كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لم تحاول السيدة العربية التحدث الي صوفيا و الحقيقة انها كانت تخافها بعض
الشيء فقد فشلت مهمتها التي اتت من اجلها و اصبحت تبعد عن ديفيد الآن
بمئات الكيلومترات ! و لن تري عينيه تشعان بالبريق عند رؤيتها فجأة .. و
نظرته الحنون الرقيقة التي تتمني رؤيتها الآن بدلاً من عيني كارل المملوءتين
بالاحتقار و اللامبالاة .
و لم يكن الهودج من الداخل مريحاً .. و كانت فكرة بقاها في هذا المكان لمدة
اربعة ايام او خمسة تصيب صوفيا بالاختناق .. و اخذت تفكر ماذا تفعل ؟ هل
ستظل حبيسة هذه القافلة طويلاً ، ثم تعود بعد ذلك الي انجلترا و تتخلي عن
احلامها العريضة التي اتت بها الى هذا المكان ؟ انها لم تصل الي هدفها بعد و لكي
تظن انها تخلت عنه
و فتحت صوفيا الهودج بيدها و اشارت الي احد الفرسان للاقتراب و حاولت ان
تتحدث اليه بالعربية فنظر اليها الرجل بدهشة لدرجة جعلها تظن انها اخطأت في
الحديث فرددت ثانية :
- جمل .. اريد شراء جمل .
اشار الرجل دهشاً الى القطيع فاجابته صوفيا بالايجاب و لحق الفارس برفاقه
فتوقفت الحافلة عن السير .
و رفضت القافلة بيع احد الجمال الي صوفيا اما خوفاً من تركها وحيدة في
الصحراء .. او من الابتعاد عن احد حيواناتهم ، و تحدث الرجال طويلاً بلهجة
غير مفهومة و اخيراً قرروا الموافقة علي طلبها .
و دفعت صوفيا ثممناً مرتفعاً لشراء الجمل و الرحل و المؤن اللازمة للسفر و لم
تهتم صوفيا بهذا الثمن فقد كان كل ما ترجوه الآن اللحاق بـ كارل .
و صعدت صوفيا فوق الجمل ثم لوحت الي رجال البدو بيدها مودعة اياهم وثم
اتجهت نحو الشمال .
و كانت خطة صوفيا تتلخص في اقتفاء اثار كارل حتي تلحق به .. و هي تعرف
جيداً انه لم يكن علي عجلة من امره .. لذا فإسرعت هي الخطي بعض الشيء
يمكنها اذن ان تلحق به قبل المساء .
و عند فكرة لقاء كارل كانت تشعر برعشة غريبة تتملكها و الحقيقة انه لن يسعد
بلقائها .. في البداية علي الاقل .. ولكنهما سيتفهمان بعد ذلك .
و ربما تتمكن من اقناعه بمرافقتها حتي الحجار ؟
و ظلت صوفيا تقتفي اثار كارل بسرعة شديدة و كانت في هذه اللحظة قد
تأكدت من ان القافلة ابتعدت عنها كثيراً و اصبحت الفتاة وحيدة في الصحراء
لأول مرة فشعرت بشيء من العصبية .. لا .. لست أخاف و سلتحق بـ كارل
.
و كانت الصحراء تبدو امامها كأنها لا نهاية لها .. و كم كانت تتمني ان تجد اي
شخص امامها و كان يحوم حولها نسر طوال الطريق .. و بدأت صوفيا تجد صعوية
في اقتفاء الاثر .
و بعد ساعات طويلة بدأت الشمس في الغروب و شعرت صوفيا بالحزن الشديد
لاقتراب الليل ، و قالت صوفيا لنفسها بصوت عال كنوع من التشجيع :
- هيا يا صوفيا فـ كارل ليس بعيدا الآن ، ولابد من مواصلة السير ...
و فجأة ماتت الكلمات علي شفتي صوفيا ، فقد وجدت امامها اثنين من الفرسان
يجريان نحوها .. و ظلا ينظران اليها ثم تحدثا معاً ، ولاحظت صوفيا انهما مزودان
باسلحة فشعرت بالخوف يعتريها .
******************
يتبع
|