[COLOR="Black"](( الجزء الخامس والعشرين ))
اجتمعت العايله الصغيره ملتفه على برنامج شهير , وام محمد مستمتعه الى اقصى حد ,
وجود منصور معها ينسيها كل الهموم , اتكى منصور بجنبها على الكنبه بعد ما مد رجله , ومسك الريموت بيده , غير القناه وصوت العنود يرتفع : منصور عاد لا تخربها , هالحين بيخلص البرنامج ,
منصور بضحك : ومحد راح يتكلم الا انتي ,
التفت لربى , والتقت نظراتهم في سكون , رجعت تشوف الشاشه وتلتهي بفوضوية مشاعرها من رؤيته ,
تبي تسأله عن دفترها لكن كل مره تخجل من سؤالها , رجعت لجهته بنظره خاطفه , انصدمت انه للحين يشوفها ,
ارتجفت يدها وسرى خدر بسيط من الالم في يدها , نظرته مليئه بالشوق لكن ما عندها أي استعداد تبادله مشاعره , سرح في شكلها , بتظل طول عمرها فاتنه ,
كانت قاعده على الكنبه بطريقه اسحرته , حطت مخده صغيره بحضنها ورفعت بيدها عليها ونزلت وجهها واتكت عليها عشان تشوف البرنامج , لبسها اليوم اضفى عليها فتنه غير عاديه ,
اول مره يشوفها بعبايه ملونه , من الحرير الثقيل , وعند خصرها التف عليه حزام دقيق , ابرز مفاتنها له , فكر انها تلعب بالنار كذا , وتعطيه اشارات غير واضحه , او يمكن من كثر شوقه لقى لنفسه العذر بذا التفكير ,
لما ركز نظراته عليها ونسى من البرنامج , التفتت له ولمحت عيونه اللي تنتقل لكل مكان فيها ,
حبت تقوم , وتتمشى في الحديقه , وتبتعد عن نظراته شوي , قامت وكلمت العنود: تعالي نتمشى برى ,
العنود : ربى لحظه بس بيخلص البرنامج ونطلع سوى ,
منصور تحرك وقام قبل تغير ربى رايها , ومسك العصا ,وبهدوء : انا ابي اتمشى , يالله تعالي ,
مشت بجنبه وشافت انها راحت للخطر بأرادتها , منصور عارف بكل اللي في نفسها , لكنه حب يتصرف بشكل صح , حتى ما يخسرها مره ثانيه ,
ابتدى منصور الحديث : فيه موضوع كنت ابي اقولك عنه بس على طول اهلي عندنا ,
تعجبت ربى وبهدوء : خير ان شالله ,
منصور : صديقي فواز .
ربى : ايووه وش فيه ؟
منصور : يبي يخطب ريما , التفت لها يبي يشوف ردة فعلها , ... ملامحها كانت عاديه , وكمل : اتصلت على ريما وقلت لها تفكر ,
ربى : ما قالت لي ريما شي ,, وقف وقابلها : ليه تحبين تهربين مني ,
ربى بأرتباك : انا ,, وش تتكلم عنه , حنا في ريما ,
منصور : ليه قررتي تطلعين تتمشين , مو عشان ما تبيني ,
ربى : لا , ابي اشم هواء بس ,
منصور : ااااهآآآآ كذا , وش رايك بفواز ,
استغربت من انتقاله بين المواضيع , وردت عليه بهمس : اللي تبيه ريما , هاذي حياتها وراح تعيشها بنفسها ,
سمعوا صوت العنود : يا نااااس , تعالوا هنا , نبي , نشرب الشاهي ,
التفت منصور لها وأشر بيده انهم بيجونها , ورجع يناظر ربى ومد يده لها ترددت تمد ها له
وهمس : عنود تطالعنا , عادي لا تكبرينها ,
مدت يديها ليده , شعور بالامان سرى في قلبها , وقررت انها تكون طبيعيه , بعد ما وصلت لخالتها والعنود , قعدت على الكنبه , وقعد منصور بجنبها , صبت العنود الشاهي في الاكواب , لكن ام محمد استئذنت منهم ودخلت عشان تنام ,
العنود : كح كح , شكلي فضوليه بينكم , ما راح اشرب شاي عشان ما اسهر يالله بالأذن .
ربى : عنيد عن السخافه عاد . والا تبين تتغلين ,
منصور : والله انا انصحك وبشده روحي نامي ,, ضحكت العنود وطالعت ربى : اقولك اخوي انا ادرى فيه ,,
طلعت العنود والتفتت ربى لمنصور : ليه كذا بتزعلها , مافيه شي خاص اصلا عشان تتركها تروح .
منصور : خلها تنام ابرك ,
رجعت ربى كاسة الشاي وقامت : انا بدخل انام عن اذنك , مسك منصور يدها ورفع عينه لها : وتتركيني هنا بالحالي , هزت كتفها من الاحراج , وقف وبهمس : روحي نامي ,
انسحبت بسرعه من الموقف , ودخلت غرفتها ,
زهق منصور من ثقلها , وقعد يشوف التلفزيون , يبي يقضي الوقت , متأكد انه لو دخل الغرفه الحين ما راح يملك نفسه , ويمكن يتطور الموضوع ويغصبها على شي , ويكرر مأساتها ثاني , تنهد بعمق ومد جسمه على الكنبه , وبدون شعور غفت عينه من التعب ,
لبست بيجاما حرير , ورفعت شعرها بعشوائيه مثل كل مره , نظفت وجهها من المكياج الخفيف , وتعطرت ودخلت في فراشها , بعد ما راحت للطرف الاخير منه , غمضت عيونها تبي تشعر بالنوم قبل يجي منصور , لكن تفكيرها فيه وفي ريما , وفي حياتها استحوذ عليها ,
مرت ساعه , واستغربت ان منصور للحين ما دخل الغرفه , اكيد تضايق من اسلوبها معه ,
شافت ساعتها اللي كانت على الساعه ثنتين ونص , بدت تقلق , خافت لا ينام في الصاله وتشوفه خالتها وتصير مشكله , او لا يكون طاح ,بسرعه نطت من السرير , وطلعت من الغرفه بهدوء , تسحبت للصاله بخطوات هاديه , وشافته نايم على الكنبه ومنظره يقطع القلب , كان ضام يديه الثنتين على صدره , , قربت منه , وهمست : منصور ,
ما رد عليها . قربت اكثر ونزلت لمستواه وشافت هدوئه , ورددت منصور , ما تحرك , خافت لا يكون فيه شي , مدت يدها لقلبه تبي تحس بتنفسه ودقات قلبه , وحطت راسها تبي تسمع , لما سمعت دقات قلبه تنهدت من الخوف , وهمست : الحمدلله ااااه يا رب ,
فتح منصور عينه بعد ما حط يده على يدها في صدره : لذا الدرجه خايفه علي ,
انصعقت منه وحست بالقهر انه يختبرها وطلعت للغرفه وتلحفت ما تبي تحكي معه كلمه زايده ,
بعد لحظات دخل منصور في الفراش وطالعها متلحفه , ابتسم بعد ما تطمن انه ما بقى على رضاها الا خطوات بسيطه ,
انهارت بعد ما طلع , مب عارفه كيف تتفاهم معه , بيسافر على الفجر واكيد هو بمثل شعورها يحس بالتوتر والضيقه , فكرت تروح له بس نفسها ما طاوعتها . شعور قاسي انك تستجدي عواطف انسان هو في حاجتك اصلاً لكن نشأته كانت السبب الرئيسي في غموضه , بدلت ملابسها وخذت لها شاور ينشط خلايها الضعيفه , لبست لها قميص من القطن الخفيف , مزين بتطريز رقيق على اعلى الصدر , وبكم قصير يتدلى من اطرافه الجبير الدقيق ,
, تعطرت بكثافه وتمنت انه يكون في الغرفه , لكن خيبتها كانت كبيره لما شافت غرفتها فاضيه , توقعت انه يمكن يرجع , يفصلهم عن السفر ساعات , مشت للباب ,وقررت انها تروح له , تتكلم معاه أي شي بس ما يكون اخر لقاء لهم كله جفاء ,
بعد ما فتحت الباب ,ارتجفت حيا ,من شكلها , وتراجعت خطواتها مره ثانيه ورجعت غرفتها , ترددها ارهقها , حياها منه , مشاعر كثيره سيطرت عليها في لحظه ومنعتها تسوي الشي اللي هي تبيه ,
بعد ما دخلت في فراشها , استرخت على المخده , وغمضت بعيون متعبه , صورته في بالها , شكله , كل شي يحيطه مر في بالها , تسارعت دقات قلبها بقووه , حبها له واضح , بس
تمنت منه انه يتقدم خطوه ويشعرها ان كل اللي صار تحت ماله معنى وانها اغلى انسان بحياته , تمنت يقولها كلمه بسيطه , يا قلبي , يا دنيتي , يا روحي , أي شي بس ينطق ,
توترت اصابعها ورفعت الملحف , ونزلت من سريرها بهدوء , حركت شعرها على فوق بدون ترتيب , نزلت خصلها على خدها بطريقه خياليه , وطلعت من الغرفه , ,فتحت باب المدخل المطل على جناحه , الهدوء يسيطر على المكان ,
تسارعت دقات قلبها اكثر واكثر وصارت رجفتها تمشي بهدوء في مفاصلها , زمت شفايفها ,,
وطقت باب غرفته بهدوء ما سمعت رد , توقعته بيكون نايم , ففتحت الباب بهدوء تام , انصدمت ان سريره مرتب , وخالي وبرودة الغرفه طغت على المكان , سكرت الباب , وتراجعت للباب اللي يدخل على المكتب , بدقه خفيفه ما تذكر , اصدرت صوت على الباب وجاها صوته : نعم .
فتحت الغرفه بهدوء تام , واصبحت المواجهه بعد ثواني ولازم تتماسك وتدور الكلمات المناسبه ,عشان تتكلم معه , كانت الغرفه تسبح في ظلام الا من ضوء المكتب ,
شافته جالس يكتب , ولسى بثوبه , شعره الكثيف معطيه شكل خيالي ومو طبيعي , بانت الهالات من انعكاس الضوء على وجهه , وبأمكانها تشوف كل شي بشكل واضح من مكانها ,
تقدمت بخطوات اكثر وانتصفت في وسط الغرفه ,
نزل القلم من يده على الاوراق اللي قدامه , وشبك يديه في بعض , لما شافها دخلت , تسارعت نبضاته , والتزم الهدوء عشان يقدر يتحكم في مشاعره ,
ناظرها بعيون مثقله من الوجع , وارتباكها كان واضح جدا , هزت كتفها ورفعت يديها تبي تتكلم , نزلتها بضعف والتفتت للجهه الثانيه تحاول تدور الكلمات المناسبه اللي تبتدي بها حوارها ,
رجعت تناظره مره ثانيه لكن عيونها كانت مليئه بدموع الالم والضعف والشوق , نظرتها كانت شفافه , هزت راسها بعفويه ورفعت يدها لشفايفها تبي تضغط عليها ما تطلع صوت بكائها ,
وقدرت بصعوبه تنطق : انا تعبانه ..,
قام من كرسيه بسرعه وبخطوات سريعه قرب منها وحضنها من خصرها , ورفع يده الثانيه لشعرها يهديها , بطريقه ابويه , وبهمس : لا لا يا بعد عمري لا تصيحين , كله ولا دمعتك غاليه علي , طلبتك ,
ما قدرت عبير تمسك نفسها وكلماته تسقط في قاع فؤادها , وارتجفت بقووه بعد ما دفنت وجهها في صدره وصوت صياحها غالب على هدوء المكان , حضنها اكثر واكثر وهو يحاول يشعرها بالامان , لحد ما استكانت بين يديه وهو يمسح دموعها بيده , وبكم ثويه , وبهمس اكثر : ارجوووك لا تزيدين علي , ترى اذا شفتك متضايقه احس بغصه تذبحني ,
عبير وانفاسها المتوتره واضحه : مو لازم تسافر , اعتذر منهم قلهم أي شي , ابيك معي , انا بدونك حياتي مالها معنى , ضمها بقووه وكلماتها تؤثر في نفسيته وترفع من معنوياته
سلطان : عبير انا لازم اسافر , هذا شغل مهم وماراح ائتمن عليه احد , واللي غرس غلاك في قلبي ,اني راح اخلص بسرعه وارجع لك ,
رفعت يديها وتعلقت برقبته وريحت راسها على كتفه وبخجل : ما اصدق اني معك الحين , احس اني في حلم ما ابي اقوم منه , وبهدوء : سلطان
ضمها بقوه اكثر : لبيه ,
عبير بخجل : كل المشاعر ذي في قلبك وحرمتني منها ,
رفع وجهها بيده وناظر عيونها : طلبتك تنسين الماضي , ونبتدي صفحه جديده ,
همهمت بموافقتها وضمته تبي تشعر بحقيقة الموقف , ذهولها من صراحة سلطان معها , كانت كبيره , بس قررت انها تفديه بروحها وتكون له رووحه اللي تحتويه , حررت نفسها بعفويه وتكلمت :اكيد سهرتك , بخليك تنام احسن وراك سفر ,
مسك يدها وبصوت واطي : ما راح انام الا بجنبك , خذيني معك ,
ضحكت عبير بحياء , ورجعت لغرفتها , دخلت فراشها وراحه تغمرها انها قدرت ترضيه قبل ما يسافر وتكبر الفجوه بينهم , ارتسمت بسمتها على شفايفها , تذكرت احتضانه لها من لحظات , غطت وجهها بيدها , واحمرت خدودها وهي تسترجع االهمسات اللي بينهم ,
وفي لحظه سمعت صوت الباب وسلطان , واقف عند الباب يطل براسه وبصوت مبحوح : ممكن انام هنا ,
ارتفعت عبير من المخده ,وبأيماءه من عيونها التقت نظراتهم , ودخل سلطان سريرها وبهمس
: لو كنتي بس مو طالعه من عمليه كان سهرتك للفجر ,
ضحكت عبير بدلع : ابي اسولف معك طيب ,
سلطان بحنان : يا رووحي , انا كلي لك , تعالي بقولك شي ما ابي أي احد يسمعه غيرك , ضحكت عبير اكثر وقربت خدها له تبي تعرف وش راح يقول لها لكن همسات سلطان كانت اقوى من كل الكلام ,
كان اسوأ يوم مر عليها في حياتها , ما تقدر تستوعب اللي صار كله . نامت ساعات بسيطه لا تتجاوز الثلاث بعد وصولها لبيتهم , ما فتحت جوالها من بعد ما وصلت لأن صدمتها في راكان كانت كبيره وردة فعله على الموقف كانت اكبر من احتمالها , بعد ما قامت اليوم , شافت مكان امها خالي , مسكت ساعتها اللي كانت عند راسها وشافت الوقت يأشر على تسع الصباح ,
رفعت ملحفها وقامت من السرير , بدلت ملابسها وخذت لها جلابيه قطن ناعمه وطلعت تشوف امها ,
لقتها في المقلط وعندها صينية القهوة , ومتمدده على جنبها بالها بعيد ,
خذت نايفه نفس عميق لأنها ما تكلمت مع امها من البارح ,,
وحاولت تكون قويه , جثت بركبتها جنب امها وقعدت على جنب متكيه على يدها وشافت امها وبصوت خافت : صباح الخير لأغلى ام في الدنيا ,
ردت عليها امها : صباح الخير يا قلبي , ومسحت دمعه , وقعدت بهدوء تبي تتشجع اكثر
نايفه : افاااااا , لا تصيحين يا يمه , اللي خلقني ما راح يضيعني , اذا الله كاتب لي نصيب معه , بتنحل اموري , واذا الله مو كاتب , مو نهاية الدنيا , بكمل دراستي وبشتغل , وبصرف على نفسي , تكفين يمه لا تتكدرين ,
تكلمت ام نايفه بحزن وهي تقلب المنديل بيدها وعينها بالارض : يا قلبي , انا راضيه باللي من عند ربي لكن راكان ما خبرت عليه شي يخرب علاقتك معه , وش ذا المشكله اللي منتي راضيه تقولين لي عنها , يمك انتي تنقصك الخبره وبعدك صغيره , الحرمه ما تترك بيت زوجها عشان أول مشكله , عطيه فرصه يثبت اذا هو على حق او لا ,
خذت نايفه نفس عميق وتنهدت : وانا ما عطيته فرصه ,, انا طلبت منه يحكي عندك وهو رفض , واصر على موقفه , ولا يستشهد بأمثال تغث ,
يمه اللي صار يخصه هو , لكنه رافض يعترف بالخطأ, طيب اذا كان كل شي مو صحيح , ليه يتنرفز ويعصب بدون داعي , خليها على الله يمه ,
ام نايفه بخجل : طيب انتي ما قلتي لي وش السالفه يا عمري ,
نايفه بثقه : طلبتك يا يمه انسي الموضوع , وربي راح يفرجها علي , انا من عرفته ما قد اخطيت بحقه , تنهدت مره ثانيه , وخذت ترمس القهوه تصب لأمها ,
تمدد على كنبة الصاله , ورجع يده تحت راسه وناظر السقف , من دخل البيت اول البارح لحد اليوم الصباح ما ذاق شي , يطالع مكانها كل شوي , سريرها ملابسها , عطورها , كلها تتكلم عن فقدها لصاحبتها , اجل وش يقول هو , اللي يمر الوقت بحضورها كأنه ثانيه , وبغيابها كأنه دهر ,
راجع تصرفاته وكلماته المتهوره , طول عمره عصبيته فالته , بس يرضى بسرعه ,لكن اليوم كان موقف يصعب احتماله , خذلته نايفه لما صدقت كل شي وتركت بيتها ,
تذكر نظراتها , كان فيها شي مؤلم , كانت رغبته انها تكذب كل شي وتصدق كلامه هو فقط ,
لكن هجومها عليه احزنه بشده , رجع يتخيلها , تمنى انه في كابوس ويقوم منه الحين ,
تمنى انها تدخل الحين , وتغمره بعاطفتها , يبي يهمس لها عن شوقه لها , صار له ايام ما شم ريحتها , تنهد بقوووووه وغصه بحنجرته من فقدها , وبعد لحظات شاف اتصال من مشاعل , كان اخر شي يبي يشوفه ,
كررت الاتصال وبعد فتره رد عليها بدون نفس : مرحبا
مشاعل : وش فيك تقولها بدون نفس , وين نايفه ما ترد على جوالها ,
راكان بحزن : اااه , مدري ,
مشاعل بتريقه : سلاااامتك من الاه يا خوي , وشفيك , لا يكون نيوف زعلانه عليك وانت متعذب عشانها ترى بسنعها لك , كانت تتكلم بضحك واخر شي يبيه راكان في ذا الوقت المزح ,
راكان بحزن : نايفه في بيت اهلها ,
مشاعل بروع : وشو , ليش , وش السالفه ,
راكان : مشاعل سكري الحين راسي مصدع ومابي اتكلم ,,
الصداع رهيب وكل ما مر عليه الوقت يحس بينفجر من الالم اللي في جسمه , شعور صعب ,
ونفسيته طاحت في القاع ومنظرها في اخر لحظه لمحها قطع قلبه من الالم ,
اتصلت مشاعل بسرعه في بيت ام نايفه وجاها صوت والدتها بهدوء : هلا يا مشاعل
مشاعل بقلق : خالتي وش المشكله , وش صاير طمنيني فديتك ,
ام نايفه بهدوء : والله يا بنتي مدري عن شي ونايفه رافضه تتكلم , خليها يمكن تهدى اعصابها شوي وبعدين تحكي ,
مشاعل : ممكن ازوركم يا خالتي ,
ام نايفه بحزن : البيت بيتك يا قلبي ,,
كانت نايفه تقطع شرائح الفلفل , والبصل , ودموع عينها تنساب بهدوء من اثرها
جهزت الصحون والاكواب , ووضعت مقادير الطبخ في قدر الضغط , وانتظرت على كرسي المطبخ وهي تسبح في عالمها , راقبت المطبخ الصغير , رجعت له بعد غياب فتره ليست , طويله , اشتاقت للهدوء , ولوحدتها في عالمها الخاص , اشتاقت ان تغسل صحونها بيديها ,
دللها راكان وكأنها اميره مترفه ,
تسائلت ماذ يفعل , ومتى نام , , ام شاركها تلك المشاعر واضرب معها
في التقاء روحيهما على بعد ,
بعد ما انتهت من المطبخ , دخلت تأخذ شاور , حتى تجهز صينية الغداء لأمها ,
لفت الفوطه على شعرها المبلول , وطلعت تسكر على القدر الصغير , تفاجئت ان مشاعل في منتصف صالة البيت الصغير تحادث والدتها ,
سلمت عليها بحب , واعتذرت منها ترتب نفسها , دخلت للمطبخ ومشت بشكل آالي ,
جهزت كل شي بشكل سريع ,
دخلت لغرفتها وجففت شعرها بسرعه ,
ودخلت عند مشاعل في المقلط , تقدمت بخطوات هاديه وجلست بجنبها , بعد مالمحت امها تمسح دموعها , تكلمت بثقه : وشرايكم انكب لكم الغداء ,
مشاعل : نايفه اتركي الغداء وكل شي , يا قلبي , انا مب راضيه انك تتركين بيتك , عشان شي ما يسوى اكيد ,
طالعت نايفه حجرها ومسكت اصابعها بعجز : متأكده انه ما يسوى ؟
مشاعل : ما راح اكذب عليك انا سئلت راكان لكنه رفض يتكلم معي , انا ما قدرت اقعد في بيتي ثانيه وانا عارفه انكم بينكم مشكله ,
نيوف ترى يمكن عشان اخوي كبير عليك صعب تفهمينه , انا بشرح لك ..
قاطعتها نايفه بهدوء : صدقيني العمر ماله دور ابداً ,,
مشاعل : نايفه يا عمري , انتي اكيد عاقله وراح تفهمين عذر راكان لك , احنا مو عارفين المشكله بس عطيه فرصه يثبت لك وجهة نظره ,,
تكلمن نايفه بضيق : لا تحاتين , ربك بيحلها ان شالله ,
مشاعل : طيب عشان خاطر الوالده قومي معي نروح لبيتك..
طالعتها نايفه بحزن قضى على كل مشاعر الامل : انا ابي ارتاح عند امي , سامحيني ما اقدر ارجع , ربك يفرجها ,
قامت نايفه تجهز الغداء ومشاعل تحاول تمسح دموعها بعد ما شافت مقدار الالم اللي غمر نايفه من دقائق ,
فتح عيونه على صوت غريب , صوت من دورة المياه , نزل من السرير وقرب من مدخل الباب و وسمع صوت احد يرجع . استغرب , اكيد ان ربى هي اللي داخل ,
وش فيها , انتظر عند باب المدخل لحد ما طلعت ربى وفوطتها بيدها وهي تمسح وجهها وتأخذ نفس ,
تفاجئت انه واقف عند الباب , وتكلمت بهدوء : منصور وشفيك ؟
منصور : انتي كنتي ترجعين , ارتبكت ربى وماعرفت وش ترد عليها , ما قدرت تجيب كذبه
لأن منصور قرب من يدها , وتكلم :ربى انتي ليه ترجعين تكلمي ,
ربى زمت شفايفها وتكلمت : شي خاص فيني مو من حقك تسئلني ,
منصور ماسك نفسه ما يبي ينفجر فيها : ربى تكلمي وشفيك , وش قصدك مو من حقي ,
تكلمي وش مخبيه علي ,
رفعت شعرها بعجز وهي تهز يديها في الهواء : انا حامل ,
منصور بروع : حا م ل ,, وش تقصدين حامل من متى وشلون ,
ربى بقلق : وشلون يعني , نسيت , قاطعها منصور بضجر : ما نسيت , بس متى عرفتي , تكلمي يالله ترى صبري قل .
عرفت من فتره ,
منصور باستغراب : عرفتي وما قلتي لنا , انتي شلون تحتفظين بشي ننتظره انا واهلي لنفسك ,والا الانانيه اعمتك عن الطريق الصح ,
ربى بقلق : لا تحملني شي اكبر من طاقتي , انا عرفت من فتره وما امداني اتكلم ,
منصور بقهر : ولو ما سمعتك بنفسي ترجعين متى كنتي ناويه تعلمينا ست ربى ,
ربى بأرتباك : مدري , ما فكرت ,
منصور : اكيد , لأنك تبين تعاقبيني , وتجازيني علي شي , في الماضي , وعدتك اني ارضيك باللي تبين بس انتي تبين تحسسيني بالالم , والحرمان , تبيني اتذلل لك عشان تفرحين , انا عارف قصدك ,
ربى : اذا انت فاهم كذا بكيفك , انا كنت ابي اتكلم في الوقت المناسب ,
طالعها منصور بنظره الم مشبعه بالاحتقار لفعلها : انتي كنتي تبين تخفينه عشان شي في نفسك , لكن ما توقعتها منك , تحرميني متعة اني افرح بذا الخبر مثل كل الناس , عن اذنك , ودفها من طريقه ودخل يبدل ملابسه ,
اللي تبيه صار , احساسه بالالم , شعوره انه خارج دائرتها , قدرت ترسم عقابها بشكل ارضاها ,
وقفت عند تسريحتها بعد ما رتبت غرفتها , كان صوت شلال الماء واضح لها من الغرفه ,
تعطرت وطلعت لخالتها . لقتها مع العنود قاعدين يسولفون مع بعض ,
قربت من عندهم وقعدت بجنب ام محمد وبخجل تكلمت : خالتي
ام محمد : سمي يا قلبي ,
ربى : سم الله عدوك , خالتي ابي اقولك ان الدوره تأخرت علي ,
فتحت ام محمد عيونها بفرح وقالت : حااااامل !!!
ربى بحياء : فحصت في البيت وطلع حمل , صوت للولاش العنود واصل لباب الاستراحه ,
ام محمد : الف مبروووك يا قلبي , دخل منصور على الازعاج اللي صاير وقامت له امه بفرح: مبروووك يا قلبي , ما اقدر اصبر لين اشوف ولدك بين يدي ,
همس منصور : الله يبارك فيك يمه ,
ام محمد : افاا وش فيك منت فرحان , لا يكون تبي ربى تسوي مانع مثل بنات هالايام ,
ناظر ربى بنظره عجزت تفهمها, دخلتها في حيره وشعور بالضيق ,
وتكلم بصوت مبحوح : وش رايكم نرجع للرياض , عندي شغل ضروري ,
ام محمد : الله تشوفه يا قلبي ,,
دخلت تجهز اغراضها بصمت , تفاجئت من ردة فعله , هي كانت متوقعه انه يزعل ويصارخ في وجهها ويسب او يقول أي شي , بس ردة فعله كانت ابد مو وارده في خيالها , تجاهلها ,
وبرودة تعامله , زادت من توترها , دخل الغرفه , وفتح شنطته , وصار يطلع ملابسه بيده
وماسك العصا بيده الثانيه : ويحاول يرتبها بيد وحده , قربت تبي تساعده بطريقه عفويه
لكنه تكلم : لو سمحتي , انا برتب شنطتي , خلصي شغلك ,
وكمل يحط ملابسه وسط دهشتها , وقفت تناظره بحزن وهي تشوف صعوبة الشغله ,
وهمست : منصور انا بكمل , لو سمحت مافي داعي تسوي كذا ,
ما رد عليها وكمل شغله وهو يرمي ملابسه فوق بعض بدون ترتيب , ويحاول السيطره على اعصابه اللي كانت على مؤشر الانفجار , طلع من الغرفه , وشال شنطته بيده , وتكلم بدون ما يطالعها : انا بنتظركم في السياره ,
طول الطريق وعينها عليه في المرايه , كان يسوق بشكل زايد لدرجة ان خالتها تهديه , وتهمس كل شوي : بالراحه يا ولدي ,
رجعت راسها على جنب واتكت تبي تغمض عيونها , وتخيلت حياتها المستقبليه مع منصور لو بتظل كذا , اكيد راح تنهار مع مرور الايام ,
غمضت ودخلت في نوم عميق بدون ما تشعر بنفسها , لاحظ منصور في المرايه استرخائها ,
وكمل الطريق بهداوه اقل , بعد ما فكر انه مسئول عن راحتها حتى لو كان زعلان ,
قبل كذا بساعات , عبير وسلطان واصلوا للفجر , وهم في عالم ثاني , عالم سحري بالنسبه لهم , التقاء ارواحهم بعد البعد والقسى , كان له طعم ثاني , تكلموا في اشياء كثيره ,
همست له عبير بكل اللي في نفسها , واعترف لها بماضيه واشياء مرت عليه كان يحس انه وحيد فيها وما قدر يشاركه أي احد لغموضه ,
اصرت عليه عبير وهمست : هل حبيت ,
رفع عيونه للسقف وبعده رجعها وناظر وجهها الطفولي , وبخجل : مثلك ما قد حبيت ,
عبير بدلع : مراوغ , انت تحاول تهرب من السؤال ,
سلطان بضحك : ابي اسئلك انتي وش تظنين .؟
عبير كانت متكيه على يدها ومشاهدته , قعدت وحطت الملحف بحضنها وصارت تفكر بطريقه طفوليه : اممممم اتوقع كان لك تجارب بس مو جديه ,
اتكى سلطان بيده على خده وناظرها بحب وابتسامه في طرف شفايفه وبصوت مبحوح : انتي اول انسانه لفتت انتباهي وحبيت اني اعرف عنها اكثر ,
رمشت عبير بهدوء واستغراب : وشلون ؟؟
خذ نفس وتنهد بعمق : اول مره سمعت صوتك , ووواضح رنة الدلع , واصرارك تكلمين ابوك نرفزني خصوصا وانا اقولك عنده اجتماع ,
تأكدت انه مادام بنت مساعد فيها كل هالدلع والقوه , اكيد فيها اشياء ثانيه ممكن تجذب الواحد , خصوصا اني اشوف ابوك انسان واثق من عمره بس الهدواه تغلب طابعه ,
بصراحه هذاك الليله فكرت فيك , وقارنت صوتك بكل الناس اللي مروا في خيالي , والمشاهير والنجوم
ابي اعرف من تشبهين ,
جاتني رغبه اني اشوفك , تخيلتك صغيره مدري ليه , لكن لما جيت المزرعه وشفتك مع ابوك , يالله , اااه يوم ما راح انساه , احسك سيطرتي على خريطة قلبي بسهوله ووزعتي جنودك في كل خليه واحكمتي قبضتك وبسهوله ,
كانت عبير حاضنه يده الثانيه وتبتسم مع كل كلمه تسمعها , بس لما صار يسرد عن تخيلاته عنها صارت دموعها تنسدل بطريقه جننته , مسح دمعتها وقال : فديتك , لا تبكين , ابي اشوف وجهك فرحان قبل ما اطلع للمطار , طالعت عبير ساعتها وشافت االساعه صارت خمس ونصف , وصرخت بهدوء : يوووووه , تأخر الوقت , بزين لك فطور قبل ما تروح ,
سلطان بشوق : ابي شي واحد صدقيني بيشبعني لحد ما اوصل , همس لها بكلمات وعيونه تلتهم ملامح وجهها الصغير , وبضحك : ابيك ترجع بسرعه اوعدني ,
أشر لها سلطان على عيونه ومسك خصرها بحنان : اوعدك اول ما اخلص ما راح اتأخر عليك ,
بعد اسبوعين من الهدوء النسبي
ريما واقفه عند التسريحه , وتثبت تموجات شعرها مثل ما زينتها الكوافيره ,
تكلمت بصوت عالي : ربى , وشرايك , ازيد شي من المكياج والا كذا احسن ,,
نزلت ربى المجله من يدها , وطالعت ريما : اممم بالعكس كذا روووعه , , أي فستان قررتي تلبسين ,,
ريما : محتاره بين اثنين , شوفي وش احسن ,
دخلت ريما غرفة الملابس وتركت ربى اللي لاحظت عليها انها متغيره صار لها فتره ,
توقعت ريما انها اثار الحمل , بس شعور بالحزن يكسي ملامحها طول الوقت ,
قامت ربى للتسريحه , طالعت نفسها , ما كانت راضيه عن شكلها , مو عاجبها نظرة الالم اللي في عينها , ما حبت تشعر بأنها مظلومه وتتعمق بذا الشعور , لأنه مؤلم لها بدرجه كبيره ,
من رجعت من الاستراحه صار لهم اسبوعين وهي نادراً ما تشوف منصور , كانت تنتظره كل ليله لحد الساعه ثنتين , ولاحظت انه يتعمد يتأخر عشان ما يلتقون مع بعض , فتركته على راحته , ومن بعد الظهر يجلس مع ربعه في النادي لحد بداية المغرب , كان يدخل يشوفهم بشكل سريع ويطلع مره ثانيه مع اصدقائه , كم مره لاحظت امه التغيير اللي صار في برنامجه , وكلمته بشكل منفرد عشان ما تتضايق ربى , لكنه كل مره يقنعها باسلوبه انه متفاهم مع ربى على كل شي ,
طلعت ريما وهي ماسكه علاقين , كل واحد فيه فستان روعه ,
أشرت لها ربى بيدها على واحد كأنها تصوبه بيدها بشكل مسدس , وقالت البسي هذا وصوبي قلبه مره وحده بطلقه خياليه عشان ما ينسى شكلك ابد ,
ريما : طيب بلبسه شوفي يمكن باللبس مو شي , لحظه بس , اختفت ريما ورجعت ربى لعالمها ,
ما تذكر انها تكلمت معه حوار كامل , بعض المرات يتشاركون بعض الاحاديث عند امه وهم يشربون الشاي , مثل ما تجاهلها قررت انها تتجاهله , اشتاقت لدفترها , وقررت انها تبحث عنه في كل مكان في الغرفه ,, لما طلع للنادي من يومين , قلبت الغرفه وبحثت في الدروج , وفي دولاب ملابسه وملابسها وتحت المخدات وكل زوايه ممكن يتخبى فيها شي ,
خافت انه سوى فيه شي مو زين , بس مستحيل انه يضيع عليها مشاعر سنين طويله ,
وقفت وهي تسترجع ذكرياتها على صوت ريما وهي تاشر لها بيدها
ريما كانت واقفه في نصف الغرفه وهي تأشر لها بيدها الثنتين : هيه هيه نحن هنا ,, كل هذا تفكير في منصور ,
هزت ربى راسها وهمهمت بكلمات صغيره ,وناظرت اختها في فرح حقيقي
ربى بحب : شكلك يخبل , والله اني خايفه يغمى عليه وهي تضحك ,
ريما : ربى عاد عن المزح , وش رايك ترى قلبي يدق بقوه , اذا تذكرت انه بيجي بعد ساعه ,
ربى : علينا ذي السوالف , ما صدقتي خبر انه بيجي , بس بجد مستغربه انه يبي الزواج بعد اسبوعين ,
ريما : عشان خاطر منصور وافقت , والا تجهيزي يبي اشهر
ربى : احمدي ربك فيه ناس ما تجهزوا خلقه ,
ريما طالعت اختها بحزن اللي ما شعرت بمتعة ابداً قبل زواجها , وقربت منها ومسكت يدها
وتكلمت : ربى
طالعتها ربى وهزت راسها : نعم ,
ريما : ممكن اطلب منك خدمه ,
استغربت ربى من ريما وتكلمت بهدوء : اكيد وش تبين عيوني لك ,
ريما بثقه : فستانك حق زواجي بختاره لك انا , طلبتك ,
ربى بدون اهتمام للموضوع : بس كذا ولا يهمك , اختاري اللي تبين اهم شي يكون ناعم ,
دخل فواز مع منصور بيت خالته وكان ابو عبدالرحمن , قاعد ينتظرهم بالمجلس , عقد فواز عليها قبل ساعات وطلعوا يصلون مع بعض , وتأخروا في حديث كان في المسجد المجاور لبيتهم ,
عبدالرحمن دخل عند خواته وشاف ربى تكمل الرتوش على شكل ريما ,
ربى : عبودي تكفى انزل عند امي جب لنا البخور
عبدالرحمن : وانا وش دخلني في سوالف الحريم
ريما : ان شالله نخدمك في زواجك قل امين , اختك حامل وانا مثل منت شايف تكفى عبود طلبناك ,
نزل عبدالرحمن يجيب المبخره , وطلع للصاله وشاف منصور جالس على الكنبه ,
منصور بفضول : وين خالتي ,
عبدالرحمن : امي في مجلس الحريم تحت عندها اهل فواز ,
وبهدوء تكلم منصور : وربى ؟؟
عبدالرحمن : ربى فوق اناديها لك .
وبسرعه رد منصور : لا لا , انا بطلع عندي شغل لين يخلص فواز , وقل حق ربى اذا حبت ترجع البيت تدق علي طيب ,
طلع منصور طفشان من البيت , دخل على امل انه يلمحها , حس بشوق غريب لها , برغم ابتعاده عنها متعمد لكن تمره لحظات يحتاج يشوفها ,
دخل عبدالرحمن : تقولك امي انزلي اهل زوجك وصلوا , وانتي يا ربى يقولك منصور اتصلي عليه اذا جيتي بتروحين للبيت طيب .
رمشت ربى وتكلمت : عبود ممكن ترجعني للبيت ,
ريما : ارجعي مع العنود هي بالطريق الحين ,
توجعت ربى من حركة منصور , كان يقدر يتصل عليها , ويقول لها نفس الكلام , لكنه صاير يزيد من بعده , تركته على راحته وراح تصرف عمرها بطريقه تريحه بعد ,
تأنقت ريما بفستان اصفر عسلي , محبوك بخيوط الزري الذهبي , مرسوم بطريقه رائعه وتصميم يناسب تناسق جسمها النحيل , نزلت تموجات شعرها الى منتصف الظهر بلون البني الفاتح مع خصل عاجيه ناسبت بياض بشرتها,
تموجات كانت مغطيه نصف خدها وتنزل على عنقها بشكل خيالي , حددت شفايفها بلون المشمش الذهبي ,
دخلت على اهل فواز , ونظراتهم تسبق ترحيبهم , تفاجئت والدته بحلاوة ريما وذرابتها ,
وعجبها اسلوبها في الحديث اذا سئلتها , كانت ترد عليها بثقه , استغربت ام فواز من اصراره عليها بس لما شافتها تطمنت ان اختيار ولدها كان سليم ميه في الميه ,
وصلهم صوت عبدالرحمن يطلب من غير محارم فواز انهم يطلعون للصاله , لأنه بيدخل يشوف العروس ,
فواز كان يسولف مع ابو عبدالرحمن في مجالات مختلفه بعد ما استئذنه منصور وطلع للنادي ,
بس باله كان عندها مستعجل يبي يشوفها بدون حواجز ,,
سمع عبدالرحمن يناديه فقام وصوت رجفة قلبه تدف في مسامعه ,
وقف في مدخل المجلس وعينه عليها , لمح امه وخواته , بس قدرت تلفت انتباهه
كانت تناظر الطاوله , مو قادره ترفع عينها بعينها بعد ما لمحت خياله وهو يدخل للمجلس ,
مد يده لها وبصعوبه قدرت ترفع يدها له ,
باسها بلطف , وعينه في عينها الخجوله وبهمس تكلم : الف مبروك ,
ارحمته امه وحبت انه يأخذ راحته معها فكلمت ام عبدالرحمن : وش رايكم نكمل سوالفينا ونخليهم شوي ,
قاموا البنات يتغامزون لأخوهم بضحك , وريما تحاول تكون قويه عشان تعرف تتكلم مع فواز بثقه ,
رفعت عينها لما حست بنظراته تحرق ملامحها ,
التقت نظراتهم وبهمس تكلم : ماهقيت اني بحلي ناظري بشوفة الريم ,
ابتسمت ريما بخجل وكملت في هدوء تام صمتها ,
فواز : صاحبة العيون الذباحه بتظل ساكته والا تبيني اسولف عليها ,
رفعت ريما عيونها بخجل واضح وبصوت واطي : ماعندي شي اقوله ,
قرب فواز شوي يبي يخطف منها أي شي يصبره على الاسابيع الجايه بس عبدالرحمن كان اسرع منه وهو يفتح الباب ويكلمهم : فواز . ابوي ينتظرك بالمجلس , تفضل ,
هز فواز راسه وقام مع ريما وكلمها بصوت خافت : كله من راس اخوك اللي ذبحني شكله ما يبيني اتهنى معك , وبابتسامه كمل : بس لعيونك كل شي يهون ,
تمددت عبير في سريرها بغرفة سلطان , كانت ريحته منتشره بعمق في نسماتها , تذكرت مكالمتهم اليوم الفجر , بعد ما رجع من امريكا اضطر انه يوقف في باريس عشان يتابع شغله مهمه ,,
استرجعت كل ثانيه في المكالمه وابتسمت ابتسامه خجوله ,
سلطان : تعمدت اني احجز في نفس الغرفه اللي كنا فيها ,
عبير بضحك : بس صاحبة الغرفه مو موجوده مالها طعم ورنة ضحكتها ترج في اصداء قلبه ,
سلطان : ولو الخيال احيانا يحسسنا بطعم اللي عندنا ,
عبير بضحك : شقصدك وضح لي ,
سلطان تعمد يصارحها عشان تعرف بشوقه لها وهمس لها بسؤال لكن لما عرف اجابته كمل :
اجل بكمل شغلي وبنزل لندن والله يصبرني ,
رنت ضحكة عبير في راسه , ووصلها صوت نينا اللي طقت الباب : ام صالح تبيك تحت .
دخلت نايفه تبي تشوف امها , بعد ما تغدوا ظلت ام نايفه في المقلط تنتظر صلاة العصر ,
وتركتها نايفه تبي تغسل الصحون , خذاها الوقت وهي تترتب المطبخ وادراجه , انشغلت بطاقه جسديه تعوضها وتشغلها عن التفكير اللي بيقضي عليها , توقعت انه لما تهدأ المشاكل
راح يزورها ويحلون المشكله , لكن صار له اسبوعين مو عارفه وينه , ومشاعل اللي زارتهم مره
انقطعت عنهم بعد بدون ما تعرف ليه , ما حاولت تتصل في مشاعل , كان فيه شي يمنعها كل مره , وشافت انه من الانسب لها في الفتره الحاليه تبتعد عن الاتصالات حتى تهدأ امورهم لكن استغرابها من راكان كان موجع لكل ذره في تفكيرها , بعد ما خلصت من تنظيف المطبخ ,
خبزت لها كيكه , وحطتها بالفرن , زينت الشاهي ورتبت الصينيه , وراكان يطالعها في كل زوايه ,
قطعت الكيكه لشرايح ورتبتها في الصحن , وبعدها
خذتها للمجلس , وشافت امها متمدده تنتظر الصلاه , نزلت الصينيه على الارض
وبهمس : يمه , وش رايك تتوضين ,
ما سمعت رد وطالعت امها وكملت : يمه وش فيك ,
تسارعت دقات قلبها وهي تشوف وجه امها اللي ما كان يحمل أي ملامح وصوت صرخة
نايفه يهز اركان البيت ,,
اتمنى ان الجزء يعجبكم حبايبي [/COLOR]