كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
- لماذا تحاول دائماً ان تبدو كريهاً ؟
- لأنني ارغب في التخلص من طفلة مدللة تبحث عن الاحاسيس و المشاعر القوية
! .
و ضربت صوفيا الارض بقدميها لشدة غضبها .
- انت لا تعرفني فما الذي لتكوين هذا الرأي ضدي ؟
و استشاطت غضبا ً فهذا الشخص يسبب لها ضيقاً غير محتمل !
- آه ، انت تظنين انني لا اعرفك ان موقفك تجاه الآخرين كفيل بتعرفيك فعند
بداية تعارفنا طلبت مني اصحبك الي الحجار و لم يخطر علي بالك للحظة واحدة
ان هذا الامر قد يعترض مشروعاتي ، انك تهتمين فقط بمشاكلك الصغيرة فكل ما
يعنيك من الأمر هو حل هذه المشاكل التي تشغلك فقط يا عزيزتي .
- خطأ و انا اعترض علي هذا ! فهذه ليست طريقتي !
- حقا ؟
و كان لا يزال ينزل الامتعة من فوق ظهر الجمل دون ان يمنحها ادني اهتمام و
سخطت صوفيا سخطاً شديداً و لكن في صمت و قررت في نفسها ان هذه
التصرفات من قبل رفيقها لابد ان لها اساساً ، ثم اقتربت منه .
- هل يمكنني مساعدتك ؟
و فتش كارل في الجراب الخاص به ثم اخرج منه علبة طعام محفوظ و قطعة من
الخبز الجاف .
- انت تدعين انك طباخة ماهرة علي ما اعتقد ؟
و قد حان الوقت الآن لاستعراض مواهبك ، ستجدين جميع الادوات اللازمة في
هذه الحقيبة .
وقد كانت صوفيا قد تابعت اكثر من مرة كيف يشعل الحداة النار في الصحراء و
اعتقدت لاول وهلة ان الامر سهل ، فاخذت تجمع قطع الحطب الملقاة بينما كان
كارل لا يزال منهمكاً في عمله .
ووجدت في الحقيبة اناء و وفتاحة علب و مسندا من المعدن لوضعه فوق الحطب
و توصلت صوفيا في النهاية الي اشعال النار و اخذت تراقب بسعادة محتويات
الاناء الذي وضعته فوق النار .
و قال كارل :
- ليس سيئاً .
- ليس سيئاً لفتاة مدللة غير محتملة .. اهذا ما اردت قوله ؟
و لأول مرة منذ رأته وجدته يبتسم ابتسامة صافية و كان وقع ذلك عليها رائعاً
.. فكانت عيناه تشعان بالحياة و دبت الحيوية في جميع ملامحه و اختفت القسوة
التي ترتسم علي وجهه تماماً و تأملته صوفيا متعجبة من هذا التغير المفاجيء .
ثم قالت له :
- لابد ان تضحك كثيراً .. لقد تغيرت تماماً .
و عند سماع هذا الحديث اكفهر وجهه ثانية ثم اشاح بوجهه عنها و قال لها بطريقة
مقتبضة :
- ان الحياة لا تسمح لي بالمزيد من هذا .
ثم تناول اناء اخر مملوء بالماء .
- هل تشعرين بالعطش ؟
- اوه ، نعم .
******************
يتبع
|