((الجزء الثاني))
منتدى ليلاس
نزل من الطائره وهو يحمل حقيبته الرياضيه متوجها الى قاعة الترانزيت منتظراً انتهاء الاجراءت ,, جلس على المقعد وهو يجول بناظريه في المكان الواسع , لم يستهويه أي شي
ولم يرى الا شريط حياته يمر سريعا امام عينيه ,, قاسيه هي الحياة احيانا باحكامها ,, ام هي قرارتنا من تقسو علينا ,, كلما تذكر والداته يحس بمياه عينيه تمتلئان ويشيح بنظره بعيدا
كم كان مقصرا في حقها ,, لم يعرها أي اهتمام في السنوات الاخيره ,,
هل يستطيع ان يكفر عن خطاياه تجاه من رفعوا ايديهم بالدعاء له ,, اهتز الجوال بين يديه وهو يرى اسم صديقه فواز ينتظر قدومه للرياض على احر من الجمر
منصور : مرحبا فواز
فواز : مرحبا فواز وش فيك تقولها من دون نفس ترى ما به الا خشتي في المطار ,,
منصور وهو يحاول ان يخرج الضحكه بصعوبه
منصور : الله يهديك وش فيك لا تدف زين ,, بس مدري وش اقولك ضايقتن بي الدنيا مدري وشلون اقابلهم ,,
انا حتى ما عطيتهم خبر اني واصل لهم الليله ,,
فواز : وش المشكله واحد راجع لهله ويبي يسوي لهم مفاجأه .. فري ايزي لا تهتم بس متى بتقلع الطياره
منصور وهو عينه على شاشة الطيران .. تقريبا بعد ساعه ,,
انتهت المكالمه القصيره ومنصور بدأ بالعد التنازلي كي يرى اسرته الصغيره والمكونه من والديه
واخيه الكبير محمد ,, العنود ,, وسلمان ,,
كم حس بأشتياقه العارم لهم , تذكر كاتي ولقرفه من ذكراها طردها سريعا من مخيلته ,,
فتحت شنتطها الصغيره وهي تطلع اغرضها منها بسرعه ,, حست بحماس كبير لما عرفت ان ابوها عزم المدير الجديد .. وااااااااو ابي افش غلي فيه بس كيف ؟؟؟
سمعت صوت من بعيد : عبوووره ؟
عبير : مهاوي انا هووون تعالي ,,
دخلت اختها اللي تصغرها بسنتين وهي تفتح الباب على مصراعيه
مها : يقولك بابا خلصي بسرعه بيروح يشوف الخيول قبل يجي الضيف ,,
رمت كل شي من يديها وهي تنزل الدرج بخطوات متباعده وتتلاقى مع ابوها عند المدخل الرئيسي للفيلا التي احتضنتها الاشجار الكثيفه
ابو الجوهره : وش كل هالتأخير بيجي الضيف وحنا ما قضينا من طلبك
عبير بدلع راااايق : هالحين الضيف اغلى مني فديت عيونك
مساعد بضحك ابوي : الله يكون في عونه اللي بياخذك بتاخذين بعقله حلاوه فديت عيونك فديت قلبك ويالله
عبير : افااااا يا امير قلبي ودنيتي انا بنتك الضعيفه تعاون ولد الناس علي
مساعد : والله على حسب وهو ينظر لها بنظره حنونه ,,
عنده اربع بنات الجوهره وتزوجت من سنه ثم عبير سنه ثالثه ,, وبعدين مها سنه اولى ثم غاده اولى ثانوي واخر العنقود ,,,
طلع مساعد وعبير وهم يمشون في ساحة الفيلا متجهين للاصطبل وهي متعلقه فيه وهم يتمشون
سرح مساعد بفكره يحب بناته بالتساوي ولا يوم فكر انه يفرق في معاملته تجاههم بس عبير بالذات تحاول قدر الامكان انها تتعمق في علاقتها معه وتحوزعلى كل الغلا باسلوبها وحركاتها
دخلوا وجرت عبير بسرعه لفرسها الاصيله والي سمتها نجود وفكت رسنها وهي تمشي بهدوء معها تبي تركبها وتاخذ لفه على المزرعه قبل الغروب ,, ركب والدها فرسه ومشى خلفها وهو ينظر لها بأعجاب .. صحيح الله حرمه من نعمة الولد لكن عبير تساوي عنده الف رجل ومستحيل يساوم عليها ابدا ,,
يعجبه تهورها الطفولي وكبرياءها المثاليه وثقتها المفرطه في نفسها ,, حسسته بقوتها في كل موقف مر بهم ابتدى يسرع وراها وهي تحاول انها تستعرض بمهارتها امامه ,, وكل ما حاول اللحاق بها اسرعت اكثر والضحك يغمرها وهي تلتفت له وكان التناغم بينها وبين نجود في اعلى مستوياته
طالعت في ابوها وانفلت شعرها الكثيف بقوه على كتفيها وحجب عنها الرؤيه وارجعته للخلف بطريقه عفويه وهي تنظر الى ابوها اللي وقف فجأه ونزل يرحب بالضيف القادم
وصل سلطان في دقائق كانت ضحكتها هي المسيطره ولم يلتفت لوجوده احد ,, وكان هدوءه المبالغ فيه وانبهاره بما يراه امامه مماساعده على الدخول بصمت .. مشهد فاق كل خياله
مشهد تمنى ان يكون فيه هو بنفسه ,, العطف الابوي ,, الجو الاسري الضحك والسعاده التي يفقتدها بشده
وفوق هذا كله .. هذه الحسناء الصغيره ,, كان لشعرها الاشقر مع مغيب الشمس لون توهج في عينيه تمنى من كل قلبه ان تكون هي ,, لم يتضح من ملامحها سوى ذلك الشعر الكثيف والذي انهدر الى نصف ظهرها ,, احسس انه بالغ في سكوته فاشار الى ابو الجوهره يعلن حضوره
توجه لها مساعد وابتسامته الهاديه واضحه له
مساعد : حيا الله من جانا ,, حياك حياك
قرب سلطان ونزل من السياره وهي يتوجه للسلام على ابو الجوهره
وبعد لحظه التفت مساعد وهو يصيح بصوت مرتفع : عبير ارجعي هنا ..
امسك مساعد برسن فرسه وهو يرحب بسلطان حتى دنت عبير بالقرب منهم وتوجه اليها وهو يناولها الرسن
رفع سلطان عينيه بطريقه فضوليه وهو يحاول ان يملى عينيه منها ,, لم يتوقع ابدا ان تكون بهذا النضج ,, توقعها صغيره بل صغيره جدا ,, لكن ما تشاهده عينيه عجز مخه للوصول اليه
فتاه جميله تنطق ملامحها بالانوثه الطاغيه ,, امسكت بفرس ابيها وهي تبتعد عن اعينهم ولكن قلبها بدا بالضجيج ,, تسارعت خطواته وتوهجت خديها خجلا من فضوله الذي لم يخفى عليها
كانت هناك اشاره خفيه بينهم غابت عن الجميع الا سواهم ,, قرني الاستشعار ابتدى في الترقب والحيطه ..
اعتبرته عدوا ولكن لا تعلم لماذا ,, من مكالمه هاتفيه ارتبط في ذهنها بانه عدو يجب تأديبه ,,
نزلت من فرسها وهي تهرول للداخل ,, دخلت الفيلا من الباب الجانبي ,,
واسرعت لغرفتها وهي تصفق الباب بقوه وتمسك انفاسها المتوتره ,,
اسرعت لنافذتها وهي ترى سيارته البورش البيضاء ..
ثم توجهت للناحيه الاخرى حيث رأته يتمشى مع والدها دققت النظر ارادت حفظ كل تفاصيله ,,
اذهلها ما رأت ,,,,
قامت ربى من كرسيها وهي تسئل العنود عن عبايتها ,, وريما مشغوله بحديث جانبي مع خالتها ام محمد ,,
بس العنود صرخت فيها بتريقه : انتي وش مستعجله عليه وش بيكون في البيت يعني ,,
لا يكون فيه عريس الغفله
ربى ما تحب سيرة الزواج ولا خرابيط البنات من سالفة منصور لكن الجميع يجهل السبب وهي ترد عليها باسلوب يحمل الكثير من السخريه : ياحبكم لذي السوالف .. عريس وزواج.. كبري مخك شوي
وراي امتحانات نهاية الترم ,, قومي يالله
العنود : مافيه طلعه يعني مافيه طلعه ,, كفايه البارح كلمتكم امي بنفسها ولا جيتي ,, كفايه دلع ياهووو ,,
تعالي بوريك شغله .. قامت العنود وهي تجر ربى معها للصاله وصوت الجرس يدق يعلن عن وصول قادم ,,
مرت ربى للمدخل تبي تعبره للغرفه الجانبيه لكن صراخ العنود استوقفها وهي تطالع اخوها منصور ,,
رجعت ربى خطوتين بذهول لكن العنود اللي صرخت في امها والجميع تعلن قدوم منصور جعلها في حلم ,,
ما عرفت كم الوقت اللي كانت فيه مثل الصنم تطالع المشهد اللي مستحيل يروح من ذاكرتها وخالتها ام محمد تضم ولدها وهي تنحب بصوره تقطع الفؤاد ,,
والا عنود وهي تضمه وتمسك يدينه وتحببهم مثل وحده خايفه انها تفقد هالريحه مره ثانيه
حزنت من نفسها كثير ,, اكثر من حزنها منهم او فرحتها لهم
حست نفسها وحيده ومغدوره ومجروحه ومطعونه وكل احساس بالالم تمثل في قلبها الحين
لحظه رؤية من تعلقت به لسنوات مضت ,,
مسكت بيدها الكونسول الموجود في الممر ونست انها بدون حجاب ومنصور يرفع عينيه فيها
ثم يشيحها بدون ما يعيرها أي اهتمام
رجعت للخلف وهي تدور طريقها للمجلس الداخلي ,, احست بطعنة قاتله من موقفه هذا وحست بكرهه اكثر واكثر ,, كلمت ريما وهي تحاول ما تحط عينها بعين اختها وهي تقولها انتظرك بالسياره لا تتأخرين
دخلت السياره وهي ما تشوف اللي قدامها من كثر ما تجمعت عبرتها في حنجرتها وتبللت رموشها بقوووه وهي تحاول ما تطلع صوت صوتها اللي حبسته داخل صدرها
دخلت ريما وهي مستغربه جدا من تصرف اختها الغير مسئول ابدا
ريما : علامك وش السالفه حتى ما استنينا خالتي نهنيها بسلامة ولدها
ربى : وش خصنا بسلامة ولدها ورانا شغل كثير ولازم نرجع نذاكر والا نخمد
ريما تطالعها بأستغراب اكثر : ربى وشفيك منتي طبيعه مرررره ,, هلحين هذا تصرف نطلع كذا كننا ماعندنا ذووق
ربى : اتصلي عليها وقولي اللي بخاطرك ,, ما اشوف له داعي نجلس اكثر وهي تحاول تكتم شهقة طلعت غصب عنها
سكتت ريما وهي تحاول تسمع نفس ربى اللي ابتدى يخرج من دون ارداتها وخرج الوضع عن سيطرتها ,,
جلست العنود عند رجل منصور وهي تهمز له ساقه وهو يحكي لأمه عن رحلته المتعبه وكيف حب انه يفاجئهم بجيته ,, السعاده الليله تهبط على قلب ام محمد وهي تشوف ضناها يرجع لحضنها اخيرا
منصور بصوت كله ثقه : وش فيهم بيت خالتي طلعوا كذا عسى ما قطعت عليكم جلستكم
ام محمد : صحيح يالعنود وش فيها ريما طلعت بسرعه
العنود : مدري يمه ما حسيت فيهم ابد ,, ترى دخلة الغالي خلتنا نضيع علومنا ,,
منصور : ما شالله ربى كبرت وصارت عروسه
ام محمد بضحك : اذا تبيها بزوجك اياها ما راح تحصل احلى منها
منصور وهو يضحك اكثر : البيبي هاذي تزوجيني اياها هاذي تبي لها صغير زيها
بعدين وهو يبوس راس امه : عشان خاطر ولدك لا تجيبين سالفة الزواج جاته عقده وهو يضحك
ام محمد : الله يلوم اللي يلومك بس عاد غلطتك وتحملها
,,
اشرفت دلال على سفرة الطعام ومها وعبير واقفين يطالعون في تنسيق والداتهم الفائق
وعبير تفكيرها كله داخل مع ابوها ومديره الجديد ,, حضوره كان قوي في شعورها الباطني
شكله الملفت بتموجات شعره الطويل ولبسه الكاجول على طوله ومشيته اللي تأسر أي بنت
تذكرت نظرة عيونه الفضوليه وابتسمت غصب عنها
نادت عليها امها وهي تطلب منها تتصل على ابوها عشان يتفضلون على الاكل
لكن عبير فضلت انها تدق الباب الفاصل وهي تسمع صوت ابوها يرد عليهم انهم جايين
على كثر ماكان الحديث شيق بين الاثنين لكن سلطان كان مشغول بالبنت اللي خذت عقله في دقايق .. طول عمره يشوف بنات ويكلمهم سواء في مجال عمله او في سفره ,, بس ماعمرهم لفتوا انتباهه مثلها ,, اول شي صوتها وطريقة دلعها الطفولي ثم شكلها الخيالي ,,
قاموا على السفره اللي مرتبه لستة اشخاص بعنايه وجلس على يمين ابو الجوهره وهو يحس داخليا ان الجلسه هاذي وحميميتها ودفئها راح تاثر في مجرى حياته ..
كان ابو الجوهره يعامله مثل الاخ الكبير الحنون ,, واكتشف جانب من شخصيته العائليه
فتح ابو الجوهره قلبه لسلطان وتكلموا في شئون عائليه بحته تخصه بدون التطرق ابدا لجانب سلطان العائلي ,, حس مساعد ان سلطان ما يبي يتكلم عن عائلته واثر انه ما يضغط عليه اكثر
راقب سلطان الوضع والترتيب في الاكل والتقديم والصحون المرسومه بحرفنه راقيه
ابو الجوهره : الليله ما راح اخليك ترجع للرياض بالحالك
سلطان : ما تقصر يابو الجوهره في المرات الجايه ... لكن صوت مساعد كان اقوى
مساعد : انت في بيتك ومنت غريب وما راح اسمح لك ترجع بالحالك وخذ الجوال وهو يتصل على دلال : هلا يا حبي ,, غرفة الضيوف جاهزه ........ سلطان بينام عندنا ,,
اسقط في يد سلطان وما عاد يقدر يعترض ,, وكملوا عشائهم وخيال عبير جالس معهم على المائده ,,
سكرت نايفة التليفون من صديقتها خلود والتفت لامها الجالسه قريب منها ,,
نايفه : هاذي خلود تقول بيروحون لأبله مشاعل يهنونها بالسلامه خبطتهم عربيه بس الحمدلله ما صار لهم شي ,,
ام نايفه : ما تشوف شر الحمدلله على سلامتها ذا الضعيفه ,, وراه ما تروحين معهم
نايفه وهي تسحب نفس عميق : نروح يدنا فاضيه يمه ,, بتجي للمدرسه بعد كم يوم وبسلم عليها ,,
قامت نايفه تكمل شغل المطبخ وهي تحس بالحزن انها ما راح تقدر تشارك صديقاتها في زيارتهم
قعدت تتلهى بغسل الصحون بس ما فات على امها مشاعر بنتها الخفيه واللي صارت تشوفها مثل ما تشوف روحها ,,
اتصلت على صديقتها ام مشاري وطلبت منها دين لاخر الشهر ,, وبعد وقت قصير ونايفه تراجع لدروسها ,, سمعت صوت في الصاله
طلعت تبي تشوف امها وش فيها الا السواق يناولها مظروف ابيض ,,
استغربت نايفه من الوضع بس لما عرفت من امها ما قدرت تملك اعصابها وهي تحاول ما يرتفع صوتها
نايفه : ماله داعي يمه ورب البيت ماله داعي
ام نايفه : هما انا الحين عشان خاطرك وابيك تروحين مع صديقاتك
نايفه : يمه انا لو ابي كان قلت لخلود تحط لي معهم وبعدين ارجعه لها بس انا مابي ,, وش يحدنا ناخذ من الناس ,,
تنهدت امها بصوت مرتفع وهي تطلب لها من قلبها : جعلني اشوفك مستوره في بيت زوجك يا دنيتي ,, قومي نروح نشتري لها شي ونلحق على صديقاتك
دخلت نايفه وخذت لها شاور بعد المطبخ ,, ولبست لها تنوره جينز متواضعه ورفعت شعرها الاسود على شكل ذيل الفرس ورجعته ثاني
ما احتاجت للمكياج ابدا الا قلوس بسيط يرطب شفايفها المليانه وخذت عبايتها وهي تلفها على جسمها وامها تطالعها بفخر وما تشوف في هالكون بنت يفوق جمالها جمال نايفه
طلع راكان من بيتهم متجه لبيت اخته مشاعل القريب وهو واقف ينتظر شاف ليموزين تدور كم مره طلع من سيارته وتسند على الباب وهو يطالع في السواق اللي قرب منه شوي وشاف فيها حرمتين وحده منهم باين عليها كبيره في السن
فتحت الدريشه وهي تسئله: مساك الله بالخير يا ولدي ,, تعرف بيت خالد بن ...
راكان : قصدك بيت خالد بن .... ال
ام نايفه وهي تبي ترد عليه التفت لنايفه وهي تقولها : نايفه هو من ال
ونايفه بصوت واطي وتمسك فخذ امها تبيها تخلص من الرجال : أي
راكان : اجل وصلتوا هذا البيت ,,
فسح لهم الطريق وهو يتسند على باب سيارته ويشوف الحرمتين ينزلون وحده تكلم السواق وهي تقول لا تروح . انتظر بنرجع لك ثاني ,,
طلع فيهم راكان لحد ما دخلوا البيت بس ما خفى عليه مشية البنت وهي رايحه فيها من الاحراج
ضحك راكان في نفسه عليها : هذا واللي معها هي مكلمتني اجل لو هي
دق راكان على اخته يستعجلها عشان خالد
راكان : اقول لو اني انتظر رئيس دوله ما قعدت كل هذا
وضحكه مشاعل توصله وهي تدافع عن زوجها : طيب وليه ما دخلت ترتاح
راكان بتريقه : الله يسامحك تبين اجيك وانتي عندك كل هالحريم اصلا خالد يبي ينفذ بجلده
مشاعل : براحتك يالله وهي تبي تقابل ضيوفها
راكان : تصررررررررريفه ,, شغلك بعدين
مشاعل وهي تضحك وتصب القهوه على ام نايفه : اعذريني يا خالتي اخوي واقف على الباب بشوفه وارجع لك ,,
ام نايفه : لا يكون اللي دلنا على بيتك واقف من مبطي قبل نجيك وهو يحتري له احد ,,
مشاعل : طويل وابيض وعيونه حلوه وهي تضحك
ام نايفه : ما دققت زين وانا امك بس ما قصر اللي دلنا ,,
ظلت نايفه صامته وهي تراقب الوضع وطالعت في خلود اللي تسولف مع صديقاتهم عن المحل اللي كانوا فيه ,,
حلقت في عالم ثاني ,, ليه حست بالاحراج منه , وش يعني لها ولا شي,, بس ليه قلبها صار يدف وهي بتنزل من السياره هل هو يركز فيها بعد ما تدري ؟
طلع اخو ابلة مشاعل بس وش كل ذا الغرور اللي يحيط به وقفته نظرته
واضح عليه بدون ما يحكي ,,
اثارت فضوله ورغبته في معرفة من هي تزيد كل ما تذكر غطاها وسترها ما بان منها شي ,, حتى اصابع يدها مدخلتها بالعبايه ,, بس مشيتها فيها احراج وااضح كانت تمشي بسرعه ,,
في اخر المساء دخل مع خالد للفيلا وهي يمني نفسه انه يعرف عنها أي شي
سمع اللي معاها تناديها بنايفه ,, هذا الشي الوحيد اللي عرفه عنها .. من هي ومن بنته وش علاقتها باخته مشاعل ,,
دخلوا للصاله الداخليه ومشاعل تنتظرهم بفرح كبير .. سعادتها تكون في اوجها اذا شافت خالد وراكان مع بعض .. من سنوات طويله وعلاقتهم قويه وزادت بعد زواج خالد ومشاعل ..
استأذن خالد يبدل ملابسه وشافها راكان فرصه ذهبيه يسال مشاعل عن الضيوف اللي زاروها اليوم
راكان : تعالي هنا بسئلك الحرمه اللي دخلت عليك معها وحده نادت عليها تقول نايفه منهي
مشاعل وهي تغمز له بعينه : علينا هالاسئله ,, لا تلف ولا تدور
راكان : وش الف والا ادور الله يهداك ,, سوعال طبيعي من اخوك الطبيعي
مشاعل : حراااكات بس الله لا يحرمني منك
راكان : ايه ابتدت الادعية والماثورات .. يالله منهي هالبنت
مشاعل : وش تهمك فيه بعرف ؟؟
راكان : ولا شي بس جايين بلموزين وما يعرفون بيتك وبس
مشاعل : امممممم بس كذا ,, اوكي طالبه عندي وجت تسلم علي مع امها وبس وهي تضحك بصوت رااائع
راكان : ااه كذا صغيره يعني مو مدرسه من زميلاتك
مشاعل : يس يس ,, دخل خالد وانتهى معه الحديث اللي كان مختصر وبشده ,,
استأذنهم راكان وطلع وهو حاس انه متهور بهالفكره اللي خطرت في باله
لف بسيارته في شوراع الرياض من غير هدف ,,
بس شعوره المسيطر عليه انه يبي وحده ينبض لها قلبه بدا يزيد بس شلون ,, كل اللي تعرف عليهم يحبهم تحت شعار العشق والحب ثم يخفت هالشعور ويتولد الملل والطفش ,,
مافيه احد قدر يملك قلبه ,, يا ترى اذا تزوج زواج تقليدي بيرتاح والا بيظلم احد معه ,, شعوره بالذنب ان أي احد يشارك حياته ولا يحبه يأزمه ,, ما يعتقد انه صعب لذا الدرجه بس
قلبه غالي عليه كثير ويبيه للي تستاهل ,,
دق على مشاعل وهو يشوف الوقت متأخر بس رغبة جته وما قدر يبعدها عن نفسه
مشاعل وهي تضحك : فيه اسئله ثانيه سعادة الاخ الغالي
راكان : ايه هل تتوقعين انها تناسبني كزوجه ,,
مشاعل اللي كانت مستلقيه على الكنبه وتشوف خالد اللي يتصفح ايميله : عز الله اخوي موب صاحي ,, انت شفتها عشان تخطبها
راكان : لا بس مدري شي في مخي يقول اخطبها
مشاعل : راكان ترى بنت الناس مو لعبه تفكر كذا
راكان : ليه انا بتسلفها وبرجعها ,, انا بتزوجها على سنة الله ورسوله هي شينه يعني
مشاعل : مو مسألة شين والا زين ,, مسألة انه طول عمرك وانت تقول تبي وحده تحبها
وهاذي ما امداك شفتها من كم ساعه تبي تتزوجها .. خالد تعال اسمع اخوي وش يقول بس
خالد : يوووه طاح ابو الشباب ,, دون جوان البنات ,, من هي سعيدة الحظ
مشاعل : مدري سعيدة الحظ والا لا اهم شي ما ياخذ اثمها ,,
راكان : هالحين ان اخوك المسكين اللي يدور بنت الحلال تقولين اخذ اثمها ,,
مشاعل : قلبي افهمني بكره تعال بسولف معك ونشوف حل للموضوع ذا
سكر راكان بدون ما يطلع منها بشي مفيد بس حس قبل كل شي انه ممكن يتورط بهالسالفه
وشاف من الافضل انه يدرسها براسه ,,
دخلت نايفه وامها الملحق المتواضع ,, وعلى طول على غرفتها وهي تفصخ ملابسها وتلبس قميصها القطني ,, وتحرر شعرها وهي تحاول توظب شنطتها للمدرسه بكره ,,
طاف شريط اليوم في بالها زيارتهم وابله مشاعل وترحبيها بهم وصديقاتها والجو العام
واخو ابله مشاعل ...... طاح الكتاب من يدها بدون شعور ,,
حست بتأنيب الضمير ,, المفروض ما تفكر في شخص مو حلال عليها ,,
بس هو يفرض نفسه بقووووه في عقلها ,, لمحته من تحت الغطاء وهو يكلم امها ,,
لا لا لا اكيد مرتبط وله عايله وشلون افكر كذا !!!!!!
رمت كل شي من يدها واندست في فراشها وهي تتلحف وتحاول تهرب من افكارها اللي غزتها بدون مقدمات ,,
حست بحركة امها وهي تدخل الغرفه وتطفي النور وبعد صمت قصير تمددت ام نايفه في السرير الثاني وهي تقول : نمتى يا نيوفه
نايفه وهي تهمهم بصوت عذب : لبيه يمه
ام نايفه : قريتي اذكار النوم
نايفه : الحين يمه
ام نايفه : ما تخيلت مشاعل كذا ,, على كثر ما وصفتيها لي بعد اشوفها احلى واروق واشيخ بنت عرفتها ,, ذوووق وترتيب وسنع الله يحفظها
نايفه : لا تلوموني فيها يمه ,, مدري كيف خلاص بتنتهي المدرسه وخلاص مافي ابله مشاعل ثاني
ام نايفه : ما يكون الا خير نامي يا قلبي ,,,
غمضت نايفه بعد ما تذكرت ان غياب ابلتها القريبه منها راح يكون على الابواب وحاولت تنسى كل شي مع النوم ,,,,
ما جاه نوم ابد وهو في غرفة اقل ما يقال عنها مليئه بكامل الأحتياجات ,, حس انه مقيد وما يقدر ياخذ حريته فيها ,, مكان مو مكانه ,, جلس على الكنب المريح وهو يجول بنظره في المكان
فتح التلفزيون وهو يدور له فيلم ,, لفت نظره مجموعة افلام مرتبه بشكل دقيق
قام وهو متثاقل للشاشه ونزل على ركبته يطلع الافلام لمح البوم صغير بجنبها وسحبه وهو
متردد بس ما قدر يمنع نفسه وهو يشوف صوره عائليه لابو الجوهره وزوجته ومعاه بناته في بلد اوربي ,, استغرب انهم مو متمسكين بالحجاب ,, مع انه ابو الجوهره في قمة الاحترام ويحافظ على الصلاه ,, باين على الصوره مو جديده من شكل ابو الجوهره يمكن سنه اوسنتين وبنته عبير اللي شافها اليوم اصغر بشوي ,,
فتح الصفحه الثانيه وهو يشوف صور لمساعد وبناته تتكرر ,,
شاف لها صوره وهي تضحك بشكل مغري والكاميرا زوووم على وجههاا وشعرها الذهبي ,, تفردت في اغلب الصور خصوصا في صوره واضح انها جديده وفي المزرعه مع الخيول ,,
لو يحلم انه يشوفها من قريب يمكن يقول مستحيل ,, لكن الحين عرف ان الانسان لو تمنى شي ممكن يصير وبدون ما يتوقع ابد ,,
ما عرف ليه سحب صورتها فقط وهي بروحها من الالبوم وحس انه سارق والمفروض ما يتجرأ على فعل الحركه ذي بس الشعور القوي اللي في نفسه كان اقوى منه ومستحيل انه يأذيها ابدا
خذا الصوره وحطها في شنطته الصغيره بين اغراضه ورجع الالبوم في مكانه وسط الافلام وسكر الدرج والشاشه وجلس مسترخي يفكر في ملامحها اللي انحفرت في جفونه...
بعد ما دخلت ربى غرفتها رمت شنطتها وعبايتها على السرير وهي تقعد على حفة السرير نزلت صندلها بحركه خفيفه برجلها وصوت ريما في المدخل مع امهم يتكملون عن زيارتهم لبيت خالتهم ومفاجأه منصور لهم منصور .. منصور ... اووووه وهي تحس نفسها انسانه ثانيه مو هي
انسانه حاقده عليه قدر انه يدمرها بسهوله ,,
دخلت للحمام قبل تدخل ريما ,, وطالعت نفسها .. وش ناقصها .... ولا شي الا الكل يتمنى انه يكون كوبي عنها ... تتأثر من رجوعه كذا من هو وبصفته ايش اتأثر ,, هو ما عمره حس فيني
وما يعرف هل انا في خريطة العالم او لا ,,, صارت تبكي بحزن بكاء تخزن في خلاياها لمدة سنوات عجزت عن كتم هذا الحب ... حب من طرف واحد .... حب مبتور ماله امل ولا روح ولا حياة .. ما قدرت تستوعب هالتأثر من جانبها ... يعني شوفته تسوي لها كذا
اجل لو جلس معها وسالها عن احوالها هل بتنهار والا بتطلع كل اللي في نفسها له
هل ممكن انها تنتقم منه بطريقتها ؟؟؟
ربى ربى ... هذا اخوها الصغير عبدالرحمن عايلتها صغيره مره
ريما ثم هي وعبدالرحمن بعد ما صار لابوها اصابه في اثناء العمل .. اعفي من شغله وجلس بالبيت مع انه على مشارف الخمسين .....
غسلت وجهها بالمويه وهي تحاول تمسك نفسها بس صوت نشجيها اتعبها وما قدر تتحكم فيه
خذت نفس عميق وهي تحاول تطرد صورة منصور من بالها صارت تفكر في الجامعه والامتحانات
طلعت وعبدالرحمن واقف لها في الغرفه .. انشغلت انها تجمع اغراضها تبي ترتبها
وهو مازال ينتظر متى بتعطيه اهتمام
ربى : ايوه عبودي فيه شي ؟؟
عبدالرحمن : بغيت تشرحين لي مسأله صعبه شوي في الرياضيات
ربى : شووف ريما مصدعه حييييل ومافيني اشرح لك حبيبي ..
عبدالرحمن : ماهي ريما تقول انها مو فاضيه بتجلس مع ابوي شوي ,, وراها مذاكره
صرخت ربى بحده شوي : الله يخليك عبودي مني طايقه نفسي .. وقف عبدالرحمن وهو مستغرب تصرف ربى الغير طبيعي وخذ حاله ومشي وهو يقفل الباب وراه
طالعت ربى في الباب وحست بتأنيب الضمير وهي تسب اليوم اللي حبت فيه منصور
الحب شعور ما نقدر نسيطر عليه اذا غزا افئدتنا .... وتتغير معه شخصياتنا ونصير
اشخاص مفعمين بالحيويه والنشاط الراائع وبمجرد ما يكدر صفونا شي من هذا الحب
اندمرت نفسياتنا بصوره غير متوقعه حتى تأثر على طريقة تصرفاتنا مع الاخرين ,,,
في الصباح ومع بزوغ فجر هذا اليوم والارواح تصحو وتأمل بيوم اجمل من سابقه
والانفس الهادئه تطلب المزيد والانفس الثائره تطلب الهدوء والانفس الحائره تطلب الهدايه
وهناك روووح تطلب ان يكون لها حظ ونصيب في ما تامله .........
قام سلطان مع صلاة الفجر وهو يزيح الستاره المخمليه عن النافذه ويجول ببصره في انحاء المزرعه الكبيره ,,, فكر جديا في شراء واحده ,,, ما اجمل الشعور بعيدا عن صخب المدينه
واجواء العمل وزحمة الرياض وشوارعها ,,, تنهد بقوووه ,, ما اجملها ولكن من سيشاركه هذا
الجمال وهو يصر على احاطة نفسه بهذا الغموض
شعر بالرغبه في الخروج واستنشاق الهواء العليل ابدل ملابسه وهو يلبس له ثوب ابيض فقط
ويسرح شعره بيديه ويخرج الى المدخل الامامي ومن ثم الى الخارج وهو يحاول الا يجلب بخروجه أي ضوضاء للنائمين ,,
نزل بخطوات واثقه على الدرج الخارجي ومسك خط المشاه المرتب على جانبيه زهور صغيره
واخذ يفكر اين يذهب .... خطرت له فكره ان يلقى بنظره على الجياد ,,,
فتمشى حتى وصل الى باب الاصطبل ... وصل الى مسمعه صوت همس ومناجاه انثويه
استغرب وعندما اطل براسه الى الداخل وهو يزيح البوابه ويدخل بجسمه صهل جواد مساعد بقوووه وجفل من الغريب وثار اكثر عندما صرخت فيه عبير تطالبه بالسكون
انصدم سلطان من الموقف فهو لا يملك أي خبره في مجال الخيول ,, وحاول انه يهدئ من هيجان هذا الجواد ,, ولكن محاولاته بائت بالفشل فحاول ان يمسك بالرسن من يد عبير
فربما قوته كرجل تساعده ان يعسفه ولكن صوت عبير المتعالي يصدمه : انت وش فاكر عمرك
ابعد عنه ابعد عنه ......
سلطان وهو يبي يكسر راسها على هالدلع الماصخ : ابعدي انتي لا يهفك ذا الفرس المخبول
عبير وهي تشوف الوضع يتأزم : انت وش عرفك ... اتركه هو ما يحب الغرب ,,,, اطلع برى بسرعه
سلطان وهو يطالعها بنظرة احتقار ويرمي لها الرسن : ما توقعت ان بنت مساعد تكون وقحه كذا
ثارت عبير من كلامه وهي تبي تكون لها الكلمه الاخيره : حقير وهي تصد عنه وتمسك شملان فرس والدها وتحط يدها على عينيه وتمسحها بحركه سريعه
طلع سلطان وهو في نفسه شي واحد بس انه يكون له الحق عليها عشان يأدبها بطريقته الخاصه .............
في صباح بعيد عن هذا الصباح واكثر هدوءاً اتخذ راكان خطوه غير مسبوقه ولا مدروسه
ولكنه الاحساس القوي الذي يفرض نفسه في قلبه لم ينم طيلة البارحه وهو يفكر فيها عشرات المرات لم يملك عنها أي فكره او أي شكل مجرد فتاه عبرت من امامه
اين هذه السنوات التي مضت من عمره وهو ينتظر من يهفو لها قلبه ذهبت هدراً امام عباءه تلف جسداً صغيرا لا يتجاوز الثامنه عشره
اين دقات القلب الذي ينتظرها بشوق ولهفه تبخرت امام خطوات تمشي خجلاً منه ,,,
لماذا افكارنا وارائنا تتسرب منا بدون حول منا ولا قوة اذا لعبت الصدفه في حياتنا واشعلت في مشاعرنا احساس قوي يملي علينا التصرف هكذا
هل هو الهوى .....
مسك ساعته اللي تركها عند راسه وشافها تشير الى السادسه والنصف
خذ الجوال وارسل مسج لاخته مشاعل وقام يأخذ له شاور قبل يطلع للعمل ...........
على الطرف الثاني كانت مشاعل في فراشها وهي تكتب مذكره تنبيهيه في جوالها وصلها المسج
وهي مستلقيه براسها على المخده الوثيره
قامت بسرعه وهي تقعد : عز الله اخوي مب صاحي ...............