(( الجزء الرابع))
في غموض شوش الفكره في داخلها ما استوعبت نايفه الموضوع لحد الان ,,, خطبه ومن الانسان اللي فكرت فيه للحظات ,,, تلعب الصدف في حياتنا دور كبير ,, بس ما نكون منتبهين لها الا لما يتكرر شي بنفس الطريقه ,, شافت اخو ابله مشاعل ,, لدقائق واستحوذ على تفكيرها كم يوم ونسته تماما لأن القدر فرض هالشي ,, وبعد فتره يرجع نفس الشخص للظهور في حياتها ..
وش يبغى فيني .. انا فتاه عاديه ومستوانا المادي اقل من العادي ,, المفروض يشوف له من طبقته المخمليه اللي الدنيا ولا شي عندهم
هو ما يعرف ان الدنيا لوعتني وما حسيت فيها بالأمان ,, ما يدري اني ربيت على الدمع وعلى اليتم ,, وش يبي فيني ,, مابيه يا يمه ما بيه
سكرت ام نايفه المصحف اللي في حجرها واستغفرت ,, وهي تنظر لها بحزن خلع قلب نايفه
نايفه : يمه وش فيك تناظريني كذا ,, انا مابيه
ام نايفه : بسم الله على قلبك هالحين وش صار كنك متروعه من الرجال بيذبحك والا بيسوي فيك شي .. انتي تحبين ابلتك وما اظن انه راح يكون بعيد من اخته في طريقته المربى واحد يا بنتي ,,
نايفه : يمه ارجوك انا مو مستوعبه وش يبي فيني حنا وين وهما وين ,, هذولا ناس فووق ,, ماعمرهم حسوا بمعاناة اللي اقل منهم ,, ناس لاهين في حياتهم ,, افرضي يبيني تسليه ,, انتي مو مستغربه وش معنى انا ,,
ام نايفه : يحمد ربه اذا بيأخذك انتي ما شفتي امه بغت تنهبل عليك وما سكه لسانها ,, مير ما طالعت في القهوه تطالع فيك ,, وبعدين هذا اسمه نصيب استخيري واذا ربي كاتبه لك بيصر من نصيبك حتى لو ما بغيتيه ربي بيزينه في عينك ,, يا بنتي هذه الحياه ما تبي تعقيد فكيها وربك بيفرجها ,,,
في ركن من الحديقه الواسعه والمرتبه بتنظيم دقيق في الشكل كان راكان جالس لوحده ومستمتع بالهدوء والظلام ,, وصوت حشرات الليل هي الوحيده المسيطره على روحانية المكان ,,
استرجع كل الشريط اللي ابتدت فيه امه من وصفها للمكان وللحفاوه الي قامت بها ام نايفه
ويوقف الشريط مطولا عند وصف امه لنايفه ,,رغبته الشديده انه يشوفها زادت بعد حديث امه اللي انبهرت بالبنت ,,, تكلمت له عن طولها وشعرها وجسمها ,, وصفت له ادق التفاصيل برغم معارضة مشاعل ,,واعتراضها يرجع لسبب ان نايفه يمكن ما توافق .. فليه راكان يتولع بها او يعرف مواصفاتها .. وكان رد امها : هاذي خطبه ومافيها مشكله انه يعرف مواصفاتها .. هم لهم الحق انهم يشوفون بعض ويقبلون او لا ,,
نايفه تمعن في اسمها وحروفه عجبه تذكر كلمة امه : شعرها مثل الشلال على كتفها خذ نفس عميق كأنه يستنشق عبيره وحس ان الصبر اللي يملكه بدأ ينفذ .. هو اللي طول عمره صابر اصبح في ايام عجول وما يقدر يستنى أي شي ,,
اليوم هو موعد سفر ابو الجوهره وعايلته لاوربا كالعاده السنويه لقضاء العطلة الصيفيه
بحماس شديد جهزوا البنات شنطهم واغراضهم وتجمعوا في الصاله وهو يتناقشون عن
بعض الامور المهمه وصل ابو الجوهره لهم وهو يشوف وناستهم وتكلم معهم وهو يقول :
مابي اخرب وناستكم بس لازم اقطع سفري بعد كم يوم عندي شغل مع شركه امريكيه
وطلبت من سلطان انه يجي لندن وبعده اطلع معاه لامريكا
دلال : لاتحمل هم البنات ماعندهم أي مشكله والا لا يا
عبير
عبير : بابا هالحين الشغل ما يخلص وانت لازم ترتاح عليك لوود كبير مرره
وبعدين وش شغلته هالسلطان المفروض انه يريحك وانت طالع بأجازه
مساعد : يا بنتي عاد لو تعرفين انا اللي نشبت له اننا نقابلهم والا كان مصر اني اريح هالشهر
احنا بنقضي كم يوم مع بعض وماراح اطلع الا انا مطمن عليكم ..
شعورها تجاه سلطان فيه لذه ما عرفتها وما قدرت توصل لها تكرهه ومع ذلك ودها تلفت انتباهه بوجودها هل هي غريزة سيطرة الذات ,, ابتسمت في سرها لتناقضها وطلعوا للمطار
وهم مستانسين وما يعرفون وش ممكن يصير لهم الايام الجايه ,,
ظلت ربى حبيسة الغرفه ودموعها تنهمر بشكل هادي وحنون اذا تذكرت الموقف ,, ما توقعت انها هشه كذا ,, كم تجرعت من الصبر وهي كاتمه معاناتها ,, وبمجرد انه رجع وشافته
انهارت مقاومتها ,, وين اللي كان في قلبها من الجروح تعافت بشوفته والا تبنجت من صوته وهو يقول هل انا جرحتك في يوم ,, تسللت ريما للغرفه ولما انتبهت لها ربى صدت عنها وهي تمسح دموعها بظاهر كفها وتنشغل بطرف بلوزتها وهي تسحبه وترجعه بشكل هندسي ,,
ريما : كل هذا حب لمنصور ,, وين كان مستخبي السنوات اللي راحت ,, كيف قدرتي تخبين علي انا اختك حبيبتك ظلك كيف يا ربى فهميني ؟؟
ربى وهي تحاول تتماسك : كفايه يا ريما ارجوك سكري الموضوع وتقاطعها ريما بصوت مرتفع
ريما : لا ما راح اسكر الموضوع انتي لازم تحكين انتي لازم تطلعين اللي في نفسك ,, انتي شفتي كيف صار شكلك في هاليومين ذبتي من الخجل والحزن ,, مو نهاية الدنيا انه يسمع تهزيئته فيك ,, بس لازم انتي تحددين موقفك وتوضحين لي وش موقفك من منصور وش يعني لك بالضبط ؟
ربى وهي تقوم من الكرسي وتمسح وجهها بيدها ورفعت شعرها بطريقه عشوائيه غير مهتمه
طالعت في ريما بنظره كلها حياء وهي تغمضها ثاني : احبه ,, صرخت ريما بخفوت و
مسكتها وضمتها لصدرها وهي تمسح شعرها بشويش وهي تهمس لها : كل هذا وانا ما دريت ,, اخسى عليك يا ريما وهي تحاول تبعث نوع من الفرح في ربى وهي تقرص خدها
: وربي انك ارق واحلى واجمل بنت شفتها وقلبك الحساس هذا لازم احرص عليه اكثر
انتي جوهره غاليه علي ومستحيل اترك حد يجرحك ,, قومي قبل تجي امي وتشوفنا .....
في جلسة عائليه حميميه كان منصور يحاول انه يكون النجم فيها ويستعرض لهم بطولاته في النادي وشعبيته عند جمهوره
العنود وهي تحاول تغيظه : اكيد عندك معجبات وهي تضحك
منصور وهو يطالع امه بضحك: احم احم مني يمهم ,, والتفت لها وهو يقول : وبعدين وشدخلك في ذا المواضيع
ضحكت ام محمد : الموهيم لا تورط حالك مثل قبل ,, في ناس ذهب بس انت مدري وينك منهم ,, قذفت ام محمد هذه الجمله متعمده .....
منصور وهو يرجع بيالة الشاي للطاوله : ذهب ,,,,, منهم ,,
ام محمد وهي تضحك : ومن غير بنات اختي ,, بس انت الله يهديك ما يعجبك العجب ظلت العنود تراقب ردة فعل منصور ومتحمسه لأبعد حد كي تعرف رأيه,, حيث لمحت له امه كم مره ,, وكان رافض الحديث في موضوع الزواج اساساً ,
منصور : والله مو الفكره ,, بس انا ما احب السالفه هاذي واذا جاء في بالي بقولك اخطبي لي ,,
قام منصور فجأه وعمت الجلسه في ثواني بعض الغيوم ,, تنهدت ام محمد وتمنت انها لم تفتح الموضوع اصلا ,,
دخل غرفته وهو يشعر بضيق شديد حضر لقلبه فجأه بعد حديثه مع امه ,, يريد الحريه والانطلاق من شعور الارتباط بأي احد ملامح تلك الشقراء تسيطر عليه من حين الى اخر ويطردها مع عمق الجرح الذي غرزته في قلبه ,,
خرج للنادي وهو في سيارته وصله اتصال من خالته تكدر لما شافه وتقصيره في حقها والموضوع اللي طرحته امه تجمعت كلها على راسه فتح الخط وهو يرحب : هلا والله بخالتي هلا بريحة امي ,,
ضحكت ريما وردت عليه : هيه منصور مابه الا انا ريوووم وهي تضحك بشقاوه اخويه ,, ريما علاقتها بعيال خالتها علاقة اخويه من الصغر كانت تهاب محمد شوي بس مطيحه الميانه مع
منصور وسلمان ,, وتشوفهم في مقام اخوانها ,, وعادتها اذا زاروا امها تلبس لها جلال وتلفه عليها وتسلم عند الباب ,,
منصور وهو يضحك : وجع خضيتني احسبك خالتي وربي اني مقصر بس دوري لي العذر وانا اخوك ,,
ضحكت ريما وهي تقول شف مالك عذر انا متصله عليك الحين ابي اخذ رايك ,,
منصور وهو يرد : وش قالوا لك انا المستشار وهو يتريق عليها .....
ريما : لا تستعبط عاااااد اسمعني هذه السالفه ...............
في يوم غائم في العاصمه الضبابيه وصلت لفيلا مساعد التي تبعد عن وسط المدينه عشرين دقيقه
سيارة بي ام بيضاء يقودها رجل انجليزي ويتأنق بملابس رسميه ,, ويجلس بالخلف سلطان القادم منذ يومين ,, فتح السائق الباب ونزل سلطان وعينيه على الفتاتين اللتان تستعدان لركوب السياره ذات الدفع الرباعي ,, وحس بتوتر في فكه وهو يرى ذلك الوجه المغرور مره اخرى وعلى الطبيعيه
ما اجملها بالحجاب الابيض وهي تلفه بشكل دائري مرتب ,, مرتديه فستان قطني اخضر قصير ,, وتمتد ساقاها الطويلتين في جينز متناسق جدا ,,
التفتت له ونظرت في عينيه وتجاهلته في نفس الوقت وهي تدخل الى السياره ..
اااااه ما اروع تلك العيون ..... حدث نفسه ولكن يعوق هذا الجمال نظرة التعالي المتوشحه كيانها ,,
لاحظت عليه لمحه من الغضب الصامت ,, اما زال يريد ان ينعتني بصفات اخرى ,, هيا المجال مفتوح ,, اصبح قلبها يسرع كما يسرع حصانها نجود ويطرق في مسامعها بعدوه ...
التفتت لها مها وهي تقولها : عبووور وش فيك عسى ماشر تقولين شايفه جني وهي تتريق
عبير وهي تحاول ما تلتفت للزوار الواصلين ,, ماشي ,, كلمت السواق يوديهم للسوبر ماركت القريب ,, لمحت بعض الشعيرات البيضاء اللي في طرف الخد ,, هي الشي المختلف عن المره اللي طافت ,, او تكون ما انتبهت له مضبووط ,, مستحيل اتذكر شكله وشفت له كم صوره مع ابوي ,, شكله كابر اكثر ,, يا ترى وش فيه ,, اللي فهمته من ابوي ماله احد ,,
حست بالتوتر اكثر طول الطريق وهي تحرك اصابعها بشكل ضايقها ,, مها تراقبها وهي تسمع الايي بود ,, طالعتها مهاو ي : عبووور رووقي تبين الاي بود
عبير : فاضيه بجد لا مابي ,,,
اللحظه هاذي تبي ترجع للبيت بس ما تقدر ,, شكلها راح يكون غلط في غلط ,, دخلوا للسوبر ماركت وبدوا يملون العربه من السناك والاشياء الخفيفه اللي يبونها ,, بعد ساعه تقريبا ,, رجعوا للفيلا اللي كان الباركنج حقها فاضي من السيارات ,,
دخلت عبير وهي مكتئبه شوي : يمه وين ابوي ماراح يطلع معنا للعشاء في المطعم ,,
دلال وهي تتكلم بهدوووء راايق : تكفين عبوره مالي خلق اطلع اليوم عديها لنا ,,
وثاني ابوك طلع مع سلطان وبيتعشون برى ,,
عبير بغضب : وش دعوا انا بتصل على ابوي يعتذر منه ,, انا حجزت في المطعم الايطالي اللي بالهبل عليه حجوزات ,, وتقولين يتعشى مع ذا ,, ما يصير انا احتج واعترض ,,
دلال : بكيفك مع ابوك وقامت تدخل لغرفتها تتمدد شوي ,,
اتصلت عبير على ابوها وهي تغلي بقووووه سمعت صوت ابوها الرائع الهادي وهو يقول : هلا وغلاى بدنيتي ,,
عبير بصوت مليان طفش : بابا ما يصير الحين حجزت للعشاء وتروح ,, وشلون كذا
ابو الجوهره : خلاص خلي بكره اتغداء معاكي في أي مكان من اغلى عندي من عبوره ,,
وش رايك تثبتين الحجز وتختارين المنيو على ذوووقك وانا وسلطان نتعشا فيه
عبير حست ان ابوها حشرها بزوايه الحنان والرقه وماقدرت ترد : عشان خاطرك يا حبي خلاص ابشر ..
قفلت السماعه وهي ودها تسوي في سلطان مقلب يبرد خاطرها ,,
وعلى طول اجرت اتصالها مع المطعم واختارت قائمة الطعام من الباستا والريزو والبتزا الايطاليه,,
بضحكه تبعث السرور في نفس راكان سكرت امه السماعه وهي تقوله ان ام نايفه ماعندها مانع انه يشوف نايفه بكره واذا صار نصيب يملكون ,,
قام راكان وجلس جنبها : وش قالت لك طيب ,,
ام راكان : ابد يا وليدي هماانا قلت لك اني اتصلت عليها البارح اشوف ردهم ,, وقالت ماعندي مانع ثم قلت لها لو يشوفون بعض يكون احسن يمكن عاد ما يعجبها راكان وهي تضحك وانا والله عارفه بتعجبها بس عشان بعد ما اثقل عليهم ,, وقالت بترد خبر
والحين هذه تقول خلاص بكره يجي ان شالله ,,
راكان : طيب وش قالت
ام راكان وهي تضحك وتلمس راس راكان : هآآآآو وش احكي به الحين منت معي والا كيف ,,
راكان وهو يحثها تعيد أي ابي اسمع يعني وافقت ,,
ام راكان : اقول يا ولدي الصباح بركه وخير قم خل ننام وازهم على مشاعل عطها الاخبار ابي اصلي سنتي ,, قامت ام راكان منه وقلبه يرقص من السعاده ,, حس بسعاده تدخل قلبه بشكل استغربه ,,
قام لغرفته وهو يناظر بشكله في المرايه وهو يدقق في ملامحه اكثر .. اتساع عيونه على خشونة ملامحه وبياضه المشرب بالحمره .. ما عجبه الديرتي اللي مسويه وعزم انه يحلق بكره ويخفف من شعره ,, التوتر قام يزيد اذا فكر بمواجهتها ,, وش بيقولها هل بيقدر يكلمها,,
هل في مجال يقعد معها بالحالهم والا امها راح تكون متواجده ,, تنهد وهو يتصل على مشاعل يبي يعطيها الاخبار ,,
بس كان فيه قلب رهيف صغير يفكر بتوتر اكثر ويحاتي اكثر ,, قعدت نايفه تشوف ملابسها وش انسب شي ممكن تلبسه ,, هو ما صار رسمي زوجها فما تقدر انها تطلع زينتها له ,,
والشوفه خمس دقايق ,, طيب واذا ما عجبها واذا ما عجبته .... يا ربيييييه يعني لازم ذا الشوفه الله يهديك يمه ,,
دخلت ام نايفه : وش فيك حايسه في ذا الخلاقيين ,,
نايفه : يمه هالحين وش لزومه الشوفه قلنا موافقين وخلاص وافرضي بعد موافقتي ما عجبته بيرجع وبيقول لا ,,
ام نايفه : الا افرضي بعد وهو جاي عارف انك موافقه واذا شفتيه قلتي مابي ,, ليه تفكرين في نفسك فكري في الطرف الثاني بعد ,, على العموم ما يكون الا خير يا قلبي وانا متأكده ان الأمور كلها بترووق بس هدي شوي وخلي قلبك قوي لا تكونين كذا حساسه بزياده هذه حياة تبي واحد شاد حيله وعرف مسئوليته وش عليه وش يسوي مو بس كذا ,,ه
بعد سهره طويله ممتعه بين مساعد وسلطان وتبادلوا فيها احاديث كثيره واستمتعوا بنكهة الاكل الايطالي ,, ماغاب عن ذهن سلطان روعة الاختيار الدقيق لقائمة الطعام ,, ويدل على
خبرة في تذووق الاكل ,, اكيد من هي صغيره وهي تسافر مع ابوها ,, بدون شك راح تكتسب هالخبره ,, طلعت فاهمه في الاسهم والشركات والحين فاهمه في الاكل ,, يا ترى على جمالها الرباني ودلعها الماصل هل هي فاهمه في لغة المشاعر ووتدمير الحواجز والا مثل ما يقولون شكلها مزهريه بس يناظر فيها الانسان ,,
اصر سلطان انه يوصل مساعد بسيارته للمنطقه الراقيه اللي يسكنونها ,, وهو يمني النفس بموقف جديد يجمعها بها عن قريب ,,
مساعد : عاد ابيك تسمح لي بكره يمكن ما اشوفك الا بالمساء ,, البنات ما طلعت معهم اليوم سلطان وهو يقاطعه : الله يخليك لهم يا رب ,, واكيد الحين زعلانين ما ينلامون ,,
مساعد : عبير هي اللي زعلانه وهو يضحك والا الباقين ما شالله طالعين هادين على امهم ,,
كمل ضحكته المبحوحه وهو يقول : دواها عندي عبوووره طالعتن على الراس العود
سلطان وهو يشاركه الضحك وفي نفسه يقول بس ودك تكسر من ذا الغرور اللي فيها شوي
اول ما وصلوا لباب الفيلا ذات السور القصير ,, كانت الاضواء خافته ,, نزل مساعد وهو يشكر سلطان وبحركه غير اردايه من سلطان رفع ناظرها للدور الثاني حيث حس ان فيه عيون تراقبهم واول ما فتح عينه تسكرت الستائر بسرعه ,, كأن اللي وراها خايف ينكشف ,,
نزل راسه وهو يأمر السائق بالرجوع للفندق وفي طرف فمه ابتسامه ذكيه ,,
رجعت عبير للكرسي وقلبها يدق بقوووه من الخوف .. لا يكون شافها تراقبهم والا حس رفع راسه وشافته يطالع ,, مسكت وجهها بيدها الثنتين وهي تغمض ,, حسته الانسان الوحيد اللي هزها بقوووه ,, ضغطت على شفايفها بقوه وهي تدور أي شي في الغرفه تفرغ فيه توترتها ,,
خذت مجله ورفعتها تبي تشوفها الا صوت دق خفيف على الباب يعلن وصول ابوها
دخل مساعد وهو يمد يديه لها يحضنها بهدوء وحنان ابوي متدفق ,, وهو يمسح بيده على شعرها برووواق : ليه الحلو سهران ,,
عبير بضحكه يحب ابوها يسمعها منها وهي تتدلع عليها : عشان الحلوين زعلانين على ابهاتهم ..
مساعد بشكل تمثيلي : افاااااا وررراه
عبير بغنج : لان فيه ناس صاروا اهم مني عندك وتطلع معهم ,,,,
مساعد وهو يبادلها الدور التمثيلي : اهآآآآ كذا ناس ,, وواذا كان هالناس يشتغلون بضمير ويحبون ابوك ويبون له الخير اهتم فيهم بعد والا لا
عبير وهي تضرخ بهدوء : وانت يا بابا كل مره تحشرني بزوايه كذا وتسكتني ليه ,,, وهي تضحك بدلع طفولي ,,
مساعد : يالله نامي تاخر الوقت وبكره ان شالله بنطلع نتغداء سواء خلاص
عبير وهي تبتسم وتبوس كفه : حاضر ياحبي ,,
طلع ابوها من الغرفه وهي شاعره بكل خليه فيها ان سلطان راح يصير له دور مهم في حياتهم
تعلق ابوها به متزايد بشكل اكثر عن السابق بس هل راح يكون بينه وبينها أي موقف جديد
رمت المخده على جنب وهي ترمي بحالها على السرير وتطالع السقف وهي تفكر فيه ,,
ربى وهي تساعد امها في المطبخ وتحضير بعض الكيكات الصغيره : متى قررتوا تطلعون الاستراحه يمه ,, انا وين كنت ؟؟
ام عبدالرحمن : انتي ياكافي ما تشبعين نووم ,, اتصل علي البارح بالليل منصور وقال نفسي نطلع مع بعض استراحه ونقضي فيها يومين ونغير جو ,,
ربى اول ما سمعت اسم منصور ارتبكت وحاولت ما يبان عليها شي
ربى : وريووم وينها ما شفتها ,,
ام عبدالرحمن : راحت مع عبود للبقاله تجيب اغراض نأخذ معنا . استعجلي يالله بنمشي بعد صلاة العصر وحنا للحين ما جهزنا شي ,,
ربى وهي تصف بعض الاكواب في صندوق الرحله : بنطلع مع السواق ؟؟
امها وهي تطلع الكيكه من الفرن : لا ! منصور بيودينا بسيارتنا ,, خلصي وخلي عنك السوالف هالحين ورانا شغل وما رتبنا اغرضنا يالله يا قليبي ,,
طاحت علبة المناديل على الارض ,, بيكون معها في نفس المكان ,, وين تروح ما تبي قربه ,, هل تميرض وتجلس مع ابوها في البيت ,,
والا وش السواة ما تبي تروح ضاق خاطرها ,, قربه ما يزيدها الا جروح وحزن ,, وصوره مكسوره ما تقدر تجمع قطعها ,,
ما انتبهت لامها وهي تنادي عليها : ربى وشفيك ما تسمعين ,, عنيد تبيك على التليفون ارفعيه من عندك ,,
طالعت فيها ربى وهي متخدره من التفكير ومشت بتثاقل للتليفون واول ما شالته وحماس العنود يوصلها : اخيرا يا دبه رديتي ,, ما تدرين وش كثر مبسوطه اننا بنقعد مع بعض كم يوم ,,
خلصت ريما من المشتريات بسرعه وحاسبت الكاشير وهي تستعجل العامل يودي الاغراض للسياره ,, وزاد شعورها بالسعاده وهي تحس انها ممكن تسوي شي مفيد للاسرتين
اول ما قفلت من منصور هذاك اليوم على طول شكرت رب العالمين انه يوفقها للخير
اول حاجه بتجمع الاهل في طلعة عائليه يفتقدونها ,, وثاني شي ودها لو منصور ينتبه لربى او ممكن يصير بينهم أي موقف يعتذرون لبعض من سوء الفهم اللي حاصل وترتاح ربى من ذا الهم اللي شايلته ,,ويمكن يصير شي ثاني بعد ليه لا!!!
وفي مكان ثاني لا يقل روووعه وحميميه عن بيت ام ربى كانت اسرة مساعد يتجهزون يطلعون للغداء في متجر مشهور يضم عدد من المطاعم والقهاوي المميزه
تانقت عبير وهي تحس برووح نشيطه تسري في جسمها ,, تحب رفقة ابوها كثييير ويساعده في ذلك سحر التواصل بينهم والتفاهم الممدود بدون تعيقدات ,,
حبت تكون غير عاديه فلبست لها بنطلون جينز ومعاه بلوزه بيضاء ولبست فوقه جاكيت من الحرير المبطن وبحزام يتوسط خصرها ,, لمت شعرها بطريقه راائعه ولفت الحجاب االملون بدرجات البيج على شعرها ,, حطت بلشر وغلوس بطريقه راائعه وظهرت لأبوها اللي كان ينتظرها في المجلس ,,
انطلقت السياره للمتجر وهي تمر بطرق اكثر من رائعه وهم يتبادلون اجمل التعليقات على شخصيات كل منهم ,,
بعد وصولهم بلحظات تذكر مساعد انه محتاج جوال متطور نزل حديثاً فأوصى عبير ان تتذكر شرائه ..
بعفويه ردت عبير : وش رايك اجيبه هالحين لين ما يجي الطلب الا انا عندك وعشان نحطه تحت المجهر وش رايك وهي تضحك ,,
مساعد : خذي غاده معك ولا تتاخرين ,,
استخدمت عبير المصعد حيث يوصلها بطريق اسرع ,, وتوجهت لقاعة الالكترونيات وهي تمر بقاعة الاقراص المدمجه انتبه لها شابان خليجيان وانطلقا يطاردنها وهم يتكلمون بصوت جهوري
.... : افتحي البلوتوث ...... عاد ندري حلووه ودلوعه لم تلتفت لهم
وهي تمسك بيد غاده وتسرع حيث انها قد مرت بذي المواقف من قبل
والشاب يقترب اكثر واصبح وجوده يضايقها ,,
مد يديه بورقه صغيره وقطعها عليه صوت رجل لا يجهل لهجته ابداً: انت ما تستحي على وجهك تلاحقها ,, خذ بعضك قبل انادي عليك الامن ,, وانت عارف وش معنى هالكلام انطلق الولد في اتجاه معاكس تماما وهو يبتعد بسرعه ,,
التفتت عبير للصوت الذي طرق مسامعها بقوووه وهي تجزم بأنه هو صاحب السلطه المطلقه في أي مكان يتواجد فيه ,,
طالعها بغضب وهو يقول : البنت اللي تسمح انها تكون لوحة عشان الرايح والجاي يتفرج عليها ,,لا تستبعد أي احد يمد يديه للمس ,, وانتي يااخت عبير وحده من هالبنات ,,
استنفز مشاعرها لابعد حد وهي ترد عليه بنفس اسلوبه : وانت حد قال لك من قبل انك قليل أدب وما تربيت ,,
طالع سلطان حواليهم وهو وده انها ملكه عشان يادبها بطريقته : مو جديد بنت مساعد تحكي بذا الاسلوب ,, عطيتني فكره واشكرك الان انك ثبتيها ,, وعطاها ظهره ومشى وهي تحس ان الغضب اللي كان من شوي اصبح شعور يهتز من الانكسار الذي لم تعهده من قبل ,,,,
دخل راكان المجلس المتواضع في ملحق ام نايفه برفقة خالها الخمسيني ,, وهو يتبادل معه الحديث في امور روتينيه ,, تفحص راكان المكان بنظرة الثاقب وشعر بالتردد ان يكون قد تسرع بهذا القرار ,,,
بعد لحظات من الهدوء قام خالها سعود للداخل يستحث اخته بتقديم القهوة للضيف وهو يرفع الصوت : تعالي يانايفه
كانت ام نايفه تناول اخيها الصينيه وهي تسئله عن الوضع وهو يطمئنها ان الرجل ميسور الحال ,, والامور راح تكون مبشره ,,
كانت نايفه تطالع نفسها للمره الاخيره ,,, رفعت شعرها بشكل متموج وثبتته ولبست تنورتها السوداء المعتاده ,,,, بحثت عن بلوزه مناسبه ولم تجد اكثر من تلك التي اشترتها في العيد الماضي بلون اللافندر ,,
امها وهي تستعجلها : لو انك حاطه كحيله والا نتفة روج ماكان احسن ,,
خذت نايفه الجلال ووضعته على شعرها بهدوء وهي وتلفه بيدها حتى تتحصن به من تلك العيون التي تنتظرها ,,,
فتح خالها الباب وهي تمشي خلفه فيماكان راكان يلعب بأزرار جواله وهو يجلس على الارض ,, فوقف بتلقائيه تقديراً لهم وعينه لم تفارق هذا الوجه البريء ,, ظلت نايفه تنظر الى الارض وهي تحس بحراره شديده في قلبها وتحس بنظراته تخرق جسدها ,, جلست خلف خالها وهي تحاول ان يكون بينهما حاجزاً
راكان وهو يبتسم لهم ولم يطفه انها تذووب خجلاً في حين ان توتره الذي كان يرافقه قد اختفى تماماً فهي تعتبر طفله بريئه جدا تسلى بهذا الوضع فأراد ارباكها وهو يشير للوحة التي تتوسط المجلس وهو يقول هذا ابوك يا نايفه : رفعت نايفه عينيها تجاهه وهي تحاول ان تحفظ للحظه فقط شكله ... سقطت نظراتها بنظراته في منتصف الطريق واصبح من الصعب عليها ان تستمر في الجلوس ,, احمرت يديها بقووه وهي تمسك طرف جلالها وتريد الوقوف للخروج ,
راكان وهو ينظر لها : نايفه ,,,,
استوقفها ندائه : وقفت شوي وهي تحاول انها تسمع وش يبي بدون ما تلتفت له : أي شي تآمرين عليه انا حاضر ........