المنتدى :
المنتدى الطبي - Medical Forum
الدوار ..الحرمان من النشاط اليومي
الدوار ..الحرمان من النشاط اليومي
اضطرابات التوازن والدوار هي من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً وازعاجاً. فهناك أعداد لا تحصى من المرضى الذي يزورون عيادات الأطباء والاختصاصيين بشكل يومي من أجل ايجاد حل لهذه المشكلة.
فمن المعلوم بأن الشعور بفقدان التوازن أو الدوار يعتبر من أكثر المشاعر والخبرات ازعاجا على الاطلاق. ويعزى ذلك لأن نتائجها تمتد لتؤثر في جميع نواحي الحياة اليومية للشخص المصاب إلى درجة أنها تحرمه من القيام أو الاستمتاع بأبسط النشاطات اليومية كالمشي، التسوق، قيادة السيارة بل وحتى الوقوف باعتدال.
ولابد أن نوضح في البداية أن اضطرابات التوازن تعتبر السبب الأول والمباشر لأكثر الإصابات والجروح الناتجة عن السقوط جراء ذلك وخاصة مع كبار السن، ولسوء الحظ قد يجد المريض نفسه واحدا من الكثيرين الذين يعانون من هذه المعضلة وقد يجد نفسه مثلهم في حيرة كبيرة بعد حصوله على آراء متعددة ومتباينة عن سبب المشكلة بل.
وقد يشعر أنه قد أصبح عبارة عن حقل تجارب بعد قيامه بتناول أنواع لا تعد من الأدوية والأعشاب والوصفات الطبية بل والشعبية المختلفة مما يصيبه باحباط شديد فيظن أن ما يشعر به ما هو إلا من نسيج الخيال وأنه لا أحد يدرك تماما ما هي المشكلة! ولا أحد يتعاطف معه، فما هو العمل إذاً ؟!
والاجابة أن المريض قد يشعر بالراحة عندما يعلم أن مشاكل التوازن والدوار ما هي إلا كغيرها من المشكلات الصحية التي إذا تم تشخيصها بشكل صحيح ومنطقي يمكن بسهولة ايجاد حل وعلاج فعال لها.
كما أن المريض قد يشعر أيضا بالراحة عندما يعلم أن هذه المشاكل هي ليست إلا أعراضا مرضية وليست مرضاً بحد ذاته. وعليه، فمعالجتها يجب أن تتم بطريقة صحيحة تبدأ أولاً بالتشخيص السليم ومن ثم العلاج. يتم هذا عادة بدراسة عميقة ومفصلة للحالة بالإضافة إلى عمل جميع الفحوصات المخبرية اللازمة.
تحديد المشكلة
أولاً يجب أن نتفق على تسمية صحيحة واضحة ومفهومة لما نشعر به لنتمكن أو يتمكن الاختصاصي من وضع يده على السبب الرئيسي للمشكلة. ويتم ذلك عن طريق التمييز بين شعورين واضحين وهما:
ـ هل تشعر بالدوار أو الدوخة: أي هل تشعر أن الدنيا تدور من حولك أو أنك تدور حول نفسك كأنك في دوامة ؟ يشبه هذا الشعور ما كنا نحس به حين كنا نلعب في صغرنا لعبة الدوامة وهي أن نلتف بسرعة عدة مرات بشكل سريع ونتوقف فجأة فنشعر أن الدنيا ما زالت تدور وقد نقع على الأرض ونضحك!
ربما كان هذا الأمر مضحكاً ومسلياً عندئذ لأنه كان مؤقتاً وطريفاً. لكنه ليس كذلك أبداً عندما يأتينا فجأة من دون سابق إنذار ويستمر لفترات طويلة يصاحبه شعور بالغثيان.
ـ هل تشعر بحالة من عدم التوازن، كأن الأشياء تميل من حولك، أو أنك لا تستطيع أن تقف بشكل صحيح ؟ وهل تشعر بأنك لا تستطيع السير لوحدك من دون التمسك بشئ أي أنك تترنح ذهاباً وإياباً ؟
إذا كنت تعاني من الأعراض المذكورة في الحالة الأولى فالمشكلة بلا شك وبنسبة 96% تعود إلى خلل في وظائف الأذن الداخلية. أما إذا كانت الأعراض مشابهة لما ورد في الحالة الثانية فإن الأمور تصبح أكثر تعقيداً.
وذلك لأن الأعراض قد تكون نتيجة عوامل كثيرة وتحمل معاني مختلفة: ولسبب ما، أول ما يتبادر إلى أذهان بعض الأطباء قليلي الخبرة والكثير من المرضى أن سبب مشاكل اختلال التوازن تعود ربما إلى وجود أورام دماغية أو مشاكل عصبية خطيرة ولكن في حقيقة الأمر فإن هذه الاحتمالية تعتبر نادرة جداً، لأن غالبية مشاكل التوازن ليست دلالة على مشاكل صحية خطيرة حتى لو كانت الأعراض المصاحبة شديدة.
ولحسن الحظ فإن الكثير من الحالات المرضية الشائعة لها نفس الأعراض، كما أن السبب الأكثر شيوعاً لحدوث الدوخة ينتج عن اضطرابات في وظائف الأذن الداخلية.
( البيان )
|