاعل من الغرفه عشان تعطيهم وقت خاص بهم
ونايفه يوصلها صوت راكان : ابي اكلمك الليله خذي رقمي ودقي علي اذا فضيتي ,,
كان يقول الرقم ونايفه سرحانه فيه وفي كلامه ,, وما كان نيتها ابد تحفظ الرقم لأنها ما تبي تكلمه ومو عارفه وش تقوله ,,
طلعت ربى وهي لابسه روب ابيض وشعرها ملفوف على فوق بطريقه دائريه ,, قعدت على الكرسي عشان تحط شوي لوشن على جسمها ,, سمعت نغمة المسج ,, تشوف انها اليوم ما كانت مع العالم وقضته كامل في الغرفه ,
لبست لها فستان قطني من الكتان .. حررت شعرها المموج ورفعت غرتها بالكامل ,,
بعد رتوش من البودره اضفت لمسه من الماسكارا ,, اردات ان تغير نفسيتها في هذا الجو المشحون بالنسبه لها ,
الجميع راح يكونون في استراحة خالتها ,, خذت لها طرحه وطلعت من باب المطبخ عشان يكون اسهل لها نفسياً وما ينتبه الرجال لها ,,
دخلت المطبخ وهي تسمع فيه حركة وصوت العنود تنافخ على سلمان يشيل صينية القهوه ,,
مرت بجنبهم وعنود تكلمها : قبل ما تروحي عند الحريم مري على غرفتي بتحصلين حاجه حلووه على السرير انا تركتها عشانك ,, ربى وهي ترفع حاجبها مستغربه من العنود وحركاتها اللي تطلع في وقت هي غير متوقعته بالمره ,
دخلت الغرفه وهي تمر على الصاله الجانبيه واصوات خالتها وريما هي اللي عاليه ,,
ناظرت في الغرفه ما شافت شي غريب ,, غرفة خاليه اصلا الا من السرير والدولاب الصغير بالجانب ,
طالعت بحركه دائريه هي مستغربه اكثر وتدق جوال على العنود تبي تعرف وش القصه ,,
وهي تبي ترفع عينها ثاني ومنصور واقف قدامها وهو يقول بصوت هادي : ممكن اكلمك دقيقه ,
ربى وهي تحس انها بتنجلط من تصرفه ,, وش بيقولون اهلهم لو دخل احد فجأه ,, فكرت بسرعه وش ترد عليه وهو يكمل : ربى اسمعي انا عندي طلب واحد وفكري فيه
ما حبيت يكون بيننا أي وسيط ,, وحاب اعرف رأيك فيني ,, ممكن تقبلين بي كزوج او لا ,,
كان جوالها بيدها وما حست فيه وهو يطيح لما استرخت من المفاجأه والروعه والغضب بسبب وجوده معها بالحالهم ,,
وحست انها بتطلع كل الكلمات المشوهه وتجرحه مثل ما جرحها كل السنوات ذي حتى لو بدون علمه ,,
وبصوت واثق تكلمت وهي تقوله : اللي باع امه عشان وحده شقراء ممكن يبيعني عشان شغله ثانيه استاذ منصور ,, ومشت وهي تطلع من الغرفه التفتت له وهي تقول .. البيوت لها حرمه وتصرفك اكبر دليل على شخصيتك الغير متزنه بالمره ,,
مسك منصور يدها وهو يلويها : تعالي :: وانا اللي فهمت خطأ انك تعشقيني ,, اثاريك توهمينهم عشان اتقدم لك ,,
ربى وهي بتطلع من طورها : اللي قالك غلطان مليون في الميه ,, فك يدي يا الداشر ,,
ما وعت الا بكف يطيح على خدها بقووه كبيره ويطيح معها الطرحه واهتزت شوي وظلت واقفه مكانها وعينها على الارض ,,
طلع منصور وهو يغلي من الغضب من كلامها اللي يطلع الرجال من طوره ,, وخذ السياره وهو يحس انه ممكن بنت مثل ربى تخليه يفقد اعصابه بسهوله ,,
خذ طريق السريع وهو مو عارف يروح للخرج والا الشرقيه يبي يبعد قدر المستطاع عن المكان اللي هم فيه ,, حس ان قلبه ,, يغلي من الغضب ,, والقهر هو باع امه ,, هم يفكرون كذا والا هي بس ,, تذكر الكف اللي عطاها اياه ,, حس بعصره في قلبه انه يمد يديه عليها وهو ما قد مد يديه حتى على كاثرين الخاينه ,, بس كلماتها له تركت في نفسه قسوه تجاهها مستحيل انه يغيرها ,,
دخل غرفته في الفندق ,, وهو مشوش من اللي صار ,, اتخذ خطوه جريئه في حياته وقبل بعرض مساعد وتقدم لها ,, تمنى في يوم من الايام انه يكون له حق عليها عشان يأدبها ويكسر راسها العنيد ,, وهاذي الفرصه جاته على طبق من ذهب ,, بس هل هو يتمنى هالشي حقيقه والا مشاعر متناقضه تجيه من وقت للثاني ,,
حس بغربة حياته ومشاعره المكبوته ,, وحاجته للحنان ولشريك يحتويه بكل ما فيه ,, حاجته للانثى الي تفتح الباب بأبتسامه وتفتح يدينها له وتضمه وتحسسه انه طفلها هو فقط ,,
حاجته للأنثى الطاغيه بمشاعرها المتدفقه تجاهه ورغبتها انها تستأثر به لها فقط وتهديه روحها في قلب صغير وتحفره في ضلوعه ,,
فكر فيها اكثر من عشرات المرات لهذا اليوم ,, هل هي الانثى التي اتمناها ,,
تذكر تفاصيلها ,, احس بقلبه يتوتر من شكلها ,, انثى بمعنى الكلمه ,, عنوان للاغراء والانوثه المكتمله ,, تذكر ثغرها وهي عابسه كأنه يحارب كل كلمه جميله تريد لفظها ,,
تذكر عينيها ونظرتها المغروره ,, والتي توحي له بانه منبوذ من عالمها ,, هو بالذات ليس احداً غيره مرفوض البته ,,
شكلها في المزرعه وذاك الصباح تحديدا يرفض ان ينمحي من عقله ,, شعرها الذهبي عيونها ,, ضجرها ,, دقة تفاصيلها المنحوته ,, يديها,, خصرها ,, طولها ,, علقت بجفونه ,,
ويطفو عليها ويبعثر تلك الصفات الفريده ذلك الغرور المتعجرف ,, واللسان الحاد ,, والنظره الواثقه ,, بأن هذا الكون لها فقط ,,
سلطان وهو يتنهد ويتكلم مع نفسه : اتمنى اني ما تسرعت , ورمى الجوال وقام ياخذ له شاور يغسل به فكره المتوتر ,,
خذت اللحاف وغطت به ابوها اكثر لحد اعلى الصدر وهي تمسح على شعره بعطف وجبهته واعلى منكبه وهي تضغط عليها بحنان كأنها تريح اعصابه ,, من الظهر وهو معهم بالجسم ولكن العقل في مكان بعيد ,, استدرجته دلال وعبير والبنات الصغار وكان يرد بأجابات مبهمه ,,
بعد مغادرة الجميع ,, صلى في سريره ,, واسترخى بهدوء بعد ما اطفت عبير الضوء وهي واقفه جنب السرير وتقوم بقراءة الاذكار على رأسه ,,
بعد ما انتهت سئلها مساعد : وش اخبار الجوهره عسى ما قلتي لها كل شي
عبير : افااا عليك يا بو الجوهره ,, انت ما تعرف عبير لسى ,, قلت لها انك بتسوي فحوصات شامله ,, وفيه شي ثاني بعد ,, الجوهره حامل في الشهر الثاني والدكتور حذرها من السفر الا بعد كم شهر لحد ما يثبت الحمل ,, وانت تعرف جوهره وشكثر تخاف عليك لو تشم خبر راح تجري على اول طياره ,,
مساعد : بعدي يا قلبي ,, خذ يديها وهو يمسك فيها وينظر لها نظره حنان : فيه موضوع ابي اقوله لك بس ما جاتني فرصه ..
عبير وهي تضحك في وجهه بروااق : وشو يا دنيتي ,,
مساعد : سلطان خطبك بس ما امداني اقول لك وحنا بالرياض بغيت اجل الموضوع شوي
عبير وهي منصدمه بكل حرف يقوله ابوها وهي تهز راسها بلا : يبا الكلام ذا مو مناسب الحين والله يخليك لي انا مابي اتزوج الا لما خلص جامعتي ,,
مساعد وهو يبتسم لها : عبير اقولك شي وانقلبت الابتسامه لحزن غمر وجهه الحنون : لو يقولون لي اختار واحد يكون ولدك ما راح اختار الا سلطان
تأثرت عبير من كلام ابوها عنه وايقنت بقووه مكانته عند ابوها ,, وقاطعته وهي تقول : يبا ...
مساعد وهو يقطع عليها الكلام : انا ما راح اجبرك عليه بس اذا تغليني ابيك تفكرين وتعرفين ما راح اختار احسن منه لك ......
امتلت عيونها بدمع ما قدرت تشوف معه ابوها اللي يطالعها وضمته وهو يمسح على شعرها ويهمس لها : سلطان اعرف انسان بثروتي وراح يحافظ عليها وزواجه منك راح يخليه يحرص اكثر على الشركة ,, عبير ابيك تفكري بعقلك انتي بتكسبين سلطان مو لك بس لكل اهلك
انا جيت هنا على نقالة ومدري اطلع بنقاله والا امشي على رجولي
صرخت عبير بلا وعي منها : بعيد الشر يبا لا تقول كذا انت ما فيك شي كلها شوية تعب وبيروح ,, انت للحين قوي وبتشوف انا بذكرك ....
مساعد وهو يزيد من الضغط عليها : عبير اذا تبين ارضى عليك وافقي يا قلبي وبحس بس ذيك اللحظه اني تعافيت ,,
عبير بدون ما تشعر بأي شي : يبا اللي تبيه ما راح اخالفك عليه ,, اهم شي انت تطمن وتحط في بالك انك بخير لا تفكر اكثر من كذا طلبتك يبا ,,,
غمض عينه في هدوء يبي ينام ويبي يرتاح من الموضوع اللي اشغله من اليوم الصباح ,,
سكرت كل الاضاءه الموجوده وبقت نور صغير اخر الجناح عشان يضوي المكان ,, وحطت راسها على الكنبه وهي تحبس دموعها ما تبي ابوها يحس بشي ,, وتذكرت كل شي مر بها من اول يوم المزرعه لحد اليوم الظهر مع سلطان ,, هي راح توافق عليه بس بشروط راح تقوله عنها ,, مستحيل ....... قامت وهي تحط يدها على صدرها واعلى رقبتها وهي تفكر انها ممكن تكون زوجة له ,, ما راح يكون سهل ابداً على نفسها انها تكون له ,,, اكيد راح يعرف انه زواج مصلحه ,, بس انا كيف ارضى بزواج كذا عشان ثروة ابوي ما تضيع ,, وانا ليه محد يفكر فيني وحياتي اللي بتضيع مع سلطان ,, سلطان كريه كريه ,, وظلت دموعها تنزل مسترسله بدون توقف حتى غلبها النوم ....
انتظر اتصالها بفارغ من الصبر ,, عدت الساعه اثنى عشر وهي ما دقت ,, بدى يتنهد بملل وطفش ,, يعني مو كافيني ما قعدت معي بعد ما تدق ,,
اتصل على مشاعل يبي ياخذ رقم نايفه منها ,, جاه صوت مشاعل وهي تضحك : معقول راكان .. خلك ثقيل ,, بتقول مو مصدق نفسه ,,, اثقل عاد ... وبعدين انت شفت بنفسك كيف هي تستحي ,, عطها فرصه انها تتجرى شوي
راكان بملل : وفري نصايحك وعطيني الرقم وانا اتفاهم معها
بعد ما خزن الرقم عنده اتصل عليها فوراً وبدون تردد ,, استغرب انها ما ترد ,, معقول ما عرفت الرقم ,, بس انا عطيتها اياه بنفسي ,, تنهد اكثر وهو يمني نفسه انه يسمع صوتها
فأرسل لها مسج (( ليه ما تردين ))
نايفه ما توقعت اتصاله وتوقعت بعد انه يعذرها اذا ما دقت عليه ويعرف انها لسى ما تزوجت زواج رسمي عشان تتعود عليه ,, وخايفه يكون يتسلى بها واذا ما عجبته يطلقها ,,
فأرسلت له (( امي نايمه معي بالغرفه ))
اول ما شاف المسج رد عليها (( طيب روحي للمجلس ابيك ضروري ))
نايفه وهي تحس انه زودها معها شوي (( اسمح لي ما اقدر اكلمك .... انا اسفه ))
ارتفع مستوى الغضب عند راكان وسكر الجوال وفي راسه الف فكره يبي ينفذها مع نايفه وتعرف معها من هو راكان ,,
خذت ربى بعضها بعد ما طلع منصور ورجعت للاستراحه هي عارفه انها خاربه من اول اليوم ,, وهي من حفره لدحديره ,, وحظها مع منصور خلص شكله تحطم الليله على صخرة هواشهم ,, ما تصدق انها قالت لمنصور الكلام القاسي ذا ,, وش خصها فيه تحكي عنه وعن امه ,, لامت عنيد وريما من كل قلبها ,, وايقنت ان الانسان ما يحفظ سره الا نفسه ,, وان أي احد ثاني ممكن يقول أي شي يعرفه مقابل ضغوط او اسباب ثانيه ,, ندمت من قلبها على معرفتهم سرها الصغير واللي تشوف انه الليله صار ماله معنى ,, طريقة كلام منصور عنها اغضبتها ,, عشقتيني ,, كلمه كبيره انه يقولها ,,
دخلت الغرفه وهي تسكر الباب بالمفتاح ,, مو مستعده تكلم احد لا ريما ولا امها,, وتأكدت ان جيتهم للاستراحه قضت على كل شي ,, وصار لازم من الليله انها تمسح اسم منصور من قلبها وحياتها لأنها خربت كل شي ,, وهو ساعده بكلامه اللي ضايقها في كرامتها وعزة نفسها ,,
رمت الطرحه ,, وتنهدت من الحمل الثقيل اللي على قلبها ,,
فتحت التلفزيون تبي تشوف أي شي يشغلها .. وهي تدور من محطه لمحطه ,, وما انتبهت لصوت الجوال اللي يرن بدون توقف ,,
ظلت تشوف التلفزيون وقلبها وفكرها في وادي بعيد سمعت صوت الباب يدق بقوه وريما تكلمها مفجوعه : ربى افتحي الباب ,,, عجلي منصور صار له حادث ......
انتهى الجزء اتمنى يحوز على رضاكم حبايبي ...